خلال 5 سنوات.. حوالي 1500 أستاذ جامعي هاجروا من إيران

أعلن الأمين العام للاتحاد النقابي لأساتذة الجامعات الإيرانية، كارن أبري نيا، عن هجرة ما لا يقل عن 1500 أستاذ في التخصصات الفنية من الجامعات الإيرانية خلال 5 سنوات.

أعلن الأمين العام للاتحاد النقابي لأساتذة الجامعات الإيرانية، كارن أبري نيا، عن هجرة ما لا يقل عن 1500 أستاذ في التخصصات الفنية من الجامعات الإيرانية خلال 5 سنوات.
وقال إبراهيم آزادكان، الأستاذ في جامعة شريف الصناعية، إنه في الظروف الحالية، يغادر أستاذ جامعي كل أسبوع.
ونشر موقع "خبرآنلاين" يوم الثلاثاء 20 أكتوبر (تشرين الأول) مقابلة مطولة مع أبري نيا وآزادكان حول هجرة الأساتذة والطلاب والمناخ الأمني في الجامعات.
وأكدا أن الأجهزة الأمنية ترفض الكفاءات العلمية بذرائع مثل: "وقّع بياناً" أو "ليس متزوجاً" أو "ظهر في صورة بمقهى في أميركا".
وبحسب قول الأمين العام للاتحاد النقابي لأساتذة الجامعات الإيرانية، منذ العام الدراسي 2018-2019 حتى 2023-2024، من بين ستة آلاف أستاذ في التخصصات الفنية والهندسية في الجامعات الكبرى، هاجر 25 في المائة منهم.
في كلية الهندسة الميكانيكية بجامعة طهران غادر حوالي 10 من الأساتذة إما بإحالة أنفسهم إلى التقاعد والذهاب للخارج للاستمرار في العمل أو من خلال أخذ إجازة دراسية وعدم العودة.
وقال أبري نيا مستندا إلى الإحصاءات الرسمية إنه من عام 2000 حتى 2020 هاجر حوالي 66 ألف طالب من إيران، لكن الإحصاءات غير الرسمية تقول إنه في هذه الفترة الزمنية غادر حوالي 200 ألف طالب إيران.
هجرة الأكاديميين تزايدت بعد احتجاجات مهسا
قال أبري نيا إن توقيع بيان من قبل أساتذة الجامعة في عام 2022 والذي طالبوا فيه بالحفاظ على مناخ هادئ في الجامعة تسبب في مشاكل كثيرة لهم وتم إخبار الأساتذة الشباب أساسا بأنه لن يتم تجديد عقودهم.
يذكر آزادكان أيضا أنه بعد احتجاجات "االمرأة، الحياة، الحرية" وخلال السنوات الثلاث الماضية، واجهت جامعة شريف الصناعية "كارثة" بحيث غادر حوالي 70 أستاذا من الجامعة ولم يتم العثور حتى الآن على بديل مناسب لهم.
وأضاف هذا الأستاذ الجامعي: "في هذه الأيام يغادر أستاذ جامعي كل أسبوع، إما يأخذ إجازة بدون راتب أو يخرج من البلاد لحضور مؤتمر أو فرصة دراسية ولا يعود".
وذكر آزادكان أحداث عام 2022 كأيام صعبة لجامعة شريف وقال إنه خلال الاحتجاجات تم الهجوم على الجامعة وتم ضرب العديد من الأساتذة والطلاب "بدون سبب" وكان هناك مناخ أمني شديد جدا في الجامعة.
قامت قوات الأمن وعناصر بملابس مدنية تابعة للنظام الإيراني في 2 أكتوبر 2022 بمحاصرة جامعة شريف، واعتقلت بين 30 إلى 40 طالبا وأطلقت النار على الطلاب الذين أرادوا الخروج من الجامعة.
وقال آزادكان عن الوضع الحالي إنه لا يزال هناك نساء بجانب مدخل جامعة شريف يعطين "إنذارات" للطالبات، وداخل الجامعة مليء بالكاميرات، وما زال يتم إرسال الطالبات إلى لجنة الانضباط بسبب الحجاب الإجباري.
النظام يفرح بهجرة الأساتذة المنتقدين
وقال أبري نيا إنه في بعض الحالات تفرح السلطات بهجرة الأساتذة المنتقدين لأنهم يعتقدون أن هذه المجموعة تسبب "مشاكل".
وعدّد الأمين العام للاتحاد النقابي لأساتذة الجامعات الإيرانية أداء الأمن الجامعي والنظرة الأمنية والسلوكيات المهينة في انتقاء الأساتذة من بين أسباب الهجرة الأخرى. وذكر أبري نيا كمثال أنه تم وضع أستاذ في غرفة ووضع المصحف أمامه وقالوا له "اقرأ". وفي حالة أخرى قيل لأحد الأساتذة الشباب: "لماذا لم تتزوج حتى الآن؟ إذا لم تتزوج حتى العام المقبل فلن نقوم بتجديد عقدك".
وأضاف: "لقد وصل الحال إلى أن يُجلس أستاذٌ درس في أفضل جامعات العالم إلى طاولة ليُستجوب من قِبل شخصٍ لا أدري أهو حاصلٌ حتى على شهادة الثانوية، ليطرح عليه أسئلة عجيبة وغريبة".
وقال آزادكان أيضاً، مثالاً على ذلك، إن لجنة الاختيار في جامعة شريف رفضت شخصاً حصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة برينستون بسبب صورة ظهر فيها مع بعض الفتيات والفتيان في مقهى بأميركا.
لكنه قال إن القصة الحقيقية هي أنهم لا يريدون السماح لمن درس في أميركا بالتدريس في جامعة شريف واعتبروا تلك الصورة ذريعة.
وأضاف أنه قيل لخريج الفلسفة من جامعة السوربون أيضا: "لماذا عدت أصلا؟ لن نسمح أبدا بأن تُدرَّس أفكارك في الجامعة".
وقال أبري نيا في جزء من هذا اللقاء إنه بعد حرب الـ12 يوما انخفضت نسبة هجرة الأساتذة والطلاب، لكن ليس بسبب أن الحرب جعلت الأفراد يتراجعون عن الهجرة، بل لأن الدول الأخرى أصبحت تمنح التأشيرات للإيرانيين بصعوبة أكبر.
ويذكر أنه في الفترة التي كان يتم فيها إصدار التأشيرات بسهولة أكبر، كانت وجهة جزء كبير من الأساتذة هي أميركا وكندا وأوروبا وأستراليا، لكن مؤخرا يهاجرون أيضا إلى الدول المجاورة مثل السعودية وتركيا والإمارات.
وقال آزادكان أيضا عن وضع جامعة شريف إن وجهة الأساتذة المهاجرين في تخصص الفلسفة هي عادة بريطانيا وأميركا وألمانيا.
وبحسب قوله، يهاجر الأساتذة والطلاب في المجموعات الفنية أكثر من العلوم الإنسانية ويذهبون في الغالب إلى الشركات وليس إلى الجامعات.