وزير الدفاع الإيراني يلتقي الرئيس السوري لمناقشة "التعاون في مكافحة الإرهاب"



أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية بأن إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، الجديدة، تسعى إلى إعادة تطبيق سياسة "الضغط الأقصى" ضد إيران سريعًا، وأن الأوامر التنفيذية المتعلقة بذلك، التي من المقرر أن يوقعها في أول يوم من توليه المنصب، قيد الإعداد حاليًا.
ونشرت الصحيفة هذا الخبر، يوم السبت 16 نوفمبر (تشرين الثاني)، نقلاً عن مصادر مطلعة في فريق الانتقال الرئاسي لترامب.
ووفقًا للتقرير، تتضمن الأوامر التنفيذية، التي سيوقعها ترامب، في اليوم الأول من وجوده في البيت الأبيض، 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، إجراءات تتعلق بصادرات النفط الإيراني.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من فريق الانتقال الرئاسي الجديد أن حملة الضغط الأقصى تهدف إلى "إفلاس" إيران وتقويض قدرتها على تمويل القوى الوكيلة، لكن الهدف النهائي هو إجبار طهران على التفاوض حول اتفاق نووي جديد وتغيير سياساتها الإقليمية.
وذكرت "فايننشال تايمز" أنه رغم بقاء العقوبات، التي فرضها ترامب، سارية في عهد جو بايدن، فإنها لم تُنفذ بدقة؛ بهدف إحياء الاتفاق النووي وتخفيف الأزمة.
ولم يصدر بعد أي تعليق من البيت الأبيض أو مكتب ترامب على هذا التقرير.
ولم ترد إيران بعد على تقرير "فايننشال تايمز" أيضًا.
وذكرت الصحيفة، نقلاً عن مسؤول نفطي، أن إدارة ترامب قد تعيد صادرات النفط الإيراني إلى بضع مئات الآلاف من البراميل يوميًا.
يُذكر أن دونالد ترامب أعلن رسميًا انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في مايو (أيار) 2018، خلال ولايته السابقة، وبدأ بتنفيذ سياسة "الضغط الأقصى" ضد إيران.
وردًا على هذه الخطوة، قامت السلطات الإيرانية بتكثيف الأنشطة النووية على مراحل ورفعت درجة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، وهو مستوى قريب من إنتاج الأسلحة النووية.
ووفقًا لبيانات وكالة معلومات الطاقة الأميركية، فإن صادرات النفط الخام الإيراني التي انخفضت إلى 400 ألف برميل يوميًا، في عام 2020، قد زادت أكثر من ثلاثة أضعاف، خلال السنوات الأربع الماضية، لتصل الآن إلى أكثر من 1.5 مليون برميل يوميًا.
ومن بين الشخصيات، التي رشحها ترامب لحكومته الجديدة، برز معارضون ومنتقدون شرسون للنظام الإيراني، مثل ماركو روبيو كوزير مقترح للخارجية، ومايك والتز كمستشار للأمن القومي.
ورغم ذلك، ظهرت في الأيام الأخيرة تقارير عن لقاء سري بين مستشار ترامب البارز، إيلون ماسك، وسفير إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، وهي تقارير نفتها طهران.

أكد عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، بهنام سعیدی، أن تغيير العقيدة الدفاعية لإيران "ضروري ومشروع"، وقال: "إن أي مراجعة وتعزيز للعقيدة الدفاعية لإيران سيكون بهدف الرد على التهديدات الحالية، وبما يتناسب مع التحديات الأمنية الإقليمية والدولية".

صحيفة “كيهان”، التي تصدر تحت إشراف المرشد الإيراني علي خامنئي علّقت على تصريحات بعض النشطاء السياسيين حول إمكانية إجراء مفاوضات بين طهران وواشنطن في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، مؤكدة أن ترامب لعام 2024 “هو نفسه ترامب لعام 2016”.
وأضافت الصحيفة: "ما يشكّل جوهر الاستراتيجية الكبرى لترامب وجميع الإدارات الأمريكية السابقة هو تهديد وجود نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

في ظل تصاعد الانتقادات بشأن إطلاق "عيادات الإقلاع عن السفور" في إيران، أعلنت رئيسة إدارة شؤون المرأة والأسرة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة طهران، مهري طالبي دارستاني، أن المشروع دخل حيز التنفيذ منذ فترة، وحصل على ميزانية كبيرة.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "اعتماد"، اليوم السبت 16 نوفمبر (تشرين الثاني)، تحت عنوان "عيادات الإقلاع عن السفور أو مقدمة لتطبيق قانون الحجاب"، فإن هذه العيادات أُنشئت بإشراف مباشر من دارستاني. وأشارت الصحيفة إلى أن المشروع حظي بـ 155 مليار تومان من الميزانية العامة و100 مليار تومان كميزانية خاصة لعام 2025.
وكانت دارستاني قد أعلنت سابقًا، في 12 نوفمبر الجاري، افتتاح أول عيادة متخصصة لدعم العودة إلى الحجاب في طهران، موضحة أن الهدف من هذه العيادات هو معالجة "السفور بطرق علمية ونفسية".
مشروع مثير للجدل
وقد تناولت صحيفة "جمهوري إسلامي" المشروع بانتقاد حاد في مقالها بعنوان "عيادات مكافحة السفور: لمن الفائدة؟"، واعتبرت أن هذا المشروع مجرد فرصة لكسب الأموال لفئات معينة دون تحقيق أي فائدة فعلية. وأضافت الصحيفة أن هذه العيادات ستؤدي إلى تفاقم النظرة السلبية تجاه الحجاب، وستكون سببًا في الإهانة والتحقير، بدلاً من تعزيز أي قيم مجتمعية.
هل المشروع قانوني؟
وقد وصف أستاذ القانون بجامعة طهران، محسن برهاني، المشروع بأنه مخالف للقانون، مشيرًا إلى أن إنشاء أي مؤسسة أو فرض إلزامات على المواطنين يستوجب موافقة قانونية واضحة. وأكد أن إلزام النساء بحضور هذه العيادات أو تقديمها كبديل للعقوبات القضائية يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون.
وفي هذا الصدد، تساءل برهاني عما إذا كان حضور النساء لهذه العيادات اختياريًا أم إلزاميًا؟ وشدد على أن وضع خيار "المحكمة أو العيادة" أمام النساء غير قانوني. وأشار إلى أن تجارب مشابهة سابقة، مثل إقامة "دروس توجيهية" غير قانونية، أدت إلى مأساة وفاة الشابة الإيرانية، مهسا أميني، في سبتمبر (أيلول) 2022، محذرًا من أن تكرار مثل هذه الحوادث يمكن أن يُعتبر جريمة شبه متعمدة، وفقًا لقانون العقوبات الإيراني.
تحذيرات من الآثار النفسية السلبية
وأعرب ساسان توكلي، وهو طبيب نفسي، عن مخاوفه من التأثيرات السلبية لهذا المشروع، مشيرًا إلى أن استخدام مصطلحات مثل "العيادة" و"العلاج" في هذا السياق يمثل إساءة للعلم. وكتب على حسابه في "إنستغرام" أن "علم النفس لا يعتبر أن اختيارات الأفراد الشخصية مشكلة تتطلب علاجًا أو تغييرًا".
وبدوره، أوضح أستاذ الطب النفسي بجامعة العلوم الطبية في إيران، وحيد شريعت، أن هذه العيادات لن تحقق أهدافها، مؤكدًا أن استخدام لغة العلم في غير موضعها يشكل خطرًا أكبر لأنه يقوض ثقة المجتمع بالعلم. وأشار إلى أن تحديد أي سلوك باعتباره مرضًا أو انحرافًا دون أسس علمية أمر غير مقبول.
واعتبر رئيس الجمعية الإيرانية للطب النفسي، حميد بورشريفي، المشروع بمثابة استغلال للعلم، مشددًا على أن الحجاب مسألة اختيارية ولا علاقة لها بالصحة النفسية. وأضاف أن استخدام مصطلح "العلاج" في هذا السياق يسيء إلى مصداقية الطب النفسي.
تنصل حكومي من المشروع
ونفت مساعدة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة، زهرا بهروز آذر، ارتباط الحكومة بإطلاق المشروع، قائلة: "إنه لم يُعتمد ضمن قرارات الحكومة". لكن نائب رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، محمد رضا ميرشمسي، أعلن في 14 نوفمبر الجاري، أن العيادات ستعمل بموافقة القضاء كبديل للعقوبات.
من جهتها، انتقدت النائبة السابقة، طيبة سياوشي، الحكومة لتجاهلها الإشراف على مثل هذه المشاريع، مؤكدة أن هذا التنصل لا يعفيها من المسؤولية. ودعت إلى الوضوح في الإشراف على هذه العيادات لمنع أي إساءة أو عنف محتمل ضد النساء.
جهود طويلة لفرض الحجاب
على مدار أربعة عقود، سعى النظام الإيراني لفرض الحجاب الإجباري من خلال مشاريع متعددة مثل "نور" و"حجاب بان" و"شرطة الأخلاق"، بالإضافة إلى برامج مثل "العفة والحجاب".
ورغم هذه الجهود، شهدت السنوات الأخيرة تزايد عدد النساء اللواتي يظهرن في الأماكن العامة دون الالتزام بالحجاب، في تحدٍ واضح لسياسات الحكومة القمعية.

أعلن وزير الاقتصاد والمالية الإيراني، عبد الناصر همتي، عن خطط لتطوير أدوات جديدة لتمويل الإنتاج، في ظل انخفاض متوقع لعائدات النفط في الفترة القادمة، منتقدًا انخراط البنوك في إدارة الشركات، بدلاً من التركيز على تقديم التمويل.
وأقر همتي، في كلمة ألقاها اليوم السبت 16 نوفمبر (تشرين الثاني)، خلال مؤتمر "تمويل الإنتاج: من إدارة الشركات إلى بنائها"، بعدم وجود زيادة متوقعة في الإيرادات الناتجة عن مبيعات النفط، مشددًا على أن "النمو الاقتصادي لا ينبغي أن يكون مرهونًا بارتفاع أسعار النفط"، وداعيًا إلى تعزيز الأدوات الاقتصادية غير المعتمدة على العملة الأجنبية.
ميزانية 2025 وتوقعات غير واقعية
وعلى الرغم من تصريحات وزير الاقتصاد الإيراني، فإن مشروع ميزانية 2025 يتضمن زيادة بنسبة 8 في المائة في عائدات النفط؛ حيث تتوقع الحكومة تحقيق 2107 تريليون تومان من مبيعات النفط.
ولكن وفقًا لتقرير مركز أبحاث البرلمان الإيراني، فمن المحتمل أن تكون إيرادات الحكومة من صادرات النفط الخام والمكثفات الغازية وصافي صادرات الغاز الطبيعي أقل بنحو 11 في المائة من التقديرات المدرجة في الميزانية، ولم تأخذ هذه التوقعات في الحسبان السيناريو المحتمل لعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وفي ضوء تجربة فترة رئاسة ترامب الأولى، حيث انخفضت صادرات النفط الإيرانية من أكثر من ثلاثة ملايين برميل يوميًا إلى أقل من 200 ألف برميل يوميًا، قد تكون الفجوة بين التوقعات والواقع في عام 2025 أكبر من الأرقام الحالية.
استراتيجيات حكومة طهران لمواجهة الأزمة
أشار همتي إلى أن إيران لا يمكنها الاعتماد على زيادة الإيرادات من صادرات النفط، مؤكدًا أن "غياب النمو والإنتاج يؤدي إلى تدهور مستمر في القوة الشرائية للمواطنين".
وأوضح أن السبب الرئيسي لضعف الإنتاج في إيران هو "عدم اليقين الاقتصادي"، مضيفًا أن الهيكل الاقتصادي الحالي يجعل التحكم في التضخم والنمو الاقتصادي تحديين متلازمين: فعندما يتوقف التضخم يتوقف النمو، وعندما يبدأ النمو يعود التضخم.
واقترح الوزير الإيراني تصميم أدوات تمويل جديدة غير معتمدة على العملة الأجنبية، مشيرًا إلى أن وزارة الاقتصاد تعمل وفقًا لقانون تمويل الإنتاج والبنية التحتية على ابتكار أساليب حديثة لتمويل الأنشطة الإنتاجية.
دور البنوك في تمويل الإنتاج
تعتمد الأنشطة الاقتصادية في إيران تقليديًا على البنوك كمصدر رئيسي للتمويل، وعلى الرغم من المحاولات المتعددة للحكومات السابقة لتطوير أساليب تمويل جديدة، فإن البنوك لا تزال تلعب دورًا محوريًا في هذا القطاع.
ومع ذلك، يرى همتي أن إحدى العقبات الرئيسة أمام فاعلية النظام المالي هي انخراط البنوك في إدارة الشركات، بدلاً من التركيز على تقديم التمويل.
وعود بإنهاء إدارة البنوك للشركات
وقد وصف همتي ظاهرة انخراط البنوك في إدارة الشركات بأنها "سبب رئيسي لعدم كفاءة النظام المالي"، مشددًا على ضرورة إنهاء هذه الممارسة خلال العام الجاري.
وطالب البنك المركزي بالالتزام بمهامه وفقًا لخطط التنمية السابعة، مشيرًا إلى أن الحكومة وضعت حوافز لتشجيع البنوك على التخلي عن إدارة الشركات.
وجدير بالذكر أن هذه القضية ليست جديدة؛ حيث أثارها المرشد الإيراني، علي خامنئي، في سبتمبر (أيلول) 2018 عندما وجه انتقادًا حادًا للبنوك، قائلًا: "لا يحق للبنوك استخدام أموال الناس لإنشاء إمبراطوريات أو الانخراط في إدارة الشركات".
وعلى الرغم من الجهود المتكررة، لا تزال قضية بنوك إيران قائمة كأحد التحديات الرئيسية للاقتصاد، ما يعكس الحاجة إلى إصلاحات جذرية لهيكلة النظام المالي.