إيران على حافة الظلام.. الحكومة تدق ناقوس الخطر وتحذر من "صيف صعب"
قال وزير النفط الإيراني، محسن باك نجاد، إن صيفًا صعبًا في انتظار الإيرانيين، مشيرًا إلى أن كفاءة محطات توليد الكهرباء تقل عن 30 في المائة، وأن أزمة نقص الطاقة لا تعود فقط إلى تقصير الحكومات السابقة، بل إن المستهلكين أيضًا يتحملون جزءًا من المسؤولية.
وأوضح الوزير الإيراني، في تصريحاته يوم الجمعة 9 مايو (أيار)، أنه "رغم عملنا بمحطات ذات كفاءة تقل عن 30 في المائة، فقد استطعنا تجاوز الصيف الماضي بأقل التحديات، لكن الصيف المقبل سيكون أصعب".
وأضاف أن "زملائي في قطاع النفط رجال الأوقات الصعبة، كما أثبت زملاؤنا في وزارة الطاقة التزامهم في الأوقات الحرجة".
انقطاعات الكهرباء تبدأ مبكرًا
تأتي تصريحات الوزير وسط بدء انقطاعات الكهرباء في أنحاء مختلفة من البلاد في منتصف فصل الربيع الجاري، أي في وقت أبكر من الأعوام الماضية، في ظل ما تسميه السلطات الإيرانية "عدم توازن الطاقة".
ويُعزى هذا النقص الحاد إلى سلسلة مترابطة من الأزمات، أبرزها غياب الاستثمارات الكافية في قطاع الغاز، ما أدى إلى صعوبات في تزويد محطات الكهرباء بالوقود اللازم، ومِن ثمّ انقطاع التيار الكهربائي بشكل واسع.
وبحسب التقديرات، فإن إعادة قطاع الغاز إلى وضعه الطبيعي تتطلب ما بين 250 و280 مليار دولار من الاستثمارات.
كما أن الأزمة تتفاقم بفعل تناقص احتياطات المياه في السدود نتيجة الجفاف، مما يؤثر على الطاقة الكهرومائية.
وفي 27 أبريل (نيسان) الماضي، أي بعد نحو شهر من بداية العام الإيراني الحالي، أعلنت شركة "توانير" الحكومية أن ارتفاع درجات الحرارة وزيادة استهلاك الكهرباء يُنذران باحتمال انقطاع التيار عن المشتركين.
ودعت الشركة المواطنين إلى مراجعة جداول الانقطاعات المتوقعة على مواقع شركات توزيع الكهرباء، رغم أن التقارير تؤكد أن مدة وتكرار الانقطاعات تتجاوز بكثير ما أُعلن رسميًا.
المواطن.. المتهم الدائم
وكان وزير الطاقة الإيراني، عباس علي آبادي، قد أعلن يوم الأربعاء 7 مايو الجاري، أن أسعار الكهرباء سترتفع تدريجيًا وفق نظام الشرائح التصاعدية، بناءً على قرار من البرلمان، بهدف "تحفيز المشتركين على ترشيد الاستهلاك".
وفي سياق متصل، عاد وزير النفط، يوم الجمعة 9 مايو، للتأكيد على أن ما يُعرف بـ "نقص التوازن" في الطاقة لا يعود فقط لتقصير المسؤولين في السنوات الأخيرة، بل له جذور أعمق.
وأوضح أن الحل لا يكمن فقط في زيادة الإنتاج، بل في إدارة الاستهلاك وتغيير نمط استخدام الطاقة، مضيفًا: "حتى مع زيادة الإنتاج، فإن الطلب المتزايد بشكل جامح يحول دون حل الأزمة بشكل جذري".
أعلنت "حملة حرية وريشه مرادي" أن السجينة السياسية المحكومة بالإعدام، ما زالت محرومة من الوصول إلى الخدمات الطبية.
ووفقًا لهذا التقرير، تعاني وریشه مرادي بشكل خاص من تمزق في القرص الغضروفي العنقي، وضيق في القناة الشوكية، وتنميل في اليد وألم مزمن ناجم عن هذه الحالات.
وأضافت الحملة أن مرادي خضعت قبل نحو شهرين لفحص طبيب مختص في أمراض الأعصاب، ورغم تأكيد الأطباء ومسؤولي القسم الطبي في سجن إيفين على ضرورة خضوعها لعملية جراحية عاجلة، فإن مسؤولي السجن امتنعوا حتى الآن عن نقلها إلى مراكز طبية خارجية، بسبب الضغوط التي تمارسها الأجهزة الأمنية.
وأشار التقرير إلى أن مرادي، في الأشهر الأخيرة، عانت من تفاقم حالتها الصحية، بما في ذلك فقدان الإحساس في يدها اليمنى وآلام مستمرة تسببت لها في الأرق الشديد.
وكانت وریشه مرادی قد تعرضت في وقت سابق لمشكلات صحية في الجهاز الهضمي نتيجة إضراب عن الطعام استمر 20 يومًا احتجاجًا على إصدار أحكام بالإعدام، وظلت بعده لأشهر محرومة من الرعاية الطبية.
وبعد هذا الإضراب والضغوط التي مارستها منظمات حقوق الإنسان الدولية والرأي العام، تم نقل مرادي قبل نحو شهرين إلى مركز طبي خارج السجن حيث خضعت للفحص، إلا أن مسار علاجها لم يُستكمل حتى اليوم، رغم تأكيد الأطباء على ضرورته.
حصلت "إيران إنترناشيونال" على معلومات تُظهر أن السوق السوداء للأسلحة في إيران لا تزال نشطة عبر قنوات مشفّرة على تطبيق "تلغرام"، رغم تعديلات قانونية جديدة تستهدف الإتجار غير القانوني بالأسلحة.
ووفقًا لما توصلت إليه القناة، فإن البائعين يعرضون علنًا عبر منصات إلكترونية– من بينها "تلغرام"– أسلحة تتنوع بين المسدسات وبنادق كلاشينكوف.
ووقع الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، يوم الثلاثاء 6 مايو (أيار)، على تعديلات قانونية تنص على تشديد العقوبات لحيازة الأسلحة دون ترخيص، ويُجرّم استخدام المنصات الرقمية في الترويج أو بيع الأسلحة.
ومع ذلك، لا يزال "تلغرام" يعجّ بمنشورات تروّج لأسلحة بأسعار تتراوح بين 200 مليون و1.8 مليار ريال – أي ما يعادل نحو 240 إلى 2200 دولار، بحسب السعر الحالي للدولار (820 ألف ريال).
وفي إحدى القنوات التي تضم 17 ألف عضو، عرض أحد البائعين مسدس "غلوك 17" بسعر 280 مليون ريال (340 دولارًا)، ومسدس "ماكاروف" بـ240 مليون ريال (290 دولارًا)، و"كولت 45" تركي الصنع بـ360 مليون ريال (440 دولارًا).
أما الزبائن من الفئة العليا، فكان بإمكانهم شراء بندقية كلاشينكوف مقابل 1.7 مليار ريال (2070 دولارًا)، مرفقة بفيديو يظهر السلاح إلى جانب مشطين مملوءين.
وعند الاتصال بأحد البائعين عبر "تلغرام" بشكل مجهول، قال: "الدفع يتم عبر عملة مشفرة"، وأضاف: "بعد التأكيد، نرسل لك الموقع، وغالبًا ما يكون خزانة في مركز تسوق. لديك ساعتان لاستلامه".
وبعد أن تظاهرنا بأننا مشترون، تواصلنا مع خمسة بائعين في قنوات مختلفة. اشترط الجميع الدفع بالعملة المشفرة، ولم يقدّم أيٌّ منهم وسيلة للتحقق من المصداقية، في حين جاءت ردود اثنين منهم بنفس الصياغة وقائمة الأسعار، ما يثير الشكوك حول أصالة بعض هذه الإعلانات.
رغم ذلك، تؤكد مصادر مطلعة في طهران أن السوق ليست زائفة بالكامل. وقال أحدهم: "نعم، هناك عمليات احتيال، لكن هناك أيضًا الكثير من البائعين الحقيقيين. الناس يشاركون تجاربهم، وبعض هؤلاء البائعين يسلّمون الأسلحة لزبائنهم منذ سنوات".
وقد وسّع القانون الإيراني المعدَّل بشأن الأسلحة النارية نطاق الجرائم التي يعاقب عليها بشكل كبير. فبالإضافة إلى الحيازة غير القانونية، يستهدف القانون البائعين، والميكانيكيين، وأي شخص يروّج أو يعلن عن الأسلحة عبر الإنترنت.
وتتراوح العقوبات بين 3 إلى 15 سنة سجن حسب نوع السلاح، وتُفرض العقوبات الأشد على الأسلحة الأوتوماتيكية والأسلحة الثقيلة والذخيرة العسكرية.
كما يتيح أحد بنود القانون للسلطات مصادرة الممتلكات أو المركبات أو الأماكن التي تُستخدم في جرائم تتعلق بالسلاح.
وبحسب نص القانون، فإن أي إعلان، بيع أو تدريب رقمي على الأسلحة النارية يخضع للملاحقة القانونية.
كما شدّد القانون الرقابة على بنادق الهواء، حيث أُلزم من يملكون بنادق PCP بقوة تفوق 40 جول بتسليمها خلال 3 أشهر، وإلا فسيواجهون نفس العقوبات المقررة للصيد غير المشروع. أما من يملكون PCP تحت هذا الحد، فعليهم التقدم بطلب للحصول على ترخيص.
لكن على "تلغرام"، يبدو أن تنفيذ القانون محدود. فالإعلانات عن الأسلحة تُنشر علنًا وتُستخدم فيها رموز تعبيرية لأسلحة وقنابل ونار لجذب الانتباه.
وتقول المصادر إن هذه الأسلحة تُهرّب غالبًا من تركيا أو العراق أو عبر المنطقة الخليجية، وقد تُباع وتُشترى عدة مرات عبر وسطاء محليين.
وقال مصدر في طهران: "الدلالون الذين يسلمون الأسلحة فعليًا لديهم شبكات ويستخدمون أشخاصًا موثوقين. بعضهم حتى يتمتع بحماية من الشرطة".
وتتجاوز السوق السوداء في إيران مجرد تجارة السلاح، إذ تُباع المشروبات الكحولية المحظورة، وتُعرض خدمات جنسية تحت غطاء جلسات التدليك، كما تنتشر المخدرات بأنواعها – من الكوكايين إلى الحبوب الاصطناعية – عبر نفس البنية الرقمية، التي تعتمد على التشفير، والهوية المجهولة، واللوجستيات السريعة.
ورغم تعهد المسؤولين بتطبيق صارم للقانون الجديد، فإن قنوات "تلغرام" لا تزال متاحة بسهولة وسريعة في تغيير علامتها.
وبالنسبة للزبائن، قد تكون هذه السوق مقامرة، لكنها – بحسب من يعرفون اقتصاد طهران غير القانوني – لا تزال تحوي ما يكفي من البائعين لإبقائها حية.
أفادت المعلومات التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال"، بأن الفرع الأول لمحكمة الثورة في رشت، شمالي إيران، حكم على الشاعر والناشط الاجتماعي، بيمان فرح آور، بالإعدام بتهمة "البغي" و"الحرابة".
وتتركز التهم الموجهة إلى فرح آور بشكل رئيسي على قصائده وخطاباته وكتاباته ومواقفه تجاه القضايا الاجتماعية.
ووفقًا للمعلومات، خضع فرح آور للمحاكمة في الأول من مايو (أيار) دون حضور محامٍ من اختياره وبشكل غير علني، برئاسة القاضي أحمد درويش كفتار، رئيس الفرع الأول لمحكمة الثورة في رشت، وتم إبلاغه بحكم الإعدام يوم الثلاثاء 6 مايو (أيار) دون اتباع إجراءات قضائية شفافة.
وقال مصدر مطلع على ملف هذا السجين السياسي، في حديث لـ"إيران إنترناشيونال"، إن فرح آور حوكم بتهم "الدعاية ضد النظام" و"البغي" و"الحرابة"، مضيفًا: "تتركز التهم الموجهة إليه بشكل رئيسي على قصائده وخطاباته وكتاباته ومواقفه بشأن القضايا الاجتماعية، والسعي لتحقيق العدالة، والاحتجاج على الظلم الاقتصادي، والدفاع عن حقوق المواطنين".
وأضاف المصدر: "عمل فرح آور لسنوات في مجالات الشعر والأنشطة الاجتماعية ونشر الوعي بين الناس، ولديه سجل سابق بالاعتقال بسبب احتجاجات مدنية ودفاعه عن حق الناس في تقرير مصيرهم. وهو أب لطفل صغير ولا يملك أي سجل عنيف".
الاعتقال والحرمان من العلاج
واعتُقل فرح آور في سبتمبر (أيلول) الماضي على يد عناصر وزارة الاستخبارات في منزله، وبعد ما يقرب من شهر من التحقيقات تحت الضغط، تم نقله إلى عنبر "ميثاق" في سجن لاكان في رشت.
ووفقًا للمعلومات التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال"، عانى فرح آور خلال فترة التحقيق من نزيف داخلي ومشكلات صحية خطيرة، وما زال محرومًا من الرعاية الطبية المناسبة رغم تحذيرات الأطباء.
في الأشهر الأخيرة، أثارت الزيادة في تنفيذ أحكام الإعدام وكذلك إصدار وتأكيد أحكام الإعدام بحق السجناء السياسيين في إيران موجة من الاحتجاجات داخل البلاد وخارجها.
وفي أحدث هذه الاحتجاجات، تجمع يوم الثلاثاء 6 مايو (أيار) عدد من أفراد عائلات السجناء السياسيين المحكومين بالإعدام أمام سجن إيفين في طهران.
وتزامن هذا التجمع مع الأسبوع السابع والستين لحملة "ثلاثاء لا للإعدام" وإضراب عن الطعام للسجناء المشاركين في هذه الحملة في 41 سجنًا في إيران.
وفي 3 مايو (أيار)، وقّع 309 من كبار المحامين وأصحاب جائزة نوبل للسلام والناشطين في مجال حقوق الإنسان والمؤسسات المدنية وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم بيانًا يطالبون فيه الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لوقف موجة إعدام السجناء السياسيين في إيران.
وأدان هذا البيان الموجة المتزايدة من الإعدامات السياسية في إيران، واعتبرها جزءًا من حملة مستهدفة للنظام الإيراني لقمع المعارضين.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن هذه المرحلة تُعدّ "وقتاً بالغ الأهمية" لإيران، معرباً عن أمله في أن "يفعل الإيرانيون ما هو صائب".
وفي كلمة له يوم الثلاثاء 6 مايو (أيار) خلال مراسم أداء اليمين لستيف ويتكوف، الممثل الخاص لشؤون الشرق الأوسط في البيت الأبيض، أشار ترامب إلى المفاوضات الجارية مع طهران قائلاً: "لن يمتلكوا سلاحاً نووياً".
وأضاف ترامب للصحافيين: "إنه وقت حرج فعلاً. أقول لكم، بالنسبة لإيران وبلدهم، هذا وقت مهم جداً، بل أهم وقت في تاريخ إيران. وآمل أن يفعلوا ما هو صائب".
وأكد الرئيس الأميركي: "أودّ أن أرى اتفاق سلام، اتفاق سلام قويا… نريد لإيران أن تكون بلداً ناجحاً. لا نريد أن نفعل شيئاً يعوق ذلك".
لكنه حذر قائلاً: "لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي، وإذا اختاروا مساراً آخر، فسيكون الأمر مقلقاً جداً. هذا أمر لا نرغب فيه، ولكن لن يكون أمامنا خيار آخر".
وكانت إيران والولايات المتحدة قد أجريتا حتى الآن ثلاث جولات من المفاوضات بشأن برنامج طهران النووي، وتشير التقارير إلى أن الجولة الرابعة قد تُعقد أوائل الأسبوع المقبل بوساطة سلطنة عُمان.
وفيما كانت أهداف هذه المفاوضات تُركّز سابقاً على الحد من برنامج إيران النووي مقابل تخفيف بعض العقوبات الأميركية، قال ترامب في مقابلة بثّتها شبكة "NBC " مساء 4 مايو الحالي إن الهدف هو "تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل".
ولا يزال غير واضح ما إذا كانت واشنطن تطالب بإنهاء كامل للبرنامج، أم تركز فقط على وقف تخصيب اليورانيوم داخل إيران.
نشرت مجلة "الإيكونوميست" مقالًا حول التوترات بين الولايات المتحدة وإيران. وأشارت فيه إلى رسالة من دونالد ترامب إلى علي خامنئي، ونقلت عن أحد المسؤولين أن رئيس الولايات المتحدة خاطب المرشد الإيراني في الرسالة بـ"عزيزي".
وكانت مواقع إلكترونية، منها موقع "أكسيوس"، قد ذكرت في وقت سابق أن رسالة ترامب إلى خامنئي كانت شديدة اللهجة، وتضمنت مهلة مدتها شهران للتوصل إلى اتفاق نووي جديد. وبحسب هذه التقارير، منح ترامب خامنئي مهلة شهرين للوصول إلى اتفاق.
وفي ما كتبته "الإيكونوميست" عن خامنئي، قالت إنه "إما أقصى خصومه عن الساحة أو تفوق عليهم، وحوّل المسؤولين ورجال الدين والقادة إلى طائعين له".
وأضافت المجلة: "بقبول التفاوض مع ممثلي السيد خامنئي كطرف متكافئ، منح دونالد ترامب فعليا شرعية دولية لهيمنته، وأسكت الأصوات المطالبة بتغيير النظام".