تجهيز شرقي إيران بـ"أنظمة رادار وصواريخ وطائرات مسيرة"



المنطقة تلبس ثوب الحرب.. هذا ما خلصت إليه صحيفة "آرمان ملي" الإيرانية في عددها الصادر اليوم، الأربعاء 7 أغسطس (آب)، حيث رأت أن جميع المؤشرات والأدلة توحي بأن منطقة الشرق الأوسط مقبلة على واقع جديد يتميز بالاستعداد العسكري من كل الأطراف لخوض صراع "لا بد منه".
الصحيفة أشارت إلى أن التقارير تفيد بأن الروس وافقوا على تسليم إيران منظومات دفاعية، فيما ذكرت تقارير أخرى أن عملية التسليم تمت بالفعل، وأن طهران حصلت على بعض هذه المنظومات، مضيفة أن هذه التقارير نفسها أشارت إلى أن طهران تسلمت أيضا مقاتلات من طراز "سوخوي 35" الروسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن وقوف حزب الله مع إيران في ردها القادم بات مؤكدا، فيما لا يزال انضمام الحوثيين إلى المعركة القادم أمرا محتملا، كما أن الجماعات المسلحة في العراق وسوريا قد تنضم إلى "محور المقاومة"- إن تطلب الأمر- لتواجه إسرائيل والحلفاء الذين سيقفون بجانب الدولة العبرية للدفاع عنها، كما فعلوا في المرة السابقة.
صحيفة "همدلي" رأت إن إيران ربما تكون قد "علقت ثأرها" من إسرائيل، مشيرة إلى تصريحات وزير الخارجية بالإنابة، علي باقري كني، الذي لمح إلى وجود بدائل عن الرد المباشر، وأنه يجب استخدام الأدوات الأخرى في الرد على تل أبيب.
كما لفتت الصحيفة إلى أن خطأ حسابيا واحدا من أطراف الصراع قد يجرها جميعا إلى حرب شاملة وواسعة النطاق، مشيرة إلى احتمالية أن تقوم إسرائيل بهجوم استباقي أو تباشر بالرد على إيران بعد هجوم طهران المحتمل، مهما كان نطاقه وسعته.
أما الصحف المقربة من النظام فحاولت تبرير إطالة موعد الرد الإيراني، وطمأنة المستائين من جمهور ما يسمى بـ"محور المقاومة"، حيث ادعت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، أن هذه الإطالة "متعمدة"، وهي "تنهك الاحتلال الإسرائيلي وتستنزف قواه"، وبالتالي فلا معنى لانتقاد تأخر المحور في الرد على ما قامت به إسرائيل في الأيام الماضية من استهداف القيادي في حزب الله فؤاد شكر وقائد حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، مؤكدة، أن "الرد آت لا محالة".
الصحيفة نفسها رحبت بقرار حركة حماس تعيين يحيى السنوار خليفة لإسماعيل هنية، وقالت إن اختيار السنوار فيه رسالة قوية لإسرائيل.
كما أشارت صحيفة "خراسان" إلى أن السنوار هو العقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر، وقالت إن السنوار يحل محل هنية وهو أكثر إصرارا وتشددا في مواجهة الدولة العبرية، ما يعني أن إسرائيل باغتيال هنية قد جنت على نفسها، وصعبت الأوضاع أكثر بالنسبة لها.
والآن يمكن لنا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
ستاره صبح": يجب على إيران عدم الوقوع في "فخ" إسرائيل
دعا النائب في البرلمان الإيراني السابق، نوذر شفيعي، في تصريحات له نقلتها صحيفة "ستاره صبح"، النظام الإيراني إلى "عدم الوقوع في فخ إسرائيل"، معتقدا أن "تل أبيب تستدرج طهران للدخول في حرب شاملة".
وذكر شفيعي أن على إيران للتعامل مع ملف إسماعيل هنية أن تأخذ نقطتين بعين الاعتبار، الأولى: الرد على انتهاك سيادتها واغتيال هنية على أراضيها، والثانية: أن تعمل على منع إسرائيل من الوصول لأهدافها التي ترمي إليها من خلال قيامها بهذا الفعل.
وشدد الكاتب على ضرورة أن يكون مستوى التنسيق بين المؤسسات الإيرانية عاليا لتجاوز هذه المرحلة الحرجة، وبعد تجاوز هذه الأزمة يجب على إيران إيجاد مخرج من الأزمات في الصعيدين الداخلي والخارجي.
وأكد البرلماني السابق أن طهران تواجه معضلة في علاقاتها الخارجية، وهذا الأمر هو السبب في ما وصلت إليه الأمور في الوقت الحالي، ويجب حل هذا الموضوع بشكل جذري وأساسي.
"آرمان أمروز": إسرائيل تسعى لتكرار جرائم غزة في إيران
من جهته، رأى الكاتب والمحامي عباس شيري في مقال بصحيفة "آرمان أمروز" أن إسرائيل تسعى إلى تكرار جرائم غزة في إيران، مدعيا أن طهران قادرة على توجيه ضربات قاتلة لإسرائيل.
وتساءل شيري عما سيحدث بعد الهجوم العسكري الإيراني، مشيرًا إلى أن الرأي العام العالمي يقف ضد إسرائيل بسبب ما تقوم به تل أبيب في غزة.
وشدد الكاتب على ضرورة أن يتم الهجوم العسكري الإيراني على إسرائيل بطريقة لا تغير ميزان الرأي العام لصالح إسرائيل وترامب والمتطرّفين الأميركيين، وفي نفس الوقت يشكل عقابًا وردعا لإسرائيل.
"جمهوري إسلامي": التلفزيون الإيراني يتحدث دائما عن الانتقام.. لكن لم ننتقم كما ينبغي في المرات السابقة
انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" كثرة الدعاية الحكومية حول الانتقام لهنية، مشيرة إلى أن الأحداث السابقة أثبتت أن إيران لم تنتقم كما ينبغي، ولم يكن فعلها على مستوى القول والدعاية الإعلامية التي تنشرها وسائل الإعلام الرسمية.
كما لفتت الصحيفة إلى كثرة تفاخر المسؤولين في إيران بالهجوم الإيراني السابق على إسرائيل، ردا على قصف قنصليتها في دمشق ومقتل عدد من المستشارين العسكريين الكبار، وقالت إنه على الرغم من الدعاية الكبيرة لهذه العمليات فإن أحدا من المسؤولين لم يتطرق بالتفصيل إلى الخصائص التي تميزت بها "عمليات الوعد الصادق".
ودعت الصحيفة المسؤولين إلى التوقف عن الدعاية، وقالت إن الانتقام الحقيقي هو أن نقوم برد مماثل.
وأضافت: "إذا سألنا أنفسنا كم قتل الصهاينة في الأشهر العشر الأخيرة من قادة المقاومة والمسؤولين الإيرانيين؟ وكم قتلنا نحن من قادة إسرائيل وضباطها العسكريين؟ ما هو الجواب؟".
"همدلي": خيارات طهران للتعامل مع إسرائيل
نقلت صحيفة "همدلي" كلام رئيس قسم العقائد والسياسة في الحرس الثوري، علي سعيدي، الذي قال إن أمام إيران 3 خيارات للتعامل مع إسرائيل، وهي الدخول في حرب مباشرة، وهو ما لا تريده إيران.
والخيار الثاني الاستسلام، وهو أيضا مرفوض "لأنه سيمحو الانتصارات والانجازات السابقة"، أما الخيار الثالث وهو "المقاومة الفعالة"، وهي الطريقة التي يؤكد عليها خامنئي، حسبما ذكر القيادي في الحرس الثوري.
وعن طبيعة هذه المقاومة الفعالة وماهيتها، قال سعيدي إنها "تعني الرد الذي لا يؤدي إلى حرب شاملة، وفي نفس الوقت يضمن الردع بالنسبة لإيران، ويمنع من تكرار الأحداث السابقة"، متجاهلا أن هذه "المقاومة الفعالة" المزعومة لم تجن أي ثمر، إذ إن إسرائيل تستمر بعملياتها في قتل قيادات الحرس الثوري وقادة الفصائل الموالية لطهران.

اعتبرت السجينة السياسية الإيرانية، سكينة بروانه، في رسالة من سجن إيفين بطهران، أن حكمي الإعدام على الناشطتين بخشان عزيزي وشريفة محمدي، والتهديد بأحكام مشددة على نسيم غلامي سيمياري، ووريشه مرادي، علامة على ضعف النظام أمام قوة النساء، اللاتي أصبحن أكثر وعيًا بحقوقهن من السابق.

ذكر أحدث تقرير صادر عن مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، أن إيران تتحدث بجرأة أكبر من أي وقت مضى عن أسلحتها النووية، في حين يبدو أن احتمال العودة إلى الاتفاق النووي قد تضاءل، مشيرًا إلى "أن إيران تمتلك أكبر مخزون من الصواريخ الباليستية في المنطقة".
وأضاف: "تمتلك طهران البنية التحتية والخبرة اللازمة لإنتاج يورانيوم للاستخدام العسكري بسرعة في العديد من منشآتها النووية، إذا قررت ذلك".
ووفقاً لهذا التقرير، أصبحت القدرات النووية الإيرانية، مثل دبلوماسية الرهائن، إحدى أدوات المساومة لهذا البلد على المسرح العالمي: "تستخدم السلطات الإيرانية برنامجها النووي لخلق أداة ضغط في المفاوضات والرد على الضغوط الدولية".
وتماشيا مع تقرير مفتشي الأمم المتحدة، حذر تقرير المخابرات الوطنية الأميركية من أن "إيران قد تقوم بتركيب أجهزة طرد مركزي أكثر تقدمًا، أو زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب، أو تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 90 بالمائة، ردًا على عقوبات إضافية أو هجمات ضد برنامجها النووي".
وأشار هذا التقرير أيضًا إلى "أن إيران تمتلك أكبر مخزون من الصواريخ الباليستية في المنطقة"، ويواصل نظام طهران التأكيد على تحسين دقة هذه الأنظمة وفتكها وموثوقيتها، مضيفًا: "من المرجح أن تستفيد إيران من الدروس المستفادة من هجومها بالصواريخ والطائرات المُسيّرة على إسرائيل في إبريل (نيسان) من هذا العام".
ويؤكد التقرير الأخير التهديد المباشر، الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني مع استمرار طهران في زيادة مخزونها من اليورانيوم، وقدرتها على التخصيب، وتطوير وإنتاج وتشغيل أجهزة الطرد المركزي المتقدمة.
ومع ذلك، فإن تقرير المخابرات الأميركية هذا يتناقض بشكل صارخ مع تقرير العام الماضي الصادر عن الوكالة نفسها، والذي ذكر أن "إيران لا تقوم حاليًا بأنشطة تطوير الأسلحة النووية الرئيسة اللازمة لإنتاج جهاز نووي قابل للاختبار".
وصرح العضو السابق في لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، أحمد بخشايش أردستاني، في 11 مايو (أيار) الماضي، بأن "إيران حصلت على سلاح نووي"، وقال لموقع "رويداد 24": "لقد توصلنا إلى أسلحة نووية، لكننا لا نعلن، أي أن سياستنا عمليًا هي امتلاك قنبلة نووية، لكن سياستنا المعلنة هي التحرك في إطار الاتفاق النووي."
وجاءت هذه التصريحات مباشرة بعد تصريحات كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية التابع للمرشد الإيراني، علي خامنئي؛ حيث أعلن أن إيران لديها القدرة على صنع قنبلة نووية، و"إذا اضطررنا إلى ذلك، فسنغير عقيدتنا النووية".
وتصر إيران منذ سنوات على أن برنامجها النووي سلمي تمامًا، إلا أنها قامت بتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 60 بالمائة، والذي يُستخدم فقط في الأسلحة النووية.
ووفقًا لتقرير استخباراتي أميركي، صدر عام 2020، ذكرت إيران مرارًا وتكرارًا أنها لم تعد تلتزم بأي قيود بموجب الاتفاق النووي، وأنها "قامت بتوسيع برنامجها، وقلّصت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمنشآتها النووية، وقامت بأنشطة ستجعلها في وضع يمكنها من إنتاج سلاح نووي إذا قررت القيام بذلك".
ويبدو أن هذا التقييم أقل بكثير بالنظر إلى الكشف الأخير لرئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، عن أن إيران على بُعد "بضعة أسابيع أو بضعة أشهر" من صنع سلاح نووي.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في وقت سابق، وتحديدًا يوم 19 يوليو (تموز) الماضي، منتقدًا تحرك دونالد ترامب للانسحاب من الاتفاق النووي، إن "إيران ربما تكون على بُعد "أسبوع أو أسبوعين" من الحصول على المواد الانشطارية اللازمة لإنتاج الأسلحة النووية.
وأضاف بلينكن: "الوضع ليس جيدًا، بسبب انتهاء الاتفاق النووي؛ ربما تكون إيران الآن على بُعد أسبوع أو أسبوعين من القدرة على إنتاج المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي، بدلاً من أن تكون على بُعد عام على الأقل للقيام بذلك".

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن طهران ربما تكون قد تخلت عن شن هجوم انتقامي ضد إسرائيل، بعد التحذيرات الأميركية. ووفقا لقول مسؤولي البيت الأبيض، فإن هذا التغيير يرجع إلى استعراض القوة، الذي قامت به الحكومة الأميركية في الأسبوع الماضي، وتحذير السري لإيران.

قال علي عبد العلي زاده، مدير حملة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان حول مقتل إسماعيل هنية بطهران، إنه يجب أولاً تدمير "قنوات التجسس" الإسرائيلية في إيران، وثانيًا، المهم بالنسبة للبلاد هو الهدوء وعلينا تجنب أي صراع مع الخارج".