السفارة الهندية تعلن اختفاء ثلاثة من رعاياها في إيران وتطالب بضمان سلامتهم

أعلنت السفارة الهندية في طهران عن اختفاء ثلاثة من مواطنيها في إيران، وطالبت بضمان سلامتهم.

أعلنت السفارة الهندية في طهران عن اختفاء ثلاثة من مواطنيها في إيران، وطالبت بضمان سلامتهم.
وجاء في بيان للسفارة، اليوم الأربعاء 28 مايو 2025، أن عائلات ثلاثة مواطنين هنود أبلغت السفارة باختفاء أقاربهم بعد سفرهم إلى إيران.
وأكد البيان أن السفارة الهندية تتابع القضية بجدية مع السلطات الإيرانية، وطالبت بالكشف الفوري عن مكان تواجد المواطنين الثلاثة وضمان سلامتهم.
وأضافت السفارة أنها تُطلع عائلات هؤلاء المواطنين، الذين تجمعهم صلة قرابة، على الجهود المبذولة لتحديد مصيرهم.
ولم تكشف السفارة عن تفاصيل إضافية تتعلق بهوياتهم، أو موعد دخولهم إلى إيران، أو تاريخ اختفائهم.
لكن وكالة "فارس" الإيرانية، التابعة للحرس الثوري، نشرت تقريرًا ذكرت فيه أن أسماء هؤلاء المواطنين هي: هوشانبريت سينغ، جسبال سينغ، وأمريتبال سينغ، كما نشرت صورة لهم.
وأوضحت الوكالة أن الثلاثة دخلوا إيران في 30 أبريل 2025، لكنهم اختفوا بعد وقت قصير من وصولهم إلى طهران.
في الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام هندية مثل "إنديا توداي" أن المواطنين الثلاثة سافروا من نيودلهي "وكان من المفترض أن يتوجهوا إلى أستراليا بتأشيرات عمل، لكن سماسرة وتجار بشر خدعوهم ونقلوهم إلى إيران على أساس إقامة مؤقتة، ليُختطفوا لاحقًا".
ولم تُصدر وزارة الخارجية الإيرانية أو أي جهة رسمية أخرى حتى الآن أي تعليق بشأن الحادثة.
يُذكر أن وزارة الخارجية الهندية كانت قد أكدت، في منتصف فبراير 2025، اختفاء ثلاثة مواطنين هنود آخرين في إيران، أفادت التقارير بأنهم سافروا إلى طهران لأغراض تجارية.
وسُجلت سابقًا حالات اعتقال لمواطنين هنود في إيران، لكن معظمهم كانوا من أفراد طواقم سفن أجنبية تم احتجازها في المياه الإيرانية.

أعلن محمد حسين رنجبران، مستشار وزير الخارجية الإيراني، أن المملكة العربية السعودية أوقفت إصدار التأشيرات لعدد كبير من الإيرانيين، عقب التصريحات التي أدلى بها غلام رضا قاسميان، المُدّاح المرتبط بمكتب المرشد علي خامنئي، في مكة، والتي أدت إلى توقيفه.
ونشر رنجبران اليوم الأربعاء، تدوينة على منصة "إكس"، أشار فيها إلى تداعيات تصريحات قاسميان على الحجاج الإيرانيين قائلاً: "تم اعتقال الشخص المذكور، وأُوقف إصدار التأشيرات لعدد كبير من المواطنين المنتظرين. آلاف الحجاج باتوا في حالة من الغموض".
وشدد رنجبران على أن تصريحات رجل الدين هذا لا تعبر عن الموقف الرسمي لطهران، مضيفًا أن "الموقف المنسق لإيران يُعبّر عنه من خلال ممثل خامنئي في السعودية، ورئيس منظمة الحج والزيارة، وسفير إيران في الرياض، ووزير الخارجية"، وجميعهم يدعون إلى "ضرورة الحفاظ على الوحدة الإسلامية وصون العلاقات المتنامية مع السعودية".
كما انتقد رنجبران دفاع مدير موقع "رجانيوز"، التابع لتيار "جبهة الصمود"، عن قاسميان، لقيامه بتقسيم الحجاج الإيرانيين إلى فئتين: "ثوريين وغير ثوريين"، واعتباره موقف وزير الخارجية ومسؤولين آخرين "انهزاميًا" أمام الرياض.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قد كتب في منصة "إكس" أمس الثلاثاء أن طهران "تدين بشدة أي محاولة للإساءة إلى وحدة المسلمين، لا سيما في أجواء الحج".
وأضاف: "نحن مصممون على عدم السماح لأي جهة بالإضرار بعلاقاتنا الأخوية مع جيراننا، بما في ذلك المسار المتقدم للعلاقات مع السعودية. إيران تُثمن الإدارة الجيدة والفعالة لموسم الحج لهذا العام".
وقد تم توقيف قاسميان، الذي يُعتبر من رجال الدين المقربين من مكتب المرشد، يوم الاثنين 26 مايو 2025، من قبل الشرطة السعودية أثناء أدائه مناسك الحج.
وكان قد نشر في وقت سابق مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وجّه فيه اتهامات للحكومة السعودية، ما أثار تفاعلاً واسعًا على الإنترنت.
وفي تعليقه على الحادثة، قال محمد رضا عارف، نائب الرئيس مسعود بزشکیان، اليوم الأربعاء، إن "جميع دول المنطقة تدرك أن رأي شخص ما لا يعكس موقف الحكومة، وينبغي أن تصدر المواقف من قنوات رسمية".
من جهته، أعلن علی رضا بیات، رئيس منظمة الحج والزيارة، في اليوم نفسه، أن السلطات الإيرانية عقدت ثلاث لقاءات قنصلية مع قاسميان حتى الآن، وأن "الإجراءات اللازمة لحل المسألة لا تزال جارية".
قاسميان شخصية قريبة من محمدباقر قاليباف
يشار إلى أن قاسميان يُعرف بعلاقاته الوثيقة مع محمدباقر قاليباف، وكان سابقًا أحد المتحدثين في تجمع طلابي في ديسمبر 2011، والذي أعقبه هجوم من عناصر الباسيج على السفارة البريطانية في طهران.
كما كان خطيبًا في إحدى الهيئات الدينية التي شارك بعض أعضائها في الهجوم على سفارة السعودية في طهران يومي 2 و3 يناير 2016، حيث تم اقتحام السفارة وإشعال النار فيها.
وهذا الهجوم تسبب في قطع العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض، كما أدى إلى قطع البحرين علاقاتها مع إيران، وتخفيض الإمارات لمستوى علاقاتها معها.
وفي مارس 2023، وقّعت إيران والسعودية اتفاقًا في بكين بوساطة الصين، تم بموجبه استئناف العلاقات الدبلوماسية التي كانت مقطوعة منذ 2016، واتفقتا على إعادة فتح السفارات وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية.
قاسميان والخطابات التحريضية
وقد أثار قاسميان الجدل سابقًا بسبب خطاباته المتطرفة، ومنها تعهده بـ"تدمير إسرائيل" و"فتح مكة".
السيناريو يتكرر؟
وفي ختام رسالته على منصة "إكس"، أشار رنجبران إلى أن تصريحات قاسميان أوقعت الحجاج الإيرانيين في مأزق، مذكرًا بأن مسؤولي الحج والزيارة في إيران شددوا مرارًا قبل وأثناء إرسال أكثر من 85 ألف حاج إلى السعودية على "ضرورة احترام قوانين البلد المضيف".
وكتب: "كل شيء يُذكّرنا بسيناريو الهجوم على السفارة السعودية قبل نحو 10 سنوات، والذي أدى إلى قطع العلاقات بين إيران والسعودية وتكبد البلاد خسائر فادحة. وسط موسم الحج، في خضم المفاوضات النووية، وفي ذروة تهديدات الكيان الصهيوني، هل هناك مخطط جديد يُحاك؟".

كتب صحيفة "وول ستريت جورنال" أن المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة وصلت، على ما يبدو، إلى طريق مسدود.
ويرى كاتبا المقال أن طهران باتت واثقة من أن الرئيس الأميركي لن يُقدم على أي تحرّك عسكري، وهو ما يفسّر النهج الذي يتبعه ترامب في التعامل مع هذا الملف، بحسب تحليلهما.
ري تاكيه، الباحث البارز في مجلس العلاقات الخارجية الأميركية، وروئيل مارك غيرشت، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وهما كاتبا المقال الذي نُشر يوم الثلاثاء27 مايو (أيار)، كتبا: "في مثل هذه الظروف، يسعى دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، إلى تصوير هذا الوضع كنوع من النصر، ويكتفي بالحفاظ على الوضع الراهن؛ وهو وضع تتجنب فيه طهران إجراء تجربة لسلاح نووي".
وكتب الكاتبان: "قد يرتاح البيت الأبيض للسؤال نفسه الذي طرحه مسؤولو إدارة بايدن على أنفسهم: لماذا لم تحصل إيران حتى الآن على سلاح نووي؟".
وأضاف كاتبا المقال: "دخلت إدارة ترامب المفاوضات دون موقف واضح بشأن القضايا الرئيسية، وهو أمر أثار دهشة وسرور الطرف الإيراني. لكن هذا السرور لم يدم طويلًا. فقد أعلن ستيف ويتكوف، أحد كبار المفاوضين، إلى جانب ماركو روبيو، وزير الخارجية، بشكل علني أن تخصيب اليورانيوم في إيران غير مقبول. ومع ذلك، لم يوقف المرشد علي خامنئي، المفاوضات، وهو ما يشير إلى أنه يأمل أن يغير ترامب رأيه أو على الأقل يوافق على اتفاق مؤقت يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم على أراضيها".
وكتب تاكيه وغيرشت: "تستمر مناورات طهران الدبلوماسية وتكتيكات المماطلة المستمرة. إذا سئم ترامب من هذه العملية، قد يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لاستهداف البنية التحتية النووية والمنشآت الصاروخية الإيرانية. لكن هذا الخيار ليس جذابًا بالنسبة له، لأنه يتطلب دعمًا عسكريًا أميركيًا".
وأضاف المقال المنشور في "وول ستريت جورنال": "الخيار الأكثر تفضيلًا لترامب هو مواصلة المفاوضات، ومنع إسرائيل من القيام بعمل عسكري، والعودة إلى سياسة الضغط الأقصى. لا يمانع ترامب في تأجيل المشكلات المعقدة إلى المستقبل، وربما يأمل أن تجبر العقوبات وغيرها من الأدوات المتاحة لإدارته إيران على التراجع في نهاية المطاف. لكن هذا المسار يعيد إحياء السؤال: لماذا لم تحصل حكومة الملالي حتى الآن على سلاح نووي؟".
وكتب ري تاكيه وروئيل مارك غيرشت في مقالهما: "إيران لا تمتلك أفضل المهندسين النوويين، وصناعتها ليست على مستوى عالٍ، لكنها تمتلك شبكة معقدة من الواردات غير القانونية للمواد ذات الاستخدام المزدوج، ومن حيث الموارد البشرية، لا تقل كثيرًا عن باكستان عندما حصلت على القنبلة الذرية في عام 1998".
وذكر المقال أنه على الرغم من الزيادة الكبيرة في مخزونات اليورانيوم المخصب في إيران بين عامي 2021 و2025، لم يقرر خامنئي خلال إدارة بايدن إجراء تجربة نووية.
ومن وجهة نظر كاتبي المقال: "من المحتمل أن يدرك ترامب أن الجولة الثانية من سياسة الضغط الأقصى لن يكون لها فرصة كبيرة لوقف تقدم البرنامج النووي الإيراني. لطالما كانت العقوبات الخيار المفضل لكلا الحزبين السياسيين في واشنطن. في إدارة ترامب الأولى، كان هناك اعتقاد بأن الضغط الاقتصادي يمكن أن يحطم نظام طهران قبل حصوله على القنبلة. الآن، أصبحت زيادة العقوبات على إيران أصعب بكثير، حيث تقف الصين علنًا إلى جانب طهران. العقوبات ليست حلاً فوريًا وتتطلب وقتًا لتكون فعالة. برنامج الأسلحة النووية الإيراني الآن أكثر تقدمًا من أي وقت مضى".
وكتب ري تاكيه وروئيل مارك غيرشت: "لن تظل إيران إلى الأبد دولة على عتبة النووي. في الماضي، كان بإمكان الملالي إظهار قوتهم من خلال الحروب بالوكالة أو التهديد باستخدام صواريخ بعيدة المدى. لكن الآن، وبفضل العمليات الإسرائيلية، هم محرومون حتى من الدفاع الفعال على أراضيهم. خامنئي يبلغ من العمر 86 عامًا؛ فهل سيختار خليفته أيضًا عدم تجربة القنبلة؟ ماذا عن قادة الحرس الثوري الذين يسيطرون على برنامج الأسلحة النووية؟ مع التراجع التدريجي للولايات المتحدة عن الساحة العالمية، يسعى كل من الحلفاء والأعداء إلى الأمن الذي لا يمكن أن توفره إلا قنبلة ذرية".
وأضاف المقال: "في الشرق الأوسط ذي الأغلبية المسلمة، يتلاشى الخوف من الأعداء الخارجيين بسرعة، حيث تدور السياسة الداخلية والخارجية حول القوة الصلبة. الرجال العدوانيون يختبرون الحدود باستمرار. الآن، بعد خمسة أشهر من بدء الولاية الثانية لرئاسة ترامب، لم يعد الملالي يخشون ذلك الرئيس غير المتوقع الذي أمر بقتل قاسم سليماني في عام 2020. وبحسب تعبير "نور نيوز"، الموقع الإعلامي القريب من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: "في قضايا مثل شراء غزة وغرينلاند، وفرض تعريفات جديدة، وحتى المفاوضات المتعلقة بحرب أوكرانيا، بدأ ترامب بتطبيق الضغط الأقصى، لكنه في النهاية ترك مجالًا للتراجع".
وأضاف كاتبا المقال: "أقنعت إدارة ترامب الكثيرين في طهران بأنه لا يرغب في حرب أخرى في المنطقة. تهديداته بالنار والغضب أصبحت تأخذ طابعًا شرق أوسطيًا أكثر فأكثر، حيث تحل الكلمات محل الأفعال. وبالنظر إلى أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في إيران والمنشآت تحت الأرض المحصنة، يصبح الخيار العسكري أقل مصداقية يومًا بعد يوم. بالنسبة لإسرائيل، المسألة الآن هي إما الآن أو أبدًا. لكن الولايات المتحدة تتحلى بالصبر تجاه التهديدات التي تُعتبر وجودية فقط بالنسبة لحلفائها، وليس لنفسها".
وكتب ري تاكيه وروئيل مارك غيرشت في ختام مقالهما: "سيضع خامنئي كل هذه الحقائق في اعتباره عندما يفكر في أخطر قرار في فترة قيادته، وسيجيب على السؤال: هل يجب عبور العتبة النووية؟ السؤال الحاسم هو: إلى أي مدى يرى أميركا بقيادة ترامب مخيفة؟ مصير كل شيء يعتمد على إجابة هذا السؤال".

أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى تشكّك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جدوى المسار الدبلوماسي للحد من البرنامج النووي الإيراني، مؤكدة أنه ما زال يُصرّ على القيام بعمل عسكري ضد إيران.
وفي تقرير نُشر اليوم الأربعاء 28 مايو (أيار)، نقلت الصحيفة عن عدة مصادر مطلعة أن دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، يسعى للتوصّل إلى اتفاق نووي مع إيران، لكن نتنياهو هدّد بأنه سيقصف المنشآت الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران من أجل إفشال هذه المفاوضات.
وأضاف التقرير أن الخلاف حول الطريقة المثلى لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي أدى إلى مكالمة هاتفية متوترة على الأقل بين ترامب ونتنياهو، إلى جانب عقد عدد من الاجتماعات الطارئة بين كبار المسؤولين في البلدين خلال الأيام الماضية.
وفي تصريح أدلى به ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال إنه قد يُعلن خلال اليومين المقبلين عن "خبر جيد" بخصوص جهوده لتقييد البرنامج النووي الإيراني.
وبحسب مطلعين على المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن، فإن أفضل سيناريو محتمل هو إصدار بيان يتضمن مبادئ مشتركة، في حين تبقى التفاصيل قيد الكتمان، وربما تمهّد فقط لجولات تفاوضية لاحقة. ومن بين هذه التفاصيل ما إذا كانت طهران سيُسمح لها بتخصيب اليورانيوم بأي مستوى، وكيف سيتم تقليص أو إخراج مخزون الوقود القريب من مستوى التسلح خارج البلاد.
وكانت "نيويورك تايمز" قد ذكرت في تقرير نُشر في أواخر شهر أبريل (نيسان) الماضي أن إسرائيل كانت تنوي استهداف المنشآت النووية الإيرانية في شهر مايو (أيار)، إلا أن ترامب حال دون تنفيذ هذه الخطة لأنه يرغب في استمرار المفاوضات مع طهران. ومع ذلك، فإن نتنياهو لا يزال يُصرّ على تنفيذ هجوم عسكري دون الحاجة إلى دعم أميركي.
نتنياهو وترامب: خلاف حول استغلال لحظة ضعف إيران
في قلب التوتر بين نتنياهو وترامب يكمن الخلاف حول كيفية استغلال لحظة ضعف إيران لتحقيق أكبر فائدة ممكنة.
وقال مسؤول رفيع في البيت الأبيض أول من أمس الاثنين لموقع "والا نيوز" إن ترامب طالب نتنياهو خلال مكالمة هاتفية بالامتناع عن اتخاذ أي خطوة قد تعرقل مسار المحادثات مع إيران.
وبحسب تقرير لشبكة "كان" الإسرائيلية، فإن نتنياهو أصبح أكثر قلقًا من "تصرفات ترامب غير المتوقعة" تجاه إيران.
وأكدت "نيويورك تايمز" أن نتنياهو يرى أن هشاشة الوضع الإيراني لن تستمر طويلًا، ويعتقد أن الوقت الحالي هو الأنسب لتوجيه ضربة. في المقابل، يرى ترامب أن هذا الضعف فرصة سانحة للتفاوض وإنهاء برنامج التخصيب الإيراني من خلال الحوار.
كما أضافت الصحيفة أن مسؤولين إسرائيليين يخشون من أن يكون ترامب في عجلة من أمره لعقد اتفاق "باسمه"، وقد يوافق في سبيل ذلك على السماح لإيران بالاحتفاظ ببعض منشآت تخصيب اليورانيوم.
وكان نتنياهو قد شدد مرارًا على أن "الاتفاق الجيد الوحيد" هو الذي يزيل كافة البُنى التحتية لمنشآت إيران النووية، سواء في نطنز أو في بقية أنحاء البلاد.
وفي أعقاب لقاء جمعه مع ترامب في البيت الأبيض، أصدر نتنياهو تعليمات للمسؤولين الأمنيين الإسرائيليين بمواصلة التخطيط لشنّ هجوم على إيران من خلال عمليات محدودة لا تحتاج إلى مساعدة أميركية.
ومنذ يومين، زارت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية، كريستي نوم، إسرائيل، حيث التقت بنتنياهو ونقلت إليه رسالة "مباشرة وصريحة" من ترامب تُحذّره من عرقلة مسار المفاوضات مع إيران.

نشر أوليفييه غراندو، المواطن الفرنسي وأحد الرهائن السابقين في سجون إيران، مقطع فيديو حذر فيه من احتمال تنفيذ حكم الإعدام بحق بدرام مدني، ودعا متابعيه إلى إعلان دعمهم لحملة "لا للإعدام" لهذا السجين وغيره من السجناء في إيران.
غراندو، الذي كان سابقًا في الزنزانة ذاتها مع مدني، طالب بوقف فوري لأحكام الإعدام في إيران، وقال: "لا يجب أن يكون هناك قتل قانوني في هذا العالم".
وكان غراندو، وهو رحالة وكاتب وبائع كتب فرنسي يبلغ من العمر 34 عامًا، قد اعتُقل يوم 12 أكتوبر 2022 بالتزامن مع انطلاق انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية" في فندق إقامته في مدينة شيراز، وجرى الحكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة "التجسس والتآمر ضد الجمهورية الإسلامية".
وقد أُطلق سراحه أخيرًا في مارس الماضي بعد أن قضى 887 يومًا في السجن.
وأشار غراندو إلى مصير سجناء آخرين محكومين بالإعدام في إيران، داعيًا المجتمع الدولي إلى أن يكون صوتًا لهؤلاء السجناء وأن يسعى لإلغاء هذه الأحكام.
وكانت مصادر حقوقية قد أفادت سابقًا بأن مدني، السجين السياسي المحكوم بالإعدام، نُقل من سجن إيفين في طهران إلى سجن قزلحصار في مدينة كرج، وهو يواجه خطر الإعدام الوشيك.
وقال غراندو إنه خلال العامين ونصف العام اللذين قضاهما كرهينة في السجون الإيرانية، كان إلى جانب بدرام مدني.
وأضاف: "كنت أنا وبدرام في جناح الإرشاد رقم أربعة في سجن إيفين، وكنا نتناول البيتزا معًا أيام الجمعة. أنا أحبه كثيرًا".
وتابع هذا السجين السياسي السابق قائلاً: "في الأشهر الستة الماضية، بدرام هو الزميل العشرون لي في السجن الذي يواجه تهديدًا بالإعدام".
وكان مدني قد اعتُقل عام 2019 بتهمة "التجسس لصالح إسرائيل"، وصدر لاحقًا حكم بالإعدام بحقه.
وقد تم نقض حكم الإعدام الصادر بحق مدني ثلاث مرات من قبل المحكمة العليا، ولكن في كل مرة، وبعد إعادة النظر في محكمة موازية، أُعيد إصدار الحكم بالإعدام، وتشير الأنباء إلى أن السلطة القضائية عازمة هذه المرة على تنفيذ الحكم بسرعة.
وكان محمود أميري مقدم، مدير منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، قد صرّح في وقت سابق بأن "أحكام الإعدام في إيران، خصوصًا في القضايا المتعلقة باتهامات مثل التجسس، تصدر وتُنفذ دون أي مراعاة لمبادئ المحاكمة العادلة. وهذه الإعدامات هي عمليات قتل خارج نطاق القضاء، وعلى المجتمع الدولي أن لا يلتزم الصمت حيالها".
وفي وقت سابق، وتحديدًا في 30 أبريل 2025، تم إعدام محسن لنكرنشين، السجين السياسي، في سجن قزلحصار بمدينة كرج، بعد توجيه تهمة مشابهة لتلك التي وُجهت لمدني.
وقد أثار تصاعد وتيرة الإعدامات السياسية في الأشهر الأخيرة موجة من الاحتجاجات على الصعيدين الداخلي والدولي، وطالبت منظمات حقوق الإنسان مرارًا بوقف هذه الإعدامات واحترام مبادئ المحاكمة العادلة.
وفي أحد هذه الاحتجاجات، تجمعت مجموعة من عائلات السجناء السياسيين المحكوم عليهم بالإعدام في ساحة الحرية وسط طهران، يوم الثلاثاء 20 مايو 2025.
وفي السياق نفسه، صدر العدد الأول من النشرة الإلكترونية "بامداد بیدار"، التي تهدف إلى نشر الوعي حول السجناء الذين أُعدموا والسجناء الذين ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام في إيران.
وتأتي هذه النشرة كامتداد لحملة "ثلاثاء لا للإعدام"، وتُنشر وتُدار من قِبل مجموعة من السجناء السياسيين داخل إيران.

قال السفير البريطاني في واشنطن، بيتر مندلسون، إن نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم يكن قط، منذ ثورة عام 1979، ضعيفا وهشا كما هو اليوم.
وعلّل مندلسون ذلك بـ: "ضغوط العقوبات، والخسائر التي مُنيت بها القوات الوكيلة للنظام الإيراني في المنطقة، وتراجع الدعم الشعبي للحكم، خاصة بين الشباب".
وأضاف هذا المسؤول البريطاني، في ندوة أقامها معهد المجلس الأطلسي، أن استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم، وهو ما يمكن استخدامه في إنتاج أسلحة نووية، أمر لا يمكن القبول به، قائلاً: "لا يمكننا أن نقبل بهذا الوضع إطلاقاً."
وأكد السفير البريطاني أن لندن تدعم بقوة مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تهدف إلى إزالة منشآت التخصيب والبنى التحتية النووية المرتبطة بها في إيران.
وكان ترامب قد صرّح في 15 مايو 2025، خلال زيارته إلى قطر: "لقد اقتربنا كثيراً من التوصل إلى اتفاق. ربما رأيتم اليوم تقارير تفيد بأن إيران وافقت إلى حد ما على الشروط المطروحة. نحن لن نسمح بأي نشاط نووي في إيران."
وسبق أن أفادت قناة "إيران إنترناشيونال"، في7 مايو 2025، نقلاً عن مصادر مطّلعة، بأن خلافاً أساسياً لا يزال قائماً بين الطرفين بشأن استمرار التخصيب داخل الأراضي الإيرانية، وهو ما يلقي بظلاله على مسار المفاوضات.
وأشار مندلسون إلى المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن بقيادة ستيف ويتكوف، مبعوث الولايات المتحدة لشؤون الشرق الأوسط، وقال: "لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الجهود ستقنع النظام الإيراني بالتعامل بواقعية، والسعي لحل فعلي للخروج من الأزمة."
وفي المقابل، كان المرشد الإيراني علي خامنئي، قد أعرب عن شكوكه وتشاؤمه إزاء نتائج هذه المفاوضات، وذلك خلال كلمة ألقاها في 20 مايو 2025 بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لوفاة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي.
وقال خامنئي: "في عهد رئيسي، كانت المفاوضات غير مباشرة ولم تُفضِ إلى نتيجة. ولا نظن أن شيئاً سيتغيّر الآن، ولا نعلم إلى أين ستصل."
وأكد أيضاً أن إيران لن تطلب إذناً من أحد فيما يخص التخصيب، قائلاً: "نحن نُخصّب وسنُخصّب، ولن نطلب الإذن من أحد."
وفي سياق متصل، أكد السفير البريطاني أن الدول الأوروبية تمتلك أدواتها الخاصة، وأن الترويكا الأوروبية (ألمانيا، بريطانيا، فرنسا) تعمل بجدّ، وبتنسيق وثيق مع الولايات المتحدة، في مسار هذه المفاوضات.
وأشار مندلسون إلى إمكانية تفعيل "آلية الزناد" (Snapback)، التي من شأنها أن تُعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، محذّراً: "الوقت يمر، وعلى إيران أن تدرك خطورة هذا المسار."