انهيار منجم فحم في إيران وأنباء عن خسائر بشرية



ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء، في تقرير خاص نقلاً عن دبلوماسيين لم تكشف عن أسمائهم، أن القوى الأوروبية تضغط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتمرير قرار ضد إيران في الاجتماع المقبل لمجلس المحافظين، وذلك تزامنًا مع زيارة مدير عام الوكالة، رافائيل غروسي، الحالية إلى طهران.
وأشارت "رويترز" إلى أن القوى الأوروبية، بينما تترقب عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية، تسعى إلى فرض ضغوط على إيران؛ بسبب تقاعسها عن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما قد يؤدي إلى تصاعد التوترات الدبلوماسية مع النظام الإيراني.
وقد قامت إيران، ردًا على القرارات والانتقادات السابقة من مجلس محافظي الوكالة، بزيادة أنشطتها النووية ومنع وصول كبار المفتشين إلى بعض المواقع، مما أثار قلق الغرب بشأن برنامجها النووي.
وذكر دبلوماسيون مطلعون أن الدول الأوروبية تطالب بقرار يلزم الوكالة بإعداد تقرير شامل إلى جانب التقارير الفصلية المعتادة، يركز على القضايا الخلافية مثل آثار اليورانيوم في مواقع لم يتم التصريح عنها، وذلك لتوضيح المزيد من التفاصيل حول الأنشطة النووية الإيرانية.
وأوضحت المصادر أن الهدف من هذا القرار هو دفع طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات، والموافقة على قيود جديدة على أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات. وقال دبلوماسي أوروبي: "مخاوفنا بشأن أنشطة إيران النووية واضحة تمامًا، ومن الطبيعي طلب تقرير شامل من الوكالة. بريطانيا وألمانيا تدفعان بقوة نحو هذا القرار".
ورغم أن الولايات المتحدة لم تكن تسعى للضغط من أجل تمرير هذا القرار، فإنه من المتوقع أن تدعمه كما فعلت في يونيو (حزيران) الماضي، حينما دعّمت قرارًا أوروبيًا مشابهًا. وتجري حاليًا مفاوضات بين الدول الأوروبية الثلاث: ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تقترب من نهاية ولايتها.
وتأتي هذه التحركات في ظل محاولات مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، لإقناع القيادة الإيرانية بتقديم توضيحات حول آثار اليورانيوم المكتشفة في المواقع غير المعلنة، وتوسيع نطاق الرقابة على أنشطتها النووية. وبحسب "رويترز"، فإن غروسي يفضل عدم إصدار تقرير شامل ويأمل في حل القضايا العالقة عبر الحوار.
وقال غروسي، في مؤتمر صحافي، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، في معرض رده على سؤال حول إعداد تقرير شامل: "نحن نقدم تقارير متواصلة، ونستهدف حاليًا حل القضايا بدلاً من النظر في خطوات عقابية مستقبلية، فالهدف الآن هو تشجيع التعاون".
علاقات متوترة
وكان غروسي، قد وصل إلى طهران، يوم أمس الأربعاء 13 نوفمبر (تشرين الثاني)، لعقد اجتماع مع الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، الذي أعرب عن أمله في أن تسهم هذه الزيارة في حلحلة المأزق الطويل بشأن المسائل النووية الأساسية.
وأشار مسؤول رفيع في الحكومة الإيرانية، لم يُذكر اسمه، إلى تضارب بين هدف غروسي في تحقيق تقدم سريع، ورغبة القوى الغربية في ممارسة ضغوط لإلزام إيران بقيود نووية جديدة. وأضاف أن طهران قد ترد على قرار الوكالة بتقليص تعاونها الدبلوماسي والفني معها.
وجاء ذلك في وقت أكد فيه بزشكيان، عبر وسائل الإعلام الإيرانية، أن طهران لا تستطيع تجاهل الولايات المتحدة، داعيًا إلى "التعامل بصبر" مع أعدائها.
ومن جانبه، صرح الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، يوم الثلاثاء الماضي، قائلًا: "لا نسعى إلى تصعيد ضد إيران، ولكن يجب أن نضمن أنها لن تمتلك سلاحًا نوويًا".
ورغم ذلك، لم ترد تقارير عن تخطيط إدارة ترامب لمفاوضات مع إيران، بل إن الفريق الذي اختاره ترامب يضم شخصيات ذات مواقف صارمة تجاه طهران، مما يعزز التوقعات باتباع نهج أشد ضغطًا عليها.

قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، في مؤتمر صحافي مشترك مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية: "سنرد بشكل فوري وحاسم على أي قرار ضد البرنامج النووي". وأضاف: "برنامجنا النووي سيستمر في إطار المصالح الوطنية".

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: "الهجمات على المنشآت النووية غير قانونية ويجب عدم تنفيذها". وأضاف: "أنا لست رئيسا ولا سياسيا ولا يسعني إلا أن أعطي تحذيرات لمنع الهجمات على المنشآت النووية".

قال نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، علي فدوي: "سقوط صواريخنا فقط هو الذي يعيد الأعداء إلى أنفسهم ويضعهم في أماكنهم". وأضاف: "لقد أعلن أعداؤنا بحماقة أن حزب الله تم تدميره، في حين أن جبهة المقاومة تصبح أكثر قوة كل يوم".

أعلن عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، خلال لقائه مع رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنه "لا يوجد مسار منطقي سوى التفاوض لحل المشاكل". وأضاف أن "مسار المواجهة قد جُرِّب من قبل، ويمكن تجربته مرة أخرى، ولكن هذا المسار لم يأتِ بنتائج إيجابية".
وأشار عراقجي إلى أن القرارات الدولية لم تساعد في حل القضايا، بل أدت إلى تعقيد المسائل أكثر، وزادت من "القلق" لدى الدول التي أصدرَت تلك القرارات.
وفقًا لوكالة "رويترز"، فإن القوى الأوروبية، بما في ذلك فرنسا وبريطانيا وألمانيا، تسعى لاستصدار قرار ضد إيران خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع المقبل، بهدف الضغط على إيران لتعزيز تعاونها النووي.
وقد التقى غروسي اليوم الخميس بعراقجي ومحمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية. وكان غروسي قد وصل إلى طهران مساء الأربعاء، حيث استقبله بهروز كمالوندي، نائب رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية. ومن المقرر أن يلتقي أيضًا بمسعود پزشكيان، رئيس الحكومة الرابعة عشرة، وأن يقوم بزيارة لمنشأتي نطنز وفردو النوويتين.
الضغوط الأوروبية لتمرير قرار ضد إيران
تأتي زيارة غروسي إلى طهران قبل اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، حيث تعمل القوى الأوروبية الثلاث على استصدار قرار جديد ضد إيران في المجلس. ويهدف القرار المقترح إلى دعوة الوكالة لتقديم تقرير شامل عن الأنشطة النووية الإيرانية، بما يتضمن الإشارة إلى المسائل الحساسة والإشكالات غير المفسرة، مثل وجود آثار لليورانيوم في مواقع غير مُعلنة.
وقد يشكِّل هذا التقرير الشامل أساسًا لفرض قيود جديدة على الأنشطة النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات. ويخشى دبلوماسيون غربيون من أن ترد إيران على هذا القرار بزيادة أنشطتها النووية أو تقليص التعاون مع الوكالة.
ردود فعل إيران على القرارات السابقة
ردت إيران على القرارات السابقة والانتقادات الصادرة عن مجلس المحافظين بتكثيف أنشطتها النووية ومنع مفتشي الوكالة من الوصول إلى بعض المنشآت. وتعمل طهران منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018 على زيادة تخصيب اليورانيوم، في وقت يرى الغرب أن هذا النشاط يمثل خطوة محتملة نحو امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية، رغم تأكيد إيران أن هدفها الوحيد هو الاستخدام السلمي للطاقة.
جهود غروسي لتعزيز التعاون الإيراني
وعلى مدار الأشهر الماضية، سعى غروسي مرارًا لتعزيز التعاون مع إيران فيما يخص الإشراف على المنشآت النووية وتقديم توضيحات بشأن آثار اليورانيوم في المواقع غير المعلنة. ومع ذلك، لم يحرز أي تقدم ملحوظ. وأكد غروسي في تصريحات سابقة له قبل زيارته لطهران أنه لا يزال غير قادر على إطلاع المجتمع الدولي على تفاصيل واضحة حول الأنشطة الإيرانية، وقال: "لا أستطيع بعد أن أخبر المجتمع الدولي بما يحدث في إيران على وجه التحديد. نحن في وضع صعب، لذا يتعين على إيران أن تساعدنا حتى نتمكن من مساعدتها".
زيادة تخصيب اليورانيوم والقلق الغربي
منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، كثفت إيران من أنشطتها النووية، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تقترب من 60 في المائة، وهي نسبة قريبة من 90 في المائة المطلوبة لصنع سلاح نووي. ومع ذلك، تؤكد إيران أن أهدافها النووية تقتصر على الاستخدامات السلمية للطاقة فقط.10:00