ولي عهد إيران السابق: نظام طهران في أضعف وأفشل حالاته على الإطلاق

قال ولي عهد إيران السابق الأمير رضا بهلوي، في رسالته بمناسبة عيد النوروز، إن النوروز التاريخي يرمز إلى صمود واستمرار الثقافة الإيرانية في مواجهة الغزاة.

قال ولي عهد إيران السابق الأمير رضا بهلوي، في رسالته بمناسبة عيد النوروز، إن النوروز التاريخي يرمز إلى صمود واستمرار الثقافة الإيرانية في مواجهة الغزاة.
وأضاف: "نبدأ العام الجديد في وقت يمر فيه النظام الإيراني بأضعف وأفشل مراحله على الإطلاق".
وأشار بهلوي إلى أن إيران تفقد وكلاءها واحدًا تلو الآخر، كما أنها غير قادرة على تأمين سبل العيش الأساسية للشعب، بما في ذلك الماء والكهرباء والغاز.
وأكد أن النظام الإيراني على وشك السقوط، قائلا: "هناك فرصة استثنائية لتحرير إيران من الاستبداد الديني. لكن سقوط النظام لن يحدث من تلقاء نفسه".
وأضاف: "النظام دمر ثروة البلاد والعملة الوطنية، وهو الآن على حافة الانهيار".
وشدد على أن العام الإيراني الجديد سيكون عام التنظيم من أجل "التحرك الحاسم".
وأشار الأمير رضا بهلوي إلى أنه "خلال العام الماضي، وبناءً على طلبكم، قبلتُ قيادة الثورة الوطنية ومرحلة الانتقال".

تُظهر مقاطع الفيديو التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال" أنه تم إحياء مراسم "جهار شنبه سوري" (آخر أربعاء في السنة الشمسية الإيرانية) هذا العام بحضور لافت للمواطنين في مختلف أنحاء إيران، رغم معارضة النظام والهجمات الأمنية على هذه الاحتفالات الشعبية.
وفي الأيام الماضية، نُشر العديد من مقاطع الفيديو من مناطق مختلفة في إيران على وسائل التواصل الاجتماعي، تُظهر ترحيبًا وفرحًا جماعيًا من الإيرانيين بقدوم عيد النوروز.
وفي هذا السياق، تم نشر أخبار عن هجمات قوات الأمن الإيرانية على هذه الاحتفالات. وتعرض أشخاص كانوا يحتفلون ويستمتعون للضرب والإصابة، وتم إطلاق الغاز المسيل للدموع تجاههم.
ووفقًا لمقاطع الفيديو التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال"، فقد هاجمت قوات الشرطة سكان حي نظام آباد في طهران بسبب إحيائهم احتفالات "جهار شنبه سوري"، وأطلقت الغاز المسيل للدموع تجاههم.
معاداة النوروز
ووفقًا لهذه المقاطع، فقد هاجمت القوات الأمنية أيضًا هذه الاحتفالات في مدن كرج، ورشت، وبندر أنزلي، وبابل، وسبزوار، وزنجان، وزبرخان في محافظة خراسان رضوي، ومدينة بهارستان في جنوب غربي محافظة طهران، في محاولة لتفرقة الحشود وإنهاء الاحتفالات.
وفي الأيام الماضية، حذرت النيابات والمسؤولون القضائيون والأمنيون في مختلف مدن إيران المواطنين من إقامة مراسم "جهار شنبه سوري"، وهددوا باتخاذ إجراءات ضد "من يخرقون الأعراف ويعكرون صفو النظام العام".
وأدت النظرة التهديدية للنظام الإيراني تجاه الطقوس القديمة إلى تحول احتفالات "جهار شنبه سوري" في السنوات الأخيرة إلى ساحة للتعبير عن معارضة الشعب الإيراني للنظام.
ففي العام الماضي، تم إحياء مراسم "جهار شنبه سوري" في جميع أنحاء إيران بهتافات ضد النظام وتأييدًا للانتفاضة الشعبية "المرأة، الحياة، الحرية".
وفيات بسبب عدم توفر الظروف الآمنة
في الوقت نفسه، أعلن محمد إسماعيل توکلي، رئيس منظمة الإسعاف الوطنية، دون الإشارة إلى الأسباب أو الإصابات المحتملة الناجمة عن هجمات القوات الإيرانية على المواطنين خلال الاحتفالات، أن 15 شخصًا لقوا حتفهم و2466 شخصًا أصيبوا في الحوادث المتعلقة بـ"جهار شنبه سوري" في مختلف أنحاء إيران.
وقال رئيس منظمة الإسعاف إن هذه الإحصاءات للقتلى والجرحى تتعلق بالحوادث التي وقعت منذ صباح الثلاثاء 18 مارس (آذار).
وأضاف أنه في الحوادث المرتبطة بـ"جهار شنبه سوري" هذا العام، تعرضت ست سيارات إسعاف لأضرار.
ومنذ بدايته، لم يكن النظام الإيراني متوافقاً مع المناسبات القديمة والثقافية للإيرانيين، بما في ذلك عيد النوروز، وسیزده بدر، وليلة يلدا، وجهار شنبه سوري، لكنه فشل في إزالتها من تقاليد الشعب.
ولا تقتصر جهود النظام الإيراني فقط على عدم توفير بيئة آمنة لإقامة الألعاب النارية واحتفالات "جهار شنبه سوري"، خاصة للشباب والعائلات، بل إنه يحاول أيضًا بطرق مختلفة منع إقامتها.
وفي هذا الصدد، قال جلال ملكي، المتحدث باسم منظمة الإطفاء في طهران، يوم الاثنين 17 مارس (آذار) في حديثه مع وكالة "إيلنا"، إن الجهود المبذولة لجعل الناس ينسون احتفالات "جهار شنبه سوري" جعلت المدينة غير آمنة للناس.
وأكد على ضرورة العمل على جعل هذا الاحتفال أكثر أمانًا، قائلًا إنه يجب على الأجهزة الحكومية والجهات المعنية إدارة ذلك وتحديد أماكن لـ"فرح الناس".

كشف الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني، في مقابلة صحافية، أنه خلال رئاسة جو بايدن، أكمل وزير الخارجية الحالي عباس عراقجي إطار اتفاق إحياء الاتفاق النووي مع روبرت مالي، معربًا عن أسفه لضياع هذه الفرصة على طهران.
وفي حديثه لصحيفة "إيران"، الناطقة باسم الحكومة، استعرض روحاني، الذي تولى الرئاسة بين عامي 2013 و2021، تفاصيل غير معلنة عن مفاوضات جرت بين إيران والولايات المتحدة وأوروبا.
واعتبر روحاني في جزء من المقابلة انتخاب بايدن "فرصة ذهبية" لإيران، مشيرًا إلى أن طهران كان بإمكانها استغلالها لإحياء الاتفاق النووي في عام 2021 .
وأوضح أن عباس عراقجي، الذي كان آنذاك مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية تحت قيادة محمد جواد ظريف، أعد إطار اتفاق إحياء الاتفاق النووي مع روبرت مالي، الذي شغل منصب المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران من يناير (كانون الثاني) 2021 حتى يناير 2023.
وخلال فترة عمل مالي، أوقفت إدارة بايدن فعليًا تنفيذ العقوبات النفطية الأميركية ضد إيران. ففي عام 2019 والنصف الأول من 2020، بالكاد وصلت صادرات النفط الإيرانية إلى 250 ألف برميل يوميًا، لكنها ارتفعت الآن إلى 1.5 مليون برميل يوميًا.
وخلال رئاسة إبراهيم رئيسي واصل مالي، بعد صيف 2021، جهوده للتفاوض مع النظام الإيراني بشأن قضايا مثل إطلاق سراح الرهائن الأميركيين.
وفي صيف 2023، ووفقًا لمعلومات حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" لأول مرة، خضع مالي للتفتيش، وتمت إحالة مهامه إلى أبراهام بيلي. وفي فبراير (شباط) من العام نفسه، أفاد موقع "سمافور" بأن ريان هولدن، المفتش العام بوزارة الخارجية الأميركية، أبلغ الكونغرس في رسالة أنه بدأ تحقيقا داخليا حول ملابسات تعليق روبرت مالي من منصبه كمبعوث أميركي خاص لإيران، إضافة إلى الإجراءات التي أعقبت ذلك.
وفي حديثه لصحيفة "إيران" تحت عنوان "ما لم يُكشف عن وساطة ماكرون في نيويورك"، أوضح حسن روحاني أن الاتفاق الذي كان عباس عراقجي وروبرت مالي يسعيان إليه لم يكن يقتصر على عودة بايدن إلى الاتفاق النووي، بل كان يشمل أيضًا إلغاء جميع إجراءات ترامب خلال تلك الفترة، بما في ذلك العقوبات المفروضة على مكتب المرشد خامنئي وإزالة الحرس الثوري من قائمة الإرهاب.
روحاني، الذي شغل منصب الرئاسة خلال فترات حكم باراك أوباما، ودونالد ترامب، وجو بايدن، أرجع عدم التوصل إلى اتفاق مع إدارة بايدن إلى الحسابات السياسية الداخلية، قائلًا: "للأسف، بسبب القضايا السياسية ومن سيكون الرئيس التالي، ولمنع نجاح حكومة روحاني، ضاعت تلك الفرصة الذهبية، وها نحن اليوم في وضع أصعب من أي وقت مضى".
الرئيس السابق، الذي شهد توقيع الاتفاق النووي خلال ولايته، تطرق إلى التعامل مع ترامب قائلًا: "التعامل مع ترامب معقد وصعب للغاية. آمل أن يضع الله طريقًا أمام مسؤولينا".
وبشأن احتمال قيام روسيا بوساطة بين إيران وأميركا، قال روحاني: "ناقشنا هذا الأمر مع بوتين عدة مرات. في مرحلة ما، منحناه فرصة، لكنها لم تنجح".
كما حذر من خطورة عدم التفاوض، مشيرًا إلى أن "الأوضاع قد تزداد تأزمًا". وخلال لقائه بأعضاء حكومته في 13 مارس، وصف روحاني الوضع الحالي بأنه "دقيق"، مؤكدًا أن علي خامنئي لا يعارض التفاوض من حيث المبدأ، لكنه قد يرفضه بناءً على الظروف الراهنة، بينما قد يوافق عليه في غضون بضعة أشهر إذا تغيرت المعطيات.
وقد جاء تصريح روحاني بعد وقت قصير من تأكيد علي خامنئي، في اجتماع مع مسؤولي النظام– بحضور روحاني– وفي لقاء عام آخر، أن إيران "لن تتفاوض مع الولايات المتحدة"، وذلك عقب نشر رسالة دونالد ترامب إلى طهران.
بوتين أُعجب بذكائنا
وفي جزء آخر من حديثه، أشار روحاني إلى انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في مايو (أيار) 2018، موضحًا أن ترامب كان ينتظر ردًا مماثلًا من إيران، إذ كان المسؤولون الإيرانيون قد صرحوا بأنه "إذا انسحبت أميركا من الاتفاق، فستنسحب إيران أيضًا"، لكنه لم يحصل على النتيجة التي كان يأملها.
حديث روحاني يشير إلى تصريح خامنئي في 14 يونيو (حزيران) 2016، حيث قال: "لن ننقض الاتفاق النووي، ولكن إذا خرقه الطرف الآخر، كما يهدد المرشحون الأميركيون بتمزيقه، فسنحرقه".
وأكد روحاني أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثنى عليه لعدم الانسحاب من الاتفاق رغم التصريحات السابقة، قائلاً له: "أُصبت بالدهشة من ذكائك".
أوروبا أرادت لكنها كانت عاجزة
كما تطرق روحاني إلى محاولات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمنع إيران من مغادرة الاتفاق النووي، مشيرًا إلى أن "ماكرون تحدث معي وقال إن أوروبا ستصمد. ثم أجرى ظريف مفاوضات معهم، وقدموا 11 التزامًا لإيران، ولو تم تنفيذها لما واجهنا أي مشكلة، ولكان الاتفاق النووي قد استمر".

تزامناً مع الأسبوع الستين لحملة "ثلاثاء لا للإعدام" التي تجري في 38 سجنا في إيران، تجمّع عدد من عائلات السجناء السياسيين المحكومين بالإعدام في حديقة "سراب" بمدينة سنقر بمحافظة كرمانشاه، احتجاجاً على الأحكام الصادرة بحق هؤلاء وسجناء آخرين.
وتُظهر صور وفيديوهات وصلت إلى "إيران إنترناشيونال" أن مجموعة من عائلات السجناء السياسيين المحكومين بالإعدام تجمعوا اليوم الثلاثاء 18 مارس (آذار) في الحديقة المذكورة، حاملين صوراً لعدد من المحكومين ولافتات كتب عليها شعارات مثل: "إلغاء فوري لأحكام الإعدام" و"لا للإعدام"، مطالبين بإسقاط أحكام الإعدام عن جميع السجناء في إيران.
وسبق أن شهدت أسابيع سابقة (في شهري فبراير ومارس) تجمعات مماثلة أمام سجن إيفين في طهران.
وفي نفس التوقيت دخلت حملة "ثلاثاء لا للإعدام" أسبوعها الستين اليوم الثلاثاء 18 مارس (آذار) بإضراب عن الطعام للسجناء المنضمين للحملة في 38 سجناً.
وهنأ أعضاء الحملة، في بيان حصلت "إيران إنترناشيونال" على نسخة منه، الشعب الإيراني بمناسبة احتفالات "جهار شنبه سوري" (آخر أربعاء في العام الإيراني) وعيد النوروز، معربين عن أملهم بأن "مقاومة الشعب ضد الاستبداد والإعدام ستشتد كلهيب النار في آخر أربعاء من العام، لتُنهي الظلاميات والإعدامات والقتل والعنف".
وأشار البيان إلى أن النظام الإيراني أعدم 116 شخصاً على الأقل في مارس (آذار)، مُذكِّراً بأن "الدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران سجّلت رقماً مخزياً بإعدام 1,148 سجيناً في العام الإيراني الذي سينتهي بعد يومين.
كما تناول البيان مقتل المواطن حيدر محمدي (حسنوند) تحت التعذيب في مركز اعتقال شرطة التحري بمدينة نهاوند في 13 مارس، ورفض المحكمة العليا طلب إعادة محاكمة السجين السياسي حاتم أوزديمير، كمثالين على انتهاكات النظام الأخيرة.
يُذكر أن المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية في إيران) أبلغت محامي أوزديمير (وهو مواطن تركي وسجين سياسي محكوم بالإعدام) في 13 مارس (آذار) برفض طلب إعادة محاكمته.
وانطلق إضراب السجناء المشاركين في الحملة من سجن "قزل حصار" في كرج بتاريخ 29 يناير (كانون الثاني) 2024، بالتزامن مع تصاعد موجة الإعدامات، كمطالبة بوقف إصدار وتنفيذ هذه الأحكام.
ثم انضمّت سجون أخرى على مدار الأسابيع التالية، ليصل عددها الآن إلى 38 سجناً في مختلف أنحاء إيران، من بينها سجون أراك، وأردبيل، وأرومية، وأسد آباد، وأصفهان، إيفين، وبانه، وبرازجان، وبم، وتبريز، وطهران، وجوين، وجوبين (قزوين)، وحويق (تالش)، وخرم آباد، وخورين (ورامين)، وخوي، ودستجرد (أصفهان)، وديزل آباد (كرمانشاه)، رامهرمز، رشت، رودسر، سيبيدار (الأهواز)، سقز، وسلماس، وشيبان (الأهواز)، وطبس، وعادل آباد (شيراز)، وقائم شهر، وكامياران، وكهنوج، وكنبد كاووس، ومركزي كرج، ومريوان، ومشهد، ومياندو آب، ونظام (شيراز)، ونقده.
وأثارت أحكام الإعدام الصادرة بحق السجناء السياسيين خلال الأشهر الماضية احتجاجات واسعة محلياً ودولياً، كان أحدثها تقرير المقررة الأممية الخاصة بحقوق الإنسان في إيران "ماي ساتو"، التي أعربت عن قلقها من استخدام النظام الإعدام كأداة قمع.
وتشير مصادر حقوقية إلى وجود أكثر من 60 شخصاً في سجون إيران يواجهون أحكام إعدام بتهم سياسية أو أمنية.

مع تصاعد حدة التحذيرات التي يطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الأنشطة الإقليمية والنووية لطهران، قامت بعض وسائل الإعلام الموالية للنظام الإيراني بتحليل ردود الفعل المحتملة للنظام على التطورات الأخيرة.
وذكرت وسائل الإعلام أن خيارات النظام تتمثل في الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (NPT) والتسلح النووي.
ووصف موقع "نور نيوز"، المقرب من مجلس الأمن القومي الإيراني، اليوم الثلاثاء 18 مارس (آذار)، مخاوف المجتمع الدولي من توسع البرنامج النووي الإيراني بأنها "وهم"، مستشهدا بمواقف ترامب الأخيرة، وهدد بأن إيران يمكن أن تنسحب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.
وكتب "نور نيوز" في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "ترامب يهدد بوهم سعي إيران للحصول على سلاح نووي".
وأضاف الموقع: "إذا حول المحيطون به هذا الوهم إلى اعتقاد، وارتكب هو أفعالًا شائنة، فما هو الضمان لبقاء إيران في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، بغض النظر عن الردود المؤلمة التي ستتلقاها الولايات المتحدة وحلفاؤها؟".
وفي الأسابيع الأخيرة، تصاعدت مخاوف المجتمع الدولي من توسع البرنامج النووي للنظام الإيراني.
وحذر رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في 15 مارس (آذار)، من أن طهران تقترب جدًا من تجاوز "عتبة نووية".
وأكد ترامب في 7 مارس (آذار) أن مواجهة تهديدات إيران وصلت إلى "مراحلها الأخيرة"، وأن هذه القضية سيتم حلها إما عبر المفاوضات أو عبر العمل العسكري.
التهديد بـ"التسلح النووي"
وتفاعلت صحيفة "وطن أمروز"، المقربة من التيار الأصولي في إيران، مع تصريحات ترامب عبر عنوانها الرئيسي الثلاثاء 18 مارس (آذار) بعنوان "التسلح النووي"، ونشرت صورة لـ"انفجار نووي" على صفحتها الأولى.
وكتبت الصحيفة في مقال بعنوان "التسلح النووي": "في ضوء التطورات الأخيرة والوضع السياسي العالمي، تواجه إيران أسبابًا قوية لتغيير عقيدتها النووية. إن تفعيل آلية الزناد، التي تم إنشاؤها في إطار الاتفاق النووي لإعادة العقوبات في حالة انتهاك الاتفاق من قبل الأطراف الأخرى، وفر لإيران إمكانية إجراء تغييرات جذرية في سياستها النووية".
وأضافت الصحيفة: "إيران، كواحدة من الدول التي تتعرض لتهديدات من قوى نووية مثل الولايات المتحدة وإسرائيل، يمكنها تعزيز قدراتها الدفاعية من خلال امتلاك أسلحة نووية، ومنع الهجمات المحتملة".
وانتقدت "وطن أمروز" سياسات إدارة ترامب، وكتبت أن التطورات الأخيرة "دفعت الدول إلى الرغبة في امتلاك أسلحة نووية".
في الأشهر الأخيرة، وتحديدًا بعد الهجوم الإسرائيلي في 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2024 على عشرات الأهداف العسكرية في إيران، أعلن عدد من المسؤولين في إيران عن احتمال تغيير "العقيدة النووية" لطهران.
وحذرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة في بيان مشترك يوم 5 مارس (آذار) من أن المجتمع الدولي أظهر حتى الآن صبرًا كبيرًا تجاه البرنامج النووي الإيراني، لكن هذا الصبر لن يكون بلا حدود.
"مشرق نيوز": احتمال حدوث "عمليات إزعاجية"
"وتناول موقع مشرق نيوز"، الإخباري الموالي للنظام، تصريحات ترامب الأخيرة، خاصة تحذيره للنظام الإيراني بشأن استمرار دعمه للحوثيين في اليمن.
وكتب "مشرق نيوز" أنه رغم استخدام ترامب "لغة عدائية"، إلا أن إدارته "لم تتوصل بعد إلى استنتاجات واضحة بشأن إيران".
واعتبر هذا الموقع الإخباري أن "هجومًا عسكريًا واسع النطاق" ضد إيران هو "أمر غير عملي"، لكنه أقر بأنه قد تحدث "عمليات إزعاجية" مشابهة للهجمات الإسرائيلية على الأهداف العسكرية في إيران، والتي قال "مشرق نيوز" إن احتمال حدوثها "ليس قويًا".
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، هاجمت طائرات الجيش الإسرائيلي عشرات الأهداف العسكرية في إيران.
ووفقًا للتقارير، دمرت إسرائيل تقريبًا كل أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، بما في ذلك أنظمة الصواريخ "إس-300".
ووصف "مشرق نيوز" ترامب في مقاله بأنه "مجنون"، وكتب أنه لا ينبغي إغفال "احتمال جنونه" في الحسابات المتعلقة باحتمال هجوم عسكري على إيران.
وأضاف هذا الموقع : "الولايات المتحدة تعاني من جنون لحظي وراثي تجاه إيران، وبالتالي فإن تصرفات شخص مجنون لا يمكن تقييمها في إطار معقول".
تأتي هذه التصريحات والتهديدات من وسائل الإعلام الحكومية في وقت حذر فيه ترامب في 17 مارس (آذار) من أن واشنطن ستعتبر إيران مسؤولة عن أي هجمات تنفذها جماعة الحوثي في اليمن.

دعا مندوب ألمانيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة طهران إلى وقف عمليات الإعدام، ووضع حد لقمع الناشطين السياسيين، وضمان الحريات الأساسية. وذلك في اجتماع المجلس اليوم الثلاثاء بشأن حالة حقوق الإنسان في إيران.
وفي هذا الاجتماع، قدمت ماي ساتو، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في إيران، وسارة حسين، رئيسة بعثة تقصي الحقائق، تقاريرهما.
وفيما تحدث الوفد الكوري الشمالي دفاعا عن النظام الإيراني، قال مندوب إيران إن نظام بلاده يتعرض لضغوط ممنهجة من قبل المجتمع الدولي، ودعا مجلس حقوق الإنسان إلى إنهاء "المعايير المزدوجة" في قراراته وتعاملاته مع الدول.
ودعا ممثلون من إسبانيا وأستراليا ومقدونيا الشمالية أيضًا النظام الإيراني إلى إنهاء قمع نشطاء حقوق الإنسان والناشطات النسويات والتوقف عن إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام.
ودعا المندوب الهولندي إلى تمديد مهمة بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، مستعرضاً نتائجها ومؤكداً أن النظام الإيراني ارتكب جرائم ضد الإنسانية.