حزب الله يمهد لانتقال قيادات حماس إلى لبنان.. وخبراء يحذرون من مصير غزة

تكبر الضغوط على لبنان بشكل واسع سواء كان ذلك على المستوى الداخلي أو الدولي، وتظل الملفات عالقة بلا أي حلول بسبب ربط حزب الله الساحة اللبنانية بغزة.

تكبر الضغوط على لبنان بشكل واسع سواء كان ذلك على المستوى الداخلي أو الدولي، وتظل الملفات عالقة بلا أي حلول بسبب ربط حزب الله الساحة اللبنانية بغزة.
تهديد إسرائيلي لهجته جديدة، يؤكد عزمها على احتلال مناطق لبنانية إن لم ينسحب حزب الله، حيث قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، لنظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه، إنه في حال لم ينسحب حزب الله فإن إسرائيل "ستكون قريبة من حرب شاملة" معه.
وتابع كاتس: "إسرائيل ستحارب حزب الله في كل أرجاء لبنان، وستحتل مناطق واسعة في الجنوب اللبناني، وستبقى هذه المناطق تحت سيطرة الجيش كمنطقة أمنية".
ملف جديد أيضا برز على الساحة اللبنانية، وهو الخوف من نقل قادة حماس إلى لبنان، بعد تخلي تركيا وقطر عنهم.
هذا ما عبر عنه قائد القوات اللبنانية السابق فؤاد أبو ناضر، في تصريح له عن "سماح حزب الله لحركة حماس مجدّداً بمعاودة إطلاق الصواريخ من الجنوب باتّجاه إسرائيل،" مشدّداً على "رفض بقاء الجنوب أرضاً سائبة للفلسطينيين وغيرهم، ويتصرّفون فيها كأنّها حماس لاند".
وقال: "نخشى ما نخشاه أن يكون حزب الله يُحضِّر الأرضية لانتقال مسؤولي حماس وكوادرها من قطر وغزة إلى لبنان".
تخوفات انتقال قادة حماس إلى لبنان
وحول التخوفات من انتقال حركة حماس إلى لبنان بعد رفض تركيا استقبالها؟ أكد الباحث والكاتب السياسي الدكتور ميشال الشّمّاعي لـ"إيران إنترناشيونال" أن مَن يقرّر في هذا السياق هو الحكومة اللبنانية؛ والكلّ يعلم أنّ هذه الحكومة مُسيطَرٌ عليها من قبل منظمة حزب الله، حليفة حماس.
وأضاف: احتمال موافقة الحكومة على مثل هذا الاقتراح وارد بنسبة كبيرة، وقد يكون المقترَح يقضي بحصر وجود حماس في أحد المخيمات الفلسطينية، على الأرجح مخيم عين الحلوة؛ لجعل هذا المقترح مقبولًا.
وأكد أن أي اقتراح من هذا النوع هو مرفوض جملة وتفصيلًا، وقد لا تقبل به المعارضة الوطنيّة اللبنانيّة؛ وباعتقادي سيواجَه بكلّ الوسائل السياسيّة المتاحة، وإن اقتضى الأمر قد يتحرّك الشارع المعارِض للضغط على الحكومة كي لا تقبل هذه المقترحات.
وتابع: حتّى التوجّه إلى المجتمع الدولي ممكن أيضًا في هذه الحالة، لتجنيب لبنان المزيد من "تقنين" الاعتداء عليه من قبل العدو الإسرائيلي خدمة لمحور الممانعة.
وأوضح الباحث والكاتب السياسي الدكتور ميشال الشّمّاعي أنه بنهاية المطاف، فأي اعتداء تتعرّض له الدولة اللبنانية من قبل العدو الإسرائيلي لن يكون في خدمة القضية الفلسطينية، القضية المحقّة والأسمى إنسانيًّا، ولا بالطبع في خدمة مشروع الدولة في لبنان، بل ذلك سيعزّز نظرية تدمير الدولة خدمة لمشروع "الدويلة" التي باتت بحدّ ذاتها هي الدولة نتيجة تضامن حلفائها اللبنانيين معها. من هذا المنطلق، أي ضربة للبنان ستكون ضربة معلّلة لأنّها ضربة لدولة حزب الله.
وأوضح الشّمّاعي أنه أمام هذه المستجدّات، نأخذ التهديد الإسرائيلي على محمل الجدّ، ولا سيّما أن العدو لم يعد يكترث لانسحاب جزئي لمنظمة حزب الله بضمانات دولية؛ وما عزّز هذه الفرضيّة أكثر هو نعي منظمة حزب الله المبادرة الفرنسيّة الثانية. وهذا ما سيدعم وجهة نظر العدو الإسرائيلي أكثر بالقضاء على بنية منظمة حزب الله العسكرية بالكامل، تماهيًا مع ما قام به مع حركة حماس في غزّة.
وأشار إلى أنه على ما يبدو فإنّ مشروع تصفية قادة الحزب الذي بدأ بعد إعلان هجوم السابع من أكتوبر الاستباقي- كما أسمته المنظمة- آيل إلى الاستكمال والتصعيد. ففرضية تكثيف الضربات مرتفعة جدًّا. ولا يمكن استبعاد فرضية أي دخول عسكري إلى جنوب لبنان. لكن باعتقادي أنّ ذلك لن يتمّ إلا قبل الانتهاء من عملية رفح التي باتت خطوطها واضحة.
وحذر من أنه في هذه الأثناء، قد يستمرّ العدو بتدمير ما يستطيعه من بنى تحتية عسكرية لمنظمة حزب الله، واغتيال قادتها، تمهيدًا للمرحلة التالية التي قد تكون الدخول العسكري.
وأكد الدكتور ميشال الشّمّاعي أنه يمكن تجنّب تجرّع هذه الكأس بالكامل في حال أعلنت منظمة حزب الله تسليم سلاحها بالكامل إلى الدولة اللبنانية تنفيذًا للقرار 1701، وهذا باعتقادنا يعتبر بمثابة انتحار وجودي لمنظمة حزب الله، لأنّه يناقض مشروعها الأيديولوجي وعلّة وجودها. لذلك نقول: حمى الله لبنان.

بابك زنجاني المتهم بأكبر ملف فساد في تاريخ قطاع النفط الإيراني ينال عفوا من المرشد علي خامنئي بعد 9 سنوات من إصدار حكم الإعدام بحقه.
في 5 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2015، انعقدت الجلسة الثالثة لمحكمة قضية الفساد النفطي الكبرى في إيران، وتمت قراءة لائحة الاتهام للمتهمين في محكمة الثورة.
وكان باباك زنجاني المتهم الرئيسي في الملف أكثر ابتهاجا في هذه المرة من المحاكمات، مقارنة بما كان عليه في المرات التي سبقتها.
في بعض الأحيان، أثناء قراءة لائحة الاتهام، كان يدير رأسه نحو المتهمين الآخرين، مهدي شمس زاده وحميد فلاح هروي، ويضحك.
ولدى دخوله إلى قاعة المحكمة، ألقى التحية على أحد المحامين الحاضرين في الجلسة. فقال له المحامي أتمنى بعد انتهاء المحاكمة أن تضحك أنت والناس. وأجاب زنجاني: "كلنا نضحك، لا تشك في ذلك".

والآن، أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية أصغر جهانجير، أنه "بسبب التعاون الذي قدمه زنجاني أثناء سجنه خلال 10 سنوات قضاها في الحبس، تم تحديد ممتلكاته في الخارج، وتقييم قيمتها بعد إرسال الخبراء المختصين، وتمت إعادة ممتلكاته إلى البلاد، وبتقرير الجهات المختصة بشأن إعادة الممتلكات تم تقديم طلب العفو لبابك زنجاني من قبل القضاء، ومطالبة رئيس السلطة القضائية بذلك. وبموجب المرسوم، وبموافقة رئيس السلطة القضائية، وعفو المرشد علي خامنئي، تم إلغاء حكم الإعدام الصادر بحقه وتحويله إلى السجن لمدة 20 عاماً".
مَن هو بابك زنجاني؟
من مواليد عام 1974 والمتهم الأول في قضية الفساد الكبرى التي شهدها الاقتصاد الإيراني. وادعى هو نفسه أنه كان سائق رئيس البنك المركزي آنذاك أثناء خدمته العسكرية، وبهذه الطريقة كان يعمل في وساطة العملات لصالح البنك المركزي. وهي الرواية التي نفاها البنك المركزي.
والمعروف أنه بدأ تعاونه مع مقر خاتم الأنبياء، التابع للحرس الثوري الإيراني، من خلال بعض المعارف والوساطات.
في السابق، كان زنجاني ينشط في إنتاج العطور في جزيرة كيش، وتجارة جلود الأغنام المدبوغة وتصديرها، وبعد ذلك في نقل الأموال بين البلدان.
لكن أصل الحكاية بدأت عندما أصبح رستم قاسمي، القيادي في الحرس الثوري، قائدا لمقر خاتم الأنبياء عام 2007، والتقى ببابك زنجاني عبر وسطاء ومعارف.
في جلسات المحكمة في قضية الفساد هذه كان تتم الإشارة إلى اسم مختصر بعنوان "أ. و. د" باعتباره الداعم والممثل لبابك زنجاني في مجموعات الحرس الثوري الإيراني.
الاسم المذكور في المحكمة لم يكن سوى أحمد وحيد دستجردي، الرئيس التنفيذي السابق لمؤسسة "تعاون" التابعة للحرس الثوري الحرس الثوري الإيراني ونائب وزير الدفاع السابق.
ملف الفساد النفطي.. بابك ورستم والأصدقاء
بدأ تعاون بابك زنجاني مع وزارة النفط الإيرانية في عام 2010. وحينها، كانت العقوبات على بيع النفط الإيراني قد منعت تصدير أهم مصدر من مصادر الدخل للنظام الإيراني، وأصدر علي خامنئي أمرا يقضي بضرورة التحايل والالتفاف على العقوبات.
دخل بابك زنجاني مجال مبيعات النفط بعد تجربة نقل الأموال لمقر خاتم الأنبياء التابع للحرس الثوري الإيراني، وشراء بعض المعدات من الخارج.
وعندما تولى رستم قاسمي رئاسة وزارة النفط عام 2011، أصبح بابك زنجاني أهم ناشط في وزارة النفط لبيع النفط الإيراني.
ولاحقاً قام بشراء بنك إسلامي "FIIB" في ماليزيا لتحويل أموال النفط المباع، وتسديد دفعات وزارة النفط للمقاولين الأجانب بهذه الطريقة.
كما قام أيضًا بإنشاء شبكة صرافة في الإمارات العربية المتحدة وطاجيكستان، جنبًا إلى جنب مع بنك ماليزيا، للمساعدة في استكمال هذه الشبكة المالية.
خلال هذه الفترة، كان يتلقى خطابات الاعتماد من مقر خاتم الأنبياء التابع للحرس الثوري الإيراني من خلال الفروع المختلفة لبنكي "ملي" و"ملت" في الداخل الإيراني، ويقوم بصرف العمولات واستلامها في الخارج من خلال شبكته المالية الخاصة.
وفي عام 2012 تم تحويل مبالغ مالية ضخمة في حساب بنكه الخاص بتوقيع من 3 وزراء ورئيس البنك المركزي في حكومة أحمدي نجاد، لتبدأ قضية أكبر ملف فساد شهدها الاقتصاد في إيران.
في العام ونصف العام الأخيرين من حكومة أحمدي نجاد، حصل بابك زنجاني على 14.5% من مبيعات النفط، بالإضافة إلى حصوله على بعض شحنات النفط للبيع في المياه الدولية. وفي النهاية ارتفعت نسبة ديونه إلى 2 مليار و967 مليونا و500 ألف يورو لوزارة النفط الإيرانية.

في تلك السنوات أقدم زنجاني على شراء شركة طيران "قشم"، كما استثمر في بعض الأفلام السينمائية، وامتلك نادي "راه آهن" في طهران، بالإضافة إلى العشرات من الأملاك والعقارات في طهران ولواسان وقشم وجزيرة كيش. كما اشترى زنجاني شركة "أنور إير" في تركيا.

لكن وبعد تغيير حكومة الرئيس الداعم لزنجاني، وتولي حسن روحاني رئاسة الجمهورية، وتعين وزير نفط جديد هو بيجن زنغنة، بدأت أزمة فساد زنجاني في الظهور، وطالبت الحكومة الجديدة زنجاني وشركاته بدفع ديونه لوزارة النفط.
زنجاني والباسيج
وقبل أشهر من اعتقاله كان زنجاني يعرف نفسه بأنه أحد عناصر الباسيج الناشطين في المجال الاقتصادي، كما انتشرت له صور في طائرته الشخصية وهو بجوار حسن ميركاظمي، أحد العناصر المقربين من الحرس الثوري، وهي صور أثارت جدلا واسعا آنذاك.
اعتقال بابك زنجاني
وأخيراً، وبعد توتر كبير بين حكومة روحاني وبابك زنجاني، تم اعتقال ملياردير النفط بابك زنجاني في 30 ديسمبر (كانون الأول) عام 2013.
وفي الفجوة الزمنية البالغة حوالي عامين بين الاعتقال وإجراء المحاكمات، كشف المسؤولون الحكوميون والبرلمانيون آنذاك عن معلومات متضاربة حول ملفه.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) عام 2015 وبعد 26 جلسة من المحاكمات، قال المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران آنذاك محسني إيجه إي: "بابك زنجاني ومتهمان آخران في قضية الفساد المالي، وبموجب الحكم الصادر عن المحكمة الابتدائية تمت إدانتهم كمفسدين في الأرض وحكم عليهم بالإعدام".

وأضاف: "إلى جانب عقوبة الإعدام، حكم على المتهمين في القضية بغرامة يجب ردها إلى المدعي، أي شركة النفط".
في 15 يناير (كانون الثاني) 2017، أُعلن أيضًا عن اعتقال "علي رضا زيبا حالت منفرد" باعتباره الصندوق الأسود لبابك زنجاني. وقد اتُهم بحيازة جزء من ممتلكات بابك زنجاني في ماليزيا ثم في جمهورية الدومينيكان، وتم تسليمه إلى إيران وحُكم عليه بالسجن لمدة 20 عامًا.
تخفيف العقوبة
كان هناك بند في الحكم الصادر بحق بابك زنجاني يؤكد أنه "إذا تعاون في إعادة ممتلكات وديون وزارة النفط، فيمكن أن يحق له الحصول على تخفيف للعقوبة".
وخلال هذه السنوات، تمت مصادرة أجزاء من ممتلكاته مثل العديد من المنازل السكنية، ونادي "راه آهن" في طهران، وشركة طيران "قشم"، وما إلى ذلك، وتم تسليم هذه الأموال إلى وزارة النفط.
وبقي ملف زنجاني خلال هذه السنوات معلقا وسط تضارب في الأنباء حول مصيره، بين من يؤكد أنه سيعدم وبين من يقول إنه سيتم تخفيف عقوباته إذا أظهر تعاونا مع السلطات.
وبعد عود الحكومة الأصولية إلى الحكم بقياد الرئيس الحالي إبراهيم رئيسي بدأت الكفة تميل إلى صالح زنجاني، وفي آخر التطورات المهمة في ملفه أعلن رئيس السلطة القضائية محسني إيجه إي في 19 فبراير (شباط) 2024 إن بابك زنجاني دفع ديونه لوزارة النفط، وهي ما تشكل خطوة في التخفيف عنه وإخلاء سبيله لاحقا كما يرى مراقبون.
ولم يكشف مسؤولو وزارة النفط والسلطة القضائية في إيران تفاصيل ومبلغ الديون المتبقية، والممتلكات التي يدعى أنها تمت إعادتها إلى إيران.
وعلى ما يبدو، فإن اليوم الموعود قد اقترب، وأعلن المتحدث باسم السلطة القضائية إن المرشد علي خامنئي وافق على العفو عن بابك زنجاني، وتم تغيير الحكم الصادر بحقه من الإعدام إلى السجن 20 عاما.
وقال محامي بابك زنجاني، رسول كوهبايه زاده، إنه "نظراً لمرور أكثر من 10 سنوات على مدة السجن، ووفقاً للقوانين واللوائح، فإن موكله لديه إمكانية الاستفادة من الإفراج المشروط وتنتهي فترة السجن الدائم".


الفريق المتقاعد والقيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني علي رضا عسكري، تولى مناصب مهمة في المنظومة العسكرية الإيرانية قبل أن يختفي في 2006، لتدور حوله روايات متضاربة، نحاول في هذا التقرير تسليط الضوء عليها.

على الرغم من المشكلات التي تعاني منها شبكة الكهرباء الإيرانية، هل يمكن أن يكون لها سوق في الدول المجاورة أو أوروبا؟
كان التحول إلى مركز إقليمي لتجارة الكهرباء أحد أهداف إيران طويلة المدى بعد ثورة عام 1979. ووفقاً لخطة التنمية السادسة، كان مطلوباً من الحكومة اتخاذ الإجراءات اللازمة منذ السنة الأولى لهذه الخطة لتشكيل سوق إقليمية، وإنشاء مركز كهرباء إقليمي بحيث يتم ربط شبكة الكهرباء الإيرانية بالدول المجاورة من الشمال والجنوب، والشرق والغرب.
وفي هذا الصدد، اضطرت الحكومة أيضًا إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء المطلوبة إلى خمسة في المائة.
القدرة على إنتاج الكهرباء في إيران
ووفقا لخطة التنمية السادسة (2017-2021) فقد تعهدت الحكومة من خلال وزارة الطاقة بزيادة قدرة توليد الكهرباء إلى 25 ألف ميغاوات في نهاية الخطة السادسة، وتوفير رأس المال اللازم لزيادة قدرة توليد الطاقة من خلال استثمار المؤسسات العامة غير الحكومية والتعاونية والخاصة، سواء الداخلية منها أو الأجنبية، أو من الموارد الداخلية للشركات التابعة، أو من خلال طرق الاستثمار التقليدية، بما في ذلك البناء والتشغيل والاستهلاك. أي أنه كان على الحكومة إنتاج خمسة آلاف ميجا جديدة لتوليد الكهرباء كل عام، لكن في الممارسة العملية لم يتم تحقيق هذا الهدف.وفي أواخر يناير (كانون الثاني) 2024، بلغ إجمالي الطاقة الإنتاجية للكهرباء في إيران 335 ألفًا و115 مليون كيلوواط/ساعة، أي بزيادة قدرها 5.3% مقارنة بـ2023.
وبحسب المعلومات التي نشرتها شركة إدارة شبكة الكهرباء الإيرانية، فقد وصلت القدرة المركبة لمحطات الطاقة الإيرانية إلى 92,55 ميغاوات حتى نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أي بزيادة بنسبة 1.4% مقارنة بـ2022.
ومن المتطلبات الأخرى للخطة السادسة توفير الظروف اللازمة لبدء تصدير الكهرباء من قبل القطاع الخاص، وهو ما لم يكن ممكنا في نهاية الخطة السادسة.
ومن المتطلبات الأخرى للخطة السادسة توفير الظروف اللازمة لبدء تصدير الكهرباء من قبل القطاع الخاص، وهو ما لم يكن ممكنا في نهاية الخطة السادسة.
وفي أواخر يناير (كانون الثاني) 2024، بلغ إجمالي الطاقة الإنتاجية للكهرباء في إيران 335 ألفًا و115 مليون كيلوواط/ساعة، أي بزيادة قدرها 5.3% مقارنة بـ2023.
وبحسب المعلومات التي نشرتها شركة إدارة شبكة الكهرباء الإيرانية، فقد وصلت القدرة المركبة لمحطات الطاقة الإيرانية إلى 92,55 ميغاوات حتى نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أي بزيادة بنسبة 1.4% مقارنة بـ2022.
ومن المتطلبات الأخرى للخطة السادسة توفير الظروف اللازمة لبدء تصدير الكهرباء من قبل القطاع الخاص، وهو ما لم يكن ممكنا في نهاية الخطة السادسة.
استمرار عدم التوازن في إنتاج واستهلاك الكهرباء
تبلغ الطاقة الإنتاجية لمحطات توليد الكهرباء في إيران 93 ألف ميغاوات، فيما واجهت وزارة الطاقة خلال السنوات الماضية مشكلة عدم التوازن في إنتاج واستهلاك الكهرباء.
وبحسب تصريح أمير دودابي نجاد، مساعد التخطيط في شركة الطاقة الحرارية، فإن وزارة الطاقة، في ظل نمو استهلاك الكهرباء، تحاول معالجة عدم التوازن في إنتاج واستهلاك الكهرباء من خلال بناء محطة كهرباء جديدة بقدرة 35 ألف ميغاواط بحجم استثمار 18 مليار يورو، خلال السنوات الخمس المقبلة وحتى أفق خطة التنمية السابعة.
ويجب أن نأخذ في الاعتبار أن متوسط كفاءة محطات الطاقة الحرارية في إيران حاليًا يبلغ حوالي 39.5%. ويختلف هذا الحجم بنسبة 1% تقريبًا عن متوسط الكفاءة العالمية.
وبحسب خطة التنمية السابعة، ينبغي رفع كفاءة محطات الطاقة الحرارية إلى 41%، وهو ما يتطلب إنشاء محطات كهرباء جديدة ذات كفاءة عالية، وسيكون ذلك ممكنا من خلال زيادة كفاءة محطات توليد الكهرباء القائمة.
حل مشكلة عدم توازن الكهرباء يستغرق وقتا طويلا
أشار إبراهيم خوش كفتار، رئيس مجلس إدارة نقابة الشركات المنتجة للكهرباء، إلى أن هناك عدم توازن في الكهرباء في إيران منذ عام 2014، قائلاً إن حجم عدم التوازن يتزايد كل عام.
ويرى كفتار أنه إذا أصبح سعر الكهرباء معقولا، فيمكننا أن نأمل في تنفيذ برامج إدارة الاستهلاك، وربما حل مشكلة عدم التوازن. ونظراً لعدم وجود تناسب بين دخل صناعة الكهرباء والتكاليف، فلا يمكن توقع حل مشكلات صناعة الكهرباء، وخاصة عدم التوازن، على المدى القصير.
كان تصدير الغاز الطبيعي إلى الدول المجاورة لإيران هو الأولوية لدى النظام الإيراني، فيما كان تصدير الغاز إلى أوروبا ضمن الخطة طويلة المدى لوزارة النفط الإيرانية.
لكن وبسبب استمرار الخلل والمشكلات في الإنتاج والاستهلاك في قطاع الغاز الطبيعي، واستمرار العقوبات وإحجام أوروبا عن شراء الغاز الطبيعي الإيراني، فقد تم التخلي عن هذا الهدف في الوقت الحالي.
وفي فترة العقوبات، وخاصة في عهد الحكومة الإيرانية السابقة، رأى بعض خبراء الطاقة أن إيران يمكنها تصدير الكهرباء إلى أوروبا من خلال زيادة كمية قدرة إنتاج الكهرباء بدلا من تصدير الغاز الطبيعي، على الرغم من أنه كان ينبغي إنشاء البنية التحتية المطلوبة في أقصر وقت ممكن.
وفي أبريل (نيسان) الماضي، التقى وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار، بوزيري النفط والطاقة الإيرانيين خلال زيارته إلى طهران. وتم خلال اللقاء الإعلان عن دخول التبادل الكهربائي بين البلدين إلى مرحلة التنفيذ والإجراء، وستتمكن إيران بموجب هذا الاتفاق تصدير الكهرباء إلى أوروبا.
وبحسب تصريح نائب رئيس قسم النقل والتجارة الخارجية في شركة توفانير، محمد إله داد، فإنه من الممكن ربط شبكات الكهرباء الإيرانية مع روسيا من خلال مشروعين يحملان اسم "إير" و"آغير".
ويقول إله داد إنه من الممكن في المرحلة الأولى تصدير الكهرباء إلى أوروبا باستخدام المرافق القائمة دون الحاجة إلى تعزيز الشبكة، بحيث يمكن تبادل ما يصل إلى 300 ميغاواط مع روسيا عبر أذربيجان وأرمينيا. كما أنه من خلال تقوية خطوط مشروع "إير" يمكن تصدير واستيراد ما يصل إلى 1000 ميجاوات، لكنه أكد في الوقت نفسه أن تنفيذ هذه الخطة يستغرق وقتا.
وفيما يتعلق بالتعاون بين إيران وتركيا في مجال تبادل الكهرباء، تجدر الإشارة إلى أنه في السنوات الماضية كان تبادل الكهرباء بقدرة 50 ميغاواط بين البلدين يتم بشكل نشط وفعال، ولكن منذ عام 2021، ازدادت هذه النسبة لتصل حوالي 450 ميغاواط في نقطة "وان" الحدودية بعد إنشاء محطة HBDC back to back.
وتبلغ قدرة تبادل الكهرباء في إيران أكثر من ألفي ميغاواط، والتوازن في الإنتاج والطلب يقارب الصفر بمعنى يتم استهلاك كل ما يتم إنتاجه.
لقد ظل استيراد وتصدير الكهرباء في السنوات الأخيرة بنفس المستوى، ما يعني أن هناك توازنا جيدا في المنطقة، وتسعى إيران إلى زيادة هذا الرقم.
وفي الوقت الحالي، يجري إنشاء الخط الثالث لاستيراد الكهرباء من تركمانستان وأرمينيا. كما أن مقاولي هذه المشاريع هم إيرانيون.
وقامت وزارة الطاقة الإيرانية بدراسة مشاريع في باكستان والعراق وأفغانستان في مجال تصدير الكهرباء.
وتعتزم وزارة الطاقة زيادة طاقة كل من خطوط الاستيراد المذكورة من تركمانستان وأرمينيا بمقدار 400 إلى 500 ميجاوات.
وعلى الرغم من الإمكانات الجيدة التي تتمتع بها إيران في قطاع الكهرباء، وخاصة في قطاع الطاقة المتجددة، إلا أنه يبدو من الصعب تنفيذ برنامج تصدير الكهرباء الإيراني إلى أوروبا على المدى القصير.
من المتوقع في خطة التنمية السابعة أن تصل في نهاية هذه الخطة قدرة محطات توليد الكهرباء من قطاع الطاقة المتجددة إلى 12 ألف ميجاوات وتتمكن إيران من تصدير نصف القدرة المنتجة.
إن أهداف قطاع الطاقة المتجددة في خطة التنمية السادسة لم يتم تنفيذها حتى الآن، ونظراً لعدم التغيير العام في سياسات إيران ووزارة الطاقة، لا يمكننا أن نأمل في تحقيق أهداف قطاع الكهرباء في نهاية الخطة السابعة.
وما لم يتم رفع العقوبات عن إيران والتوصل إلى اتفاق جديد بين إيران والغرب، وإنشاء البنية التحتية اللازمة لزيادة قدرة إنتاج الطاقة، وتكميل البنية التحتية اللازمة لنقل الكهرباء من إيران إلى أوروبا، فلن يكون هناك إمكانية لتصدير الغاز من إيران إلى أوروبا.
أما القضية الأكثر أهمية فهي مدى استعداد أوروبا أو عدم رغبتها في استيراد الكهرباء من إيران؟
وحتى الآن لم تقدم أوروبا اقترحا في هذا المجال. وعلى وزارة الطاقة الإيرانية بدلا من أن تكون طموحة لتصبح مصدرا للكهرباء إلى أوروبا، يجب عليها أن تحل المشكلات الرئيسية لصناعة الكهرباء في الداخل، مثل أزمة عدم التوازن بين الإنتاج والطلب، وتآكل محطات الطاقة، وانخفاض الكفاءة، وما إلى ذلك.
وبعد معالجة هذه المشكلات والتحديات من الممكن الاستفادة من صادرات الكهرباء إلى أوروبا على المدى المتوسط.

أشارت تقارير مختلفة، إلى أن إسرائيل هاجمت قاعدة أو اثنتين من القواعد العسكرية في إيران، يوم الجمعة؛ ردًا على هجوم طهران على إسرائيل.
ووفقاً لهذه التقارير، فقد تم من قبل، إدراج أحد الأماكن المستهدفة في أصفهان على أنه "مركز القوات الجوية للجيش الإيراني".
وسُمعت أصوات انفجارات في قاعدة "هشتم شكاري" التابعة للجيش الإيراني، شمال غرب أصفهان، في صباح يوم الجمعة، 19 أبريل، لكن الحكومة أو الجيش الإسرائيلي لم يؤكدا أو ينفيا رسميًا الهجوم على إيران بعد.
وأفادت وكالة "فارس" للأنباء، عن مصادر إخبارية، بسماع ثلاثة انفجارات قرب قاعدة "هشتم شكاري" التابعة للجيش الإيراني، شمال غربي أصفهان، وتم تفعيل الدفاعات الجوية؛ ردًا على جسم يعتقد أنه طائرة صغيرة.
وأضافت الوكالة: قيل إن رادار الجيش كان أحد الأهداف المحتملة، وإن نوافذ العديد من مباني المكاتب في هذه المنطقة تحطمت.
الطائرات المقاتلة المتمركزة في قاعدة "شكاري" للجيش
ذكرت وكالة أنباء "إيرنا"، أنه في حوالي الساعة الرابعة من صباح اليوم، الجمعة، تصدت الدفاعات الجوية لقاعدة "هشتم شكاري" في أصفهان، وسُمِعَت أصوات انفجارات من شمال شرق أصفهان.
وقال القائد العسكري الكبير بالجيش الإيراني في أصفهان، سياوش ميهن دوست، لوكالة الأنباء هذه: "صوت الانفجار الذي سُمع في أصفهان كان بمثابة إطلاق الدفاع الجوي النار على جسم مشبوه، ولم نتعرض لأي أضرار أو حوادث".
وأكد قائد الجيش الإيراني، عبدالرحيم موسوي، الهجوم بواسطة "عدة أجسام طائرة"، وقال إنه تم "إطلاق النار عليها".
ولم يقدم أي معلومات عن حجم الأضرار المحتملة لقواعد الجيش.
أين تقع قاعدة "هشتم شكاري" وما مميزاتها؟
تمتلك القوات الجوية بالجيش الإيراني، 17 قاعدة جوية، وتقع قاعدة "شكاري عباس بابايي" بالقرب من أصفهان.
وكان عباس بابايي، أحد طياري القوة الجوية للجيش، ونائب قائد هذه القوة، خلا الفترة من 30 نوفمبر 1983 إلى 6 أغسطس 1987. وقُتل في الحرب العراقية الإيرانية عام 1987 بنيران صديقة أطلقها الحرس الثوري.
ويقول مراد ويسي، عضو هيئة تحرير "إيران إنترناشيونال"، إن قاعدة بابائي الجوية هي واحدة من أهم القواعد الجوية في إيران.
وكانت هذه القاعدة، في عام 1979، تضم كتيبتين مقاتلتين تكتيكيتين تتكونان من مقاتلات اعتراضية من طراز F-14A تُعرف باسم (Tomcats).
وكان من المخطط أنه بحلول عام 1980، سيتم تشكيل كتيبة من مقاتلات إف- 16 إلى جانب كتيبة تدريب متقدمة تتكون من طائرات تدريب إف- 5 بي، وثلاث كتائب تدريب أولي باستخدام طائرات التدريب الأولي، وطائرات إف- 33 بونانزا الخفيفة.
مقاتلات قاعدة "شكاري" للجيش
تضم هذه القاعدة حاليًا كتيبتين من طائرات F-14 وF7 الاعتراضية، إلى جانب كتيبة تدريب من طائرات FT7.
ولايزال العمود الفقري لأسطول المقاتلات الاعتراضية التابع للقوات الجوية للجيش الإيراني، هو طائرة F-14A Tomcat، التي يبلغ متوسط عمرها 40 عامًا على الأقل.
وقال مسؤولون عسكريون إيرانيون إنه إذا تم تسليم مقاتلة سوخوي-35 من روسيا، فسيتم الاحتفاظ بهذه الطائرات المقاتلة في تلك القاعدة.

لقد تسبب التوتر الناجم عن الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي شنتها إيران على إسرائيل في جولة جديدة من المخاوف بشأن حرب الروايات والغموض في قرار إسرائيل بشأن كيفية الرد على هذه الهجمات.
لم يعد الشعب الإيراني قلقًا بشأن طعامه أو أسلوب حياته فحسب، بل يتعين عليه أيضًا القلق بشأن الحرب بين الحين والآخر.
إن المرشد علي خامنئي في إيران وبنيامين نتنياهو في إسرائيل، رغم أنهما في هيكلين سياسيين مختلفين، إلا أنهما جعلا مصير شعبي البلدين والمنطقة رهينة لرغباتهما الشخصية.
أنا مواطن إيراني وبالطبع فإن خطابي موجه للنظام الإيراني.
لو كنت مواطناً إسرائيلياً، لقلت لحكومتي، كشخص ديمقراطي، إنها يجب أن تتجه نحو السلام من خلال قبول الحقوق القانونية للفلسطينيين في إطار قرارات الأمم المتحدة وحل الدولتين، حتى يتم تجفيف أحد جذور الحرب وانعدام الأمن في المنطقة.
لقد تسبب خامنئي وسياساته الخارجية اللاوطنية، والداخلية المناهضة للشعب في خلق جميع مشكلات الشعب الإيراني.
ورغم تحذيرات كل من يهمه أمر الشعب والوطن من المعارضة، شهدنا يوم السبت 13 أبريل (نيسان) قرار خامنئي بإطلاق الصواريخ.
نحن نعلم أن سياسة الحكم في إيران، بما في ذلك السياسة الخارجية، ليست ديمقراطية ولا فعالة؛ ولا يتفق معها غالبية الشعب، كما أنها لم تجلب الرخاء والأمن للإيرانيين.
لقد كان نظام الجمهورية الإسلامية دائما أسير شعاراته. يقول شعراً وتصعب عليه قافيته، وتعمل عقلانيته وحتى مصلحة نظامه بشكل متأخر. والنتيجة هي أخذ الرهائن، والحرب، والملف النووي، والسياسة المناهضة لأميركا، وشعار القضاء على إسرائيل، الذي أصبح أكثر تكلفة على شعبنا وبلدنا من كل ما سبقه من الشعارات.
مقياس ومعيار جميع البشر والحكومات الطبيعية هما التكلفة والمنفعة والمصالح الوطنية. لا يزال الحزب الشيوعي في السلطة في فيتنام. لقد كانوا، من قبل، في حالة حرب مع الأميركيين لسنوات. وقتل الأميركيون عدة ملايين من الفيتناميين، وقتل الفيتناميون عشرات الآلاف من الأميركيين، لكنهم الآن يتفاعلون مع الولايات المتحدة على أساس مصالحهم الوطنية. لكن مقياس ومعيار حكام النظام الإيراني مختلفان.
وبالطبع لا ينبغي أن نتجاهل عنصر العناد في شخصية خامنئي في مثل هذه القرارات. وكان خامنئي آخر من قال إنهم هاجموا أراضينا (هجوم إسرائيل على القنصلية الإيرانية).
في واقع الأمر، خامنئي حذر للغاية فيما يتعلق بمنفعة النظام. إنه ليس شخصاً يريد الصمود حتى النهاية مثل القذافي أو صدام. كما أن لديه تجربة حرب الثماني سنوات والاقتصاد المدمر. صحيح أن السياسة الخارجية للنظام الإيراني مناهضة لأميركا ومعادية لإسرائيل، وتسعى أيضاً إلى خلق "هلال شيعي"، لكن الحفاظ على النظام يعتبر أهم الواجبات. وهذا المبدأ ينقض المبدأين السابقين.
وبحسب إحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قُتل في عام 2023 ما مجموعه 152 من قوات الحرس الثوري الإيراني، وقُتل 123 منهم على يد الإسرائيليين في نفس الأشهر الثلاثة من عام 2024. وحتى الآن، لم ترد إيران بشكل مباشر على هذه الهجمات بصبر استراتيجي.
في رأيي، كانت هذه العملية في الأصل من أجل الراحة النفسية لنظام ولاية الفقيه ووكلائه واستعادة كرامة الجمهورية الإسلامية المهانة.
حرب الروايات
الآن نواجه الكثير من الأخبار الكاذبة في وسائل الإعلام التي تحكي عن النصر. وقد عبر البيانان الأول والثاني للحرس الثوري الإيراني، الذي ادعى أن العملية كانت ناجحة حتى قبل وصول الطائرات المسيرة والصواريخ إلى إسرائيل، عن هذه السياسة.
والآن انتهت العملية التي لا تختلف نتائجها عن "عملية عين الأسد"، والتي كانت أكبر قليلاً مما توقعه الجميع، وبدأت حرب الروايات.
وبحسب أخبار الجيش الإسرائيلي، فقد تم تحييد جميع الطائرات المسيرة وصواريخ كروز تقريبًا قبل وصولها إلى الهدف، وبالطبع، سقط عدد من الصواريخ الباليستية في إسرائيل، بما في ذلك قاعدة "نافاتيم"، التي يقول الإسرائيليون إنها لم تسبب ضرراً كبيراً.
ويأتي احتفال إيران بانتصارها بينما أصيبت فتاة عربية إسرائيلية صغيرة فقط في هذه العملية بسبب شظايا الصواريخ الإسرائيلية المضادة للصواريخ، وقد تفقد حياتها.
إن نظام ولاية الفقيه يتظاهر بالقوة ليقول للقوات الموالية له ووكلائه إننا رددنا أيضاً على إسرائيل التي قتلت قادتنا العسكريين، وبهذه الطريقة، استخدم دعاية مبالغ فيها، معظمها أكاذيب، على غرار ما فعله في الهجوم على "عين الأسد".
وكمثال على ذلك، فإن قناة "ضباط الحرب الناعمة" على "تليغرام" كتبت أن 44 ضابطا قتلوا في قاعدة "نافاتيم" في إسرائيل، وأن 18 شخصا في حالة خطيرة!
ومن ناحية أخرى، يعرف الرأي العام الإيراني بذكاء أن دعاية النظام الإيراني لا أساس لها من الصحة ويواجهها بالفكاهة.
يقول البعض إن خسائرنا في احتفال الأربعاء الأخيرة (جهارشنبه سوري) من السنة الإيرانية (انتهت في 19 مارس/آذار الماضي) كانت أكثر من هجوم طهران على إسرائيل، أو يقولون إن إيران لو صدرت سيارة "برايد" إلى إسرائيل لكانت قد تكبدت المزيد من الضحايا!
مَن المستفيد من هذا الهجوم؟
ورغم أن إيران تتظاهر بالقوة وتقول بشكل مبالغ فيه إنها طعنت إسرائيل طعنة عميقة، إلا أن ما فعلته يشبه البصق أو الصفع على وجه خصم قوي، وهو وإن لم يصبه بأذى، إلا أنه أهان كرامته.
ولم تتعرض سماء إسرائيل لهجوم بالصواريخ منذ عدة عقود. لقد مر شعب إسرائيل بليلة مخيفة. ويبدو أن الهجمات الواسعة بالطائرات المسيرة والصواريخ يصعب تحملها من قبل السلطات الإسرائيلية، التي كانت ترد دائماً بقبضة حديدية على كل من يختلس النظر إليها، واليوم تدعوها الولايات المتحدة وغيرها إلى التحلي بالصبر الاستراتيجي.
ومن النتائج السياسية لهذا الهجوم أن نتنياهو خرج جزئياً من وطأة الضغوط التي تعرض لها للقبول بوقف إطلاق النار في حرب غزة وعدم مهاجمة رفح، وبدأ الغربيون في دعم إسرائيل مرة أخرى. وداخل إيران، أخذ النظام الإيراني يمارس المزيد من الضغوط على النساء في الشارع.
وتظهر هاتان القضيتان أن الظروف غير العادية والصراع العسكري والحروب عادة ما تنتهي لصالح المتطرفين والديكتاتوريين.
والسؤال الرئيسي الآن هو: ما هي الخطوة التالية التي ستتخذها إسرائيل؟ إذا كانت الخطوة التالية لإسرائيل هي مواصلة الصراع (خاصة في وضع لم تحدث فيه أضرار جسيمة أو خسائر بشرية)، فهذا يشير إلى أن الهجوم الاستفزازي على قنصلية إيران كان فخًا، والآن يحاصر خامنئي إيران فيه.
ماذا سيحصل؟
الكرة الآن في ملعب الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو. وتمارس القوى الدولية، وخاصة الولايات المتحدة، الضغوط على إسرائيل لمنع استمرار هذا الصراع المدمر للمنطقة بأكملها.
ولعل الأهم من عملية إيران هي المواقف التي أعلنها رئيس هيئة الأركان المشتركة، وكذلك قائد الحرس الثوري الإيراني الذي قال: "لقد قررنا إنشاء معادلات جديدة. وأضاف: "من الآن فصاعدا، إذا اعتدى النظام الصهيوني على مصالحنا وممتلكاتنا وشخصياتنا ومواطنينا في أي وقت، فسنرد عليه من داخل إيران".
وهذا يعني فصلاً جديداً في الصراع المباشر بين إيران وإسرائيل.
إذا أراد الإسرائيليون الاستمرار في اغتيال قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان، وفقًا للتصريح المهم الذي أدلى به حسين سلامي، القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني، باعتباره قرارًا استراتيجيًا جديدًا للنظام الإيراني، فإن هذا التحدي يمكن أن يتكثف تدريجيًا ويؤدي إلى مزيد من التوترات وحتى الحرب.
ربما لا يمانع نتنياهو وحكومته المتطرفة في استمرار هذا التوتر إذا كان يؤدي إلى إطالة عمر هذه الحكومة، لكن الضغوط العالمية تتجه إلى نتنياهو من أجل الصبر الاستراتيجي.
في هذه الأثناء، فُتح مجال جديد للمعارضة الإيرانية لاتخاذ موقف استراتيجي صحيح، بعيداً عن الصدامات العاطفية.
عارضت معظم القوى الوطنية الصراع العسكري والحرب. لكن لسوء الحظ، يرحب جزء من المعارضة بالصراع العسكري وتعزز الوهم بأن الحرب ستغير النظام.
ربما لو كان هناك حراك مليوني قوي في شوارع إيران لكانت الأحداث قد سارت في اتجاه مختلف، لكن الحرب في الوضع الحالي وتوازن القوى الاجتماعية في البلاد، ليس لها أي عواقب سوى مزيد من الدمار، والموائد الفارغة، وسبل العيش الأكثر صعوبة، والنظام الأكثر وحشية، والقمع الأكثر شدة للمجتمع المدني، وحركات الاحتجاج في الشوارع.
إن الشعار المناسب لكل القوى الوطنية الحقيقية يمكن الآن أن يكون: "السلام في المنطقة والحرية والديمقراطية لإيران".