وأضاف خطيب زاده، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، يوم الأحد 16 نوفمبر (تشرين الثاني): "البرنامج النووي الإيراني السلمي، في اللحظة التي أتحدث فيها إليكم، لم يُمسّ، وسنواصل حمايته".
وأضاف أن الهجمات الأميركية والإسرائيلية دمّرت "عددًا من البنى التحتية والمباني والمعدات" المرتبطة بالأنشطة النووية، لكن البرنامج النووي الإيراني "قائم بالكامل على المعرفة المحلية" و"منتشر في أنحاء بلدنا الكبير".
وتابع قائلاً: "هذا بلد لا يمكنكم قصفه ثم تتوقّعون تدمير كل شيء".
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أكد مرارًا أنّ البرنامج النووي الإيراني دُمّر، إثر هجمات الولايات المتحدة على مواقع "نطنز" و"فوردو" و"أصفهان"، خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا.
ورغم ذلك، تستمر التساؤلات حول مصير البرنامج النووي الإيراني، خصوصًا مخزون اليورانيوم المخصّب.
وبحسب تقييم أولي لوكالات الاستخبارات الأميركية، نقله تقرير شبكة "سي إن إن"، يوم الأحد 16 نوفمبر، فقد تضرّرت ثلاثة مواقع نووية إيرانية بشدة، لكن البرنامج النووي في طهران ربما تأخر فقط نحو عامين.
إصرار إيران على مواصلة التخصيب
وجدّد خطيب زاده، خلال المقابلة، تأكيده أن البرنامج النووي الإيراني "ذو طبيعة سلمية بالكامل" ويهدف فقط إلى "تأمين الطاقة".
وقال إن أي مفاوضات محتملة بين طهران وواشنطن لن تكون ذات معنى ما لم يُعترف فيها بـ "حق إيران في مواصلة التخصيب".
وأضاف: "وهم التخصيب الصفري، أو محاولة حرمان إيران من حقوقها الأساسية، لن يكون خيارًا مقبولاً بالنسبة لنا".
وامتنع عن الإجابة عمّا إذا كانت طهران تخصّب اليورانيوم حاليًا.
وقبيل الحرب، التي استمرت 12 يومًا، عُقدت خمس جولات من المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، لكنها وصلت إلى طريق مسدود بسبب إصرار إيران على مواصلة التخصيب داخل أراضيها.
وذكر تقرير لوكالة "بلومبرغ"، يوم السبت 15 نوفمبر، أن "الغموض النووي" الإيراني ازداد بعد الحرب؛ حيث إن طهران لا تسمح منذ أشهر بتفتيش منشآتها.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد ذكرت، في تقرير سرّي، يوم الأربعاء 12 نوفمبر الجاري، إنها فقدت القدرة على التحقق من مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، منذ بدء الحرب مع إسرائيل.
علاقات وثيقة جدًا" مع روسيا والصين
وفي جزء آخر من المقابلة، أكد خطيب زاده أن إيران لديها "برامج عسكرية مشروعة" تهدف إلى "الدفاع عن المصالح والأمن القومي".
وعن وضع برنامج الصواريخ الإيراني، قال إنه بعد حرب الـ 12 يومًا في "مرحلة إصلاح واستعادة".
وأضاف أن لطهران "علاقات وثيقة جدًا" مع موسكو وبكين، وقد تشكّلت هذه العلاقات "قبل فترة طويلة من التطورات الأخيرة".
وكانت شبكة "سي إن إن" قد ذكرت، في 29 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن طهران، رغم عودة عقوبات الأمم المتحدة التي تحظر بيع الأسلحة والتجهيزات الصاروخية لإيران، تعمل مع بكين على إعادة بناء برنامجها الصاروخي.
ووفق التقرير، فقد أُرسِل نحو ألفي طن من بيركلورات الصوديوم- وهي المادة الأساسية لإنتاج الوقود الصلب للصواريخ المتوسطة المدى- من الصين إلى ميناء بندرعباس في إيران، بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا.