رئيس لجنة الأمن القومي الإيرانية: لا نخاف من عودة ترامب للبيت الأبيض



شهدت إيران تنفيذ ما لا يقل عن 711 حكمًا بالإعدام، منذ بداية هذا العام، مما دفع السجينات السياسيات في سجن "إيفين" بطهران إلى إطلاق نداء عاجل ودعوة للسلطات لوقف هذه الأحكام.
وأكدت منظمة "هنغاو"، المعنية بحقوق الإنسان، يوم السبت 16 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن من بين الـ 711 عملية إعدام، التي وثقتها هذا العام، كان هناك 13 سجينًا سياسيًا، بالإضافة إلى 21 حالة وفاة في السجون الإيرانية في 2024، من بينها أربع وفيات لسجناء سياسيين وثماني حالات وفاة بسبب التعذيب.
وقالت الناشطة في حقوق المرأة، مينا خاني، بمنظمة "هنغاو"، لقناة "إيران إنترناشيونال" الإنجليزية: "ما نعيشه هو تسونامي من الإعدامات؛ إنه أمر صادم ومروع".
وأعربت خاني عن قلقها من أنه إذا استمرت الإعدامات بهذا المعدل، فقد تصل حصيلة الوفيات في إيران إلى نحو 1000 شخص بحلول نهاية العام.
وأضافت: "لم يكن من الممكن أن يتخيل الناس في ذروة حركة (المرأة، الحياة، الحرية) أنه في ظل حرب إقليمية مدفوعة جزئيًا من قِبل النظام الإيراني، ستحدث مثل هذه الإعدامات".
السجينات يطالبن بإنهاء أحكام الإعدام
تستمر أحكام الإعدام في إثارة معارضة السجناء السياسيين والنشطاء؛ فقد أصدرت مجموعة من السجينات في سجن "إيفين" بطهران، يوم أمس السبت، رسالة تدعو إلى منع النظام الإيراني من "التضحية بالأرواح في انتقامه من الحركات المطالبة بالحرية والمساواة".
وفي الأسبوع الماضي، أصدرت السلطة القضائية الإيرانية أحكام إعدام بحق ستة محتجين متهمين بقتل عضو في ميليشيا "الباسيج" الحكومية خلال احتجاجات عام 2022، وهي أحكام نددت بها مجموعات حقوقية، مثل مركز حقوق الإنسان في إيران (CHRI)؛ بسبب الانتهاكات في إجراءات المحاكمة، والاعترافات المنتزعة تحت التعذيب، والأدلة غير الكافية.
وتقول مجموعات حقوقية إن هناك حاليًا 42 سجينًا سياسيًا يواجهون خطر الإعدام في السجون الإيرانية.
سجن ناشط طلابي لمعارضته إعدام مغني الراب المعارض
في إشارة أخرى إلى قمع إيران للمعارضة، نُقل الناشط الطلابي، خشايار سفيدي إلى سجن إيفين يوم السبت، لقضاء عقوبة بالسجن لمدة عام.
ويواجه سفيدي، الذي عارض حكم إعدام مغني الراب المعارض، توماج صالحي، تهمة "الدعاية ضد النظام". وقال في مقطع فيديو قبل نقله إلى السجن يوم السبت: "شعرت بأنه من واجبي، كعضو في المجتمع ومواطن، أن أعترض على حكم إعدام توماج صالحي وألا أبقى صامتًا أمام هذا الظلم".
واعتُقل صالحي في سبتمبر (أيلول) 2021 بعد إصدار أغنيته الاحتجاجية "جحر الفأر"، واعتقل مرة أخرى في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 خلال احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية". وعلى الرغم من أن المحكمة العليا في إيران ألغت حكم إعدامه في يونيو (حزيران) الماضي، فإن صالحي لا يزال في السجن.
وتعكس قضية سفيدي نمطًا أوسع من القمع؛ حيث تواصل السلطة القضائية الإيرانية معاقبة من يحتجون على الإعدامات. ووفقًا لتحالف "حرروا نرجس"، حُكم على الناشطة السياسية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، نرجس محمدي، بالسجن لمدة ستة أشهر إضافية بعد احتجاجها على إعدام سجين سياسي آخر في جناح النساء بسجن إيفين.
وأفادت المجموعة بأن محمدي، التي تقضي عقوبة طويلة بالفعل، وُجهت لها تهمة "العصيان ومقاومة الأوامر" في 19 أكتوبر بعد احتجاجها في أغسطس (آب) الماضي.
إيران تعدم 12 شخصًا في يوم واحد مع تصاعد الإعدامات المتعلقة بالمخدرات
ازدادت وتيرة الإعدامات في إيران، يوم الأربعاء الماضي، حيث أُعدم ما لا يقل عن عشرة أشخاص، بينهم امرأة، ومواطن أفغاني، وشخصان كرديان في سجن "قزل حصار" بمدينة كرج، بتهم تتعلق بالمخدرات والقتل، وفقًا لما أفادت به منظمة حقوق الإنسان الإيرانية (IHR). وجرت الإعدامات وسط احتجاجات من أفراد العائلات ومعارضين خارج السجن، التي قوبلت بقمع من قوات الأمن.
وحذرت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية من أن الإعدامات المتعلقة بالمخدرات شهدت ارتفاعًا في السنوات الأخيرة؛ حيث زادت في عام 2023 بنسبة 84 % مقارنة بعام 2022، مرتفعة من 256 إلى 471 حالة.
ووفقًا لمنظمة العفو الدولية، نفذت إيران 853 عملية إعدام في 2023، وهو أعلى رقم في ثماني سنوات، وأشارت المنظمة إلى أن 64 % من هذه الإعدامات كانت لجرائم لا تستوجب عقوبة الإعدام وفق القانون الدولي، مثل الجرائم المتعلقة بالمخدرات والسرقة والتجسس.
وعلى مستوى العالم، تم تسجيل 1153 عملية إعدام في العام الماضي، كانت إيران مسؤولة عن 74 % منها، وفقًا لمنظمة العفو الدولية.

التقى وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زاده، اليوم الأحد، الرئيس السوري بشار الأسد، في دمشق. ووفقًا لوسائل الإعلام الإيرانية، فقد ركزت المحادثات على "الدفاع الإقليمي، والأمن، وتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب".

أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية بأن إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، الجديدة، تسعى إلى إعادة تطبيق سياسة "الضغط الأقصى" ضد إيران سريعًا، وأن الأوامر التنفيذية المتعلقة بذلك، التي من المقرر أن يوقعها في أول يوم من توليه المنصب، قيد الإعداد حاليًا.
ونشرت الصحيفة هذا الخبر، يوم السبت 16 نوفمبر (تشرين الثاني)، نقلاً عن مصادر مطلعة في فريق الانتقال الرئاسي لترامب.
ووفقًا للتقرير، تتضمن الأوامر التنفيذية، التي سيوقعها ترامب، في اليوم الأول من وجوده في البيت الأبيض، 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، إجراءات تتعلق بصادرات النفط الإيراني.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من فريق الانتقال الرئاسي الجديد أن حملة الضغط الأقصى تهدف إلى "إفلاس" إيران وتقويض قدرتها على تمويل القوى الوكيلة، لكن الهدف النهائي هو إجبار طهران على التفاوض حول اتفاق نووي جديد وتغيير سياساتها الإقليمية.
وذكرت "فايننشال تايمز" أنه رغم بقاء العقوبات، التي فرضها ترامب، سارية في عهد جو بايدن، فإنها لم تُنفذ بدقة؛ بهدف إحياء الاتفاق النووي وتخفيف الأزمة.
ولم يصدر بعد أي تعليق من البيت الأبيض أو مكتب ترامب على هذا التقرير.
ولم ترد إيران بعد على تقرير "فايننشال تايمز" أيضًا.
وذكرت الصحيفة، نقلاً عن مسؤول نفطي، أن إدارة ترامب قد تعيد صادرات النفط الإيراني إلى بضع مئات الآلاف من البراميل يوميًا.
يُذكر أن دونالد ترامب أعلن رسميًا انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في مايو (أيار) 2018، خلال ولايته السابقة، وبدأ بتنفيذ سياسة "الضغط الأقصى" ضد إيران.
وردًا على هذه الخطوة، قامت السلطات الإيرانية بتكثيف الأنشطة النووية على مراحل ورفعت درجة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، وهو مستوى قريب من إنتاج الأسلحة النووية.
ووفقًا لبيانات وكالة معلومات الطاقة الأميركية، فإن صادرات النفط الخام الإيراني التي انخفضت إلى 400 ألف برميل يوميًا، في عام 2020، قد زادت أكثر من ثلاثة أضعاف، خلال السنوات الأربع الماضية، لتصل الآن إلى أكثر من 1.5 مليون برميل يوميًا.
ومن بين الشخصيات، التي رشحها ترامب لحكومته الجديدة، برز معارضون ومنتقدون شرسون للنظام الإيراني، مثل ماركو روبيو كوزير مقترح للخارجية، ومايك والتز كمستشار للأمن القومي.
ورغم ذلك، ظهرت في الأيام الأخيرة تقارير عن لقاء سري بين مستشار ترامب البارز، إيلون ماسك، وسفير إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، وهي تقارير نفتها طهران.

أكد عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، بهنام سعیدی، أن تغيير العقيدة الدفاعية لإيران "ضروري ومشروع"، وقال: "إن أي مراجعة وتعزيز للعقيدة الدفاعية لإيران سيكون بهدف الرد على التهديدات الحالية، وبما يتناسب مع التحديات الأمنية الإقليمية والدولية".

صحيفة “كيهان”، التي تصدر تحت إشراف المرشد الإيراني علي خامنئي علّقت على تصريحات بعض النشطاء السياسيين حول إمكانية إجراء مفاوضات بين طهران وواشنطن في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، مؤكدة أن ترامب لعام 2024 “هو نفسه ترامب لعام 2016”.
وأضافت الصحيفة: "ما يشكّل جوهر الاستراتيجية الكبرى لترامب وجميع الإدارات الأمريكية السابقة هو تهديد وجود نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.