وزير استخبارات إيران: أميركا ستكثف الضغوط لإجبارنا على التفاوض.. ونحتاج حلولا مبتكرة

قال وزير الاستخبارات الإيراني، إسماعيل خطيب، إن الأميركيين سيزيدون من جهودهم للضغط على إيران وتهيئة الظروف لفرض مفاوضات قسرية عليها.

قال وزير الاستخبارات الإيراني، إسماعيل خطيب، إن الأميركيين سيزيدون من جهودهم للضغط على إيران وتهيئة الظروف لفرض مفاوضات قسرية عليها.
وأضاف خطيب أن هذا التصعيد هو جزء من استراتيجية أوسع تسعى الولايات المتحدة من خلالها إلى ممارسة مزيد من الضغوط السياسية والاقتصادية على إيران، مستهدفًا إرغام طهران على تقديم تنازلات في ملفات إقليمية ودولية حساسة.
وتابع إسماعيل خطيب أن الولايات المتحدة أبرمت اتفاقيات مع إيران لكنها لم تلتزم بتنفيذها. وأشار إلى أن الظروف قد تتغير، الأمر الذي قد يستدعي من إيران تبني أساليب ونهج جديدة في تعاملها مع القضايا السياسية والدبلوماسية.
وشدد خطيب على أن هذه المرحلة تتطلب التفكير في حلول مبتكرة للتعامل مع التحديات المفروضة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، في ظل التصعيد المستمر في الضغوط السياسية والاقتصادية على إيران.

كتب وزير الخارجية الأميركي الجديد، ماركو روبيو، في رسالة إلى السيناتور تيد كروز أن دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، يسعى لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، التي تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015.
وفي رده المكتوب على سؤال السيناتور تيد كروز، أشار روبيو إلى الاتفاق النووي قائلاً: "أعتقد أن من مصلحة أمننا القومي أن يعيد مجلس الأمن الدولي فرض العقوبات التي تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي."
وأضاف روبيو: "سأنفذ توجيهات الرئيس وسأتعاون مع حلفائنا لضمان تفعيل آلية الزناد (Snapback) لإعادة فرض العقوبات."
لم تُنشر رسالة روبيو بالكامل، وقرأ كروز فقط أجزاءً منها خلال جلسة تثبيت ترشيح إليس ستيفانيك، مرشحة ترامب لتمثيل الولايات المتحدة في الأمم المتحدة.
المثلث المعارض لإيران
يُعد روبيو، وكروز، وستيفانيك من أبرز داعمي إسرائيل ومن معارضي طهران، حيث يسعون إلى الضغط على النظام الإيراني للحد من دعمها للجماعات المسلحة المتحالفة معها ولإيقاف تقدم برنامجها النووي.
وقالت ستيفانيك: "مواجهة إيران أولوية قصوى، وقد كانت هذه الجهود ناجحة خلال الفترة الأولى لرئاسة ترامب."
ووفق الاتفاق النووي، إذا قرر أي طرف من أطراف الاتفاق أن إيران لم تفِ بالتزاماتها، يمكن تفعيل "آلية الزناد" لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة التي تم تعليقها.
وعند تفعيل آلية الزناد، تعاد العقوبات التي تم تعليقها بموجب الاتفاق تلقائياً بعد 30 يوماً، ما لم يصوّت الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن بالإجماع على استمرار تعليق العقوبات.
يذكر أنه في عام 2018، انسحب ترامب من الاتفاق النووي بحجة أن رفع العقوبات أتاح لإيران موارد مالية مكّنتها من تعزيز قوتها ودعم حلفائها الإقليميين مثل حماس وحزب الله.
وبما أن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق، فإنها لا تستطيع بمفردها تفعيل آلية الزناد، لكنها وعدت بالضغط على الحلفاء الأوروبيين لاتخاذ هذه الخطوة.
ومع ذلك، فإن روسيا والصين، اللتين عززتا علاقاتهما مع إيران في السنوات الأخيرة، من غير المرجح أن تدعما هذا التحرك.
لذلك، يقع تفعيل الآلية على عاتق الدول الأوروبية الثلاث الأعضاء في الاتفاق، وهي فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا. وبحسب تقارير، تجري هذه الدول حالياً محادثات مع إيران بشأن الخطوات المقبلة لإنقاذ الاتفاق.
وأعلنت بريطانيا أنها قد تضطر في النهاية إلى تفعيل آلية الزناد، مشيرة إلى تقدم إيران في تخصيب اليورانيوم، وهو تقدم يقربها من بناء قنبلة نووية.
وإذا لم تتم إحالة موضوع عدم التزام إيران إلى مجلس الأمن بحلول أكتوبر (تشرين الأول) 2025، فستُفقد القدرة على إعادة فرض العقوبات بموجب قرار الأمم المتحدة الذي صادق على الاتفاق.
إيران: التفاوض أو التصعيد
أعلنت إيران العام الماضي استعدادها للتوصل إلى اتفاق، أو التصعيد إذا لم يتعاون الأطراف الآخرون.
وفي تصريح قاله عباس عراقجي، عندما كان نائبا لوزير الخارجية الإيراني، العام الماضي: "نعتقد أن نافذة الدبلوماسية لا تزال مفتوحة، ولكن بشكل محدود ومشروط برغبة الأطراف الأخرى في إظهار إرادة حقيقية. دون هذا الالتزام، سنتبع مساراً بديلاً."
ومن جانبه، أعرب السيناتور كروز عن غضبه، متهماً إدارة بايدن السابقة بأنها سمحت لإيران بتحقيق مزيد من التقدم النووي، وقال إنه يجب على ترامب وقف هذا التقدم.
وقال كروز: "عندما يهتف آية الله بشعار الموت لأميركا، فهو يعني ذلك حرفياً. أعتقد أنه إذا استطاع تفجير سلاح نووي فوق مدينة أميركية، فلن يتردد في فعل ذلك."
واختتم قائلاً: "لا أعتقد أن هذا تهديد يمكن للولايات المتحدة تحمله، وأنا واثق أن الرئيس ووزير الخارجية يشتركان في هذا الرأي."

وفقًا لتقارير وردت إلى قناة "إيران إنترناشيونال"، بدأت منذ عدة أيام عملية نقل حوالي 970 سجينًا من الوحدة الرابعة في سجن قزل حصار إلى وحدات أخرى، وتسليم الوحدة للسجن المركزي في كرج.
وقد تم التحضير لهذا النقل عبر إجراء إصلاحات في القاعات 22-ألف وباء داخل الوحدة الرابعة، بتكلفة بلغت حوالي 200 مليون تومان، والتي تم جمعها من السجناء أنفسهم.
أدى هذا النقل إلى وضع السجناء في مساحات أضيق من ذي قبل، كما مُنعوا من نقل متعلقاتهم الشخصية التي تُركت داخل القاعات.
هؤلاء السجناء، ومعظمهم محتجزون بسبب جرائم صغيرة مرتبطة بالمخدرات، يعانون الآن من نقص شديد في الاحتياجات الأساسية مثل أماكن النوم والملابس.
ويُقال إن هناك احتمالًا لنقل السجناء السياسيين من الجناح 21 في الوحدة الرابعة إلى مكان غير معروف. هؤلاء السجناء، الذين تم نقلهم ثلاث مرات خلال الـ18 شهرًا الماضية من سجن رجائي شهر إلى إيفين، ومن إيفين إلى الجناح الآمن في قزل حصار، ومن هناك إلى الوحدة الرابعة، تعرضت متعلقاتهم الشخصية للنهب في كل عملية نقل.

قال نائب رئيس البرلمان الإيراني، حميد رضا حاجي بابايي: "لا يمكن لأي دولة أن تحصل على قوتها في العالم دون امتلاك نصيب من القوة، ولو لم نكن نتمتع بالاقتدار لما سُمح لنا ببيع برميل نفط واحد". وتساءل: "قالوا إننا فشلنا في سوريا، فلماذا إذن انتصرت المقاومة في غزة؟".

وصف مساعد وزير الخارجية الإيراني، كاظم غريب آبادي، الحوار كـ"أكثر الطرق عقلانية" للوصول إلى اتفاق بين طهران والغرب، وذلك من خلال بدء مفاوضات تهدف إلى رفع العقوبات. ومع تولي دونالد ترامب السلطة، تغيرت نبرة مسؤولي النظام الإيراني بشأن المفاوضات.
وقال كاظم غريب آبادي، اليوم الثلاثاء 21 يناير (كانون الثاني) على هامش الذكرى الخامسة والسبعين لاعتماد اتفاقيات جنيف لعام 1949، ردًا على سؤال حول موعد الجولة الجديدة من المفاوضات بين إيران وأوروبا: "لقد اتفقنا على مواصلة الحوارات، وسنحدد الموعد القادم من خلال التشاور بيننا".
وفي الأيام الماضية، تم نشر تقارير عن جهود النظام الإيراني للعثور على وسيط لإجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة.
يشار إلى أن غريب آبادي، الذي كان من نواب السلطة القضائية، تم تعيينه من قبل وزير الخارجية عباس عراقجي كمفاوض للبرنامج النووي الإيراني بعد بدء عمل الحكومة الجديدة.
وأكد غريب آبادي أن إيران مستعدة، كما في السابق، لبدء واستئناف مفاوضات رفع العقوبات، قائلاً: "نحن نؤمن بوجود فرص مناسبة للحوار والتفاهم".
وفي عام 2018، خلال فترة ترامب الأولى، بدأ حملة "الضغط الأقصى" على النظام الإيراني بعد انسحابه من الاتفاق النووي، مما أدى إلى انخفاض غير مسبوق في صادرات النفط الإيرانية إلى أقل من 190 ألف برميل يوميًا.
وقال الدبلوماسي الإيراني البارز في تصريحاته اليوم الثلاثاء: "نحن لا ننكر أن العقوبات تؤثر على حياة الناس بشكل من الأشكال، لكن هدف الفارضين للعقوبات هو إحداث تغييرات أخرى في الدول الخاضعة للعقوبات، ولم ينجحوا حتى الآن في تحقيق أهدافهم".
وأكد غريب آبادي أن "أكثر الطرق عقلانية هي بدء حوارات رفع العقوبات والعودة إلى المسار الصحيح".
بالإضافة إلى الضغوط الاقتصادية، وضع ترامب خلال فترة رئاسته الأولى طهران تحت ضغوط عسكرية غير مسبوقة، حيث أمر القوات الأميركية باستهداف قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، في بغداد، مما أدى إلى مقتله.
وبعد مقتل سليماني، وعدت إيران بالانتقام من الذين أصدروا أوامر بالهجوم عليه، ولكن مع انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة مرة أخرى بعد فترة رئاسة جو بايدن، نفى مسؤولو النظام الإيراني طرح هذا الموضوع.
من جهة أخرى، كتب حسين شريعتمداري، ممثل المرشد علي خامنئي، في صحيفة "كيهان"، يوم 16 يناير، مهاجمًا طرح موضوع المفاوضات مع الولايات المتحدة من قبل الرئيس الإيراني، أن طرح موضوع المفاوضات مع الولايات المتحدة يخرج عن صلاحيات مسعود بزشكيان، وأن واجبه هو "محاولة قتل ترامب".
كما أفاد موقع "إرم نيوز" القريب من الإمارات العربية المتحدة، يوم الاثنين 20 يناير (كانون الثاني) بالتزامن مع مراسم تنصيب ترامب، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن "شخصية سياسية" في العراق تلقت الضوء الأخضر لفتح قناة خاصة بهدف "التوسط بين الولايات المتحدة وإيران".
ووفقًا للتقرير، ومع تزايد احتمالات الهجمات الإسرائيلية على إيران، أصبح العراقيون قلقين بشأن التأثير السلبي لهذا الحدث على أمن واستقرار بلادهم.
ونقل "إرم نيوز" عن مصادر قولها: "أبلغت القيادة السياسية الإيرانية، ممثلة بحكومة بزشكيان، العراق بأنها مستعدة لفتح أبواب الحوار والجلوس إلى طاولة واحدة مع الولايات المتحدة".

أعلنت مجموعة من السجينات السياسيات في سجن إيفين عن دخولهن في إضراب عن الطعام اليوم وغدا، احتجاجًا على أحكام الإعدام الصادرة. وأوضحن أن هذا الإضراب يأتي بالتزامن مع الأسبوع الثاني والخمسين لحملة "ثلاثاء لا للإعدام" ودعمًا للإضراب العام الذي ينفذه أهالي كردستان.