طهران تدرس مع دول "متوافقة في الفكر" اعتقال مسؤولين إسرائيليين



تفيد معلومات حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" بأن النظام الإيراني يواجه انخفاضًا حادًا في صادرات النفط إلى الصين مع اقتراب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وفي محاولة للتعامل مع هذه الأزمة، تسعى إيران لبيع مخزونها النفطي الراكد في الموانئ الصينية.
وبحسب بيانات شركة "كبلر" المتخصصة في معلومات السلع ورصد ناقلات النفط، تراجعت صادرات النفط الإيراني إلى الصين منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وبلغت الكمية اليومية المصدرة في الشهرين الماضيين أقل من 1.3 مليون برميل، بانخفاض 550 ألف برميل مقارنة بشهر أكتوبر.
وفي الوقت ذاته، ارتفعت مخزونات النفط الإيرانية العائمة غير المباعة إلى أكثر من الضعف، لتصل إلى حوالي 20 مليون برميل خلال الفترة ذاتها.
مصدر في الشركة الوطنية الإيرانية للنفط أكد لـ"إيران إنترناشيونال" التراجع الحاد في الصادرات. وذكر أن العقوبات الأميركية الأخيرة على عشرات ناقلات النفط تسببت في تعقيد عمليات نقل النفط الإيراني إلى المياه الآسيوية الشرقية وإيصاله سرًا إلى الصين. وأوضح أن إيران تأمل في حل المشكلة خلال الأشهر المقبلة عبر شراء المزيد من ناقلات النفط.
وحتى الآن، تم تحديد 380 ناقلة نفط متورطة في تهريب النفط الإيراني، وأُدرج نصفها في القائمة السوداء الأميركية.
الخبير البارز في "كبلر"، همایون فلکشاهي، أكد أن العقوبات الأخيرة استهدفت 35 ناقلة منخرطة في تهريب النفط الإيراني، مشيرًا إلى أن نصف أسطول "الناقلات المظلمة" أُدرج في القائمة السوداء. هذه الناقلات القديمة وغير المؤمّنة تستخدم أساليب مثل تعطيل نظام التعرف الآلي، ونقل الشحنات في عرض البحر، وتزوير الوثائق، وتغيير العلامة التجارية للنفط عبر وسطاء قبل إيصالها إلى الموانئ الصينية.
وأشار فلکشاهي إلى أن الزبائن الرئيسيين للنفط الإيراني في الصين هم مصافي "تي-بات" الصغيرة والمستقلة، والتي تواجه ضغوطًا من الحكومة الصينية لتحسين كفاءتها أو التوقف عن العمل بسبب انخفاض فعاليتها وتسببها في التلوث.
وخلال الأشهر الماضية، أعلنت ثلاث مصافي "تي-بات" صينية على الأقل إفلاسها رسميًا.
معضلة مخزون النفط الإيراني في الصين
إلى جانب مخزونات النفط العائمة، تواجه إيران أزمة تخزين النفط في منشآت الموانئ البرية بالصين.
وذكرت "إيران إنترناشيونال"، نقلًا عن مصدر مطلع، أن الحكومة الإيرانية، بوساطة من الحرس الثوري، تسعى لبيع مخزون نفطي بقيمة مليار دولار في ميناء داليان الصيني.
وفي تحديث بتاريخ 27 ديسمبر (كانون الأول)، كشف المصدر نفسه أن إيران بدأت جهودًا منسقة لتحرير النفط المخزن في ميناء جوشان الصيني أيضًا.
وأشار المصدر إلى أن إيران لجأت إلى استئجار ناقلات نفط أجنبية غير مشمولة بالعقوبات لإخفاء علاقتها بهذا النفط، موضحًا: "تعمل إيران على تحميل النفط إلى هذه الناقلات، ثم إخراجه من المياه الإقليمية الصينية لإتمام عمليات تفريغ النفط إلى ناقلات أخرى في المنطقة، وذلك بهدف إخفاء المصدر الإيراني ومنع الكشف عن عمليات البيع".
وأضاف المصدر أن شركة داليان (Dalian NSK International Trading Co. Ltd) الصينية تُساعد النظام الإيراني في تحرير النفط من موانئ داليان وجوشان. لكن الشركة امتنعت عن الرد على استفسارات "إيران إنترناشيونال" حتى لحظة إعداد التقرير.
وحذر المصدر من أن هذه العمليات قد تؤدي إلى تداعيات كبيرة على ميناء داليان نفسه، نظرًا لعلاقته الوثيقة بهذه الشركة. وأي تعطيل لعمليات الميناء قد يؤثر بشكل كبير على العديد من الشركات الدولية التي تعتمد عليه.
ولم تُحدد الكمية الدقيقة لمخزونات النفط الإيراني في الموانئ الصينية، لكن التقديرات تشير إلى أن قيمة مخزون النفط في ميناء داليان وحده تُقدر بمليار دولار، أي ما يعادل حوالي 12 مليون برميل.
وضعية صادرات النفط الإيراني ومخزوناته العائمة
تشير بيانات شركة "كبلر" إلى تراجع حاد في عمليات تحميل النفط من الموانئ الإيرانية وتفريغه في الموانئ الصينية خلال شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول).
وإلى جانب المشكلات اللوجستية وإغلاق بعض مصافي "تي-پات" الصينية، يُعد احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مع شعاره الخاص بـ"إحياء سياسة الضغط الأقصى" ضد إيران، أحد العوامل الرئيسية وراء تراجع صادرات النفط الإيراني إلى الصين، المشتري الرئيسي الوحيد للنفط الإيراني.
وفي فترة رئاسة ترامب السابقة، أدت العقوبات الأميركية المفروضة في 2018 إلى انخفاض صادرات النفط الإيراني من 2.5 مليون برميل يوميًا إلى أقل من 350 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2020. كما بلغت مخزونات النفط العائمة لإيران ذروتها عند 110 ملايين برميل نتيجة تلك السياسة.
وسبب تراكم المخزون العائم يعود جزئيًا إلى طبيعة صادرات النفط الإيراني، حيث يشمل جزء كبير منها مكثفات غازية تُستخرج من حقول الغاز. وإذا توقفت إيران عن تصدير المكثفات، ستضطر أيضًا إلى خفض إنتاج الغاز، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا للاقتصاد الإيراني.
يشار إلى أنه خلال فترة حكم جو بايدن ومع تخفيف الضغط على إيران، ارتفعت صادرات النفط إلى الصين، مما مكّن إيران من تقليص مخزوناتها العائمة بشكل كبير. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، وصلت مخزونات المكثفات الغازية العائمة إلى مستوى الصفر لأول مرة منذ فرض العقوبات الأميركية.
لكن منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، ومع انخفاض صادرات النفط إلى الصين، تضاعف مخزون النفط الخام العائم ليصل إلى 20 مليون برميل، وفقًا لتقديرات "كبلر". ومع ذلك، تُشير شركة "ورتكسا" إلى أن المخزون قد يصل إلى حوالي 50 مليون برميل.
وبعد سنوات من توقف تصدير النفط الإيراني إلى سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد، استأنفت إيران تسليم النفط لدمشق خلال الأشهر الـ11 الأولى من هذا العام بمتوسط يومي بلغ 56 ألف برميل.
وفي المقابل، بلغ متوسط الصادرات اليومية للنفط الإيراني خلال العام الجاري 1.55 مليون برميل، مسجلًا زيادة بنسبة 17 في المائة مقارنة بعام 2023. وقد استحوذت الصين على نحو 94 في المائة من هذه الصادرات.
لكن مع توقف شحنات النفط إلى سوريا هذا الشهر، وانخفاض معدلات تفريغ النفط الإيراني في الصين إلى أقل من 1.3 مليون برميل يوميًا خلال الشهرين الماضيين، تواجه إيران تحديات في تحقيق هدف موازنة العام المقبل، الذي يتوقع تصدير 1.85 مليون برميل يوميًا، وفقًا لما أعلنته حكومة مسعود بزشکیان.
هذا التراجع يضع الحكومة الإيرانية أمام ضغوط كبيرة لتحقيق أهدافها المالية وسط تغيرات دولية متسارعة وقيود لوجستية متزايدة.

قال المندوب الدائم لإيران في الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، إن الحكومة الإيرانية تدعم منذ عام 2015 "حلًا سياسيًا للنزاع في اليمن وتطالب بوقف إطلاق نار شامل".
وأضاف: "الاتهامات بتدخل إيران في البحر الأحمر هي ادعاءات لا أساس لها تهدف إلى تصعيد التوترات وخلق ذريعة لزعزعة استقرار المنطقة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها".

قال عضو في جماعة المدققين بحوزة قم، مهدي شبّ زنده دار: "ربما تصل #إيران إلى مرحلة مشابهة لما رأيناه في #سوريا، بسبب إهمال المسؤولين وبعض الناس".

في أعقاب إصدار حكم الإعدام مجددًا ضد المعارض المدني مجاهد كوركور، على خلفية قضايا تتصل بحقوق المرأة، تم رصد كتابات على الجدران في عدة أماكن دعماً له. يشار إلى أن مجاهد كوركور محتجز حاليا في سجن شيبان بالأهواز، ويتعرض للتعذيب بهدف إجباره على الاعتراف.

بعد شهر من بدء ملء سد "باشدان" في أفغانستان على نهر "هلمند"، اعتبرت إيران هذا الإجراء انتهاكًا لـ"الحقوق العرفية" المتعلقة بالمياه المشتركة.
وصرّح عيسى بزرك زاده، المتحدث باسم قطاع المياه الإيراني، دون الإشارة إلى صمت إيران خلال 13 عامًا من بناء هذا السد، بأن آثار هذا الإجراء الأحادي من الجانب الأفغاني لن تؤثر فقط على توفير مياه الشرب والصرف الصحي لملايين المواطنين الإيرانيين، بل ستتسبب أيضًا في أضرار بيئية واسعة النطاق في المناطق الجنوبية.
وبدأ بناء سد "باشدان" في عام 2011، وكان من المفترض أن يكتمل خلال ثلاث سنوات، لكنه تأخر، وفي الشهر الماضي أعلنت حكومة طالبان بدء ملء السد.
ويهدف المشروع إلى توليد 2 ميغاوات من الكهرباء، وتوفير المياه لري 13 ألف هكتار من الأراضي الزراعية.
ونهر "هلمند" ينبع من الجبال الوسطى في أفغانستان، ويشكل جزءًا من الحدود بين شمال غرب أفغانستان وشمال شرق إيران، قبل أن يعبر إلى أراضي تركمانستان.
وأضاف بزرك زاده أن بناء وملء سد "باشدان" على النهر الحدودي المشترك سيقلل من تدفق المياه الطبيعي في النهر. غير أن السد يقع في مدينة هرات، وليس في منطقة الحدود المشتركة مع إيران.
وقال المتحدث إن طهران قدمت "اعتراضات رسمية" عدة مرات عبر القنوات الدبلوماسية بشأن الآثار السلبية العابرة للحدود الناتجة عن بناء السدود الأحادية في حوض "هلمند"، ودعت إلى تعاون مشترك لتقييم وتقليل هذه الآثار، واعتماد التنمية المستدامة بدلاً من التنمية المدمرة.
أزمة سدود طالبان ومياه إيران
سابقًا، منعت طالبان دخول مياه نهر "هلمند" إلى إيران من خلال بناء سدود. وفي أغسطس (آب) الماضي، ذكر علي سلاجقه، رئيس منظمة البيئة الإيرانية آنذاك، أن طالبان أطلقت 15 مليون متر مكعب فقط من حصة إيران السنوية البالغة 850 مليون متر مكعب من مياه النهر.
لكن يبدو أن الوضع تغيّر، حيث زادت طالبان من كمية المياه المتدفقة إلى إيران منذ الخريف الماضي.
وذكر ميثم مهدي بور، الممثل الخاص للرئيس الإيراني لشؤون أفغانستان، أن إيران حصلت على 437 مليون متر مكعب من حصتها من مياه هلمند خلال العام المائي الماضي.
يذكر أنه بموجب اتفاقية عام 1972، تلتزم أفغانستان بتوفير 850 مليون متر مكعب من مياه نهر "هلمند" سنويًا لإيران.
ومع ذلك، فإن عدم التزام أفغانستان بهذه الاتفاقية، خاصة خلال العقود والسنوات الأخيرة، أصبح مصدر توتر كبير بين البلدين.
وقد ادعى مسؤولو طالبان مرارًا أن المياه المتاحة غير كافية، وأنه حتى في حالة فتح السد، لن تصل المياه إلى إيران.