ممثل الرئيس الإيراني: يجب أن نتفاوض مع دونالد ترامب



قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكیان، اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر (كانون الأول) إن حجم تهريب الوقود في إيران يتراوح بين 20 إلى 30 مليون لتر يوميا، واصفاً ذلك بأنه "كارثة"، فيما حذر خبراء من استمرار أزمة الطاقة في البلاد وتصاعدها خلال فصل الشتاء.
وأضاف بزشكيان: "هذا الحجم من التهريب، الذي يحدث في دائرة التصنيع والتوزيع التي هي تحت مسؤوليتنا، غير مقبول على الإطلاق، ومع هذا الحجم من تهريب الوقود، هل يقبل الناس منا أن نقطع الغاز والكهرباء عن الصناعات من أجل إدارة استهلاك الطاقة؟".
ونشرت صحيفة "جمهوري إسلامي" اليوم مقالاً أشارت فيه إلى أن المسؤولين بدأوا في استخدام "مصطلح عدم التوازن" الزائف والمضلل لتغطية النقص الحاصل في مجالات الوقود والمواد الاستهلاكية والمال، مشيرة إلى أن المواطنين أصبحوا يدركون تماماً أن استخدام هذا المصطلح هو محاولة للتهرب من استخدام كلمات غير مريحة مثل "نقص" و"عجز" و"خلل".
يذكر أن مصطلح "عدم التوازن" بدأ المسؤولون في إيران باستخدامه في السنوات الأخيرة لوصف الأزمات والنقص في قطاع الطاقة.
وقال هاشم أورعی، عضو هيئة التدريس في جامعة "شريف"، في برنامج تلفزيوني مساء أمس الاثنين 30 ديسمبر (كانون الأول)، إن مصطلح "عدم التوازن" هو مصطلح غير صحيح، مشيراً إلى أن الكلمة المناسبة هي "النقص"، لكن الوضع الحالي في إيران في قطاع الطاقة قد تجاوز النقص ودخل مرحلة الأزمة.
وأضاف أورعی أن إيران كانت تعاني من نقص في الكهرباء قدره 18 ألف ميغاواط هذا العام، وتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 24 ألف ميغاواط في العام المقبل، مشيرا إلى أن هذه الأزمة هي نتيجة ما لا يقل عن عقدين من غياب التخطيط في سياسات الطاقة.
وطالب الحكومة بالخروج من مجال إدارة الأعمال في هذا القطاع.
تحذير بشأن العجز في الغاز
من جانبه أشار جواد نوفرستي، خبير اقتصاد الطاقة، إلى أزمة نقص الغاز في إيران، وقال: "الحاجة اليومية للغاز في إيران هي مليار و200 مليون متر مكعب، لكن يتم إنتاج 850 مليون متر مكعب فقط يوميًا".
وتوقع نوفرستي أنه إذا كان شتاء هذا العام مصحوبًا بالثلوج والأمطار، فقد يصل نقص الغاز إلى 400 مليون متر مكعب.
واليوم، قال أصغر جهانغير، المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران، في مؤتمر صحافي، إنه وفقًا لتقرير منظمة التفتيش، لا يوجد فرق في كمية الديزل أو زيت الغاز المخزّن في محطات الطاقة لعام 2024 مقارنة بالسنوات السابقة.
وأضاف جهانغير أن حجم خزانات الديزل في محطات الطاقة شهد انخفاضًا ملحوظًا منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، وأن السبب في ذلك هو زيادة استهلاك الديزل في محطات الطاقة بسبب نقص الغاز.
كما أعلن عن تشكيل فريق عمل في منظمة التفتيش وبدء التحقيقات مع شركة الغاز الوطنية و"طاقة إيران" (توانير). وأضاف: "إذا تم التأكد من أن المسؤولين قد أهملوا في توفير الوقود اللازم لمحطات الطاقة، فسيتم اتخاذ إجراءات ضدهم".
الأزمة مستمرة ومتصاعدة في قطاع الطاقة
وفي صيف 2024، عانى المواطنون الإيرانيون من انقطاع الكهرباء على مستوى البلاد بسبب عجز شبكة إنتاج وتوزيع الكهرباء عن تلبية احتياجات الكهرباء.
ومع انخفاض درجات الحرارة ودخول أنظمة تبريد جديدة، وصل استهلاك الغاز في إيران إلى مستويات غير مسبوقة.
ونتيجة لذلك، فشلت الحكومة الإيرانية في تأمين الغاز اللازم للمواطنين، مما أدى إلى انخفاض ضغط الغاز في بعض المحافظات.
وفي الأسابيع الأخيرة، بسبب نقص الطاقة، تم إغلاق الجامعات والمدارس والمكاتب في العديد من المحافظات الإيرانية، وتم إخراج عدد من محطات الطاقة الغازية من الخدمة.
وعد الحكومة بمراجعة "FATF"
تعود جذور أزمة الطاقة في إيران إلى سنوات مضت، ولكن بشكل خاص بدأت علامات هذه الأزمة بالظهور في الفترة من 2011 إلى 2020، وذلك مع فرض العقوبات على طهران وعجز الحكومة الإيرانية عن بيع النفط.
وفي مقالها اليوم الثلاثاء، أكدت صحيفة "جمهوري إسلامي" أن الحكومة يجب أن تمتلك الأموال لحل النقص في الطاقة، وأن أحد طرق الحصول على الأموال هو "اتخاذ سياسة دولية مشرفة" تؤدي إلى رفع العقوبات وفتح طريق التجارة الدولية، مما يسهم في تحقيق انتعاش اقتصادي. كما دعت الصحيفة إلى حل مشكلة "FATF" ومنع تهريب الوقود.
وفي بداية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أعلنت "مجموعة العمل المالي " (FATF)، وهي منظمة دولية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، أنها ستبقي اسم إيران في قائمتها السوداء. ووجود الدول في قائمة "FATF" السوداء يعني فرض قيود شديدة على المعاملات المالية الدولية.
وفي تصريحاته اليوم، أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكیان أن مشروع قانون انضمام إيران إلى "FATF" ستتم مراجعته مرة أخرى في "مجلس تشخيص مصلحة النظام".
وقبل ساعات من إعلانه، أعلن عبد الناصر همتي، وزير الشؤون الاقتصادية والمالية، عن موافقة المرشد علي خامنئي على مراجعة اللوائح المتعلقة بـ"FATF" في مجلس تشخيص مصلحة النظام.

أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن سفير بيلاروسيا في طهران دعا المسؤولين في لجنة الانتخابات الإيرانية للقدوم مع وفد كـ"مراقبين دوليين" في انتخابات الرئاسة البيلاروسية. وكانت الانتخابات الرئاسية السابقة في بيلاروسيا قد شهدت احتجاجات واسعة وقمعًا.

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: "منذ اليوم الذي توليت فيه المسؤولية، أواجه أزمة تلو الأخرى، كما أن العقوبات أصبحت أكثر شدة". وأضاف: "رغم كل هذه التحديات، نسعى جاهدين لتعويض النواقص، وبإذن الله سننجح".

أشار الرئيس الإيراني، مسعود بزشکیان، إلى تهريب الوقود الذي يتراوح بين 20 إلى 30 مليون لتر يوميا. وقال: "ليس لدي إجابة للشعب عن هدر هذه الموارد". وأضاف: "مع هذا الكم من الوقود المهرب، هل يقبل الناس منا أن نقطع الغاز والكهرباء؟".

قال المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران أصغر جهانغیر إنه لم يتم منع الفنانة ترانه علیدوستی من السفر بالطائرة، وأكد أنه لا يوجد في القانون عقوبة باسم "منع السفر جوا".
وأوضح جهانغیر، خلال مؤتمر صحافي اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر (كانون الأول)، أن الأخبار التي تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن منع علیدوستی من السفر غير صحيحة. أما بخصوص ما يتردد حول تعطيل بطاقة الهوية الوطنية لها فقد تم الاستعلام من منظمة السجل المدني التي أكدت أن بطاقة هويتها الوطنية "ليس عليها أي قيود".
وأشار إلى أنه في حال كانت علیدوستی أو أي شخص آخر يواجه مشكلة بهذا الخصوص، يمكنه التوجه وتقديم شكوى ليتم متابعة الأمر.
وكانت المخرجة مینا أكبري قد أعلنت يوم 27 ديسمبر (كانون الأول) الجاري عبر منصة "إكس" أن الفنانة السينمائية والمسرحية ترانه علیدوستی كانت تعتزم السفر مع ابنتها إلى جزيرة "قشم"، لكنها اكتشفت أن رقمها الوطني محظور في جميع الرحلات الجوية الداخلية والخارجية.
وبعد يومين، صرّحت زهرا مینویی، محامية علیدوستی، بأن أي جهة لم تعلن مسؤوليتها عن منع موكلتها من السفر. وأضافت أن اسم الفنانة مدرج منذ عام 2022 في جميع مكاتب السجل العقاري ضمن الممنوعين من إجراء أي معاملات قانونية.
جدير بالذكر أن علیدوستی اعتُقلت في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 لدعمها حركة "المرأة، الحياة، الحرية"، وتم الإفراج عنها في ديسمبر (كانون الاول) من نفس العام بكفالة مالية قيمتها مليار تومان.
ومنذ الإفراج عنها، رفضت علیدوستی الالتزام بقواعد الحجاب الإجباري التي يفرضها النظام الإيراني، وظهرت علناً دون ارتداء الحجاب.
وبعد حوالي 6 أشهر من الإفراج عنها، تعرضت علیدوستی لمرض يؤثر على جهازها المناعي، حيث يتفاعل بشكل غير طبيعي مع بعض الأدوية، مما يسبب أعراضاً مختلفة تشمل الحمى، واضطرابات في الدم، والتهابات في أعضاء الجسم.
قضايا الفنانة برستو أحمدي والصحافيتين إلهه محمدي ونیلوفر حامدي
كما أشار المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران أصغر جهانغیر إلى الملف القضائي الذي تم فتحه ضد الفنانة برستو أحمدي، واصفًا الحفل الافتراضي الذي أحيته هذه المغنية والعازفة والملحنة بـ"التحريض على مخالفة القيم".
وأضاف جهانغیر أن التحقيقات جارية لتحديد "العوامل وراء الكواليس" لهذا الحفل.
وتم الإعلان عن إغلاق موقع تاريخي في مدينة قم، حيث تم تقديم مدير هذا المكان إلى المحاكمة، وإقالة اثنين من مسؤولي دائرة التراث الثقافي في قم.
وكانت أحمدي قد قدمت حفلًا موسيقيًا دون حجاب في 11 ديسمبر (كانون الأول)، بمشاركة مجموعة من الفنانين مثل إحسان بيرقدار، وسهيل فقيه نصيري، وأمين طاهري، وأمير علي بیرنيا، تحت عنوان "حفل خانقاه" أو "الحفل الافتراضي"، وقد تم بث الحفل عبر "يوتيوب".
بعد الحفل، تم فتح ملف قضائي ضد الفريق الفني، وتم اعتقال أعضائه. لكن تم إطلاق سراحهم مؤقتًا في فجر 15 ديسمبر.
وتم توجيه الاتهام إلى أحمدي والعازفين المشاركين في هذا الحدث في 23 ديسمبر (كانون الأول) في محكمة الأمن الأخلاقي في طهران، وبعد دفع الكفالة، تم إطلاق سراحهم.
وقال المتحدث باسم السلطة القضائية في مؤتمره الصحافي اليوم، إن الحفل تم تنظيمه في قم، ولهذا السبب تم نقل القضية من محكمة الأمن الأخلاقي في طهران إلى محكمة هذه المدينة.
وحول ملفي إلهه محمدي ونیلوفر حامدي، الصحافيتين المعتقلتين خلال حركة "مهسا أميني"، قال المتحدث باسم السلطة القضائية: إنهما الآن في حالة إفراج وينتظران نتائج "طلب العفو الخاص بهما".
وكان جهانغیر قد صرح في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن محمدي وحامدي، كلٌ على حدة، يواجهان حكمًا بالسجن لمدة خمس سنوات قابلة للتنفيذ، وأن ملفيهما تم إرسالهما إلى الجهات المعنية لتنفيذ الحكم النهائي.
ووفقًا لقوله، فقد تم الحكم عليهما بالسجن لمدة سنة و5 سنوات بسبب "النشاطات الدعائية ضد النظام"، و"الاجتماع والتآمر ضد أمن الدولة"، ولكن تمت تبرئتهما في محكمة الاستئناف من تهمة "التعاون مع حكومة أميركا المعادية".
وفي أواخر يناير (كانون الثاني)، تم الإفراج مؤقتًا عن إلهه محمدي ونیلوفر حامدي بعد دفع كفالة قدرها 10 مليارات تومان لكل منهما، وذلك بعد ما يقارب 16 شهرًا من الاحتجاز في سجن إيفين.
كانت القوات الأمنية قد اعتقلت نیلوفر حامدي في 22 سبتمبر (أيلول) 2022 بسبب تغطيتها لحالة مهسا أميني في المستشفى، وذلك في منزلها.
وفي الأسبوع التالي، تم اعتقال إلهه محمدي، الصحافية في صحيفة "هم میهن"، بسبب نشرها تقارير عن مراسم دفن مهسا أميني في مدينة سقز.
الإفراج عن بابك زنجاني وملف "تتلو"
كما تناول المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية عن المغني الشهير أمير حسين مقصودلو، المعروف بـ"أمير تتلو"، قائلاً إن لديه ملفين قضائيين.
وأضاف أن في أحد هذه الملفات، تم الحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة "التحريض على الفساد والدعارة"، وأن الحكم جارٍ تنفيذه.
وأشار المتحدث إلى أن "تتلو" كان قد حكم عليه في الملف الآخر بالسجن 5 سنوات بتهمة "إهانة المقدسات"، ولكن بعد الاستئناف، تم نقض الحكم من قبل المحكمة العليا.
وأضاف أن الملف الآن تم تحويله إلى قسم آخر من محكمة الجنايات التي هي في مرحلة "إصدار الحكم".
وكتبت صحيفة "اعتماد" في تقرير لها يوم 28 ديسمبر (كانون الأول)، عن وضع "تتلو" أنه طلب إجازة من سجن طهران الكبير في وقت سابق، وأن إدارة السجن وافقت على طلبه.
كما تطرق جهانغیر إلى قضية الإفراج عن بابك زنجاني، المتهم الأول في أكبر قضية فساد نفطي في تاريخ إيران، وقال إنه لم يُفرج عنه ولم يكن في إجازة.
وفي 29 ديسمبر، نشر محامي بابك زنجاني صورة له بدا فيها وكأنه قد تم الإفراج عنه.
لكن جهانغیر كان قد صرح في وقت سابق من هذا العام بأن حكم الإعدام الصادر بحق زنجاني قد تم تحويله إلى السجن لمدة 20 عامًا بسبب "التعاون وإعادة المال" بتوافق مع المرشد علي خامنئي، وأنه قد قضى جزءاً من عقوبته بينما لا يزال جزء منها قيد التنفيذ.
وبعد إعلان هذا الخبر، قال المدير العام لشركة النفط الوطنية الإيرانية إن ديون زنجاني تجاه الشركة تمت تسويتها بشكل كامل.
وكانت ديون بابك زنجاني، عند اعتقاله، تقدر بحوالي 168 ألف مليار تومان وفقاً للقيمة الحالية.
وتعد قضية بابك زنجاني واحدة من أطول وأثقل قضايا الفساد المالي والسياسي في إيران.
وعلى الرغم من أن المرشد الإيراني علي خامنئي قد عفا عن زنجاني، إلا أن الأشخاص المدانين في قضايا فساد مشابهة ولكن بمبالغ أصغر، مثل أمير منصور آريا، المعروف باختلاس 3 آلاف مليار تومان، قد تم إعدامهم.
حتى المتهمون في قضايا فساد بمبالغ أقل بكثير، مثل وحيد مظلومين الذي لقبه النظام الإيراني بـ"سلطان العملة الذهبية"، تم إعدامهم.