"الغارديان": 5 عقبات جوهرية تُعرقل طريق المفاوضات بين طهران وواشنطن
تناولت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في مقال تحليلي، 5 أسباب تقلل من احتمالية نجاح المفاوضات بين طهران وواشنطن. أبرزها التناقض في تصريحات الجانبين بشأن طبيعة المحادثات، حول ما إذا كانت المفاوضات مباشرة أم غير مباشرة، وهو ما قد يكون مؤشرًا على خلافات أعمق.
منذ أن أطلق دونالد ترامب حملته الأولى للترشح للرئاسة الأميركية، كانت الاتفاقية النووية مع إيران في صلب انتقاداته، بداية من وصفه للاتفاق بـ"الأسوأ في التاريخ"، إلى اعتماده سياسة "الضغط الأقصى"، حيث اتخذ ترامب دومًا موقفًا تصادميًا ومتوترًا تجاه طهران.
لكن وسط تهديداته وتحذيراته، لم تخلُ تصريحاته من إشارات إلى استعداده للتفاوض.
الانتقادات الانتخابية للاتفاق النووي
مع بدء حملته الانتخابية الأولى، هاجم ترامب الاتفاق النووي الشامل، الموقّع في عهد الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، في يوليو (تموز) 2015، واصفًا إياه بأنه "أسوأ اتفاق على الإطلاق"، متهمًا إدارة أوباما بتقديم تنازلات كبيرة، وانتقد الإفراج عن الأصول المالية الإيرانية.
وقال ترامب، خلال تجمع بواشنطن، في سبتمبر (أيلول) 2015: "لم أرَ في حياتي صفقة أُبرمت بتلك السذاجة".
ووصف الدبلوماسيين الأميركيين المشاركين في التفاوض بأنهم "أغبياء جدًا".
وفي مارس (آذار) 2016، خلال كلمته أمام مؤتمر "أيباك"، تعهّد ترامب بـ "تفكيك الاتفاق الكارثي مع إيران" إذا أصبح رئيسًا. واعتبر الاتفاق "أحاديًا، مرعبًا، ولن يوقف البرنامج النووي الإيراني، بل سيجعل طهران أكثر جرأة".
السنة الأولى في البيت الأبيض والتشكيك في الاتفاق
عند توليه الرئاسة، في يناير (كانون الثاني) 2017، خلال فترة ولايته الأولى، ظل ترامب متشككًا تجاه الاتفاق النووي الإيراني، رغم التقارير التي تحدثت عن التزام طهران به.
وفي سبتمبر 2017، وصف ترامب الاتفاق أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنه "واحد من أسوأ وأكثر الاتفاقات أحادية الجانب التي دخلت فيها أميركا". وأضاف: "لن نسمح لنظام إجرامي بمواصلة زعزعة الاستقرار وهو يطوّر برنامجه الصاروخي الخطير تحت غطاء الاتفاق النووي".
وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2017، أعلن استراتيجية جديدة تجاه إيران ورفض التصديق على التزامها بالاتفاق النووي، وهدد بالانسحاب منه، إذا لم يتم تعديله، خاصة فيما يتعلق بالبند الزمني وبرنامج الصواريخ.
الانسحاب من الاتفاق وبداية سياسة "الضغط الأقصى"
في 8 مايو (أيار) 2018، أعلن ترامب رسميًا انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، قائلاً: "الاتفاق كان سيئًا وأحادي الجانب.. وأتاح لطهران استئناف أنشطتها النووية".
ووقّع ترامب على قرار بإعادة فرض العقوبات، مؤكدًا أن "أميركا لن تكون رهينة للابتزاز النووي". وصرّح بأن الولايات المتحدة مستعدة للتفاوض على اتفاق "أفضل" إذا أوقفت إيران برنامجها النووي، ثم فُرضت عقوبات صارمة على قطاعات النفط والبنوك والصناعة الإيرانية لاحقًا.
وفي أغسطس (آب) 2018، غرّد ترامب: "هذه أشد العقوبات التي فُرضت على الإطلاق، وهناك ما هو أشد في نوفمبر (تشرين الثاني). من يتعامل مع إيران لن يتعامل مع أميركا".
وفي يوليو من العام نفسه، بعد تهديد الرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني، لواشنطن، كتب ترامب بالأحرف الكبيرة: "لا تهددوا الولايات المتحدة مجددًا، وإلا ستواجهون عواقب لم يشهدها سوى القليل عبر التاريخ".
تصعيد التوتر والدعوة إلى التفاوض
في مايو 2019، كتب ترامب مغردًا: "إذا أرادت إيران الحرب، فستكون نهايتها الرسمية. لا تهددوا الولايات المتحدة مجددًا".
وفي يونيو (حزيران) من العام ذاته، أسقطت إيران طائرة أميركية مُسيّرة، وكاد ترامب يشن ضربة انتقامية على طهران، ثم تراجع قبل 10 دقائق من تنفيذها. وقال لاحقًا: "إيران تنهار اقتصاديًا، وسيتصلون بنا قريبًا لعقد اتفاق".
وفي يوليو 2019، صرّح بأنه مستعد للقاء القادة الإيرانيين "دون شروط مسبقة"، مشددًا على ضرورة تضمين البرنامج الصاروخي الإيراني في أي اتفاق مستقبلي.
التصعيد العسكري ونهاية ولاية ترامب الأولى
في 3 يناير 2020، أمر ترامب باغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وردّت إيران بقصف قواعد أميركية في العراق.
وقال في الثامن من الشهر نفسه: "طالما أنا رئيس، لن تمتلك إيران سلاحًا نوويًا"، وأضاف: "نحتاج إلى اتفاق حقيقي وشامل".
وخلال حملته الانتخابية الثانية، قال مرارًا: "لو فزت، كانت إيران ستأتي للتفاوض خلال أسبوع واحد من الانتخابات".
وفي المناظرة النهائية قال: "في الشهر الأول من ولايتي الثانية كنا سنوقّع اتفاقًا جديدًا".
انتقادات لإدارة بايدن
منذ خروجه من البيت الأبيض، هاجم ترامب سياسات الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، تجاه إيران، واتهمه بـ "العودة إلى الاتفاق السيئ نفسه".
وفي سبتمبر 2023، هاجم صفقة تبادل سجناء، مقابل تحرير 6 مليارات دولار من أموال إيران، قائلاً: "بايدن دفع فدية وفتح باب احتجاز الرهائن"، مضيفاً أن الأموال وصلت إلى "حماس"، واصفًا ذلك بـ "الفضيحة".
حملة انتخابية ثانية
في سبتمبر 2024، قال ترامب في مؤتمر صحافي: "نحتاج إلى التفاوض، لأن امتلاك إيران سلاحًا نوويًا غير مقبول".
وأضاف: "بالطبع سنتوصل لاتفاق، فالعواقب ستكون غير محتملة. نحتاج إلى اتفاق". وقال إنه كان مستعدًا لعقد اتفاق "في غضون أسبوع من فوزه في 2020".
العودة إلى الحكم وتصعيد الضغوط
قال ترامب، خلال خطاب تنصيبه، في يناير 2025: "لن نسمح لأكبر راعٍ للإرهاب بامتلاك أخطر سلاح".
وأمر بالإبقاء على جميع العقوبات ضد طهران، وقال: "إما أن توقف إيران برنامجها، أو تواجه عواقب وخيمة".
وفي 15 مارس 2025، وبعد هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، أمر بشن غارات جوية ضدهم، محذرًا إيران من الاستمرار في دعمهم.
وفي 30 مارس، هدد في مقابلة مع قناة "إن بي سي": "إذا لم نصل لاتفاق مع إيران، سنقصفهم. بطريقة لم يشهدوها من قبل".
مفاوضات حرجة وتهديدات مباشرة
في 7 أبريل (نيسان) 2025، أعلن ترامب من نيويورك، خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو: "إن المفاوضات المباشرة مع إيران بدأت، وسنواصلها السبت (12 أبريل).
وقال: "أعتقد أن الجميع يفضّل الوصول إلى اتفاق".
وأكد أن المفاوضات تُجرى بشكل مباشر: "لا وسطاء، لا أطراف ثالثة. هذا تواصل مباشر على أعلى مستوى". لكنه حذر: "إذا فشلت المفاوضات، ستكون إيران في خطر كبير؛ لأنهم لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي. هذه هي القاعدة".
وقال في 9 أبريل الجاري: "إذا اضطررنا لعمل عسكري ضد إيران، سنقوم به. إسرائيل ستلعب دورًا محوريًا، ستكون القائد فيه". وأضاف: "لكن لا أحد يقودنا. نحن نقرر وننفذ ما نراه مناسبًا".
ورغم التصعيد، فإن ترامب شدد على رغبته في التوصل إلى اتفاق، قائلاً: "أريد الخير لإيران. المشكلة الوحيدة هي أنهم لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي".
وقال: "الشعب الإيراني رائع وذكي، لكنه يعيش في ظروف سيئة، تحت نظام سيئ وقادتهم يعلمون ذلك. أنا لا أطلب الكثير، فقط لا لسلاح نووي".
وفي 10 إبريل الجاري أيضًا، ختم ترامب برسالة قوية: "إيران لا يجب أن تختبر إرادتنا. لقد عاد السلام من خلال القوة، ولن نسمح أبدًا لإيران بتهديد العالم بسلاح نووي".
الخلاصة
طوال عقد من الزمن، حافظ ترامب على مبدأ ثابت: منع إيران من امتلاك السلاح النووي، لكن تكتيكاته تراوحت بين أقصى درجات التهديد العسكري وأقصى درجات الانفتاح التفاوضي.
فهل يكون الاتفاق الجديد وشيكًا؟ أم إن حملة الضغط الأقصى ستتحول إلى المواجهة الأشمل؟
مضت أسابيع قليلة منذ الإعلان عن إرسال الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي.
في هذه الفترة، تم نشر 6 قاذفات من طراز "بي-2" في المنطقة، وحاملة طائرات جديدة في طريقها إلى هناك، فيما عقد مجلس الدفاع الفرنسي اجتماعًا استثنائيًا، وتجري الصين وروسيا مشاورات، مع تقارير تشير إلى مفاوضات غير مباشرة جارية في عُمان.
بعد نحو شهر ونصف الشهر من انطلاق ولايته الثانية رسميًا، أعلن ترامب في مقابلة مع قناة "فوكس بيزنس" يوم 5 مارس (آذار) أنه بعث برسالة إلى مرشد النظام الإيراني، عبر فيها عن تفضيله للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق بدلاً من اللجوء إلى الخيار العسكري.
وعبارته: "يمكننا عقد اتفاق جيد يوازي ما لو كنت قد انتصرت عسكريًا" كشفت أن نبرة الرسالة ومطالب الولايات المتحدة تختلف عما كان عليه الحال في الإدارات السابقة.
وبعد ساعات من عرض هذا الجزء من المقابلة، تحدث ترامب يوم 7 مارس في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض، مشيرًا إلى أن التعامل مع قضية إيران بلغ مراحله الأخيرة، وأن الحل سيكون إما عبر التفاوض أو العمل العسكري، مضيفًا: "سيحدث شيء قريبًا جدًا".
• خامنئي: ليس تفاوضًا.. بل إملاءات وهيمنة
ورغم عدم الكشف عن نص الرسالة، ألقت ردة فعل خامنئي الحادة الضوء على الموقف.
ففي 8 مارس (آذار)، وخلال لقاء مع مسؤولي النظام الإيراني، قال: "إن إصرار بعض الحكومات المتسلطة على التفاوض ليس لحل المشكلات، بل لفرض سيطرتها وتوقعاتها. إيران لن تقبل هذه التوقعات بأي حال".
وأضاف: "التفاوض بالنسبة لهم وسيلة لتقديم مطالب جديدة" تتجاوز البرنامج النووي لتشمل "القدرات الدفاعية" و"مدى الصواريخ" و"النفوذ الدولي" للنظام الإيراني.
وأكد: "يكررون ذكر التفاوض للضغط على الرأي العام... هذا ليس تفاوضًا، بل إملاءات وهيمنة".
• بزشكيان: لن أتفاوض.. افعل ما تشاء
الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، المدعوم من التيار "الإصلاحي" في النظام الإيراني، والذي شارك في الانتخابات الرئاسية المبكرة لعام 2024 بشعار العودة إلى المفاوضات، قال في 11 مارس موجهًا حديثه إلى ترامب: "ما دمت تهدد، فلن آتي لأتفاوض معك أبدًا، افعل ما تريد".
وبعد بزشكيان، أكد عباس عراقجي، وزير خارجية إيران، أن طهران لن تدخل في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة تحت سياسة الضغط الأقصى التي تتبناها إدارة ترامب، لكنها ستواصل حواراتها مع أوروبا وروسيا والصين.
• التصريح الثاني لخامنئي: لم أقرأ الرسالة بعد.. لكنها خداع للرأي العام
في 12 مارس (آذار)، وبعد أقل من أسبوع من الإعلان عن إرسال رسالة ترامب إلى طهران، التقى أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، بعراقجي.
ونقلت وكالة "تسنيم" عن إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن قرقاش كان يحمل رسالة ترامب إلى إيران.
وفي الوقت ذاته، وخلال لقاء مع مجموعة من الطلاب، أكد خامنئي أنه لم يتسلم الرسالة بعد، واصفًا تصريحات رئيس الولايات المتحدة حول استعداده للتفاوض مع إيران ودعوته إلى ذلك بأنها "خداع للرأي العام العالمي".
• قلق روسيا
في 12 مارس (آذار)، أعلن سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، الذي تُعد بلاده إلى جانب الصين من أبرز داعمي النظام الإيراني في الملف النووي، أن الولايات المتحدة تصر على إجراء مفاوضات تتجاوز البرنامج النووي الإيراني.
وقال إن موسكو تدعم إطار مفاوضات يركز على "تطوير الاتفاق النووي"، لكن إصرار أميركا على "شروط سياسية ووقف دعم إيران لجماعات في العراق ولبنان وسوريا" يثير القلق.
وفي اليوم نفسه، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة لبحث زيادة مخزون إيران من اليورانيوم المخصب إلى مستويات قريبة من الدرجة العسكرية، بناءً على طلب 6 دول من أصل 15 عضوًا، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكوريا الجنوبية واليونان وبنما.
وفي 28 مارس، تبين أن مخاوف روسيا لم تكن بلا أساس، إذ قال محمد كاظم آل صادق، سفير إيران في العراق، في مقابلة مع قناة عراقية إن رسالة ترامب تضمنت طلبًا بحل أو دمج الحشد الشعبي وغيره من القوى الوكيلة للنظام الإيراني في المنطقة.
• مهلة شهرين
ورغم عدم نشر نص محدد لرسالة ترامب، نقل موقع "أكسيوس" في 19 مارس عن مسؤول أميركي ومصدرين مطلعين أن الرسالة كانت شديدة اللهجة، وتضمنت مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد.
وقال بريان هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، لصحيفة "جيروزاليم بوست": "أبلغ ترامب خامنئي بوضوح أنه يرغب في حل دبلوماسي للنزاع النووي الإيراني في المستقبل القريب، لكن هناك طرقا أخرى لحل المشكلة إذا لزم الأمر".
• وزير الخارجية الإيراني: مستعدون للحرب
في 20 مارس، قال وزير خارجية إيران خلال برنامج تلفزيوني: "سيتم الرد على رسالة ترامب وإرسالها عبر القنوات المناسبة".
وأضاف عراقجي: "السنة القادمة ستكون سنة صعبة ومعقدة ومهمة. نحن مستعدون للحرب، لكننا لا نرحب بها".
وشدد قائلاً: "بالتأكيد لن نجري مفاوضات مباشرة في ظل الظروف الحالية من الضغط والعقوبات المتزايدة".
• التصريح الثالث لخامنئي: إذا أظهروا الخبث.. فستكون هناك ضربة قوية
مرشد النظام الإيراني قال في خطابه يوم 21 مارس إن الولايات المتحدة لن تصل إلى أي شيء من خلال التهديد في مواجهتها مع إيران، وأكد مرة أخرى أنه في حالة اندلاع نزاع عسكري، فإن إيران سترد.
كما أشار خامنئي إلى المواقف الإسرائيلية قائلاً: "نحن لسنا مبتدئين لأي حرب، لكن إذا أظهر أحد الخبث، فسيتلقى صفعة قوية".
وأضاف دون الإشارة إلى الأمثلة أن المسؤولين الأميركيين يُدلون بتصريحات متضاربة.
• إما اتفاق أو نزاع عسكري
تزامناً مع تصريحات خامنئي، أعلن ستيف ويتكوف، أحد المقربين والمبعوث الخاص لترامب في شؤون الشرق الأوسط، أن إيران قد أرسلت رسائل إلى الحكومة الأميركية عبر وسطاء.
وأكد أن أمام الحكومة الإيرانية طريقين فقط: الاتفاق أو النزاع العسكري.
وأضاف ويتكوف أن ترامب يتجنب الحرب، لكنه إذا لزم الأمر، سيستخدم القوة العسكرية لمنع اندلاع الحرب.
زيادة المعدات العسكرية في الشرق الأوسط
منذ بداية العام الإيراني (20 مارس/آذار الماضي)، تم نشر أخبار عن تحركات الولايات المتحدة في قاعدة "دييغو غارسيا" الجوية في المحيط الهندي. هذه القاعدة هي التي استخدمتها الولايات المتحدة سابقًا لبدء هجماتها على أفغانستان والعراق.
وفقًا لتحليل بيانات تتبع الطيران من قبل المصادر المفتوحة (OSINT)، تبين أنه بحلول 25 مارس، وصل ما لا يقل عن 5 قاذفات استراتيجية خفية عن الرادار من طراز "بي-2" سبيريت وسبع طائرات نقل من طراز "سي-17" إلى قاعدة دييغو غارسيا أو في طريقها إليها.
تُعتبر قاذفة "بي-2" واحدة من أكثر المقاتلات الاستراتيجية تقدمًا لدى الولايات المتحدة، حيث إن لديها القدرة على حمل أكبر القنابل الموجودة في ترسانة الجيش الأميركي.
في 2 أبريل (نيسان)، كتبت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مشيرة إلى إرسال المعدات والطائرات الأميركية بالقرب من إيران أن الولايات المتحدة قامت خلال الأسابيع الأخيرة بأكبر عملية نشر للقوات والمعدات في الشرق الأوسط منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
• التصريح الثاني لترامب: على إيران أن تختار.. إما المفاوضات وإما العواقب
في 25 مارس (آذار)، بالتوازي مع التقارير حول زيادة إرسال المعدات إلى القاعدة العسكرية الأميركية، حذر ترامب بأن على إيران أن تختار قريبًا إجراء مفاوضات بشأن الاتفاق النووي، وإلا ستواجه عواقب وخيمة.
وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض: "الحوثيون تحت ضغط شديد، وقد تم القضاء على أسوأ عناصرهم".
• تغيير لهجة طهران: ليست كل الطرق مغلقة
منذ الأسبوع الأخير من مارس، قامت السلطات في إيران بتغيير لافت في لهجتها.
وقال كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية ومستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، إن إيران "لم تغلق كل الطرق للمفاوضات"، وأنها مستعدة للمفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة "لتقييم الطرف الآخر، وعرض شروطها واتخاذ القرار المناسب".
من جهة أخرى، فإن وزير الخارجية الإيراني الذي كان قد أعلن سابقًا أن طهران مستعدة للحرب، قال هذه المرة إنه تم تقديم رد النظام الإيراني على رسالة ترامب في 26 مارس "بطريقة مناسبة ومن خلال عمان".
وأضاف عراقجي: "هذا الرد الرسمي يتضمن رسالة تم فيها توضيح وجهات نظرنا بشكل كامل بشأن الوضع الحالي ورسالة السيد ترامب، وقد تم إبلاغ الطرف الآخر بها".
في 28 مارس أيضًا، قال غلام رضا سليماني، رئيس منظمة التعبئة التابعة للحرس الثوري الإيراني، إن رد إيران على رسالة ترامب "تضمن استخدام لغة التهديد الرسمي وكذلك إرسال إشارات استعدادا للمفاوضات المنطقية".
• التصريح الثالث لترامب: قلت لخامنئي إما المفاوضات أو وقوع أحداث "سيئة للغاية"
في 28 مارس، قال ترامب إنه وضع إيران في صدارة القضايا التي يتابعها بعناية، وأشار إلى مضمون رسالته إلى خامنئي، وأضاف: "قلت في الرسالة يجب أن تتخذوا قرارًا؛ إما أن نتحدث ونحل المشكلة من خلال التفاوض، أو ستواجه إيران أحداثًا سيئة للغاية ولا أريد أن يحدث ذلك".
وأكد ترامب رغبته في حل سلمي للتوترات، وقال: "أفضل خيار لي، ليس من موقع القوة أو من موقع الضعف، هو التوصل إلى اتفاق مع إيران. ولكن إذا لم يحدث ذلك، ستواجه إيران عواقب سيئة للغاية".
• مفاوضات غير مباشرة في عُمان
تزامناً مع هذه التصريحات، ذكرت القناة 11 الإسرائيلية نقلاً عن مصادر إسرائيلية أن إيران تجري مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة عبر سلطنة عمان.
وتم تقييم شكل المحادثات في عمان على أنه مشابه للمفاوضات التي أسفرت عن الاتفاق النووي لعام 2015 المعروف بالخطة الشاملة للعمل المشترك.
ومع ذلك، تم التأكيد على أن إسرائيل لم تكن على علم بالمفاوضات التي جرت في ذلك العام، بينما في المحادثات الحالية، تلقت إسرائيل إحاطات مباشرة حول المفاوضات.
• طهران: لن نتفاوض بشأن الجماعات الوكيلة والبرنامج الصاروخي
ذكرت وسائل إعلام عربية في 29 مارس أن طهران أكدت في ردها الرسمي على رسالة ترامب موقفها التقليدي، بما في ذلك عدم التفاوض حول برنامجها الصاروخي أو الجماعات الوكيلة وعدم التفاوض لما هو أبعد من إطار الاتفاق النووي.
ووفقًا للصحيفة، نقلاً عن مصادر إيرانية لم تسمها، فإن طهران "ردت خطوة بخطوة" على رسالة ترامب.
ووفقًا للتقرير، فقد أكدت إيران في ردها على رسالة ترامب على أربعة مواضيع: البرنامج النووي، والقدرات الصاروخية والدفاعية، والعلاقات بين طهران والجماعات شبه العسكرية الإقليمية، والتهديدات الأميركية بفرض المزيد من العقوبات والإجراءات العسكرية.
• التصريح الرابع لترامب: إذا لم يتفقوا.. سيتم قصفهم بطريقة لم يسبق لها مثيل
في 30 مارس، أعلن ترامب في مقابلة مع شبكة "إن بي سي نيوز" أنه إذا لم توافق إيران بشأن برنامجها النووي، فسيتم قصفها.
وحذر ترامب مرة أخرى من تطوير البرنامج النووي الإيراني، وقال إنه في حالة الهجوم على إيران، "سيكون القصف بطريقة لم يسبق لهم رؤيتها من قبل".
وأضاف أنه سينظر في خيار "التعريفات الثانوية" أيضًا ضد طهران.
وتشير "التعريفات الثانوية" إلى العقوبات التي تُفرض ليس فقط على الهدف الأساسي للعقوبات، بل على الأطراف الثالثة مثل الشركات والبنوك وحتى الحكومات التي تقوم بالتجارة أو التعاون مع الدولة أو الكيان الخاضع للعقوبات.
• الرئيس الإيراني: خامنئی فتح مسار المفاوضات غير المباشرة
في 31 مارس، قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكیان إن المرشد ردّ على رسالة ترامب مشيرًا إلى أن مسار المفاوضات "غير المباشرة" مع الولايات المتحدة لا يزال مفتوحًا، وقد تم إرسال هذا الرد عبر سلطنة عمان إلى الوسيط الأميركي.
وأكد بزشكیان قائلاً: "رغم أن موضوع المفاوضات المباشرة بين الطرفين قد تم رفضه في هذا الرد، فقد تمت الإشارة إلى أن مسار المفاوضات غير المباشرة لا يزال مفتوحًا".
واعتبر "نقض العهود" من قبل واشنطن هو السبب وراء تعقيد مسار المفاوضات، وأكد أن الأمر يعتمد الآن على "سلوك الأميركيين"، قائلًا: "هذا هو الذي سيحدد استمرار مسار المفاوضات".
التصريح الرابع لخامنئي: إذا أقدموا على الشر.. فسيتلقون ضربة
في 31 مارس، تحدث خامنئي بعد صلاة عيد الفطر، مستعرضًا التكهنات المتزايدة حول احتمال حدوث هجوم عسكري ضد إيران، وقال إنه لا يتوقع أن تتعرض إيران لأي ضربة "من الخارج".
وأضاف: "يهددون بأنهم سيقومون بفعل شرير. ليس لدينا ثقة كبيرة ولا نتوقع كثيرًا أن يتم تنفيذ أي عمل شرير من الخارج. ولكن إذا تم ذلك، بالتأكيد سيتلقون ضربة مضادة قوية".
• طمأنة الدول العربية لإيران: لن يتم استخدام قواعدنا في الهجوم
في الأول من أبريل (نيسان)، ذكر مراسل شبكة "آي 24" نقلاً عن مصدر أن دولا خليجية أبلغت طهران بشكل سري أنها لن تسمح للولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية لشن هجوم على إيران.
وسبق أن ذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية القريبة من حزب الله في 21 مارس أن الدول العربية في المنطقة قلقة بشأن احتمال حدوث هجوم أميركي على إيران.
وكتبت "الأخبار" أنه تم خلال اجتماع قادة الدول العربية في الرياض في 23 مارس وكذلك في اجتماع آخر في الدوحة، مناقشة مختلف السيناريوهات المتعلقة باحتمال هجوم أميركي على إيران واستهداف الدول العربية في المنطقة في حال رد انتقامي من إيران.
• جهود الصين وروسيا لتخفيف التوترات: ما دام القطار لم يتحرك.. لا يزال هناك وقت
منذ الأول من أبريل (نيسان) قامت الصين وروسيا بجهود واسعة النطاق لتقليل التوترات. وحذر سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، من أن أي هجوم على البنية التحتية النووية لإيران يمكن أن يؤدي إلى عواقب كارثية على المنطقة بأسرها.
وانتقد "إنذارات ترامب" قائلاً: "نعتبر هذه الأساليب غير مناسبة وندينها".
وشدد ريابكوف على أنه بينما لا يزال الوقت متاحًا و"لم يتحرك القطار بعد"، يجب مضاعفة جهودنا للتوصل إلى اتفاق بناءً على منطق سليم.
وأضاف أن روسيا مستعدة للتعاون بحسن نية مع الولايات المتحدة وإيران والأطراف المهتمة الأخرى.
من جهة أخرى، قال قو جياكونغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، مشيرًا إلى التكهنات حول مصير البرنامج النووي الإيراني: "حل قضية إيران النووية ممكن فقط من خلال الطرق السياسية والدبلوماسية ويجب التوصل إلى توافق جديد في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة".
وطالب الولايات المتحدة بإظهار "صدق سياسي" والعودة سريعًا إلى طاولة المفاوضات، لأن "العقوبات والضغوط والتهديد باستخدام القوة" ضد طهران لن تؤتي ثمارها.
كما التقى وانغ يي، وزير الخارجية الصيني، أثناء زيارته لموسكو، مع نظيره الروسي لمناقشة البرنامج النووي الإيراني.
• إعادة نشر حاملة طائرات أخرى إلى الشرق الأوسط
في الأول من أبريل (نيسان)، أعلن البنتاغون أن وزير الدفاع الأميركي قد أصدر أمرًا بنشر المزيد من المعدات والطائرات في الشرق الأوسط بهدف تعزيز الموقف الدفاعي والردع للولايات المتحدة.
ووفقًا لإعلان البنتاغون، يتم هذا الإجراء في إطار سياسة الولايات المتحدة لمواجهة التهديدات التي تشكلها إيران والمجموعات الوكيلة عنها في المنطقة.
وأضاف البنتاغون أنه استجابةً لأوامر ترامب لتحقيق "السلام من خلال القوة"، ستبقى مجموعة حاملة الطائرات "هاري إس ترومان" في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية.
• زيادة عدد قاذفات "B-2"
في الوقت نفسه، ذكرت وكالة الأنباء "رويترز"، نقلاً عن مسؤولين أميركيين لم يرغبوا في الكشف عن هويتهم، أنه منذ حوالي أسبوع تم نقل 6 قاذفات "B-2" إلى القاعدة العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وبريطانيا في جزيرة "دييغو غارسيا" في المحيط الهندي.
وتوجد تقارير أخرى تشير إلى أن عدد هذه القاذفات يصل إلى سبع. ووفقًا لصحيفة "هآرتس"، فإن هذا العدد من قاذفات "B-2" يعادل ثلث الطائرات من نوع "B-2" الموجودة في ترسانة الجيش الأميركي.
جدل داخلي شديد بين كبار المسؤولين في البيت الأبيض
في الثاني من أبريل (نيسان)، ذكر موقع "أكسيوس" الإخباري، أن ترامب تلقى رد طهران على رسالته، ونقل عن مسؤول أميركي قوله إن رسالة ترامب اقترحت إجراء مفاوضات مباشرة حول البرنامج النووي، لكن إيران وافقت فقط على "مفاوضات غير مباشرة بوساطة عمان".
واستنادًا إلى هذا التقرير، هناك جدل حاد داخل البيت الأبيض بين المسؤولين الذين يعتقدون أنه لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق مع إيران وأولئك الذين يعتبرون المفاوضات عديمة الجدوى، ويدعون إلى شن هجوم على المرافق النووية الإيرانية.
وذكرت "أكسيوس" أيضًا أن واشنطن قامت بدراسة عرض طهران للمفاوضات غير المباشرة.
• إذا لم يقم النظام الإيراني بتفكيك برنامجه النووي.. فسيختفي بحلول سبتمبر
في الثاني من أبريل، كتبت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية، نقلاً عن مصادر مقربة من إدارة ترامب، أنه إذا لم يوافق النظام الإيراني على الاتفاق النووي ولم يبدأ في تفكيك برنامجه النووي، فسيواجه نهايته بحلول شهر سبتمبر (أيلول).
وقالت المصادر القريبة من إدارة ترامب: "الخيار العسكري ضد إيران هو خيار واقعي للغاية، وهو مطروح على الطاولة، وزمن اتخاذ القرار يقترب".
• اجتماع مجلس الدفاع الفرنسي النادر بشأن إيران
في 2 أبريل (نيسان)، عقد إيمانويل ماكرون، رئيس فرنسا، اجتماعًا خاصًا لمجلس الدفاع الوطني بحضور الوزراء الرئيسيين وخبراء الأمن لمناقشة وضع البرنامج النووي الإيراني والتوترات المتزايدة بين طهران وواشنطن.
ونقلت وكالة الأنباء "رويترز" عن ثلاثة مصادر دبلوماسية أن هذا الاجتماع الاستثنائي جاء ردًا على القلق المتزايد لدى باريس وحلفاء أوروبيين آخرين تجاه احتمال شن هجوم جوي أميركي أو إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية.
ويعد عقد مثل هذا الاجتماع مع التركيز الكامل على قضية واحدة يعد أمرًا نادر الحدوث في الحكومة الفرنسية، مما يعكس عمق القلق الأوروبي بشأن التوترات المتصاعدة.
زيادة بنسبة 50 في المائة في رحلات الشحن الأميركية إلى المنطقة
وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الجيش الأميركي قد نشر أكبر كمية من المعدات العسكرية في المنطقة الحالية في الشرق الأوسط وبالقرب من إيران منذ بدء الحرب في غزة.
وتشير الإحصائيات إلى أن عدد رحلات الشحن الأميركية في المنطقة زاد بنسبة 50 في المائة في شهر مارس الحالي.
وقد كتب هذا التقرير بالاعتماد على تحليل بيانات الطيران المفتوحة، موضحًا أن واشنطن قد نقلت مؤخرًا سربًا من الطائرات المقاتلة، وقاذفات شبح، وأنظمة دفاع جوي، وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر إلى المنطقة.
ووفقًا لبيانات الطيران، فقد هبط ما لا يقل عن 140 طائرة شحن ثقيلة في دول بالمنطقة في شهر مارس الماضي.
على الرغم من مرور أكثر من 6 أشهر على وعد وزير العمل الإيراني، بزيادة أجور عمال المناجم، لم يتحقق هذا الوعد بعد. ويتلقى عمال المناجم في إيران أجورًا منخفضة للغاية رغم صعوبة العمل والمخاطر الكبيرة التي تهدد حياتهم.
ونقلت وكالة أنباء "إيلنا"، اليوم الأربعاء 2 أبريل (نيسان) في تقرير عن عمال المناجم أن وعد وزير العمل بزيادة أجورهم، مثل غيره من الوعود التي تُطلق في لحظات الأحداث المأساوية لـ"تهدئة الرأي العام وتخفيف الأزمات"، تبين أنه "فارغ وخالٍ من أي ضمانات تنفيذية".
وأشارت "إيلنا" إلى أن عمال المناجم لم يشملهم أي تحويل في الوضع الوظيفي أو زيادة في الأجور، وكتبت: "بعد مرور أشهر، لم يظهر أي تحسن في أوضاع عمال المناجم، وبقوا تحت نظام المقاولات دون تغيير في الأجور".
وذكرت الوكالة أن انفجار منجم معد نجوي في طبس في سبتمبر (أيلول) الماضي، الذي أودى بحياة 53 شخصًا وأصاب عددًا آخر من العمال، سلط الضوء على عمال المناجم وأوضاعهم المهنية المزرية لفترة قصيرة في وسائل الإعلام.
وفي 25 سبتمبر (أيلول)، قال أحمد ميدري، وزير العمل في حكومة مسعود بزشكيان، إن المناجم رمز لصعوبة العمل لكن أجور عمالها غير كافية، مضيفًا: "لا ينبغي أن تكون أجور العمال الذين يعملون في المناجم بنظام الحجم ويواجهون عدم استقرار وظيفي أقل من أجور العاملين الرسميين".
وفي ذلك الوقت، وعد ميدري بتقديم اقتراح لزيادة أجور عمال المناجم، وأن هذا الأمر سيُناقش ويُحدد في المجلس الأعلى للعمل.
وُضع هذا الموضوع على جدول أعمال جلسة المجلس الأعلى للعمل، وهو مجلس حكومي، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وقال محسن باقري، ممثل العمال في هذا المجلس، إن "تحسين نظام تعويض خدمات عمال المناجم" يعتمد على تعديل نظام التصنيف في ورش المناجم في البلاد، مشيرًا إلى أن نظام تقييم الوظائف في ورش المناجم "غير مرضٍ" ويحتاج إلى إصلاح.
وأشار باقري إلى "إقرار حق النفق وحقوق الأجور مثل مكافأة الإنتاج وتقليص ساعات العمل" كحلول لزيادة أجور عمال المناجم، وقال: "الخطوة الأولى يجب أن تكون إلغاء المقاولين وعقد عقود مباشرة مع عمال المناجم، وإذا كانت هناك إرادة، فهناك حلول لزيادة أجورهم".
وبعد مرور 200 يوم على وعد وزير العمل و140 يومًا على عقد جلسة المجلس الأعلى للعمل بهدف تحسين أوضاع عمال المناجم، لم تتحقق الوعود المقدمة بعد، وكتبت "إيلنا" أن الموضوع "أُرشف" في نوفمبر نفسه.
ووفقًا لبيانات مركز الإحصاء الإيراني، بلغ عدد المناجم العاملة في البلاد في عام 2021 ستة آلاف و25 منجمًا، بزيادة قدرها 4.2 في المائة (243 منجمًا) مقارنة بالعام السابق.
كما بلغ عدد العاملين في المناجم العاملة في عام 2021 نحو 130 ألفًا و358 شخصًا، بزيادة قدرها 8.3 في المائة (ما يعادل 10 آلاف و31 شخصًا) مقارنة بعام 2020.
وقال بهرام شكوري، رئيس لجنة المناجم والصناعات المعدنية في غرفة التجارة الإيرانية، في فبراير (شباط) الماضي إن 65 في المائة من مناجم البلاد متوقفة حاليًا.
وأضاف: "الرسوم الجمركية الباهظة على الواردات، ومنع استيراد الآلات المعدنية، وعدم توفير المواد الخام، هي عوامل تؤدي إلى توقف المناجم".
قالت حملة النشطاء البلوش، في تقرير حقوقي إنه وفقًا لإحصاءات الربع الأول من عام 2025، فقد استمرت انتهاكات النظام الإيراني لحقوق المواطنين البلوش على نطاق واسع وبشكل ممنهج، وأن السلطات أعدمت خلال الأشهر الثلاثة الماضية 24 مواطنًا بلوشيًا.
ونشرت حملة النشطاء البلوش تقريرها يوم الثلاثاء 1 أبريل (نيسان)، مشيرة إلى أن انتهاكات حقوق المواطنين البلوش وقعت خلال الأشهر الثلاثة الماضية في جوانب متعددة.
من بين الحالات التي أشار إليها التقرير: قتل المواطنين على يد القوات العسكرية، وقمع ناقلي الوقود، والاعتقالات الواسعة، وإعدام السجناء، وانتهاك حقوق النساء.
وأشارت حملة النشطاء البلوش، التي تغطي أخبار محافظة بلوشستان، في تقريرها إلى الإعدام كأداة للترهيب والقمع، وكتبت أنه خلال الربع الأول من عام 2025، أُعدم ما لا يقل عن 24 سجينًا من المناطق التي يقطنها البلوش في سجون النظام الإيراني.
ووفقًا للتقرير، فقد أُعدم 23 من هؤلاء بتهم "مرتبطة بالمخدرات"، وشخص واحد بتهمة "القتل".
وخلال هذه الفترة، صدرت أحكام إعدام بحق ثلاثة سجناء بلوش، أحدهم يواجه تهماً سياسية. كما نجا ما لا يقل عن 10 سجناء بلوش من الإعدام.
ونشر موقع "هرانا" الحقوقي تقريرًا في 19 مارس (آذار) عن انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، ذكر فيه أن السلطات الإيرانية أعدمت في عام 2024 ما لا يقل عن 1050 مواطنًا، من بينهم 29 امرأة وخمسة أطفال مجرمين.
ووفقًا للتقرير، حُكم على 189 شخصًا آخر بالإعدام في العام الماضي، وأُيدت أحكام الإعدام الأولية لـ55 شخصًا من قبل المحكمة العليا في البلاد.
إطلاق النار وانفجار الألغام
وأسفر إطلاق النار المباشر من قبل قوات النظام الإيراني على المواطنين البلوش خلال الربع الأول من عام 2025 عن مقتل 30 شخصًا على الأقل وإصابة 56 آخرين. ومن بين هؤلاء، أصيبت أربع نساء، وقُتل طفلان وأصيب طفل واحد.
ووفقًا لتقرير حملة الناشطين البلوش، تسبب انفجار الألغام التي زرعها الحرس الثوري في المناطق الحدودية ببلوشستان في مقتل مواطنين بلوشيين وإصابة أربعة آخرين.
كما قُتل سبعة مواطنين أجانب وأصيب سبعة آخرون على حدود بلوشستان.
خلال هذه الفترة، نفذت الأجهزة الأمنية 16 عملية اقتحام لمنازل وأماكن المواطنين.
كما أدت عمليات إطلاق النار من قبل أفراد ولصوص مسلحين والاشتباكات والخلافات القبلية خلال هذه الفترة إلى مقتل 58 مواطنًا بلوشيًا وإصابة 41 آخرين.
في الأشهر الثلاثة الماضية، قُتل ما لا يقل عن 34 ناقل وقود على الأقل نتيجة إطلاق النار من قبل قوات النظام الإيراني أو حوادث الطرق أو المطاردات، وأصيب 41 ناقل وقود آخرين. كما اعتقلت القوات العسكرية 13 ناقل وقود.
وكانت حملة الناشطين البلوش قد أعلنت في وقت سابق، في 23 فبراير (شباط) الماضي، أن القوات العسكرية قتلت أو أصابت أكثر من ألف ناقل وقود بلوشي خلال السنوات السبع الماضية.
العنف ضد النساء.. والانتحار.. والإهمال الطبي
واستنادًا إلى التقارير الواردة، كتبت حملة الناشطين البلوش أنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية، قُتلت ثلاث نساء بلوشيات على الأقل على يد أفراد من عائلاتهن بسبب العنف الأسري، وانتحرت ثلاث نساء أخريات.
وأضاف الموقع الحقوقي أنه خلال هذه الفترة، تعرضت امرأة تعاني من مرض عصبي ونفسي للاغتصاب، وتوفيت سيدتان حاملتان بلوشيتان بسبب الإهمال الطبي.
كما قُتلت امرأة بلوشية نتيجة صدمة عصبية بعد اقتحام القوات العسكرية، وأصيبت امرأتان بإطلاق نار من القوات العسكرية. وتوفيت امرأة أخرى بسبب حريق.
انتهاك الحريات الفردية
ووفقًا لتقرير حملة الناشطين البلوش، اعتقلت قوات الأمن الإيرانية ما لا يقل عن 218 مواطنًا بلوشيًا خلال الربع الأول من عام 2025. وكان خمسة من المعتقلين دون سن 18 عامًا.
كما نفذت القوات الأمنية في أربع حالات اقتحامات لمنازل المواطنين البلوش بحجة عدم وجود وثائق هوية، وأجرت اعتقالات جماعية للمواطنين.
واعتبرت حملة الناشطين البلوش هذه الإحصاءات "دليلاً واضحًا على الانتهاك الواسع والمنهجي لحقوق المواطنين البلوش في إيران"، وكتبت: "تظهر هذه الحالات أن إيران لم تتخذ أي إجراء لتحسين الوضع المعيشي للمواطنين البلوش، بل زادت من القمع، مما يعرض أمنهم وحياتهم للخطر".
وفي الختام، دعت هذه المنظمة الحقوقية المنظمات الدولية لحقوق الإنسان والمنظمات المدافعة عن حقوق النساء والأطفال إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لهذا الوضع والضغط على النظام الإيراني لوقف هذا الاتجاه.
وأعلنت ماي ساتو، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في إيران، في 18 مارس (آذار) في تقريرها الأول إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أن التمييز ضد الأقليات العرقية مثل المواطنين الأتراك والكرد والعرب والبلوش لا يزال مستمرًا في إيران.
وأضافت في هذا الصدد أنها لا تزال تتلقى تقارير عن الاعتقالات التعسفية والمحاكمات غير العادلة، وفي بعض الحالات عقوبة الإعدام لهذه الفئة من المواطنين.
في ركن من مدينة مزدحمة، يجلس طفل وحيد خلف النافذة، يختبر العالم بطريقة مختلفة عن الآخرين. التوحد هو عالم مختلف مليء بالتفاصيل، لكن في إيران، يتم تهميش الأفراد المصابين بالتوحد، وما زالوا يعيشون في عالم مجهول وسط سوء الفهم.
على الرغم من زيادة الوعي العام حول التوحد، لا يزال الأفراد المصابون بهذا الاضطراب في إيران وعائلاتهم يواجهون تحديات عديدة في مجالات التشخيص، والعلاج، والتعليم، والدعم الحكومي.
بالنسبة للعديد من العائلات التي لديها أطفال مصابون بالتوحد، يمثل اليوم العالمي للتوحد (الثاني من أبريل/نيسان) فرصة لإعادة قراءة الوضع والمشكلات التي لم تجد حلاً منذ سنوات.
السير في الظلام
في إيران، لا توجد بيانات دقيقة ومحدثة عن عدد الأشخاص المصابين بالتوحد، ولا برنامج شامل لدعمهم.
يقال إنه مقابل كل 150 ولادة في إيران، يُضاف طفل مصاب بالتوحد إلى سكان البلاد. قدرت بعض الإحصاءات غير الرسمية في عام 2023 عدد المصابين بالتوحد في إيران بما بين 800 ألف و1.5 مليون شخص، أي حوالي 1.5 في المائة من إجمالي سكان البلاد.
وفقًا للمعلومات الصادرة عن منظمة السجل المدني في البلاد، فإنه في السنوات الأخيرة، يُضاف سنويًا حوالي 7400 شخص إلى عدد المصابين بالتوحد في البلاد.
إن غياب نظام إحصائي دقيق حول المصابين بالتوحد يشهد على الإهمال الهيكلي لهذه القضية في إيران.
في تقرير نُشر في أبريل (نيسان) 2022 من قبل جمعيات متخصصة، تمت دراسة عينة إحصائية تضم حوالي 5000 شخص مصاب بالتوحد، وتبين أن 44 في المائة منهم يعانون من توحد شديد، و30 في المائة متوسط، و26 في المائة خفيف.
من هؤلاء، كان 32 في المائة معتمدين كليًا على الآخرين، و49 في المائة شبه مستقلين ويحتاجون إلى مساعدة.
التوحد ليس له علاج نهائي، لكن التشخيص المبكر يحسن من مسار العلاج ويؤدي إلى تمكين الشخص المصاب من التواصل مع محيطه وتعلم المهارات الأساسية.
ومع ذلك، فإن غياب الإحصاءات الدقيقة والشفافة جعل هذا الاضطراب في إيران يظل محاطًا بهالة من الجهل وسياسات غير صحيحة، بينما يمتلك العديد من الدول برامج شاملة للتشخيص المبكر، والدعم التعليمي، وتوظيف الأشخاص المصابين بالتوحد.
آباء الأفراد المصابين بالتوحد في إيران لا يفتقرون فقط إلى الدعم الحكومي، بل يواجهون أيضًا مشكلات جسيمة للحصول على الخدمات الأساسية.
يقول والد طفل مصاب بالتوحد إنه فقط عند التوجه إلى منظمة الرعاية الاجتماعية والمتابعة، يُمنحون مبلغًا ضئيلًا جدًا، لكن في أغلب الأحيان، عليهم دفع التكاليف بأنفسهم.
هذه المبالغ الضئيلة والإجراءات الإدارية المعقدة للحصول عليها تأتي في وقت تُقدم فيه العديد من الخدمات التي يحتاجها المصابون بالتوحد، مثل العلاج الوظيفي والعلاج بالكلام، في مراكز القطاع الخاص بتكاليف باهظة.
تكاليف باهظة ودعم ضئيل
الحياة مع التوحد في إيران لا تهمش الأفراد المصابين به فقط، بل تُشكل أيضًا ضغطًا اقتصاديًا هائلاً على العائلات.
التوحد من الاضطرابات التي تتطلب تشخيصًا مبكرًا وتدخلات علاجية مستمرة. لكن في إيران، ينتظر العديد من العائلات أشهرًا للحصول على خدمات التشخيص، وتستنزف تكاليف العلاج بالكلام، والعلاج الوظيفي، والعلاج السلوكي جزءًا كبيرًا من دخلهم.
في الدول المتقدمة، تُغطى العديد من هذه الخدمات بواسطة التأمين.
في إيران، على الرغم من أن التأمينات الصحية تتضمن على الورق خدمات لهؤلاء الأطفال، إلا أن الكثير من هذه الخدمات إما غير مشمولة أو تتطلب إجراءات بيروقراطية مرهقة.
الحزمة الخدمية التي حددتها وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي في إيران لمريض توحد متوسط المستوى تشمل أكثر من 25 جلسة تأهيلية. بلغت تكلفة هذه الحزمة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 حوالي 8 ملايين تومان.
ووفقًا لتقارير المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي، تتراوح تكاليف جلسات التأهيل، والعلاج الوظيفي، والعلاج بالكلام، والعلاج السلوكي للأفراد المصابين بالتوحد بين 10 و30 مليون تومان شهريًا، لكن المساعدات الحكومية لا تغطي أحيانًا حتى تكلفة جلسة واحدة.
يقول بعض الآباء إنهم اضطروا إلى الانتظار لأشهر للحصول على خدمات علاجية متخصصة أو حتى السفر إلى محافظات أخرى.
نظام تعليمي غير فعال
بالنسبة للأطفال المصابين بالتوحد، يلعب التعليم دورًا حيويًا، لكن النظام التعليمي في إيران لم يتمكن من التكيف مع احتياجات هذه الفئة، وتحولت المدارس إلى تحديات مرهقة لهؤلاء الأطفال وآبائهم بدلاً من أن تكون مكانًا للنمو والتطور.
وفقًا لتقارير الإعلام المحلي، تأسست أول مدرسة حكومية للفتيات المصابات بالتوحد في إيران عام 2021، لكن هذه المدرسة تغطي فقط المرحلة الابتدائية.
في أحد التقارير المتعلقة بعام 2023، نقل عن آباء أطفال مصابين بالتوحد أن المدارس الخاصة كانت تتقاضى منهم "أكثر من 20 مليون تومان شهريًا" كرسوم تعليمية.
لا توجد إحصاءات محددة في إيران حول عدد الأطفال المصابين بالتوحد الذين حُرموا من التعليم، لكن التقارير غير الرسمية تشير إلى أن نسبة كبيرة منهم يتوقفون عن الدراسة بسبب غياب الظروف التعليمية المناسبة.
ترفض العديد من المدارس قبول الأطفال المصابين بالتوحد، مما يؤدي إلى طرد الطفل المصاب من المدارس العادية بسبب غياب بيئة تعليمية مناسبة، وتسليمه إلى مراكز غير متخصصة.
تضطر العائلات إلى إرسال أطفالهم المصابين بالتوحد إلى مدارس استثنائية، حيث يوضع الأفراد المصابون بمتلازمة داون، واضطرابات التعلم، والإعاقات الجسدية معًا في فصل واحد.
لكن غياب البرامج التعليمية الملائمة لاحتياجات هؤلاء الأطفال في العديد من المدارس الاستثنائية يترك مستقبلهم الدراسي والمهني في طي النسيان.
وكتبت "الغارديان"، اليوم السبت 12 أبريل (نيسان)، أن هذه اللقاءات تُعرف في التاريخ الدبلوماسي بـ"لحظات نيكسون في الصين": لقاءات دبلوماسية يضع فيها قادة أنظمة لديها عداوات متجذرة التوجس جانبًا ويحققون نتائج غير متوقعة.
ومع ذلك، نادرًا ما يوجد لقاء يحمل آفاق نجاح مماثلة لزيارة ريتشارد نيكسون التاريخية إلى بكين عام 1972: "حتى اللقاء المقرر في 12 إبريل بين ممثلي إيران والولايات المتحدة في عُمان ليس استثناءً من هذه القاعدة؛ لقاء أعلنه ترامب؛ مما فاجأ المجتمع الدولي والإعلام".
المانع الأول: تهديدات ترامب بالقصف والهجوم
على السطح، يتمحور الموضوع الرئيس للمفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، ومخاوف الغرب من أن تتمكن إيران من تحويل هذا البرنامج إلى إنتاج أسلحة نووية.
وهدد ترامب طهران مرات عديدة بأنها ستواجه خطر القصف والهجوم، في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
وعززت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، هذا المناخ الدبلوماسي المشحون بالتهديدات يوم أمس الجمعة.
وقالت ليفيت: "الهدف النهائي هو ألا تمتلك إيران سلاحًا نوويًا أبدًا.. كل الخيارات مطروحة، وعلى إيران أن تختار: إما أن تقبل مطالب ترامب أو تدفع ثمنًا باهظًا".
ووفقًا لـ "الغارديان"، فلا يبدو هذا الأسلوب واعدًا لتجاوز جيلين من انعدام الثقة بين البلدين، منذ أن قطع الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، العلاقات الدبلوماسية مع إيران في عام 1980، بعد احتلال السفارة الأميركية في طهران، أثناء الثورة الإيرانية، واحتجاز 53 أميركيًا كرهائن لأكثر من عام.
المانع الثاني: الخلاف حول شكل المفاوضات
هناك مانع آخر، وهو أن الطرفين يختلفان حتى حول شكل المفاوضات؛ فبينما قال ترامب إن المفاوضات ستكون "مباشرة"، أكدت إيران أنها ستكون "غير مباشرة"، بمعنى أن التواصل سيتم عبر وسيط.
ويقول المحللون والدبلوماسيون المخضرمون إن هذا الخلاف علامة على فجوات أعمق قد تقوّض أساسًا فرص النجاح، حيث وصف دبلوماسي أميركي احتمال النجاح بأنه "من صفر إلى لا شيء".
وقال السفير الأميركي السابق وأستاذ العلاقات الدولية الذي ألف كتابًا عن الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، دينيس جت: "هذا يظهر أن الأشخاص الجادين ليسوا مسؤولين عن هذه العملية، لأن إحدى الخطوات الأولى في أي مفاوضات هي الاتفاق على مسائل، مثل شكل المفاوضات وتفاصيل تنفيذها".
المانع الثالث: طهران وواشنطن لا تعرفان بعضهما
أضافت "الغارديان" أن الوفد الإيراني يقوده وزير الخارجية، عباس عراقجي، الذي لعب دورًا رئيسًا في المفاوضات، التي أدت إلى اتفاق عام 2015، المعروف باسم الخطة الشاملة المشتركة، بينما يدخل الوفد الأميركي المحادثات بقيادة المبعوث الخاص لترامب لشؤون الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
وأشارت الصحيفة إلى أن ويتكوف، وهو رجل أعمال في مجال الفنادق من مقاطعة برونكس في نيويورك، يحظى بثقة ترامب ويُعتبر مقربًا منه، لكنه يفتقر إلى أي خبرة فيما يتعلق بإيران أو ثقافة المفاوضات المعقدة في هذا البلد.
وهذا النقص في المعرفة قد يزيد من اتساع الفجوة العميقة القائمة بين البلدين.
وقال خبير الشؤون الإيرانية في مجلس العلاقات الخارجية الأميركية، راي تكيه: "نحن لا نفهم الإيرانيين، ولست متأكدًا إلى أي مدى يفهمون هم النظام السياسي الأميركي، خاصة اليوم.. نحن أمام علاقة معقدة للغاية دون أن نفهم الطرف الآخر".
وأكد تكيه أن أحد العوامل، التي عززت هذا الجهل المتبادل، هو 45 عامًا من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مضيفًا: "نحن في أميركا، بشكل جماعي، لا نفهم نظام إيران. لا نعرف كيف يعمل هذا النظام. لا نعرف شخصيات ودوافع اللاعبين الرئيسين فيه. في رأيي، نحن نجهل بشدة آليات عمل هذا النظام من الداخل".
المانع الرابع: تناقض الأهداف والمطالب
يزيد تناقض أهداف الطرفين من تعقيد الوضع؛ فبالنسبة للنظام الإيراني، الهدف الرئيس هو تخفيف العقوبات الغربية الثقيلة، التي أضرت باقتصاد البلاد بشكل كبير.
وفي الوقت نفسه، تريد طهران الحفاظ على برنامجها النووي، الذي يؤكد قادتها أنه "لأغراض سلمية فقط".
وأوضح تكيه أن "الهدف الأهم لإيران هو حماية بنيتها التحتية النووية من هجوم عسكري، وأفضل طريقة لذلك هي بدء عملية مفاوضات".
ولكن وفقًا لـ"الغارديان"، أهداف أميركا ليست واضحة بالقدر نفسه.
هذا وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، واشنطن بالسعي إلى "خيار مشابه لليبيا"، وهو تعبير يشير إلى الاتفاق مع الديكتاتور الليبي السابق، معمر القذافي، ويعني تفكيك قدرة تخصيب اليورانيوم بالكامل.
وهدف كهذا مرفوض تقريبًا بالنسبة للنظام الإيراني، خاصة في ضوء مصير القذافي النهائي الذي أُطيح به وقُتل على يد المتمردين.
كما تبدو الأهداف، التي طرحها مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، غير مقبولة بنفس القدر.
وطالب والتز بإنهاء دعم إيران للجماعات الوكيلة في المنطقة، مثل "حماس" و"حزب الله" و"الحوثيين".
ومع ذلك، يبدو أن والتز قد فقد جزءًا كبيرًا من نفوذه في البيت الأبيض بعد فضيحة "سيغنال- غيت"، حيث دعا عن طريق الخطأ صحافيًا إلى مجموعة محادثات المسؤولين الأميركيين حول الهجمات على الحوثيين.
وقال الباحث الأول في مركز السياسة الدولية، سينا طوسي، إنه على النقيض من ذلك، اتخذ ستيف ويتكوف موقفًا أكثر تساهلاً، و"يبدو حقًا شخصًا عمليًا".
وأشار طوسي إلى مقابلة أجراها ويتكوف تحدث فيها عن إمكانية التوصل إلى اتفاق مع إيران، وقال: "تحدث عن اتفاق يرتكز على التحقق من الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني. يبدو أن ويتكوف يتحدث بثقة نيابة عن ترامب".
وأضاف: "لا أعتقد أن الإيرانيين كانوا ليوافقوا على لقاء رفيع المستوى مع ويتكوف في عُمان دون أن يكونوا قد حصلوا مسبقًا على نوع من الطمأنينة بأن هذه المفاوضات لن تكون من طرف واحد تمامًا".
ووفقًا لتقرير "الغارديان"، فإن هذه الطمأنينة تشمل أيضًا النقطة التي مفادها أن الجانب الأميركي لا يسعى إلى تغيير النظام الإيراني؛ وهو هدف طرحه في السابق بعض مستشاري السياسة الخارجية البارزين في إدارة ترامب السابقة، لكن ترامب نفسه أظهر علامات على التخلي عنه.
وفي مقابلة أجراها ويتكوف مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، قبيل المفاوضات، أشار إلى مرونة موقف أميركا، وحدد "الخط الأحمر" لواشنطن بأنه "تسليح البرنامج النووي الإيراني".
وقال: "أعتقد أن موقفنا يبدأ من تفكيك برنامجكم النووي بالكامل؛ هذا هو موقفنا اليوم. بالطبع، هذا لا يعني أنه لا يمكن إيجاد طرق للتسوية بين البلدين على هامش المفاوضات".
المانع الخامس: خوف طهران وعدم يقينها تجاه ترامب
وفقًا لـ "الغارديان"، فإنه في صميم الرغبة المفاجئة للإيرانيين في التفاعل، والتي كانت غائبة بشكل واضح خلال السنوات الأربع من رئاسة جو بايدن رغم المحاولات المتكررة، يلعب الخوف وعدم اليقين تجاه ترامب نفسه دورًا في احتمالية فشل المفاوضات.
ففي ولايته الأولى، أمر ترامب بقتل القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني. وفي هذا السياق، قال تكيه: "عامل الخوف يدفع النظام الإيراني إلى المفاوضات، لكنه أمر ذو حدين".
وأوضح أن هناك من جهة الخوف مما قد يفعله ترامب، ومن جهة أخرى، قلق طهران بشأن ما إذا كان بإمكانها الوثوق بترامب كوسيط موثوق للوصول إلى اتفاق.
لكن طوسي قال لـ "الغارديان" إن خامنئي يطرح الآن سياسة "الجزرة" التي من المرجح أن يقبلها ترامب، بناءً على نظرته العالمية المعروفة القائمة دائمًا على الصفقات: إمكانية إقامة علاقات تجارية بين أميركا وإيران.
وكتب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، مؤخرًا في مقال نشرته "واشنطن بوست"، أن إيران، مع العقوبات الاقتصادية الأميركية والانخفاض المستمر في قيمة الريال، تواجه وضعًا اقتصاديًا حرجًا وتشتد حاجتها إلى استثمارات أجنبية لتحديث بنيتها التحتية.
وأضاف أن ترامب، من خلال أي اتفاق محتمل، يخلق، بطريقة ما، فرصة لإيران.