الخزانة الأميركية: فرض عقوبات على 35 كيانا لدورها في نقل النفط الإيراني "غير المشروع"



نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة، أن شبكة معقدة لتهريب النفط الثقيل في العراق تدر مليارات الدولارات على النظام الإيراني. وتقدّر إيرادات هذه الشبكة التي تدعمها طهران وفصائلها المسلحة، بين مليار و3 مليارات دولار سنويا منذ تولي محمد شياع السوداني رئاسة الحكومة بالعراق عام 2022.
ووفقًا لتقرير "رويترز"، هناك شبكة من الشركات والأفراد في العراق وإيران ودول خليجية لها دور في هذه العمليات. ويقوم هؤلاء ببيع النفط الثقيل العراقي المدعوم من الحكومة العراقية إلى مصانع الأسفلت داخل العراق بأسعار مخفضة، ليتم بعد ذلك تهريبه.
ووفقًا لما ذكره مصدران مطلعان للوكالة، يتم تحويل ما بين 500 إلى 750 ألف طن من النفط الثقيل شهريًا من هذه المصانع، بما يعادل حوالي 3.4 إلى 5 مليون برميل نفط، ويُصدّر إلى آسيا بشكل رئيسي.
ولم تكن تفاصيل شبكة التهريب هذه ومشاركة المؤسسات العراقية في هذه التجارة غير القانونية قد سبق وتم الكشف عنها سابقًا، ولم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومتين العراقية والإيرانية حتى الآن.
طرق تهريب النفط
حسب التقرير، تستخدم الشبكة طرقًا متعددة لتهريب النفط من العراق. إحدى هذه الطرق تشمل خلط النفط الثقيل العراقي مع منتجات مشابهة من إيران، ليتم تصديره على أنه منتج عراقي خالص.
هذه الطريقة تساعد طهران على التهرب من العقوبات الأميركية المفروضة على صادراتها النفطية.
ويُباع النفط الثقيل الإيراني عادةً بخصم، ولكن عندما يتم عرضه على أنه منتج عراقي، يُباع بأسعار أعلى.
وكان المسؤولون العراقيون والأميركيون قد أشاروا في وقت سابق إلى أن طهران تستغل العراق للوصول إلى العملات الأجنبية عبر التصدير، متجاوزةً العقوبات الأميركية باستخدام النظام المصرفي العراقي.
أما الطريقة الثانية لتهريب النفط فتتمثل في تصدير المنتجات النفطية باستخدام وثائق مزورة لإخفاء منشأها.
ويستفيد من هذه الطريقة الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في العراق التي تسيطر على مسارات التهريب.
وتقدّر المصادر المطلعة أن الإيرادات الناتجة عن هاتين الطريقتين للتهريب تتراوح سنويًا بين مليار و3 مليارات دولار، بناءً على حجم وشروط التجارة.
دور الميليشيات الشيعية
اللاعب الرئيس في هذه العمليات هو جماعة "عصائب أهل الحق" الشيعية العراقية، التي تحظى بدعم من الحرس الثوري الإيراني.
وتُعدّ هذه الجماعة من أبرز داعمي السوداني، وهي جزء من الكتلة التي دفعته إلى منصب رئيس الوزراء.
منذ عام 2018، انضمت "عصائب أهل الحق" إلى الهيكل الأمني العراقي، وتملك الآن 16 مقعدًا في البرلمان العراقي.
ويرأس هذه الجماعة قيس الخزعلي، الذي فُرضت عليه عقوبات دولية في 2019 بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك قمع الاحتجاجات في العراق وضلوعه في مقتل 5 جنود أميركيين عام 2007.
وسبق أن سخر الخزعلي من العقوبات المفروضة عليه قائلاً إنه "مستاء من تأخر واشنطن في فرضها".
في شبكة تهريب النفط العراقي، يتولى مهندسون عراقيون عادةً عملية خلط أنواع الوقود، التي تتم غالبًا أثناء نقلها من سفينة إلى أخرى، فيما يصل الوقود النهائي إلى زبائن في آسيا.

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لموقع "العربي الجديد" إنه "إذا طلبت الحكومة السورية من إيران إرسال قوات إلى سوريا فسندرس الطلب". وأضاف أن إيران "لا تعطي أوامر لوكلائها في الدول العربية، ولا تقيم علاقات تنظيمية معها، بل تدعمها".

وكالة "رسا"، التابعة للحوزة العلمية في إيران، قالت إن "إسرائيل استعانت بالجن وعناصر ما وراء الطبيعة في حربها الأخيرة لتحديد أماكن الأنفاق في لبنان وغزة". وذكرت الوكالة أن "المخاوف من الاستعانة بقوى ما وراء الطبيعة لأغراض عسكرية مبررة".

زار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي منازل 4 من كبار رجال الدين في "قم" الأسبوع الماضي للحصول على دعمهم للمفاوضات مع الغرب، بينما تجد إيران نفسها في موقف أضعف على الساحة الدولية.
ووصفت وسائل الإعلام الرسمية، بما في ذلك وكالتا "إرنا" و"إيسنا"، هذه الزيارات بأنها "إحاطة حول السياسة الخارجية والتطورات الإقليمية"، حيث ركزت على وصف عراقجي لوقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وحزب الله بأنه "نصر لحزب الله وهزيمة لإسرائيل".
ويهدف هذا التواصل مع كبار رجال الدين الشيعة، أو "آيات الله العظمى"، إلى حشد الدعم من المتشددين في إيران، في محاولة لإثبات أن المفاوضات مع الغرب لا تتعارض مع المبادئ الأيديولوجية للجمهورية الإسلامية التي طالما صورت الغرب كـ"عدو".
ويدعم عامة الناس فكرة التفاوض لتخفيف الأعباء المالية المحتملة مقابل تقديم تنازلات سياسية أو عسكرية أو نووية، ولم يعودوا يبحثون عن طمأنة رجال الدين، إذ يعتقد كثير أن نفوذهم قد تضاءل بسبب سوء إدارة الحكومة الإيرانية للاقتصاد وتدهور الأوضاع العامة.
الاحتجاجات الأخيرة من قبل المعلمين والمتقاعدين، بالإضافة إلى المظاهرات واسعة النطاق منذ عام 2018، شهدت مطالبات للحكومة بإعطاء الأولوية للقضايا الداخلية بدلًا من الالتزامات الخارجية مثل الحروب في لبنان وغزة التي يقودها حلفاء إيران العسكريون في المنطقة.
رجال الدين الذين التقاهم عراقجي متقدمون في السن، وغالبًا ما يعانون من مشكلات صحية، وتصريحاتهم العامة غالبًا ما تُعد من قبل مساعدين.
آية الله عبد الله جوادي آملي (مواليد 1933)، وهو أصغرهم، سلط الضوء على أهمية الاستثمار في الموارد البشرية الإيرانية بدلًا من الاعتماد على ثروات النفط والغاز. ويُعتبر الوحيد الذي تناول معاناة الإيرانيين المالية سابقًا ودعا الحكومة لاتخاذ خطوات.
آية الله حسين نوري همداني (مواليد 1925) أكد في بيان عام على تعزيز "محور المقاومة"، محذرًا من الثقة بوعود إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار مع حزب الله، ودعا إلى دعم سوريا في محاربتها "التكفيريين"، وهو مصطلح يستخدمه الشيعة غالبًا لوصف "المتطرفين السنة".
آية الله ناصر مكارم شيرازي (مواليد 1926) حذر علنًا من الثقة بالولايات المتحدة والغرب، داعيًا الحكومة إلى مساعدة لبنان وغزة في إعادة إعمار المناطق التي دمرتها الهجمات الإسرائيلية منذ الحرب التي اندلعت العام الماضي بعد هجوم حماس، المدعومة من إيران، على إسرائيل.
ولم يُصدر آية الله جعفر سبحاني (مواليد 1929) أي تصريحات علنية، وأفادت وكالة "إيسنا" بأن عراقجي التقى أيضًا ممثلًا للزعيم الشيعي العراقي آية الله علي السيستاني في قم.
مواقف متباينة
في الوقت نفسه، قدم خطباء صلاة الجمعة مواقف متباينة بشأن الدبلوماسية.
أحمد علم الهدى، رجل الدين المتشدد في مشهد، شكك في جدوى المفاوضات مع أوروبا وهاجم المحادثات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا، التي كانت وراء قرار ضد إيران مؤخرًا.
في طهران، اتخذ خطيب الجمعة محسن أبو ترابي فرد موقفًا أكثر تصالحية، مشيرًا إلى أنه إذا غيّر الغرب سلوكه، يمكن أن تستمر المفاوضات على أساس الاحترام المتبادل ومراعاة مصالح إيران.
يأتي ذلك بينما يستعد دونالد ترامب لتولي الرئاسة للمرة الثانية، مع احتمال إعادة سياسة "الضغط الأقصى" ضد إيران.
التواصل مع رجال الدين في قم يعكس محاولات الحكومة للتعامل مع الضغوط السياسية الداخلية والتحديات الخارجية المتزايدة.
في الوقت الذي التقى فيه وزير الخارجية بـ"الآيات العظمى"، شنت قوات المعارضة السورية هجومًا مفاجئًا ضد القوات الإيرانية والسورية، ما أدى إلى السيطرة السريعة على مدينة حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، وتهديد الوجود الإيراني المستمر منذ 13 عامًا في البلاد.

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن إيران تواجه "مشكلات صعبة". وأضاف أن "العقوبات هدفها هو ألا تستطيع طهران حل مشكلاتها لتسقط بعد ذلك".