صحيفة المرشد الإيراني: لا أحد يستطيع أن يضمن أننا لن نقتل ترامب



صرّح الفيلسوف الفرنسي المعروف، برنار- هنري ليفي، في مقابلة خاصة مع "إيران إنترناشيونال"، بأن الولاية الثانية للرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، تضع النظام الإيراني أمام خيارين: إما الدخول في صفقة كبيرة مع الولايات المتحدة وإما مواجهة السقوط، على غرار ما حدث لألمانيا النازية.
وقال ليفي: "إن ترامب يعشق التفاوض بشكل جوهري. أيديولوجيته مبنية على الصفقات، وفن التفاوض هو عنوان كتابه. لا يمكن استبعاد احتمالية أن ينجذب لفكرة عقد صفقة كبيرة حتى مع إيران، لأنه مؤمن بشدة بفكرة التفاوض".
وأضاف أن مثل هذا السيناريو قد يحمل "مفاجأة كبيرة" لإسرائيل.
سيناريوهات المستقبل
وأوضح ليفي: "إذا تمكن رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، من التغلب على تحدياته الداخلية، فقد يشكل ائتلافًا مع الإدارة الأميركية الجديدة، بقيادة ترامب، لإسقاط النظام في إيران".
وأضاف: "قد يتشكل تحالف، لا يهزم فقط حزب الله وحماس، بل يحرر إيران أيضًا".
وأوضح: "في النهاية، الهدف الحقيقي هو تحرير إيران. عندما تتحرر إيران، سيكون ذلك شبيهًا بتحرير ألمانيا في عام 1945".
وكان ترامب، قد صرح، يوم الثلاثاء 5 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، بعد الإدلاء بصوته في انتخابات الرئاسة الأميركية، بأنه لا يسعى لإلحاق الأذى بإيران، لكنه شدّد على أن طهران يجب أن لا تحصل على أسلحة نووية.
وقال ترامب: "شروطي واضحة للغاية.. يجب أن لا يمتلكوا أسلحة نووية. أحب أن أراهم كدولة ناجحة". ومع ذلك، لم يقدم تفاصيل محددة حول خططه المستقبلية بشأن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران.
التاريخ السياسي لترامب تجاه إيران
انسحب ترامب من الاتفاق النووي، خلال ولايته الرئاسية الأولى، مدعيًا أن الاتفاق مكّن نظام طهران من تعزيز موارده المالية وزيادة دعمه للميليشيات المسلحة التابعة له في الشرق الأوسط.
كما أصدر ترامب أمرًا باغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في هجوم بطائرة مُسيّرة عام 2020، وهو ما أثار غضب المرشد علي خامنئي وقادة النظام الإيراني. ووفقًا لمسؤولين أميركيين، فقد حاولت إيران الانتقام من ترامب ومساعديه الرئيسين.
ومع ذلك، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، يوم الجمعة 15 نوفمبر الجاري، أن علي خامنئي أرسل رسالة إلى الرئيس الأميركي، جو بايدن، أكد فيها أن إيران لا تعتزم قتل ترامب.
وفي وقت سابق، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن طهران قدمت "ضمانات مكتوبة" لواشنطن بأنها لن تغتال ترامب.
وفي تحول لافت، أعلنت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، ردًا على تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن إيران ملتزمة تمامًا بمبادئ القانون الدولي وتسعى لمحاسبة قتلة قاسم سليماني "عبر القنوات القانونية والقضائية".
المجتمع المدني الإيراني والعالم الغربي
وصف ليفي المجتمع المدني الإيراني بأنه جزء من "العالم الغربي"، الذي يشمل تايوان، وإسرائيل، والمدافعين عن حقوق الإنسان في تركيا.
وأضاف: "الغرب مفهوم روحي، والمجتمع المدني الإيراني من الركائز الأساسية لهذا العالم". وأكد أن القوى الداخلية الساعية للتغيير في إيران، رغم القمع والسجن، قد حققت تقدمًا ملموسًا في الإطاحة بالنظام الحالي.
وخاطب المجتمع المدني الإيراني قائلاً: "لا يمكن لأحد أن يشك في وجود قوى نابضة بالكرامة، والشباب، والحضارة داخل إيران، وهي قوى في طريقها إلى الانتصار. لقد قطعتم شوطًا كبيرًا بشجاعة مذهلة، رغم الضغوط، وتحت القمع، وفي السجون وغرف التعذيب".

مايك هاكابي، المرشح من قبل ترامب لتولي منصب سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، قال في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" إن مسؤولي النظام الإيراني لم ينسوا ما فعلته سياسة الضغط الأقصى التي انتهجها ترامب معهم.
وأضاف: "لو لم يُخفف بايدن هذه الضغوط، لكان النظام الاقتصادي لإيران قد انهار ولأطاح الشعب الإيراني بالحكومة."
وأشار هاكابي إلى أن ترامب لم يكن بحاجة إلى شن هجوم عسكري على إيران، بل كان يوشك على إفلاس طهران، مؤكدًا أن هذا النهج أكثر فعالية.

ذكرت وسائل إعلام إيرانية بأن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، زار منشأتي فوردو ونطنز النوويتين في إيران.
وقد جاءت هذه الزيارة بعد فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية، وفي ظل دعوات من بعض الدول الأوروبية لإصدار قرار ضد طهران، خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الأسبوع المقبل.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، دون الخوض في التفاصيل، أن غروسي قام يوم الجمعة 15 نوفمبر (تشرين الثاني) بجولة شملت محافظتي أصفهان وقم؛ حيث تفقد مفاعل نطنز النووي ومنشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو، الواقعة تحت جبل على بُعد نحو 100 كيلومتر جنوب العاصمة طهران.
توترات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية توترًا؛ بسبب قضايا عالقة، منها منع إيران لمفتشي الوكالة المتخصصين في تخصيب اليورانيوم من دخول منشآتها النووية، وعجزها عن تقديم تفسير لآثار اليورانيوم المخصب، التي تم العثور عليها في مواقع غير معلنة.
وذكرت وكالة "رويترز"، في تقرير خاص يوم الخميس الماضي، نقلاً عن دبلوماسيين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أن الدول الأوروبية تضغط على الوكالة لتمرير قرار ضد إيران في الاجتماع المقبل لمجلس المحافظين.
وأشارت "رويترز" إلى أن مثل هذه القرارات قد تزيد من حدة التوترات الدبلوماسية مع النظام الإيراني.
ردود فعل أوروبية
صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، كريستوف لوموان، بأن القوى الأوروبية الثلاث (ألمانيا وبريطانيا وفرنسا) ستنتظر نتائج زيارة غروسي، قبل اتخاذ أي قرار بشأن كيفية الرد، مضيفًا: "نحن نعمل بشكل كامل مع شركائنا في أوروبا والولايات المتحدة للضغط على إيران؛ لتنفيذ وعودها والتزاماتها الدولية، والتعاون بحسن نية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية."
وأضاف أن هذا الجهد قد يتخذ أشكالاً متعددة، بما في ذلك إصدار قرارات.
تصريحات إيرانية
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، يوم الخميس الماضي، إن إيران مستعدة للتفاوض "على أساس المصالح الوطنية وحقوقها المشروعة"، لكنها "لن تتفاوض تحت الضغط والتهديد".
وأكد عراقجي، بعد اجتماعه مع غروسي في طهران، أن "الكرة الآن في ملعب الاتحاد الأوروبي والقوى الأوروبية الثلاث".
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع غروسي، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي: "سنرد على أي قرار ضد برنامجنا النووي بشكل فوري وحاسم". وأضاف: "برنامجنا النووي سيستمر في إطار المصالح الوطنية".
مستقبل الدبلوماسية النووية مع عودة ترامب
إن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، في يناير (كانون الثاني) 2025 كرئيس للولايات المتحدة قد تؤثر بشكل كبير على مسار الدبلوماسية النووية مع إيران، التي وصلت إلى طريق مسدود بعد شهور من المفاوضات غير المباشرة مع إدارة جو بايدن.
وخلال ولايته الأولى، انسحب ترامب من الاتفاق النووي الذي حدّ من الأنشطة النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية الدولية. ولم يوضح ترامب بعد ما إذا كان سيعيد تطبيق سياسة "الضغط الأقصى" على إيران، بعد توليه الرئاسة مجددًا.
وشدد ترامب على أنه لن يسمح لطهران بامتلاك أسلحة نووية، بعد الإدلاء بصوته في انتخابات الرئاسة الأميركية، في الخامس من نوفمبر الجاري.

قال مستشار خامنئي، علي لاريجاني في حديث لـ"الميادين" إن نتنياهو يعتمد على قوة الأميركيين في كل شيء ومن دونهم لا شيء. وفي تصريح غير معتاد، شبه لاريجاني نتنياهو بشخص "يريد الزواج بـ(قضيب) شخص آخر"، وهو مثل شعبي إيراني يقال عند اعتماد الشخص في كل شي على الآخرين.

أفادت وكالة "أسوشيتد برس"، نقلاً عن مسؤول أميركي، بتأكيد خبر لقاء إيلون ماسك مع السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، سعيد إيرواني، وأوضحت أن إيران هي التي طلبت عقد هذا اللقاء. بينما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، التي نشرت الخبر لأول مرة، أن إيلون ماسك هو من طلب اللقاء.