عراقجي نائما أثناء كلمة الرئيس الإيراني في القاهرة



قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن 30 ألفا من قوات النظام السوري والقوات التابعة لإيران انسحبت من مدينة حلب من دون حرب، وتركت مواقعها أمام قوة قوامها 350 شخصا من المعارضة المسلحة، وأن روسيا ساعدت في إجلاء 4 آلاف مقاتل إيراني من سوريا.
وأضاف بوتين في تصريحاته، اليوم الخميس 19 ديسمبر (كانون الأول): الإيرانيون كانوا قد طلبوا مساعدتنا سابقًا في نقل وحداتهم إلى سوريا، لكنهم الآن طلبوا من روسيا سحبها من هناك، وموسكو ساعدت بإجلاء 4 آلاف مقاتل إيراني من هذا البلد العربي.
ولم يذكر المسؤولون الإيرانيون من قبل أن القوات التابعة لهم انسحبت من سوريا بمساعدة روسية.
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي قد ذكر في 11 ديسمبر (كانون الأول) أن الحرس الثوري كان يعتزم مساعدة بشار الأسد، لكن الولايات المتحدة وإسرائيل أغلقتا الطرق البرية والجوية.
لقاء بشار الأسد
كما قال الرئيس الروسي إنه لم يلتقِ بعد مع بشار الأسد، لكنه يعتزم القيام بذلك في المستقبل. وأوضح في رده على سؤال، أنه إذا التقى بالأسد، سيسأله عن حالة أوستن تايس، الصحافي الأميركي الذي اختفى في سوريا قبل 12 عامًا.
وأضاف بوتين أن روسيا حققت أهدافها في سوريا قائلاً: "جئنا حتى لا يتم إنشاء منطقة إرهابية هناك".
وكان الرئيس السوري السابق بشار الأسد، قد صرح في بيان نسب إليه في 16 ديسمبر (كانون الأول)، بأنه لم يكن يريد مغادرة سوريا، لكن الروس أجبروه على مغادرتها.
وسبق أن ذكرت صحيفة "فايننشيال تايمز" أن الأسد نقل نحو 250 مليون دولار نقدًا من البنك المركزي السوري إلى موسكو في عامي 2018 و2019.
وقال بوتين إن روسيا على تواصل مع جميع المجموعات السورية، وأشار إلى أن "معظم دول المنطقة تقول لنا إنها مهتمة ببقاء القواعد العسكرية الروسية في سوريا".
وكان ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قد أعلن في 13 ديسمبر (كانون الأول) أن موسكو على اتصال مباشر مع تنظيم "تحرير الشام" وأن هذه الاتصالات تسير بشكل "بناء".
فيما أفادت وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة أن روسيا بدأت عملية سحب جزء كبير من قواتها ومعداتها العسكرية من سوريا.
التحدث مع ترامب
كما عبّر بوتين عن استعداده للتحدث مع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، ولكنه أضاف أنه غير متأكد من موعد اللقاء. وأشار إلى أنه لم يتحدث مع ترامب منذ أكثر من 4 سنوات.
وفيما يتعلق بالحديث عن وضع روسيا قبل اللقاء المحتمل مع الرئيس الأميركي الجديد، نفى بوتين أن تكون روسيا في موقف ضعيف، وقال: "لقد أصبحنا أقوى".
وكان بوتين قد هنأ ترامب بفوزه في الانتخابات، ودعاه للتركيز على تصريحاته السابقة بشأن الحرب في أوكرانيا، وإعادة بناء العلاقات مع روسيا.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن موسكو أعلنت دائمًا استعدادها للتفاوض من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن الطرف الآخر رفض التفاوض.
وأضاف بوتين أن "أولئك الأوكرانيين الذين يرغبون في القتال سينتهون قريبًا، ولن يبقى أحد للقتال".
وكان بوتين قد جدد في وقت سابق تأكيده على سيادة روسيا على أربع مناطق أوكرانية، وأوضح أن الطريق الوحيد لتحقيق السلام هو تسليم هذه المناطق من قبل أوكرانيا، وهو ما رفضته كييف.
كما طالبت روسيا أوكرانيا بالتنازل عن عضويتها في حلف "الناتو".

مع استمرار الانخفاض الحاد في قيمة العملة الإيرانية، وتخطي سعر الدولار 77 ألف تومان، حمّل البرلماني الإيراني، علي رضا زنديان، البنك المركزي مسؤولية هذا التراجع، مضيفا أن شدة وسرعة تراجع العملة الوطنية في إيران لا تحدث "حتى في أفقر دول أفريقيا".
وقال علي رضا زنديان، اليوم الخميس 19 ديسمبر (كانون الأول)، إن إيران من الناحية الاقتصادية ليست "دولة فقيرة جدًا"، وأن حتى أفقر الدول الأفريقية لا تشهد انخفاضًا في قيمة عملتها بهذه الطريقة.
وأضاف: "ماذا يفعل البنك المركزي ومجلس النقد والتسليف؟ يجب تعديل السياسات في هذه الظروف من الحرب الاقتصادية. المشكلة الأساسية تكمن في البنك المركزي نفسه".
ووصل سعر الدولار في سوق الصرف الحرة في إيران، اليوم الخميس 19 ديسمبر (كانون الأول)، إلى حوالي 77 ألفًا و200 تومان، فيما بلغ سعر الجنيه الإسترليني 98 ألفًا و700 تومان، ليقترب من دخول نطاق الـ100 ألف تومان. أما اليورو فقد بلغ سعره 81 ألفًا و500 تومان.
وصباح أمس الأربعاء، وبعد ساعات من تأكيد رئيس البنك المركزي بشأن تأمين احتياجات البلاد من العملة، وصل سعر الدولار في سوق الصرف الحرة في طهران إلى 78 ألف تومان.
وفي مساء يوم الثلاثاء 17 ديسمبر (كانون الأول)، قال محمد رضا فرزين، رئيس البنك المركزي، في مقابلة تلفزيونية، إن التقلبات غير المسبوقة في سوق الصرف "نتيجة حرب نفسية من العدو"، مؤكدًا أن جميع هذه الأخبار تم نشرها بهدف التأثير على السوق في ظل المبادرة الجديدة للبنك المركزي (التي تتيح شراء وبيع العملة الأجنبية).
وأضاف: "لسوء الحظ، يسعى المستفيدون من ارتفاع سعر العملة والأعداء من خلال الشائعات إلى إثارة الذعر وبث الخوف في قلوب الناس. وفي اليوم السابق تم عرض 220 مليون دولار، وسوف يتم عرض المزيد بالتأكيد. لذا لا يوجد أي نقص أو مشكلة".
يذكر أن سعر الدولار سجل، منذ بداية هذا العام، عدة أرقام قياسية جديدة.
وكانت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وتوقعات بتراجع الإيرادات النفطية للنظام الإيراني، وزيادة التوترات العسكرية مع إسرائيل، من بين الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أسعار العملات في عام 2024.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، يوم أمس الأربعاء، عن تأثير العقوبات التي فرضتها إدارة جو بايدن على سلوك النظام الإيراني: "بفضل العقوبات الأميركية، فإن طهران تتلقى فقط جزءًا من عائدات النفط مقابل بيعها، وقد وصلت العملة الإيرانية إلى أدنى مستوى لها أمام الدولار".

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده سحبت 4 آلاف مقاتل إيراني من سوريا. وأضاف: "كان الأصدقاء الإيرانيون في السابق يرغبون في أن نساعدهم بنقل وحداتهم إلى الأراضي السورية، لكنهم طلبوا منا الآن إخراجهم من هناك."

رد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، على تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي، التي قال فيها إن "محور المقاومة" لم يهزم وأن سقوط بشار الأسد كان نتيجة مخطط أميركي إسرائيلي، قائلاً إن حضور إيران في سوريا لم يتمكن من "منع حدوث إبادة جماعية كبيرة في غزة".
وفي تصريحات صحافية، قال فيدان: "لقد ناقشنا مع أصدقائنا الإيرانيين هذا الأمر ربما ألف مرة. على أي حال، وجودهم في سوريا لم يمنع وقوع إبادة جماعية كبيرة في غزة".
وكان خامنئي قد وعد في 11 ديسمبر (كانون الأول) باستعادة سوريا، مشيرًا بشكل ضمني إلى دور تركيا في التطورات السورية، قائلاً إن "دولة جارة لسوريا تلعب دورًا واضحًا في هذا المجال". وأضاف أن "العنصر الرئيسي في المخطط والتآمر الرئيسي وغرفة القيادة الرئيسية" موجود في الولايات المتحدة وإسرائيل.
وكان فيدان قد صرح في وقت سابق لوسائل الإعلام بأن إيران ستأخذ الدروس من الوضع الحالي في سوريا.
ووصفت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية، مثل صحيفة "كيهان" ووكالة "تسنيم" للأنباء، تصريحات فيدان بأنها "ثرثرة" و"غير صحيحة".
وقال فيدان إنه خلال تطورات سوريا، جرت محادثات مع روسيا وإيران، وتم نقل رسائل تركيا إليهم.
وأضاف: "الروس والإيرانيون يعلمون منذ البداية أن وضع نظام الأسد كان يتدهور. لذلك، في مرحلة ما، وصلوا إلى نتيجة أن رسائلنا كانت صحيحة".
وكان فيدان قد قال في وقت سابق في مقابلة مع قناة "إن تي في" التركية: "تحدثنا مع روسيا وإيران، وأخبرناهم بعدم الانخراط في الحسابات العسكرية".
الرد على تصريحات دونالد ترامب
كما رفض وزير الخارجية التركي تصريحات دونالد ترامب، الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، التي قال فيها إن سقوط الأسد كان "احتلالًا عدائيًا" دون خسائر من قبل تركيا، مؤكدًا أن أنقرة لا تسعى لأن تكون قوة مسيطرة على سوريا.
وأضاف فيدان: "لذلك، يجب أن لا تكون هناك أي سيطرة- سواء سيطرة تركية، أو سيطرة إيرانية، أو سيطرة عربية- يجب أن يكون التعاون أساس العمل، وأن نكون إلى جانب الشعب السوري".
وكان ترامب قد قال إن الوضع في سوريا غير واضح في الوقت الراهن، لكن مفاتيح التطورات في سوريا ستكون في يد تركيا.
العملية العسكرية التركية في المناطق الكردية بسوريا
وفيما يخص احتمال شن تركيا هجومًا على المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا، قال فيدان إنه إذا تعاملت الحكومة السورية الجديدة مع هذا الموضوع بشكل "صحيح"، فلن يكون هناك سبب لتدخل أنقرة.
وأضاف: "وحدات حماية الشعب جندت مقاتلين من تركيا وإيران والعراق والدول الأوروبية، ولكن للأسف، يتجاهل الأصدقاء الغربيون حقيقة ارتباط وحدات حماية الشعب بحزب العمال الكردستاني".
وتعتبر تركيا أن حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، بينما تدعم الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب في سوريا.

في مقابلات أجرتها "إيران إنترناشيونال" مع عدد من الطلاب وأولياء الأمور، تبيّن أن طلابا إيرانيين، بسبب المعاملة غير اللائقة في المدارس وضغوط الكادر التعليمي حول مظهرهم وسلوكهم، قد فكروا في الانتحار أو أقدموا عليه بالفعل.
وتُظهر هذه الروايات من الواقع الصعوبات الجسيمة التي يواجهها الطلاب في النظام التعليمي الإيراني، حيث يواجهون عواقب شديدة بسبب مخالفة القوانين، خصوصًا المتعلقة بالزي، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى مشكلات خطيرة في الصحة النفسية.
ولا يمكن توفير إحصائيات دقيقة عن حالات الانتحار في إيران. ومنذ عام 2021، حُذفت البيانات المتعلقة بتوزيع حالات الانتحار حسب الفئة العمرية من موقع منظمة الطب الشرعي.
ووفقًا لدراسة أجريت في مارس (آذار) الماضي حول انتحار الطلاب، ونشرتها صحيفة "شرق"، أظهرت الدراسة التي شملت 46 ألف طالب أن نصفهم يعانون من الاكتئاب، وأن نسبة من حاولوا الانتحار بلغت 18 في المائة، بينما فكّر 21 في المائة في الإقدام على الانتحار.
وينصح الخبراء بمساعدة أي شخص يعبر عن عبارات أو أفكار تشير إلى الاكتئاب أو الرغبة في إنهاء حياته، من خلال تشجيعه على التحدث مع طبيب متخصص أو شخص موثوق به.
إساءة معاملة الأطفال
تروي فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا، تعرضت لتصرف عنيف من مديرة مدرستها بسبب مظهرها، قائلة: "في فناء المدرسة، صرخت المديرة خلفي قائلة: كيف تجرأتِ على القدوم إلى المدرسة بهذا الشكل؟ هل هذه منطقة فساد؟ لماذا قمت بتلوين شعرك؟ لماذا قمت بتركيب أظافر؟".
وتقول الطفلة إن المديرة دفعتها بغضب وأمرتها بالجلوس قائلة: "اجلسي هنا حتى أتصل بوالدك وأحدد مصيرك".
والد الفتاة أضاف أن المديرة قامت بطردها من المدرسة، مطالبةً بحلق شعرها تمامًا.
فتاة أخرى، تبلغ من العمر 16 عامًا، من إحدى مدارس سنندج، ذكرت أن المدير والمشرفة سخرا منها بعد أن قامت بتنظيف حاجبيها بموافقة أهلها، قائلين لها: "أين زوجك إذن؟".
وأضافت الفتاة أنها فكرت في الانتحار في نفس اليوم، بعد أن صفعها المدير أمام زميلاتها عندما اعترضت على المعاملة، وقال لها: "إذا كان والداك عاجزين عن تربيتك، فسأتولى ذلك بنفسي".
نقص الدعم النفسي وتأثيره على الصحة النفسية للطلاب
ووفقًا للوائح الإرشادية للتوجيه والإرشاد في التعليم، يجب توفير ساعة استشارة لكل 12 طالبًا. ومع ذلك، يعمل في إيران حاليًا 13,000 مستشار فقط، بينما تحتاج المدارس إلى 37 ألف مستشار إضافي لتلبية احتياجات الصحة النفسية للطلاب.
وأشار معالج نفسي في طهران إلى أن تكلفة جلسة الاستشارة التي تتراوح بين 200 و300 ألف تومان تُعد مرتفعة بالنسبة لكثير من العائلات، مضيفًا أن البنية التحتية لخدمات الصحة النفسية في إيران غير كافية بسبب النظرة الدينية ونقص التخصص.
تجارب دول أخرى في التعامل مع ظاهرة انتحار الطلاب
في المملكة المتحدة، توجد برامج تعليمية وداعمة تتعلق بالانتحار، حيث يتوجب على المعلمين دعم الطالب وإحالته إلى مختص بالصحة النفسية، مع وضع خطة دعم خاصة تحافظ على السرية إلا إذا كانت حياة الطالب في خطر.
أما في تركيا، فوفقًا لقوانين حماية الصحة النفسية للأطفال، يتم تقديم خدمات الإرشاد النفسي المجانية للطلاب، مع الاتصال بالعائلة أو الجهات المعنية إذا لزم الأمر.
قلق الكادر التعليمي من نقص الموارد والبنية التحتية
أحد المعلمين في طهران عبّر عن استيائه من تجاهل الحكومة لهذه القضية، مشيرًا إلى رفض تنفيذ خطة "سند 2030" التي كانت تهدف إلى تحقيق تعليم مستدام ومساواة في الفرص التعليمية.
وتقول مريم، وهي ناشطة في مجال التعليم، إن المجتمع بحاجة إلى التثقيف بشأن كيفية التعامل مع قضايا الانتحار. لكنها أضافت: "للأسف، يُنظر إلى الانتحار من زاوية دينية فقط في إيران، مما يجعل التعامل معه معقدًا ومليئًا بالأحكام".
وأشارت التقارير إلى أن نظام "رعاية الطلاب الاجتماعية"، المعروف باسم "نماد"، الذي بدأ في أواخر العقد الماضي، كان يُفترض أن يشمل جميع مدارس إيران بحلول عام 2021، لكنه لم يُنفذ بشكل فعّال حتى الآن.