قائد الجيش الإيراني: لم نكشف عن كثير مما لدينا في المجال العسكري حتى الآن



وعد المرشد الإيراني علي خامنئي للمرة الثالثة في نحو ثلاثة أسابيع باستعادة سوريا من الحكام الجدد، وقال إن الدماء التي أُريقت من قوات ما يُسمى "المدافعين عن الحرم" في سوريا لم تذهب سدى.
وفي خطاب له بمناسبة ذكرى مقتل قاسم سليماني، قال خامنئي: "بعض الناس، بسبب عدم التحليل والفهم الصحيح، يقولون إن الدماء التي أُريقت للدفاع عن الحرم ذهبت سدى".
وأكد خامنئي أن "هذه الدماء لم تذهب سدى"، وأضاف: "لو لم تُسفك هذه الأرواح، ما كان هناك خبر اليوم من مرقد زينب، ولا من كربلاء ولا من النجف".
يشار إلى أنه بعد سقوط بشار الأسد، وُجهت انتقادات واسعة حول التكلفة غير المثمرة التي أنفقتها إيران في سوريا، فضلاً عن مقتل وجرح أكثر من 7,300 شخص، إلى جانب الآلاف من الأرامل والمصابين الذين يتلقون المعاشات.
وكان علي أكبر أحمديان، أمين مجلس الأمن القومي، قد قال في وقت سابق إن إيران ليست نادمة على التكلفة التي دفعتها في سوريا. ومع ذلك، أقرّ بأن دعم الجماعات الوكيلة أصبح "أكثر صعوبة".
ورغم ذلك، قال خامنئي: "الأحداث التي جرت في هذه السنوات، والمدافعون عن الحرم، أظهرا أن الثورة الإسلامية حية".
وأشار خامنئي بشكل غير مباشر إلى أحمد الشرع، المعروف بأبي محمد الجولاني، وقال: "لا تنظروا إلى هؤلاء الجولانيين الباطلين، هؤلاء الذين يتبجحون اليوم سيتعرضون يوماً ما للسحق تحت أقدام المؤمنين".
وأكد قائلاً: "الذين اعتدوا على أرض سوريا، سيتعين عليهم في يوم من الأيام التراجع أمام قوة شباب سوريا".
يذكر أن هذه هي المرة الثالثة التي يتعهد فيها خامنئي باستعادة سوريا من الحكام الجدد.
وكان خامنئي قد وعد في 11 و22 ديسمبر (كانون الأول) أيضا باستعادة سوريا من خلفاء بشار الأسد، وشجع شباب هذا البلد على الوقوف في وجه الحكومة الجديدة.
كما وصف خامنئي لبنان واليمن بأنهما "رمزان للمقاومة"، وأضاف أنهما سينتصران في النهاية.
وأشار أيضًا إلى أن بعض الدول ترتكب خطأً كبيرًا بخروج "الشباب المؤمنين" من المشهد، وهم من "عوامل استقرارهم وقوتهم"، مؤكدًا أنهم سيواجهون مصير سوريا.
تاتي هذه التصريحات في وقت كان فيه نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله اللبناني، قد قال إن الحزب فقد طريقه لتأمين موارده العسكرية من خلال سوريا بعد سقوط بشار الأسد.
وفي ذات الوقت، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن سقوط الأسد قد تسبب في ارتباك بين المسؤولين الإيرانيين.
كما قال خامنئي إن قاسم سليماني كان يستخدم إمكانيات شباب الدول في المنطقة لإحياء "جبهة المقاومة" وكان يعمل على تعبئتهم.
وفي خطابه السابق، كان خامنئي قد نفى وجود قوات وكيلة إيرانية في المنطقة.

صرح رئيس “الجمعية الإيرانية للإخلاق في العلوم والتكنولوجيا”، مصطفى معين، بأن 16 في المائة فقط من الإيرانيين لا يفكرون في الهجرة من البلاد. وأشار إلى أن نسبة الرغبة في الهجرة بين الأساتذة تصل إلى 53 في المائة، والأطباء والممرضين 45 في المائة، وبين الطلاب والخريجين 40 في المائة.

دعا علي عبدالعلي زاده، ممثل الرئيس الإيراني مسعود پزشكیان للاقتصاد البحري، إلى بدء مفاوضات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب. وأكد عبدالعلي زاده، أن إيران بحاجة إلى "سياسة خارجية جديدة".
وسبق أن أجرت إيران مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، حتى إن كمال خرازي، أمين المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران، أعلن مؤخرًا عن استعداد بلاده للتفاوض مع واشنطن. ومع ذلك، فإن تأكيد مسؤول تنفيذي رفيع المستوى في إيران على ضرورة إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة يُعد أمرًا نادر الحدوث.
وفي وقت سابق، أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي، مرارًا معارضته الصارمة للمفاوضات مع الولايات المتحدة بشكل علني. ففي أكتوبر 2015، صرّح قائلاً: "التفاوض مع الولايات المتحدة ممنوع؛ بسبب أضراره الجسيمة وانعدام أي فوائد منه".
وفي أغسطس (آب) 2020 وخلال الفترة الأولى لرئاسة دونالد ترامب، أعرب علي خامنئي عن معارضته للمفاوضات مع الولايات المتحدة، متهمًا ترامب بالسعي لتحقيق "مكاسب شخصية" من خلال اقتراح التفاوض مع إيران.
وبعد مرور عدة سنوات على هذا الموقف المتشدد من خامنئي، ومع تدهور الوضع الاقتصادي في إيران، وضعف الجماعات الموالية لطهران في المنطقة، وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يصرّح علي عبدالعلي زاده الآن بأن "حال النظام قد وصل إلى نقطة تستوجب المفاوضات المباشرة".
يشار إلى أن علي عبدالعلي زاده، الذي كان رئيس الحملة الانتخابية لمسعود بزشكيان، صرّح أمس الثلاثاء قائلاً: "حتى خلال الانتخابات قلت إنه يجب علينا التفاوض مع السيد ترامب".
وأضاف: "لا يمكن ترك قضايا البلاد في هذه الحالة المعلقة"، متابعًا: "لذلك، يجب أن نتحدث بشرف وندافع عن المصالح الوطنية".
يأتي ذلك في وقت نفى فيه وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، صحة التقارير المتعلقة بنقل رسالة من الولايات المتحدة إلى إيران عبر وزير خارجية عمان.
وأكد عراقجي أن أي نقل للرسائل بين إيران وأميركا سيتم "في الوقت المناسب" عبر السفارة السويسرية في طهران.
ومع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد حوالي ثلاثة أسابيع، يزداد احتمال إحياء سياسة "الضغط الأقصى" ضد النظام الإيراني.
وخلال فترته الرئاسية الأولى، تسببت سياسة "الضغط الأقصى" في انهيار صادرات النفط الإيرانية اليومية من 2.5 مليون برميل إلى أقل من 350 ألف برميل. ومع ذلك، شهدت صادرات النفط الإيرانية ارتفاعًا مستمرًا خلال إدارة جو بايدن، حيث قفزت هذا العام إلى 1.55 مليون برميل يوميًا.
ورغم هذا التحسن، تشير بيانات شركة "كبلر" إلى أن صادرات النفط الإيرانية انخفضت خلال الشهرين الماضيين إلى أقل من 1.3 مليون برميل يوميًا، مع اقتراب عودة ترامب إلى السلطة.
وحتى الآن، لا أحد يعرف ما الذي يخطط له دونالد ترامب تجاه النظام الإيراني. ففي حملته الانتخابية، أعرب عن دعمه لاتفاق مع إيران، لكنه في الوقت ذاته شجع إسرائيل على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
فمن جهة، شكّل ترامب فريقًا يضم شخصيات معارضة لأي نوع من التفاوض مع طهران في حكومته. ومن جهة أخرى، قال إن مطلبه الوحيد هو منع إيران من الوصول إلى السلاح النووي.

أشار المسؤول بمكتب المرشد الإيراني، غلام رضا سنائي راد، إلى سقوط نظام بشار الأسد قائلاً: "لا يجب أن يجعلنا هذا الحدث في موقف دفاعي أو يُفسر بأنه فشل منا". وأضاف أن حديث أحمد الشرع عن "الجمهورية والحكم الديمقراطي" هو نتيجة لجهود قاسم سليماني.

قال علي خامنئي، خلال مراسم إحياء "ذكرى وفاة قاسم سليماني"، إن سليماني كان يستخدم طاقات الشباب في كل دولة من دول المنطقة لإحياء "جبهة المقاومة" وتعبئتهم. وأضاف خامنئي، الذي أنكر في خطابه الأخير وجود قوات وكيلة لإيران في المنطقة، إن قاسم سليماني كان يصف إيران بأنها "الحرم".