عضو بـ "بلدية طهران": المسؤولون توعدوا بالانتقام ولم يحدث شيء



على الرغم من الاختلافات الكبيرة بين أصدقاء وأعداء حسن نصرالله، الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني، فإنهم يتفقون تمامًا على أمر واحد، هو أن مقتل نصرالله سيغيّر وجه الشرق الأوسط بشكل جذري.
ومع ذلك، تبدأ الانقسامات مجددًا عند هذه النقطة بالذات؛ إذ إن هذا "التغيير" يحمل دلالات مختلفة تمامًا للنظام الإيراني وحلفائه، مقارنة بما يعنيه لإسرائيل وأعداء حزب الله. ورغم وضوح هذا التباين، فإن المسألة الأكثر أهمية الآن هي مدى قدرة كل طرف على التحرك نحو تحقيق رؤيته لهذا التغيير.
غير أن كتابة فصل جديد من تاريخ الشرق الأوسط لم تبدأ بمقتل حسن نصرالله، بل مع هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. فقد اعتبرت إيران ووكلاؤها هذا الهجوم انتصارًا كبيرًا لهم، وأدرجوا ما وصفته إسرائيل بأنه "أسوأ وأكبر مجزرة بحق اليهود منذ الهولوكوست في الحرب العالمية الثانية" ضمن رصيد قوتهم.
إن إحساسهم بهذا النصر ارتبط أيضًا بتجاهلهم الكامل لأرواح وممتلكات المدنيين، الذين لا يستطيعون ليس فقط معارضة سياسات حماس وحزب الله، بل يتم استخدامهم كدروع بشرية في مواجهة الجيش الإسرائيلي.
وفي الواقع، بعد الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر الماضي، لم تتمكن إيران وحلفاؤها، الذين يطلقون على أنفسهم "جبهة المقاومة"، من توجيه أي ضربة حاسمة أو حتى ملحوظة إلى إسرائيل.
وتمثلت كبرى محاولاتهم في إطلاق أكثر من 300 طائرة مُسيّرة وصاروخ باليستي وكروز من الأراضي الإيرانية نحو إسرائيل، ولكن هذا التحرك كان بلا جدوى عسكرية تُذكر، لا سيما بعد رد إسرائيل الانتقامي، الذي أظهر بوضوح الفجوة الواسعة في القدرات العسكرية والعملياتية بين إسرائيل وإيران.
وعلى النقيض من ذلك، كانت عمليات إسرائيل فعالة للغاية؛ فقبل حلول الذكرى السنوية لهجوم 7 أكتوبر، لم تكتفِ إسرائيل بقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران، ومعه الأهم حسن نصرالله، الأمين العم لحزب الله اللبناني، وعباس نيلفروشان، نائب قائد العمليات في الحرس الثوري الإيراني، بل قضت تقريبًا على القيادة الرئيسة لكلا التنظيمين، ودمرت جزءًا كبيرًا من قواتهما ومنشآتهما ومستودعاتهما التسليحية، وأجرت هذه العمليات بطريقة مهينة لأقصى حد.
وقد أثار حجم وطبيعة الضربات الإسرائيلية الأخيرة، خاصة منذ مقتل فؤاد شكر في بيروت، وإسماعيل هنية في طهران، قلقًا كبيرًا لدى إيران ووكلائها؛ فالهلال الذي كانوا يعتقدون أنه على وشك الاكتمال بدأ يتلاشى بسرعة، ليصبح رقيقًا وهشًا مثل الهلال الجديد.
ووجد النظام، الذي استند على ثروات الإيرانيين لتمويل الجماعات التابعة له لسنوات، والذي اعتاد على الخطابات والتهديدات الجوفاء، نفسه عاجزًا عن الرد في ساحة المعركة؛ فبعد مقتل أهم حلفائه في المنطقة، لم يستطع النظام الإيراني حتى الحديث عن حقه في الانتقام.
ويبرر قادة النظام هذه الاستراتيجية بمعتقدات تركز على الأولويات؛ حيث يرون أن "الحفاظ على إيران واستقرارها" هو الواجب الأهم الذي يتجاوز كل الاعتبارات الأخرى.
لكن واقع الشرق الأوسط قد تغير بالفعل، وسيستمر هذا التغيير في مسار معين، على الأقل في المستقبل القريب، حتى وصول رئيس جديد إلى البيت الأبيض الأميركي.
ولا يبدو أن قادة النظام الإيراني يهتمون كثيرًا بسمعتهم؛ فبدلاً من ذلك، يسعون لتعويض هذه الهزيمة المذلة بزيادة القمع في الداخل، ومحاولة إبقاء القوى الوكيلة، التي تشعر بأنها تعرضت للخيانة، موالية لهم من خلال دفع الأموال وتقديم وعود عامة.
لكن الشيء الذي تغير، ولا تستطيع إيران السيطرة عليه، هو أن إسرائيل لا تزال غير راضية عما حققته حتى الآن. ويفهم قادة النظام الإيراني، وعلى رأسهم علي خامنئي وقادة الحرس الثوري، الرسالة الإسرائيلية بشكل أفضل من أي شخص آخر، ولهذا السبب لم يكن مفاجئًا أن يتخلوا عن فكرة الانتقام، بعد مقتل حسن نصرالله، ويتركوا المواجهة مع إسرائيل لحزب الله.
كما أن رد فعل إسرائيل ترك رسالة واضحة: "أي خطوة أخرى من إيران ستواجه برد أشد".
وتبدو إيران الآن في موقف ضعيف؛ فهي لا تملك الدعم الداخلي اللازم ولا الحلفاء الدوليين، الذين يمكنها الاعتماد عليهم في مواجهة إسرائيل، التي أثبتت أنها قادرة على ضرب مراكز طهران الحيوية في أي وقت تشاء.
وسواء أعجبنا ذلك أم لا، فإن هذه القضية مرتبطة بشكل جوهري بمقاومة إيران لرغبة الغالبية العظمى من الشعب الإيراني في الانتقال إلى نظام ديمقراطي.
إن هزيمة النظام، الذي طالما تصرف ضد مصالح الشعب الإيراني، وخصوصًا في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قد تتيح فرصة لتعزيز الوحدة والعمل الجماعي بين المواطنين الإيرانيين ضد ظلم "الجمهورية الإسلامية".
وإدراك اللحظة، التي ينهار فيها "وهم القوة"، يمكن أن يغيّر ميزان القوى بين الشعب الإيراني والنظام لصالح الشعب.

شهد الشرق الأوسط تحولات جذرية خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث غيَّرت إسرائيل بشكل كبير وجه المنطقة، فقد تلقت حركة حماس والجهاد الإسلامي ضربة كبيرة، بعد مقتل إسماعيل هنية، كما فقد حزب الله اللبناني جزءًا حيويًا من قيادته بمقتل أمينه العام حسن نصرالله، مع عدد من قادة هذا التنظيم.
وأظهرت الصور، التي نشرها الجيش الإسرائيلي، أن نصرالله وقادة حزب الله الرئيسين مثل فؤاد شكر، قائد الجناح العسكري، وإبراهيم عقیل، قائد العمليات وقائد وحدة رضوان، وعلي کرکی، قائد جبهة الجنوب، قُتلوا جميعًا.
والآن، يجب على حزب الله اختيار شخص آخر بدلاً من نصرالله كأمين عام، ومن المحتمل أن يتدخل علي خامنئي وقادة الحرس الثوري في هذا الاختيار، كما في السابق.
وإذا كان هاشم صفی الدین، رئيس المجلس الجهادي، قد نجا، وكذلك نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، فسيكونان الخيارين الرئيسين لخلافة نصرالله، وكلاهما قريب من النظام الإيراني، لكن هاشم صفی الدین يعتبر خيارًا عسكريًا أكثر، وهو والد زوجة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي قُتل في غارة أميركية على العراق.
أما نعيم قاسم فهو من مؤسسي حزب الله في الثمانينيات، وقد تم انتخابه نائبًا للأمين العام خمس مرات، لكن هاشم صفی الدین لديه دعم أكبر بين قوات الحرس الثوري. بغض النظر عن أي اختيار، سيصبح خليفة نصرالله هدفًا رئيسًا للعمليات الهجومية الإسرائيلية، وستكون حياته أيضًا في خطر.
ومع مقتل القادة الرئيسين لحزب الله، يواجه الحزب تحديًا كبيرًا في اختيار قادته العسكريين أيضًا. وإذا كان طلال حمیه، القائد القديم لحزب الله، قد نجا، فمن المحتمل أن يتولى قيادة الجناح العسكري، وهو مطلوب من قِبل الولايات المتحدة.
ومع ذلك، فمن غير المحتمل أن يعود حزب الله إلى مكانته السابقة تحت قيادة نصرالله التي دامت 32 عامًا؛ حيث تدهورت وضعيته بشكل كبير في لبنان، بعدما تعرضت قوته العسكرية ومصداقيته لضرر جسيم.
وعلى المدى القصير، ستتعرض الوضعية السياسية لحزب الله في لبنان أيضًا للضغط، وهذا ما سيسعد خصوم الحزب السياسيين، مثل التيار المسيحي الماروني وتيار المستقبل السني، بتضعيف حزب الله.
وعلى المستوى الإقليمي، سيسعد العديد من الدول العربية، بتقليص نفوذ حزب الله، رغم انتقاداتها لإسرائيل، فقد كان حزب الله دائمًا يُعتبر من وكلاء طهران، التي تتدخل في شؤون العالم العربي؛ لذلك، يعتبر إضعاف هذه المجموعة، من منظور بعض الحكومات العربية، بمثابة تقليل للتدخلات الإيرانية في المنطقة.
وفي المقابل، فإن دولًا مثل سوريا والعراق، التي تتماشى مع النظام الإيراني، ستعبر عن استيائها الشديد من هذه التطورات وستعلن الحداد.
وفي الداخل الإيراني، تلقى المرشد وقادة الحرس الثوري، صدمة بمقتل نصرالله وقادة الحزب اللبناني؛ حيث لم يتصور نظام طهران أن أهم وكلائه بالمنطقة سيتعرض لمثل هذه الضغوط الإسرائيلية بهذه السرعة والشدة.
وتواجه إيران، الآن، مفترق طرق صعبًا؛ فإذا لم ترد على الهجمات الإسرائيلية، فإن مصداقيتها المتدنية ستتضرر أكثر، ولكن إذا قررت الرد، فستزداد احتمالات الهجمات المضادة من إسرائيل.
وفي الهجمات الأخيرة لإسرائيل على ضاحية بيروت، قُتل عباس نیلفروشان، أحد القادة الرئيسين للحرس، أيضًا، وهو الذي كان مسؤولاً عن ملف لبنان وسوريا في قوة القدس، وتم تعيينه في هذا المنصب، بعد وفاة محمد رضا زاهدي، قائد الحرس الثوري السابق في لبنان.
وتشير هذه التطورات إلى أن إسرائيل لم تستهدف فقط القادة الرئيسين لحزب الله وحماس، بل دمرت أيضًا جزءًا كبيرًا من شبكة القيادة للحرس الثوري في لبنان وسوريا.
وأعرب مؤيدو النظام الإيراني عن استيائهم الشديد من مقتل حسن نصرالله، وأبدوا عدم رضاهم عن عدم رد طهران على هذا الهجوم.
وعلى النقيض، شعر العديد من الناس في إيران بالفرح بموت نصرالله، والسبب الرئيسي لهذا الفرح هو أنهم يعلمون أن النظام حزين؛ حيث إن العديد من الإيرانيين يعارضون هذا النظام، ولذلك فإن أي حدث يُكدّر هذه الحكومة يسعدهم.
كما أن الاعتقاد السائد بين العديد من الإيرانيين هو أن حزب الله، وغيره من وكلاء النظام، قد لعب دورًا في قمع احتجاجات الشعب الإيراني، ولذلك، فعندما تستهدف إسرائيل قادة حزب الله، يشعر هؤلاء الناس بالرضا عن هذا الوضع.
وفي الواقع، يحلل العديد من المواطنين الإيرانيين القضايا المتعلقة بإسرائيل ولبنان من منظور معارضتهم للنظام الإيراني، وينظرون إلى ما يسره أو يحزنه، ويفعلون العكس تمامًا.
وتبدو هذه النظرة في تصرفات الناس؛ إذ يقول العديد من المواطنين إن النظام الإيراني قتل أبناءنا المحتجين في الشوارع، لكن الآن، مع وجود قوة أقوى تتعاظم وتقوم بإذلال هذا النظام وقتل قادة وكلائه، فإن ذلك يبعث على الفرح.
وفي الواقع، لقد انقسم المجتمع الإيراني منذ سنوات إلى مجموعتين: مجموعة صغيرة تستفيد من النظام وهي حزينة الآن لمقتل نصرالله، وفي المقابل، هناك مجموعة أكبر من الناس في إيران لا يريدون هذا النظام، ويشعرون بالفرح بتقليص هذه الحكومة ومجموعاتها بالوكالة، ويستقبلون موت نصرالله بترحاب.
وفي النهاية، وضعت هذه التطورات نظام طهران في أزمة شديدة، فهل ستتمكن إيران من تجاوز هذه المرحلة الحرجة، أم ينبغي أن نتوقع تحولات أكبر في المستقبل؟
ومن منظور إسرائيل، تحمل هذه التطورات عدة عواقب رئيسة؛ أولها أن المؤسسات الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية، التي كانت موضع تساؤل كبير، بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تمكنت الآن من إعادة بناء مصداقيتها بفضل انتصاراتها الملحوظة وإضعاف حماس وحزب الله، فضلاً عن مقتل هنية ونصرالله.
كما تم استعادة مكانة بنيامين نتنياهو، الذي تدهور وضعه بعد هجوم حماس ومقتل بعض الرهائن. الآن، نتنياهو في فترة عمله، قد أزال كلاً من زعيمي حماس وحزب الله.
أيضًا، تمكنت القوات الجوية الإسرائيلية، من خلال الضربات التي وجهتها لحزب الله، من تثبيت دورها الحاسم في الحرب واستراتيجيات إسرائيل العسكرية، وأظهرت قوتها لبقية القوات الجوية في الشرق الأوسط.
ويبدو أن النقطة الاستراتيجية الأهم في الهجمات الأخيرة لإسرائيل على حماس وحزب الله، وخاصةً على ضاحية بيروت، هي أن إسرائيل تسعى لاستعادة هيمنتها العسكرية في المنطقة. لقد كان أساس استراتيجيات إسرائيل العسكرية دائمًا هو أن تكون القوة العسكرية المهيمنة في الشرق الأوسط حتى لا تتجرأ أي دولة على تهديد وجودها.
وتتمثل شدة هجمات إسرائيل على قطاع غزة ولبنان، جزئيًا، في إرسال رسالة واضحة إلى التهديدات المحتملة والحالية ضد إسرائيل: أي تهديد لبقائنا سيواجه بأشد ردود الفعل.
لكن هل يعني ذلك أن المعادلات العسكرية والاستراتيجية في الشرق الأوسط ستتغير لصالح إسرائيل في المستقبل؟ ليس بالضرورة. الفجوات والتحديات القومية والدينية والسياسية في الشرق الأوسط عميقة وديناميكية لدرجة أنه من غير الممكن السيطرة عليها وإدارتها في المدى القصير. في هذه المنطقة، أحيانًا تكون اليد العليا مع إسرائيل وأحيانًا مع أعدائها.
والآن، تسعى إسرائيل إلى إضعاف حماس وحزب الله قدر الإمكان طالما أنها في موقع القوة، وتغيير المعادلات الكبرى في المنطقة لصالحها. وتدرك إسرائيل أنه إذا أتيحت الفرصة لأعدائها، سيقومون بتهديد هذا البلد مرة أخرى. لذلك، تواصل إسرائيل هجماتها بغض النظر عن التوصيات للحد من التوترات، لتقليل إرادة حماس وحزب الله والجمهورية الإسلامية لمواجهة المزيد.
نقطة أخرى جديرة بالاهتمام هي تجاهل نتنياهو والجيش الإسرائيلي لتوصيات إدارة بايدن. كانت الولايات المتحدة تطلب من إسرائيل باستمرار الحفاظ على مستوى منخفض من التوترات، لكن نتنياهو، برفضه سياسات بايدن تجاه طهران، اتخذ مساره الخاص، حيث انتهجت إسرائيل استراتيجية تصعيد التوترات الناتجة عن أعدائها لدفعهم إلى الوراء.

قال أحمد جنتي، أمين مجلس صيانة الدستور الإيراني، في بيان له، بشأن مقتل حسن نصرالله: "لا شك أن إسرائيل ستتلقى ردها على هذه الجريمة بقوة، وسيتم الانتقام لدم نصرالله، وذلك الانتقام سيكون بمحو إسرائيل".

امتلأت صحف إيران الصادرة، اليوم الأحد، بصور وعناوين حول أمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصرالله، بعد مقتله في الغارات الإسرائيلية، التي استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية، مساء الجمعة 27 سبتمبر (أيلول) الجاري.
وتفننت الصحف الإيرانية في إطلاق العناوين على حسن نصرالله، واصفة إياه تارة بـ "سيد المظلومين"، وتارة بـ "المجاهد الكبير"، وتارة أخرى بـ "الشهيد الخالد".
لكن صحفًا أخرى أبدت تخوفها من تداعيات هذا الحادث، حيث وصفته صحيفة "ستاره صبح" بـ "الزلزال السياسي في المنطقة"، ناشرة صورة لحسن نصرالله، وتحتها صور أصغر لأبرز القادة، الذين لقوا حتفهم في الفترة القليلة الماضية، ويتوسطهم نائب عمليات الحرس الإيراني، وقائد قوة القدس في لبنان، عباس نيلفروشان، الذي لقي مصرعه هو الآخر مع حسن نصرالله.
واللافت للنظر هو أن نبرة الصحف المعروفة بدعواتها السابقة للحرب والمواجهة المباشرة قد خفتت بشكل ملحوظ، بعد أن أصبح خيار الحرب حقيقة فعلاً، وليس دعاية إعلامية، ويبدو أن ذلك جاء بتعليمات من السلطات الإيرانية، التي بات موقفها ضعيفًا للغاية يشكو منه الحلفاء ويشمت به الخصوم.
واكتفت الصحف في المقابل بترديد بعض التصريحات، التي صدرت في بيانات التعزية من قِبل المسؤولين الإيرانيين، مثل المرشد علي خامنئي، الذي أكد أن حزب الله لن ينتهي بانتهاء أمينه العام، حسن نصرالله، وأن المقاومة ضد إسرائيل في لبنان ستكون أقوى في الفترة المقبلة، مُقِرًّا في الوقت نفسه بأن الضربة، التي حلت بالحزب، كانت كبيرة ومؤلمة.
وحاولت صحيفة "خراسان" الأصولية الإجابة عن سؤال: "لماذا كان حسن نصرالله مهمًا بهذا الحجم بالنسبة لإيران؟"، وقالت إن هذه الأهمية تكمن في أن نصرالله كان مدافعًا وذائدًا مخلصًا عن إيران في الأيام الصعبة، لاسيما أنه كان موجودًا بالقرب من إسرائيل، ووجوده هناك كان يعطي الطمأنينة للمسؤولين وصُنّاع القرار في طهران.
والآن يمكن لنا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"ستاره صبح": على إيران الاستعداد للحرب المحتملة
قال الكاتب والمحلل السياسي، حسن بهشتي بور، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" إن على إيران الاستعداد للحرب المحتملة، مؤكدًا أن هدف إسرائيل بات واضحًا، فالدور قادم على طهران بعد حماس وحزب الله.
ولفت الكاتب إلى أن إيران حاولت حتى الآن عدم الانجرار إلى الحرب، لكن ذلك يجب ألا يُفسر بأنها تكتفي بدور المتفرج؛ لأن جميع جماعات محور المقاومة تعمل بالتنسيق مع إيران، وجميع ما تقوم به يتم الموافقة عليه في طهران، حسب تعبير الكاتب.
كما لفت الكاتب إلى أن الكثيرين قد خُدعوا بالقدرة الردعية لدى إيران؛ لأنه تم تضخيم هذا الموضوع في وسائل الإعلام، موضحًا في الوقت نفسه أن على طهران الاستعداد للحرب المحتملة، حتى لو لم تكن راغبة فيها.
وتمنى الكاتب ألا تضطر إيران إلى هذه الحرب؛ لأن الحرب بين طهران وتل أبيب تعني مواجهة مباشرة بين إيران والولايات المتحدة أيضًا.
"همدلي": لماذا لا ترد إيران على إسرائيل بعد كل هذه الأحداث؟
ذكر الكاتب والمحلل السياسي، حميد رضا عظيمي، في مقال بصحيفة "همدلي"، أن العالم اليوم كله ينتظر رد إيران على إسرائيل، بعد سلسلة من الضربات والهجمات، التي نفذتها إسرائيل ضد طهران وحلفائها.
ورأى الكاتب أن هذا الانتظار ربما يطول، ولن يكون هناك رد من إيران؛ لأن صُناع القرار في طهران باتوا مؤمنين بضرورة عدم "الوقوع في فخ الحرب"، مهما كانت التكاليف والتبعات.
وفي سياق متصل انتقد الكاتب تصريحات مستشار المرشد الإيراني، علي لاريجاني، الذي قال تعليقًا على اغتيال حسن نصرالله: "إن إسرائيل بدأت تتجاوز خطوط إيران الحمراء"، متسائلاً بالقول: "ماذا عن الأعمال السابقة، مثل استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، ومقتل إسماعيل هنية في قلب طهران وغيرهما من الملفات والاغتيالات، التي قامت بها تل أبيب ضد أهداف إيرانية؟".
وأشار الكاتب إلى تساؤلات الرأي العام الإيراني والعالمي حول عدم قيام إيران برد مناسب يرتقي إلى مستوى الهجمات الإسرائيلية.. لافتًا إلى تداول مقاطع فيديو للمرشد الإيراني وقيادات عسكرية بارزة في إيران توعدت إسرائيل بالويل والفناء في حال ارتكبت خطأً صغيرًا بحق إيران، لكن- يضيف الكاتب- يتساءل الجميع اليوم عن سبب تعلل إيران وعدم قيامها بهذا الرد الذي طالما وعدت به.
وختم الكاتب أن هذه التساؤلات مشروعة ومن يسألونها ليسوا دعاة حرب وخراب، وإنما يقدمون سؤالًا مشروعًا يرون فيه أن إسرائيل لن تتوقف، ما لم تواجه حجرة صلبة أمامها، وإذا كانوا اغتالوا إسماعيل هنية في طهران فإنهم سيتقدمون ويقتلون هذه المرة قيادات إيرانية رفيعة في طهران أيضًا.
"كيهان": الانضمام إلى ""FATF تعني الاعتراف بحزب الله منظمة إرهابية
عارضت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، مساعي حكومة بزشكيان الإصلاحية الرامية للانضمام إلى مجموعة العمل المالي الدولية (FATF) وقالت إن الانضمام إلى هذه المنظمة الدولية تعني قبول قوانينها، التي تنص على تصنيف حزب الله اللبناني منظمة إرهابية.
كما أكدت أن هذا الانضمام يقود إلى قطع العلاقات المالية بين إيران وجماعات محور المقاومة، مضيفة أن "قطع هذه الأذرع في المنطقة يعني الخطوة الأولى في ابتلاع إيران من قبل النظام الغربي والصهيونية العالمية".
كما نوهت إلى أن مثل هذا الأمر يقود إلى إبعاد إيران عن المعادلات الدولية، ولن يكون لطهران أي دور في التطورات والأحداث التي تقع في المنطقة والعالم.

هدد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إسرائيل بأن مقتل عباس نیلفروشان، نائب عمليات الحرس الإيراني، وقائد قوة القدس في لبنان، على يد جيشها، لن يمر دون رد.
وذكر عراقجي، في بيان اليوم الأحد، أن مقتل نيلفروشان "لن يبقى بلا رد أبدًا، وأن الدبلوماسية الإيرانية ستستخدم جميع القدرات السياسية والقانونية والدولية لملاحقة المجرمين وداعميهم".
يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه الحرس الثوري الإيراني، في بيان سابق، مقتل نيلفروشان، دون أن يذكر شيئًا عن "الانتقام".
ووفقًا لبيان الحرس الثوري، فإن نيلفروشان قُتل في الهجوم، الذي شنته إسرائيل على بيروت، يوم الجمعة الماضي، ومعه أمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصرالله.
وكان مصادر غير رسمية قريبة من الحرس الثوري، قد أبلغت سابقًا عن مقتله، ولم يؤكد ذلك سوى أحمد بورخاقان، رئيس المنظمة القضائية للقوات المسلحة الإيرانية.
وقد تم تعيين نيلفروشان، الذي يُشار إليه في وسائل الإعلام الحكومية برتبة "سرتيب"، في يوليو (تموز) 2019، من قِبل حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، نائبًا لعمليات هذه الهيئة العسكرية.
وتشير بعض وسائل الإعلام في إيران إلى أن نيلفروشان كان من الشخصيات القريبة من محمد رضا زاهدي، القائد السابق لقوة القدس في الحرس الثوري بسوريا ولبنان.
يُذكر أن إسرائيل قد استهدفت القنصلية الإيرانية بدمشق، في الأول من إبريل (نيسان) الماضي، وأدى هذا الهجوم إلى مقتل سبعة من أعضاء الحرس الثوري، بمن فيهم محمد رضا زاهدي، ونائبه محمد هادي حاجي رحيمي.
ووفقًا لبعض التقارير، فقد تولى نيلفروشان "مسؤولية قيادة محور لبنان" في الحرس الثوري الإيراني، بعد مقتل زاهدي.