رئيسة منظمة حماية البيئة الإيرانية: لن يتم حل أزمة تلوث هواء طهران بوقف حرق المازوت



صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، بأن العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على شركة الشحن البحري الإيرانية تُعد انتهاكًا لحقوق الإنسان.
وأضاف بقائي: "في الوقت الذي أقر فيه رئيس أوكرانيا بأنه لم يتم تصدير أي صواريخ باليستية إيرانية إلى روسيا، فإن هذه العقوبات تفتقر إلى أي شرعية".

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في مؤتمر صحافي: "التجربة أثبتت أن سياسة الضغط على إيران لا تؤدي إلى نتائج، وسياسة الضغط الأقصى فشلت باعتراف المسؤولين الأميركيين."

أثار إرسال رئيس البرلمان الإيراني السابق، علي لاريجاني، إلى لبنان وسوريا كمبعوث خاص للمرشد علي خامنئي، بعد سنوات من العزلة السياسية، تكهنات حول احتمال عودته إلى دائرة الضوء السياسي من جديد.
وخلال زيارته البارزة الأسبوع الماضي، وسط الغارات الجوية الإسرائيلية، حمل لاريجاني رسائل شخصية من خامنئي إلى الجماعات المسلحة الوكيلة لطهران، والمسؤولين اللبنانيين، والرئيس السوري بشار الأسد.
ورغم التغطية الواسعة للزيارتين في الإعلام المحلي والإقليمي والدولي، فإن التفاصيل المتعلقة بالرسائل والمحادثات بقيت شحيحة، وأشارت تقارير إلى أن لاريجاني نقل موافقة خامنئي على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بوساطة أميركية.
وكما ذكرت وسائل إعلام إيرانية، فإن لاريجاني قدم رسالة دعم وطمأنة للرئيس السوري، في ظل تهديدات إسرائيلية باستهدافه. ويُعتقد أن الزيارة جاءت أيضًا للرد على مزاعم تراجع العلاقات بين طهران ودمشق، بعد الغارات الإسرائيلية التي استهدفت إيران، أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وفي تعليقات صحافية حول مهمة لاريجاني في دمشق، أشارت بعض المواقع أن البعض حاول تغيير مسار العلاقات الإيرانية- السورية، بزعم أن سوريا كانت متواطئة أو سمحت باستخدام مجالها الجوي. ولكن زيارة لاريجاني أظهرت أن العلاقات بين النظام الإيراني وإدارة الأسد ما زالت قوية كما كانت.
ويرى المحللون أن تكليف خامنئي للاريجاني "المعتدل المحافظ" بهذه المهمة يشير إلى استعداده لمنحه دورًا بارزًا في إدارة الشؤون الخارجية الإيرانية.
والجدير بالذكر أن لاريجاني شغل منصب أمين مجلس الأمن القومي بين عامي 2005 و2008، وقبل ذلك ترأس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون بتزكية من خامنئي. وبعد اثني عشر عامًا في البرلمان، اختار عدم الترشح مجددًا عام 2020، وركز على السعي لرئاسة الجمهورية، إلا أن مجلس صيانة الدستور منعه مرتين من الترشح، ما اعتُبر حينها بمثابة "وفاة سياسية".
ومع ذلك، عيّنه خامنئي عضوًا في "مجلس تشخيص مصلحة النظام" ومستشارًا له، وهي مناصب وُصفت بأنها رمزية وضعيفة التأثير.
ووفقًا لبعض المصادر، فإن تكليف خامنئي للاريجاني يحمل دلالة على أن قرارات مجلس صيانة الدستور ليست بالضرورة انعكاسًا لرغبات المرشد الإيراني، ما يعيد لاريجاني إلى دائرة الضوء السياسي.
وفي تعليق آخر لموقع "خبر أونلاين" بعنوان: "أحلام المتشددين بإقصاء لاريجاني لم تتحقق"، أشار إلى أن تعيين لاريجاني الخاص أثار قلقًا بين المتشددين الذين يخشون احتمال تعيينه أمينًا لمجلس الأمن القومي الإيراني.
ويشغل هذا المنصب حاليًا المتشدد سعيد جليلي، الذي يبدو أنه فقد حظوته لدى خامنئي، بعد خسارته الانتخابات الرئاسية الماضية أمام مسعود بزشكيان.

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية السوري في طهران: "نشكر سوريا على دورها في دعم فلسطين ولبنان ومحور المقاومة". وأضاف: "كنا إلى جانب حكومة وشعب سوريا، وسنكون دائمًا".

اتهم مساعد الرئيس الإيراني الحالي ووزير الخارجية الأسبق، محمد جواد ظريف، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بإفشال الاتفاق النووي لعام 2015، وتأجيج النزاعات الإقليمية، وذلك في رسالة فيديو نادرة موجهة إلى اليهود حول العالم، فيما وصف بأنه "حرب الفيديوهات".
وفي الرسالة، التي نشرها ظريف، أمس الاثنين عبر حسابيه على منصتي "إكس" و"إنستغرام"، أشار مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية إلى أن الاتفاق النووي، المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، "كان يمكن أن يكون أساسًا لعصر جديد من السلام والهدوء والتعاون الإقليمي والتخلص من التهديدات والصراعات والتوترات المتصاعدة".
وقال ظريف: "لكن نتنياهو وزملاءه الصهاينة والمتطرفين نجحوا في جهدهم الشيطاني لحرمان المنطقة والعالم من هذه الفرصة التاريخية، ليقفوا في الجانب الخاطئ من التاريخ". وأضاف: "الاتفاق كان سيضمن أن الذئب الذي كان هذا الكاذب المعتاد دائمًا يحذر منه، لن يأتي أبدًا إلى المدينة".
وظهر ظريف في الفيديو كسياسي محب للسلام يدعو إلى الوئام، رغم أن مسيرته كدبلوماسي كانت مرتبطة بالدفاع عن سياسات النظام الإيراني القمعية داخليًا، ونهجه العدائي تجاه إسرائيل والغرب.
وعلى مر السنوات، واجه ظريف انتقادات حادة؛ بسبب محاولاته إنكار أو تبرير انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، كما انتُقد لدفاعه عن سياسات طهران في المنطقة، بما في ذلك دورها في الحرب الأهلية السورية ودعمها للجماعات المسلحة.
وفي عام 2022، وصف نتنياهو الاتفاق النووي بأنه "اتفاق مروع"، قائلاً: "إنه سمح لإيران، بموافقة دولية، بتطوير ترسانة نووية مغطاة بالذهب من خلال مئات مليارات الدولارات من تخفيف العقوبات".
وقبل انسحاب الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، من الاتفاق في عام 2018، أثناء ولايته السابقة، كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتمتع بسلطات تفتيش واسعة للتأكد من التزام طهران بالحدود الصارمة للتخصيب.
ومنذ 2019، ردت إيران على العقوبات الأميركية بزيادة نشاطها النووي إلى ما يتجاوز حدود الاتفاق، مع تقديرات تشير إلى أن الوقت اللازم لصنع سلاح نووي إيراني أصبح "مجرد أسبوع".
وبدت رسالة ظريف الأخيرة كأنها تحاكي سلسلة فيديوهات نتنياهو الموجهة مباشرة للإيرانيين لسنوات؛ ففي رسالته الأخيرة الأسبوع الماضي، قال نتنياهو إن قادة إيران الدينيين "يخشون شعبهم أكثر من أي شيء آخر"، مضيفًا: "هناك شيء واحد يخشاه نظام خامنئي أكثر من إسرائيل، وهو أنتم... شعب إيران".
ويُعرف ظريف بأنه مهندس الاتفاق النووي، ويواصل الدفاع عنه، في وقت تُبدي فيه حكومته استعدادها لاستئناف المفاوضات بشأن برنامجها النووي، بينما يتوقع أن يعيد الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، سياسة "الضغط الأقصى" ضد طهران.
ومن جهة أخرى، أكدت وزارة الخارجية الألمانية، يوم أمس الاثنين 18 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة تعتزم تقديم قرار إدانة ضد إيران في الاجتماع المقبل لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على الرغم من تهديد طهران بالرد.
وجاءت هذه الخطوة، على الرغم من سماح إيران للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، وفريقه بزيارة مواقع نووية رئيسة في "فردو" و"نطنز"، يوم الجمعة الماضي، في محاولة واضحة لإقناع المجلس بعدم المضي قدمًا في قرار الإدانة. ومع ذلك، يبدو أن هذه الاستراتيجية لم تنجح.
وقالت الخارجية الألمانية: "إيران لم تفِ بالتزاماتها بموجب معاهدة عدم الانتشار واتفاقيات الضمانات، ولم تغيّر زيارة المدير العام للوكالة إلى طهران هذا التقييم".