عراقجي بعد لقائه وزير الخارجية السوري: كنا وسنكون إلى جانب حكومة وشعب سوريا



اتهم مساعد الرئيس الإيراني الحالي ووزير الخارجية الأسبق، محمد جواد ظريف، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بإفشال الاتفاق النووي لعام 2015، وتأجيج النزاعات الإقليمية، وذلك في رسالة فيديو نادرة موجهة إلى اليهود حول العالم، فيما وصف بأنه "حرب الفيديوهات".
وفي الرسالة، التي نشرها ظريف، أمس الاثنين عبر حسابيه على منصتي "إكس" و"إنستغرام"، أشار مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية إلى أن الاتفاق النووي، المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، "كان يمكن أن يكون أساسًا لعصر جديد من السلام والهدوء والتعاون الإقليمي والتخلص من التهديدات والصراعات والتوترات المتصاعدة".
وقال ظريف: "لكن نتنياهو وزملاءه الصهاينة والمتطرفين نجحوا في جهدهم الشيطاني لحرمان المنطقة والعالم من هذه الفرصة التاريخية، ليقفوا في الجانب الخاطئ من التاريخ". وأضاف: "الاتفاق كان سيضمن أن الذئب الذي كان هذا الكاذب المعتاد دائمًا يحذر منه، لن يأتي أبدًا إلى المدينة".
وظهر ظريف في الفيديو كسياسي محب للسلام يدعو إلى الوئام، رغم أن مسيرته كدبلوماسي كانت مرتبطة بالدفاع عن سياسات النظام الإيراني القمعية داخليًا، ونهجه العدائي تجاه إسرائيل والغرب.
وعلى مر السنوات، واجه ظريف انتقادات حادة؛ بسبب محاولاته إنكار أو تبرير انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، كما انتُقد لدفاعه عن سياسات طهران في المنطقة، بما في ذلك دورها في الحرب الأهلية السورية ودعمها للجماعات المسلحة.
وفي عام 2022، وصف نتنياهو الاتفاق النووي بأنه "اتفاق مروع"، قائلاً: "إنه سمح لإيران، بموافقة دولية، بتطوير ترسانة نووية مغطاة بالذهب من خلال مئات مليارات الدولارات من تخفيف العقوبات".
وقبل انسحاب الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، من الاتفاق في عام 2018، أثناء ولايته السابقة، كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتمتع بسلطات تفتيش واسعة للتأكد من التزام طهران بالحدود الصارمة للتخصيب.
ومنذ 2019، ردت إيران على العقوبات الأميركية بزيادة نشاطها النووي إلى ما يتجاوز حدود الاتفاق، مع تقديرات تشير إلى أن الوقت اللازم لصنع سلاح نووي إيراني أصبح "مجرد أسبوع".
وبدت رسالة ظريف الأخيرة كأنها تحاكي سلسلة فيديوهات نتنياهو الموجهة مباشرة للإيرانيين لسنوات؛ ففي رسالته الأخيرة الأسبوع الماضي، قال نتنياهو إن قادة إيران الدينيين "يخشون شعبهم أكثر من أي شيء آخر"، مضيفًا: "هناك شيء واحد يخشاه نظام خامنئي أكثر من إسرائيل، وهو أنتم... شعب إيران".
ويُعرف ظريف بأنه مهندس الاتفاق النووي، ويواصل الدفاع عنه، في وقت تُبدي فيه حكومته استعدادها لاستئناف المفاوضات بشأن برنامجها النووي، بينما يتوقع أن يعيد الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، سياسة "الضغط الأقصى" ضد طهران.
ومن جهة أخرى، أكدت وزارة الخارجية الألمانية، يوم أمس الاثنين 18 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة تعتزم تقديم قرار إدانة ضد إيران في الاجتماع المقبل لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على الرغم من تهديد طهران بالرد.
وجاءت هذه الخطوة، على الرغم من سماح إيران للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، وفريقه بزيارة مواقع نووية رئيسة في "فردو" و"نطنز"، يوم الجمعة الماضي، في محاولة واضحة لإقناع المجلس بعدم المضي قدمًا في قرار الإدانة. ومع ذلك، يبدو أن هذه الاستراتيجية لم تنجح.
وقالت الخارجية الألمانية: "إيران لم تفِ بالتزاماتها بموجب معاهدة عدم الانتشار واتفاقيات الضمانات، ولم تغيّر زيارة المدير العام للوكالة إلى طهران هذا التقييم".

صوّتت إيران، إلى جانب 35 دولة أخرى، ضد مشروع قرار غير ملزم قدمته الجمعية العامة للأمم المتحدة، يدعو الدول الأعضاء إلى تعليق استخدام عقوبة الإعدام؛ احترامًا لكرامة الإنسان وتعزيزًا لحماية حقوقه، وذلك رغم تعرض طهران لانتقادات دولية متزايدة، بسبب العدد الكبير من الإعدامات المنفذة.
وخلال التصويت، الذي جرى مساء الاثنين 18 نوفمبر (تشرين الثاني)، ضمن أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أيد القرار 131 دولة، بينما عارضته 36 دولة، وامتنعت 21 دولة عن المشاركة في التصويت.
ويعكس موقف إيران معارضتها للجهود الدولية الهادفة إلى الحد من استخدام عقوبة الإعدام أو تعليقها. وأعرب القرار عن قلقه العميق من أن الأفراد الفقراء والأجانب، والمدافعين عن حقوق الإنسان، وأفراد الأقليات العرقية أو الدينية يظهرون بشكل غير متناسب ضمن من يتم الحكم عليهم بالإعدام.
مطالب القرار
ودعا القرار الدول الأعضاء إلى تعليق تنفيذ جميع أحكام الإعدام بهدف إلغائها تمامًا. وشدد على ضرورة التزام الدول بالمعايير الدولية، بما في ذلك ضمان المحاكمات العادلة. كما دعا إلى الامتناع عن إصدار أحكام بالإعدام على الأطفال دون سن 18 عامًا، والنساء الحوامل، والأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية أو الفكرية. وطالب بتحسين ظروف السجون للمحكوم عليهم بالإعدام.
إيران تحت المجهر الدولي
وقد تعرضت إيران لانتقادات دولية متزايدة، بسبب العدد الكبير من الإعدامات المنفذة داخل البلاد؛ حيث تواجه اتهامات باستخدام عقوبة الإعدام كوسيلة لقمع المعارضة وترهيب الشعب.
ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، أعدمت إيران 166 شخصًا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي فقط، وهو أعلى معدل شهري للإعدامات خلال العقدين الأخيرين.
وأعربت لجنة تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة، في تقرير صدر في سبتمبر (أيلول) 2024، عن قلقها من استخدام إيران لعقوبة الإعدام كأداة سياسية، بما في ذلك استهداف النشطاء والنساء من الأقليات العرقية والدينية.
تقارير مقلقة عن الإعدامات في إيران
أشار تقرير نشرته وكالة "هرانا"، المعنية بحقوق الإنسان، إلى أن إيران أعدمت ما لا يقل عن 811 شخصًا خلال عام واحد فقط (بين أكتوبر 2023 وأكتوبر 2024). كما أصدرت أحكامًا بالإعدام على 186 شخصًا خلال هذه الفترة، بينما صادقت المحكمة العليا على 59 حكمًا إضافيًا.
وذكرت منظمة العفو الدولية، في تقريرها السنوي، أن 75 في المائة من جميع الإعدامات المسجلة عالميًا في عام 2023 نُفذت في إيران.
موقف الأمم المتحدة من عقوبة الإعدام
خلال الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، قُدمَ مشروع قرار بعنوان "تعليق استخدام عقوبة الإعدام"، وقد أعدته 57 دولة، معظمها من أوروبا وأميركا الجنوبية، إلى جانب دولة آسيوية واحدة هي منغوليا.
وأعرب مشروع القرار عن قلقه العميق بشأن الاستمرار في تنفيذ عقوبة الإعدام، مشيرًا إلى أن أي خطأ في تطبيق العدالة عند تنفيذ عقوبة الإعدام لا يمكن إصلاحه.
وأكد القرار أن تعليق الإعدام يساهم في تعزيز حقوق الإنسان واحترام الكرامة الإنسانية، مع الإشارة إلى عدم وجود أدلة واضحة على أن عقوبة الإعدام تُشكل رادعًا فعالاً للجريمة.
المتابعة الدولية
ودعا القرار الأمين العام للأمم المتحدة إلى تقديم تقرير حول تنفيذ هذا القرار في الدورة الـ 81 للجمعية العامة، مع تأكيد متابعة هذه القضية تحت بند تعزيز حقوق الإنسان في الجلسات المقبلة.

مر أكثر من أسبوع منذ بدء انقطاع الكهرباء المخطط له بنظام التناوب في إيران، وفي هذه الفترة أرسل كثير من المواطنين رسائل وفيديوهات إلى قناة "إيران إنترناشيونال" يعبرون فيها عن غضبهم إزاء الانقطاعات المتكررة للكهرباء، معتبرين إياها نتيجة فشل النظام.
وفي يوم الثلاثاء 19 نوفمبر، تم قطع الكهرباء عن مجلس بلدية طهران أثناء انعقاد جلسته، واضطر المشاركون في الجلسة لاستخدام الكهرباء الاحتياطية لإتمام الاجتماع.
إغلاق المحال التجارية بسبب انقطاع الكهرباء
وقد أدى انقطاع الكهرباء في الأسبوع الماضي إلى توقف العديد من الأنشطة التجارية، حيث أفاد المواطنون بأن العديد من المحال لم تتمكن من استخدام الكهرباء الاحتياطية، مما أدى إلى تعطيل الأعمال. وفي أحد الأمثلة، أرسل مواطن إلى "إيران إنترناشيونال" فيديو يظهر انقطاع الكهرباء في مركز أشعة طبية قائلاً: "هذه حالتنا! لقد مرت ساعتان ونحن هنا، والمريض الذي تم تركيب القسطرة له ينتظر".
المازوت والهواء الملوث
ومنذ يوم أمس الاثنين، أرسل عشرات المواطنين رسائل تشير إلى استمرار حرق المازوت وتلوث الهواء، مؤكدين أن وعد الحكومة بوقف حرق المازوت في مقابل قطع الكهرباء كان كذبة. وقال أحد المواطنين في هذا السياق: "انقطعت الكهرباء، وحرق المازوت مستمر، والهواء ملوث". وأضاف آخر، متحدثًا عن استمرار حرق المازوت في محطة رجا في قزوين: "النظام أعادنا قرونًا إلى الوراء ودمّر حياتنا".
كما أعلنت شركة مراقبة جودة الهواء في طهران يوم الثلاثاء عن استمرار تلوث هواء العاصمة، مشيرة إلى أن الهواء في طهران كان في حالة "شديد الخطورة" خلال الـ 24 ساعة الماضية. ومنذ بداية هذا العام، كانت طهران قد شهدت خمسة أيام فقط من الهواء النظيف.
زيادة تعريفة الغاز واستخدام المازوت في محطات الطاقة
وفي 17 نوفمبر، أصدر مجلس الاقتصاد في الحكومة الإيرانية قرارًا يقضي بزيادة تعريفة الغاز في القطاع المنزلي، وكذلك بفرض التعاون بين المحافظات لاستخدام المازوت في جميع المحطات الكهربائية والصناعية. بينما كان مسعود بزشکيان قد أمر سابقًا بوقف حرق المازوت في ثلاث محطات كهربائية، إلا أن التوجيهات الجديدة تأمر بالموافقة على استخدام المازوت في جميع المحطات الصناعية.
يشار إلى أن المازوت يحتوي على نسب عالية من الكبريت والمركبات السامة الأخرى، وعند حرقه يُنتج كميات كبيرة من الجسيمات العالقة والغازات السامة التي تؤثر بشكل مباشر على تلوث الهواء، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض التنفسية وأمراض القلب والأوعية الدموية.
لوم المواطنين
وفي وقت سابق، انتقد محمد جعفر قايم بناه، مساعد مسعود بزشکيان، المواطنين بسبب استهلاك الكهرباء، داعيًا إياهم لتقليص استخدام الكهرباء والغاز. كما كرر بزشکيان نفس الدعوات، مؤكدًا أنه يستخدم الملابس الدافئة في منزله كمثال على ضرورة توفير الطاقة.
تأثير انقطاع الكهرباء على الأعمال الصغيرة
وفي الأيام الماضية، تم نشر تقارير تفيد بتأثر الخبازين بشكل كبير بسبب انقطاع الكهرباء. أحد الخبازين في الأهواز اعترض على الانقطاع المتكرر للكهرباء عبر لصق العجائن التالفة على باب إدارة الكهرباء في المنطقة 4 من المدينة، قائلاً: "أخسر خمسة ملايين تومان كل أسبوع بسبب انقطاع الكهرباء".
وفي مدينة كرِج ومحافظة مازندران، تحدث تجار آخرون عن تأثير انقطاع الكهرباء لمدة ساعتين على مبيعاتهم، مؤكدين أن هذا الانقطاع يزيد من الأزمة الاقتصادية. وسبق أن أرسل العديد من المواطنين إلى "إيران إنترناشيونال" معاناتهم من تضرر الأنشطة التجارية، إضافة إلى مشاكل في إنارة الشوارع والطرق السريعة.
وأعرب العديد من المواطنين عن استيائهم من السلطات، معتبرين أن المسؤولين في النظام الإيراني لا يهتمون بمشاكل الشعب الإيراني. حيث قال أحد المواطنين: "في الشوارع وضعوا صناديق تبرعات لمساعدة الشعب الفلسطيني في غزة ولبنان، في حين أن المسؤولين لا يفكرون في الشعب الإيراني".
وقد تفاعل بعض المواطنين مع تصريحات وحيد يامین بور، مقدم التلفزيون الإيراني، الذي وصف انقطاع الكهرباء كحدث "إيجابي" لدعم الأسرة الإيرانية، مقارنًا ذلك مع الوضع في لبنان. وقال أحد المواطنين ردًا على هذه التصريحات: "إيران ليست مثل لبنان من حيث الموارد الطبيعية. لدينا من النفط والغاز ما يجعلنا من أغنى دول العالم". وأضاف آخر أن تصريحات يامین بور تظهر فقدان الإحساس بالواقع، مطالبًا إياه بأن يختبر الوضع بنفسه.
وتثير الانقطاعات المتكررة للكهرباء في إيران غضب المواطنين الذين يشعرون أن النظام لا يعير اهتمامًا حقيقيًا لتحسين حياتهم اليومية. في الوقت الذي يُوَجه فيه اللوم للمواطنين حول استهلاك الكهرباء، ويزداد الغضب الشعبي بسبب الوعود الكاذبة التي لم تُنفذ، ما يزيد من الاستياء العام في البلاد.

صرح المدير التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الإيرانية (إيران إير)، شمس الدين فرزادي بور، تعليقًا على العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على الشركة، بأن "هذه العقوبات ليست ضد الشعب الإيراني فقط، بل ضد شعوب الدول التي فرضت هذه العقوبات أيضا".
وأكد فرزادي بور أن شركة "إيران إير" ملتزمة بإعادة أموال تذاكر الرحلات التي تم إلغاؤها بسبب العقوبات، لكنه أوضح أن النظام المالي للشركة معطل حاليًا بسبب تلك الإجراءات.

صرح المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، العميد أبوالفضل شكارجي، بأن "الأعداء اليوم يقفون في تشكيل كامل لمواجهة الثورة الإسلامية، مستخدمين وسائل الإعلام لتشويه إنجازاتها وتقديم صورة معكوسة عنها، بالإضافة إلى إخفاء الحقائق".