وقال عراقجي، اليوم الثلاثاء 25 فبراير (شباط)، إنه ناقش الملف النووي الإيراني خلال لقائه مع لافروف، مضيفًا: "أجرينا اليوم مشاورات وثيقة، وفرقنا القانونية والسياسية والفنية على اتصال دائم. وسنواصل هذه الاتصالات".
وأكد أن موقف إيران من المفاوضات النووية "واضح"، مشيرًا إلى أن طهران "لن تتفاوض تحت الضغط أو التهديد أو العقوبات، ولن تكون هناك أي إمكانية لمفاوضات مباشرة بيننا وبين أميركا في الملف النووي طالما استمر الضغط الأقصى بهذا الشكل".
وكان ترامب قد وقع في 4 فبراير (شباط) الجاري على توجيهات لاستئناف سياسة "الضغط الأقصى" ضد إيران، بهدف خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، ووضع طهران تحت الضغط لإيقاف برنامجها النووي.
من جانبه، أكد المرشد الإيراني علي خامنئي، في 7 فبراير أن التفاوض مع أميركا "ليس عاقلًا ولا ذكيًا ولا شريفًا"، ولن يكون له "أي تأثير" في حل مشكلات إيران.
وأضاف عراقجي: "فيما يتعلق بالملف النووي، نتحرك بالتعاون والتنسيق مع أصدقائنا في الصين وروسيا، وننسق مواقفنا".
هل تسعى روسيا لتحسين العلاقات بين إيران وأميركا؟
ووصل لافروف إلى طهران، ظهر اليوم الثلاثاء 25 فبراير (شباط) بالتوقيت المحلي، للقاء مسؤولين إيرانيين. وتشير بعض التكهنات إلى أن التشاور حول التوترات المتزايدة بين طهران وواشنطن كان على جدول أعمال لافروف.
وأعلنت السفارة الروسية في طهران، في بيان اليوم، أن زيارة لافروف إلى إيران جاءت بدعوة من وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
وحددت السفارة أهداف الزيارة في مناقشة العلاقات الثنائية، وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي، وملف الاتفاق النووي، والتطورات الإقليمية، بما في ذلك قضايا سوريا واليمن وأفغانستان، بالإضافة إلى مناقشة تعزيز العلاقات بعد توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين موسكو وطهران.
وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بزشكيان قد اجتمعا في موسكو يوم 17 يناير (كانون الثاني) الماضي، ووقعا اتفاقية شراكة استراتيجية بين البلدين.
وأعلن بزشكيان في 24 يناير/كانون الثاني أن الاتفاقية تلزم البلدين بالتعاون في حالة تعرض أي منهما لهجوم. ومع ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الروسية "تاس" سابقًا أن الاتفاقية لا تتضمن بندًا يتعلق بالدفاع المتبادل.
وكتب كاظم جلالي، السفير الإيراني في موسكو، على منصة "إكس" يوم 24 فبراير (شباط) أن زيارة لافروف إلى طهران تهدف إلى "تعميق الحوار" و"مواصلة مسار تطوير التعاون الوثيق بين البلدين".
وأضاف جلالي: "عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، خاصة بعد التوقيع الأخير على الاتفاقية الاستراتيجية من قبل الرئيسين، يمنع الأحداث العابرة لطرف ثالث من التأثير على علاقاتنا الراسخة".
وتُعتبر إيران أحد الحلفاء الرئيسين لروسيا في الحرب الأوكرانية، حيث قدمت دعمًا مهمًا في مجال الصواريخ والطائرات المسيرة.
وعُرضت طائرة مسيرة انتحارية إيرانية من نوع "شاهد 136" في مؤتمر المحافظين الأميركيين (AIPAC) في واشنطن في وقت سابق من هذا الشهر، بعد أن أسقطتها القوات الأوكرانية خلال إحدى الهجمات الجوية الروسية.
وقال عبد الرضا فرجي راد، أستاذ الجغرافيا السياسية، في مقابلة مع صحيفة "اعتماد"، اليوم الثلاثاء، إن "شيئًا ما يتجاوز العلاقات الثنائية" ربما دفع لافروف لزيارة طهران.
وأضاف: "ليس هناك ما يدعو وزير الخارجية الروسي إلى السفر بسرعة إلى طهران من أجل قضايا ثنائية روتينية... يبدو أن لافروف يريد استيضاح مواقف طهران قبل لقاء بوتين وترامب المقبل، حتى يتمكن من طرحها خلال المفاوضات بين زعيمي روسيا وأميركا".
واعتبر فرجي راد بعض التكهنات حول دور لافروف في نقل رسالة واشنطن إلى طهران أمرًا غير مرجح، مشيرًا إلى أن روسيا لا ترغب في تحسين العلاقات بين إيران وأميركا، لكنها أيضًا لا تدعم تصاعد التوترات بين الطرفين.
وأصبحت العلاقات بين موسكو وواشنطن أكثر برودة خلال رئاسة جو بايدن، خاصة بعد بدء الصراع الأوكراني.
ومع ذلك، خفت حدة التوترات بين الجانبين إلى حد كبير بعد المحادثة الهاتفية الأخيرة بين ترامب وبوتين، وكذلك لقاء وزيري الخارجية في الرياض.
وأشار محمد شوري، الخبير في الشؤون الروسية ومنطقة أوراسيا، في مقابلة مع قناة "شرق" إلى زيارة لافروف لطهران، قائلًا إن روسيا تحاول أن لا تؤثر تحسين العلاقات مع أميركا على علاقاتها مع إيران.
وأضاف شوري: "النقاشات والموضوعات المطروحة في إيران تتعلق بكيفية تأثير تطبيع العلاقات بين أميركا وروسيا على العلاقات الإيرانية- الروسية. وهذا الموضوع بالتأكيد محل اهتمام روسيا أيضًا".