مسؤولون إيرانيون: طهران ستقبل بأي تمثيل دبلوماسي تسمح به القيادة الجديدة في سوريا



قال رئيس مركز أبحاث الحرب، رمضان شریف: "ليت الجيش السوري استجاب لنصائح الخيرين الذين قالوا: استخدموا هذه المعدات ضد إسرائيل، لو فعلوا لكانوا الآن منتصرين كما حزب الله في لبنان". وأضاف: "لكنهم، بسبب سوء فهمهم لابتسامات الآخرين، لم يصغوا لتلك النصائح".

وصفت وزارة الخارجية الأميركية في تقريرها السنوي عن الإرهاب لعام 2023، النظام الإيراني بأنه "أكبر داعم للإرهاب على مستوى العالم وداخل أميركا". وأشار التقرير إلى مؤامرات النظام الإيراني لمهاجمة معارضيه في الخارج، بما في ذلك شبكة "إيران إنترناشيونال"، ودعمه للجماعات الوكيلة.
وأكد التقرير أن النظام الإيراني واصل، كما في السنوات السابقة، "التآمر لاستهداف معارضيه". وذكر- من بين أمور أخرى- أنه في العام الماضي، أدانت محكمة بريطانية رجلاً بتهمة محاولة جمع معلومات لأغراض إرهابية تتعلق بـ"إيران إنترناشيونال".
وفي بيان صدر يوم الخميس 5 ديسمبر (كانون الأول) 2023، أعلنت النيابة العامة الملكية البريطانية عن اعتقال مواطنين رومانيين على خلفية قضية الهجوم على بوريا زراعتي، المذيع في "إيران إنترناشيونال".
وفي يوم الأربعاء 18 ديسمبر 2023، أدانت هيئة المحلفين بمحكمة في لندن، محمد حسين دوتايف، وهو مواطن نمساوي من أصول شيشانية، بتهمة "جمع معلومات يمكن استخدامها في هجمات إرهابية على مقر قناة إيران إنترناشيونال".
كما ذكّرت وزارة الخارجية الأميركية بأن وزارة العدل الأميركية اتهمت ثلاثة أفراد مرتبطين بالنظام الإيراني بالتآمر لاغتيال أحد معارضي النظام في مدينة نيويورك.
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الثلاثاء 24 أكتوبر 2023، بأن مسؤولاً بارزاً في الحرس الثوري وثلاثة رجال آخرين متهمون بالتورط مع النظام الإيراني في مؤامرة فاشلة لاغتيال مسيح علي نجاد، الصحافية والناشطة السياسية الإيرانية-الأميركية.
وفي يوم الجمعة 10 نوفمبر 2023، كشفت وزارة العدل الأميركية في بيان لها عن مزيد من المعلومات حول محاولة النظام الإيراني اغتيال دونالد ترامب، الرئيس الأميركي السابق، قبل يوم 7 نوفمبر 2023، موعد إجراء الانتخابات الرئاسية.
وأشار تقرير وزارة الخارجية الأميركية إلى أن دولاً أوروبية، منها ألبانيا وبلجيكا وهولندا، قامت خلال السنوات الأخيرة باعتقال أو إدانة أو طرد مسؤولين إيرانيين تورطوا في مؤامرات إرهابية.
دعم إيران لحماس مكنها من مهاجمة إسرائيل
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بعدم وجود أدلة على معرفة النظام الإيراني مسبقاً بهجوم حماس على إسرائيل، لكنها أكدت أن الدعم المالي والتدريبي الطويل الأمد الذي قدمته إيران مكن حماس من تنفيذ هذا الهجوم.
وتطرق التقرير إلى دعم إيران لوكلائها في العراق وسوريا، وإلى أكثر من 100 هجوم شنته هذه الجماعات على القوات الأميركية في البلدين.
وذكر التقرير أن إيران، منذ عام 2006، سلمت الآلاف من الصواريخ والأسلحة الخفيفة إلى حزب الله اللبناني، في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. كما أشار إلى تخصيص مئات الملايين من الدولارات لدعم حزب الله، وتدريب عناصره، وإرسال أسلحة إلى لبنان عبر سوريا.
وتحدث التقرير أيضاً عن دعم إيران لجماعاتها الوكيلة في اليمن والبحرين، إلى جانب أنشطة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وفقًا لمعلومات حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، فقد أصدر مسؤولون في النظام الإيراني تعليمات للحرس الثوري ببيع النفط الإيراني الخاضع للعقوبات، والمخزّن في ميناء داليان الصيني، من خلال شركات وسيطة.

وجه بعض المتشددين الإيرانيين انتقادات حذرة- وإن كانت نادرة- عبر الإنترنت ضد الحرس الثوري الإيراني وقائد جناحه الخارجي، فيلق القدس، إسماعيل قآاني بسبب الإطاحة بحلفاء طهران في سوريا.
وقد عبر المتشددون الذين يطلقون على أنفسهم اسم "أرزشي" أو "حراس قيم الجمهورية الإسلامية" عن استيائهم تجاه قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني عبر منصات مغلقة مثل "إيتا" المحلية و"تلغرام".
وكتب أحدهم: "لماذا لا يتحدث أحد؟ لماذا توقفت رحلات شركة طيران إيران إلى دمشق وأيضا رحلات العراق إلى هناك؟ لماذا أُغلقت الحدود اللبنانية مع سوريا؟ لماذا لم يسمحوا لنا بالذهاب للقتال؟". وأشار إلى صمت "فيلق القدس"، رأس الحربة الإقليمية للحرس الثوري الإيراني، عن الأحداث.
وفي تعليق آخر يوم الثلاثاء الماضي، استخدم أحدهم وسمَيْ قاآني وفيلق القدس ليقول: "قُتل قادة حزب الله، وانسحب محور المقاومة من سوريا، ومع ذلك لم يسمع أحد شيئًا من قائد فيلق القدس".
كما أشار بعض المتشددين إلى غياب قاآني عن الجلسة المغلقة للبرلمان مع قائد الحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، يوم الخميس، وتساءلوا عما إذا كان قد أُقيل من قبل المرشد علي خامنئي.
يذكر أن ظهور قاآني علنًا يعد نادرًا منذ أكتوبر (تشرين الأول). واعتبر المعلقون غيابه في ذلك الوقت إشارة إلى احتمال فقدانه الدعم، خاصة بعد الانتكاسات الكبيرة التي تعرض لها حزب الله على يد إسرائيل، بما في ذلك اغتيال زعيمه حسن نصرالله مع أحد كبار قادة فيلق القدس.
وكان آخر ظهور لقاآني في مجلس عزاء بمقر خامنئي يوم 7 ديسمبر (كانون الأول)، حيث أشارت وسائل الإعلام الإيرانية إلى أنه ظهر بملابس مدنية، على عكس بقية القادة العسكريين الحاضرين في المناسبة.
وقد لعب الحرس الثوري الإيراني وميليشيات أجنبية مثل لواء "فاطميون" و"زينبيون" دورًا حاسمًا في الدفاع عن نظام الأسد خلال الحرب الأهلية السورية التي استمرت لأكثر من عقد.
وفي خطاب ألقاه أول من أمس الأربعاء بشأن التطورات الإقليمية الأخيرة، اتهم خامنئي الولايات المتحدة وإسرائيل بتدبير الإطاحة ببشار الأسد، إلا أن التلفزيون الحكومي الإيراني لم يبث الخطاب مباشرة، وهو أمر غير معتاد، واكتفى بعرض مقتطفين فقط، في وقت تواجه فيه إيران بعض أقوى الضربات لنفوذها الإقليمي منذ قرابة نصف قرن.
وقد مثّل سقوط الأسد تحديًا كبيرًا للمعلقين الذين يدّعون أنهم "حراس للقيم الثورية الإسلامية"، حيث يجدون صعوبة في تفسير الأحداث دون انتقاد الحاكم الأعلى للنظام، خامنئي.
ووجه معظمهم انتقاداتهم للمؤسسات العسكرية. ووفقًا لتعليق نشره موقع "رويداد24" المستقل نسبيًا، تحت عنوان: "هل فقد التيار الثوري ثقته في الجيش؟"، جاء فيه: "مع سقوط دمشق ونهاية حكم بشار الأسد في سوريا، فإن مجموعات الفضاء الإلكتروني التي كانت حتى الآن تفسر المعادلات في الشرق الأوسط لصالح إيران، تواجه أزمة تحليلية وتلقي باللوم على أقسام من الحكومة الإيرانية".
وأشار التعليق إلى أن العديد من مجموعات "الأرزشي" تلتزم الصمت، "لأنها لا تجرؤ على الحديث علنًا" عن هذا الموضوع.
وفي أعقاب سقوط الأسد، كثفت السلطات الإيرانية الرقابة، وقد حذرت النيابة العامة الإيرانية أمس الخميس وسائل الإعلام والناشطين على الإنترنت من مناقشة سقوط حليف طهران بشار الأسد في سوريا بأي طريقة قد تهدد الأمن الداخلي.
وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية أن القضاء وجه اتهامات إلى ما لا يقل عن ثمانية معلقين وصحافيين وناشطين بسبب تعليقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن هذا الموضوع.

بعد تصريحات أحد أعضاء الكونغرس الأميركي حول المزاعم بتحليق طائرة مسيرة إيرانية في الأجواء الأميركية، والتي نفاها البنتاغون، أعاد إيلون ماسك نشر صورة ساخرة تُظهر إيران على هيئة رجل دين يجلس فوق مركبة فضائية في السماء، في إشارة تهكمية إلى النقاش حول هذه القضية.