وذكر كتاب "الانتقام.. كواليس عودة ترامب إلى السلطة" للكاتب أليكس أيزنشتات، أن فريق ترامب اتخذ احتياطات استثنائية لمواجهة تهديدات طهران، من بينها استخدام "طائرة خداعية" لإحباط أي هجوم محتمل.
وقال مؤلف الكتاب لموقع "أكسيوس" الإخباري: "حذرت سلطات إنفاذ القانون ترامب العام الماضي من أن طهران جنّدت عناصر داخل الولايات المتحدة للحصول على صواريخ أرض-جو".
وتفاقمت هذه المخاوف بعد إحباط محاولة اغتيال ترامب في ملعب الجولف الخاص به في ويست بالم بيتش، فلوريدا، يوم 25 سبتمبر (أيلول).
وذكر أليكس إيزنشتات أن ترامب أتاح له وصولًا واسعًا إلى دائرته المقربة خلال الحملة الانتخابية.
وبحسب الكتاب، لم يكن من الممكن ربط إيران بشكل قاطع بهذه الأحداث، إلا أن فريق ترامب كان يخشى بشدة استهداف طائرته الخاصة، المعروفة باسم "ترامب فورس ون"، أثناء الإقلاع أو الهبوط.
وفي إحدى الحالات، استخدم ترامب طائرة تابعة للمستثمر العقاري ستيف ويتكوف بدلًا من طائرته الخاصة، بينما سافر طاقمه على متن "ترامب فورس ون" في محاولة لتضليل أي هجوم محتمل.
ومن المقرر إصدار "الانتقام..كواليس عودة ترامب إلى السلطة" الشهر المقبل.
ووفقًا لما ورد في الكتاب، لم يعلم العديد من مساعدي ترامب بهذا التبديل إلا قبيل إقلاع الطائرة مباشرة، ما دفع دائرته المقربة إلى إطلاق لقب "رحلة الشبح" على هذا التحرك.
كما اتخذ جهاز الخدمة السرية الأميركي تدابير إضافية لحماية ترامب، من بينها تعطيل طائرة مسيرة يُشتبه في أنها كانت تتبع موكبه في بنسلفانيا.
وأفاد أعضاء في الحملة الانتخابية لترامب بأن هذه الأحداث جعلته أكثر حذرًا في ظهوره العلني، وأقل تطرقًا إلى موضوع إصداره الأمر بشن غارة جوية أسفرت عن مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني آنذاك.
وكان سليماني قد أشرف لسنوات على قيادة الميليشيات المدعومة من طهران في الشرق الأوسط.
وخلال السنوات الأخيرة، راقبت الولايات المتحدة تهديدات متزايدة ضد ترامب ومسؤولين أميركيين على صلة باغتيال سليماني.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أعلنت وزارة العدل الأميركية، استنادًا إلى لائحة اتهام صادرة عن محكمة فيدرالية في مانهاتن، أن مسؤولًا مجهولًا في الحرس الثوري الإيراني أصدر تعليمات في سبتمبر الماضي إلى وسيط يُدعى فرهاد شاكري لوضع خطة لاغتيال ترامب.
وأعلن الرئيس الأميركي مؤخرًا أنه أصدر توجيهًا لمستشاريه يقضي بمحو إيران تمامًا في حال تنفيذها أي محاولة لاغتياله.
وردًا على سؤال للصحفيين، قال: "لقد أصدرت تعليماتي بأنه إذا حدث ذلك، فلن يبقى منهم شيء".
من جانبه، قال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن طهران تحتفظ بحقها في متابعة القضية قانونيًا والسعي لتحقيق العدالة بشأن مقتل سليماني، في المحاكم المحلية والدولية.
وفي ديسمبر (كانون الأول) 2020، وقبيل انتهاء ولاية ترامب الأولى، تعهّد المرشد الإيراني علي خامنئي في خطاب علني بـ"الانتقام الحتمي من الآمر والقاتل" لقاسم سليماني.
وبعد هذا التصريح، نشر حساب خامنئي على "إكس" صورة تُظهر ترامب في ملعب جولف تحت ظل طائرة مسيّرة، في إشارة ضمنية إلى احتمال استهدافه. وقد حُذف هذا المنشور لاحقًا من حساب إكس (تويتر سابقًا) الخاص بخامنئي.
وسبق أن نشر الموقع الرسمي لخامنئي رسومًا متحركة تصور عملية اغتيال افتراضية لترامب، يظهر فيها عناصر يرتدون زي الحرس الثوري الإيراني وهم يستخدمون روبوتًا لتنفيذ الهجوم.