وزير الصحة الإيراني: يموت سنويا 50 ألف مواطن بسبب تلوث الهواء



قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، إن النظامين الإيراني والروسي شريكان في جرائم بشار الأسد ضد الشعب السوري.
وفي رده على طلب من إذاعة "صوت أميركا" للتعليق على التطورات الأخيرة في سوريا، قال الأمين العام للناتو: "لقد كان كل من روسيا وإيران الداعمين الرئيسيين لنظام الأسد، وشاركا في ارتكاب الجرائم ضد الشعب السوري. وأثبتا أنهما شريكان لا يمكن الوثوق بهما، وعندما لم يعد الأسد ذا فائدة لهما، تخليا عنه".
كما شدد مارك روته على ضرورة مراقبة سلوك قادة الفصائل المعارضة للأسد خلال المرحلة الانتقالية، مؤكداً أنهم يجب أن يلتزموا بسيادة القانون، مع حماية المدنيين واحترام الأقليات.
وأعرب الأمين العام للناتو عن أمله في تحقيق انتقال سلس للسلطة في دمشق، وتشكيل عملية سياسية شاملة يقودها السوريون بأنفسهم.
ووصف مارك روته التطورات الأخيرة في سوريا عقب سقوط بشار الأسد بأنها "مصدر فرح"، لكنها في الوقت ذاته "تثير حالة من الغموض لدى الشعب السوري والمنطقة".
من جانبه، قال جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة، يوم الأحد 8 ديسمبر (كانون الأول)، إن سقوط نظام بشار الأسد يشكل فرصة "تاريخية" للشعب السوري، لكنه يأتي أيضاً مع "مخاطر وحالة من عدم اليقين".
وأشار بايدن إلى أن النظامين الإيراني والروسي، إلى جانب جماعة حزب الله، دعموا الأسد لسنوات طويلة، لكن عجزهم عن الاستمرار في هذا الدعم أدى إلى سقوط نظامه.
وفي اليوم ذاته، كتب دونالد ترامب، الرئيس الأميركي المنتخب، في حسابه على منصته الاجتماعية "تروث" مشيراً إلى طهران وموسكو كأكبر داعمين لبشار الأسد: "روسيا وإيران الآن في وضع ضعيف. الأولى بسبب الحرب في أوكرانيا وسوء حالتها الاقتصادية، والثانية بسبب نجاح إسرائيل في مواجهتها".

قال روبرت وود، نائب السفير الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ردا على سؤال مراسلة "إيران إنترناشيونال" مريم رحمتي، حول معنى سقوط نظام الأسد بالنسبة لإيران: "ما ترونه الآن هو أن ما يسمى بمحور المقاومة أصبح ضعيفا جدا".
كما قال الدبلوماسي الأميركي إن "محور المقاومة لم يعد قادرا على فعل الأشياء التي كان يعملها في السابق"، مؤكدا أن "سقوط النظام السوري يعد هزيمة لإيران وروسيا".

دعا مارك روتي الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، تعليقا على سقوط حكومة بشار الأسد، إلى انتقال سلمي للسلطة في دمشق وإلى عملية سياسية شاملة يقودها السوريون. كما انتقد دور روسيا وإيران في سوريا، قائلا إنهما تخليا عن الأسد عندما لم يعد يخدم مصالحهما.
وأضاف روتي أن موسكو وطهران تتقاسمان المسؤولية عن الجرائم المرتكبة ضد الشعب السوري.

قال النائب في البرلمان الإيراني محمد منان رئيسي، تعليقا على سقوط بشار الأسد، إن "إيران أنفقت مليارات التومانات على سوريا، كما قدمت آلاف القتلى، لكنها سلمت سوريا للتكفيريين على طبق من ذهب خلال أسبوع واحد". وأضاف رئيسي: "إذا لم يكن هذا غضبا من الله.. فماذا هو إذن؟".

نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن مصدر داخل النظام الإيراني، أن طهران فقدت ثقتها في بشار الأسد منذ وقت طويل. وقال المصدر للصحيفة: "تكلفة تقاعس بشار الأسد كانت باهظة بالنسبة لنا، فقد تحالف مع أطراف في المنطقة وعدته بمستقبل لم يتحقق أبداً".
وبحسب التقرير، فإن طهران كانت قد "فقدت الأمل" في بشار الأسد منذ أكثر من عام، حيث كان البعض يرى أنه "عائق وعبء" على النظام الإيراني، بينما وصفه البعض الآخر بـ"الخائن".
ونقلت الصحيفة البريطانية عن المصدر نفسه، أن بشار الأسد في لقائه الأخير مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد صرح له بأن انسحاب قواته من حلب كان "تراجعًا تكتيكيًا"، إلا أن وزير الخارجية الإيراني رد عليه قائلًا إن إيران لم تعد في وضع يمكنها من إرسال المزيد من القوات لدعمه.
في الوقت نفسه، قال عباس عراقجي في مقابلة مع التلفزيون الإيراني مساء الأحد 8 ديسمبر (كانون الأول)، إن بشار الأسد لم يطلب من طهران مساعدات عسكرية.
وفي الـ24 ساعة الماضية، وبعيدًا عن سقوط حكومة بشار الأسد، ظهرت انتقادات أكثر وضوحًا له في وسائل الإعلام الإيرانية. ففي أحد البرامج التي بثتها قناة "خبر"، التابعة للتلفزيون الإيراني مساء الأحد، انتقد الخبير أصغر زارعي بشدة بشار الأسد، مشيرًا إلى "المعاناة التي سببها" في العلاقة مع إيران.
وقال زارعي في حديثه مع التلفزيون الإيراني: "إعادة بناء موقع إيران سيكون أمرًا في غاية الصعوبة"، مضيفًا: "يجب أن نتأكد من أن هذا لن يحدث في العراق أو اليمن".
كما وصفت صحيفة "فايننشال تايمز" سقوط الأسد، الذي حكمت عائلته سوريا لأكثر من خمسين عامًا، بأنه "ضربة مدمرة" للسياسة الخارجية الإيرانية.
يشار إلى أن طهران لطالما اعتمدت استراتيجيتها على "محور المقاومة" ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، واستخدمت شبكة من القوات بالوكالة في مختلف أنحاء المنطقة.
وكانت سوريا تمثل حلقة مهمة في هذه السلسلة، حيث عملت كمعبر لتأمين التمويل والأسلحة لحزب الله في لبنان، والمليشيات الشيعية في العراق، والحوثيين في اليمن. الآن، مع سيطرة المعارضة على دمشق، تم قطع هذه الحلقة.
ومع ذلك، أكد مسؤول كبير في إسرائيل في حديث مع "فايننشال تايمز" أن تل أبيب لا تتوقع أن يختفي النفوذ الإيراني في "حديقتها الخلفية" بسهولة.