وكتبت صحيفة "خراسان"، يوم السبت 1 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن كروبي في تصريحاته الأخيرة "وبأسلوب حادّ ولاذع، أعاد قراءة ماضٍ ما زالت جراحه تنزف بجسد السياسة في إيران".
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات كروبي حول انتخابات عام 2009، متهمةً إياه بـ "التنفيس عن العقد مع جرعة من فقدان الإحساس بالزمن"، وأضافت الصحيفة أن خطأ مهدي كروبي لا يقتصر على "تحريف التاريخ" واتهام النظام باتخاذ إجراء كان في محله لحماية الأصوات، بل إن "غياب إحساسه بالزمن" يُعدّ خطأً آخر يُضاف إلى مواقفه.
كروبي، الذي كان أحد المرشحين في انتخابات عام 2009، انتقد مؤخرًا بشكل مباشر المرشد الإيراني، علي خامنئي، محمِّلاً إياه مسؤولية الوضع الحالي في البلاد.
وقال كروبي، يوم الخميس 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خلال لقائه أبناء مير حسين موسوي وزهراء رهنورد، وهما من قادة "الحركة الخضراء" الخاضعين للإقامة الجبرية على خلفية تلك الاحتجاجات: "خامنئي لم يتحمل أصوات الناس في انتخابات 2009، بل دعّم التزوير والقمع الوحشي، واتهمنا نحن بالفتنة وانعدام البصيرة وانعدام الشرف".
وأضاف: "المدّعي بالبصيرة دمّر الاقتصاد والثقافة والأمن والأخلاق، وما ترونه اليوم هو نتاج ذلك النهج الخاطئ".
وفي أبريل (نيسان) 2016، كان كروبي قد وصف خامنئي، في رسالة مفتوحة إلى الرئيس الإيراني آنذاك، حسن روحاني، بأنه "عديم الشرف وحاكم مستبد"، في هجوم حاد وصريح.
وكتبت صحيفة "خراسان": "كروبي الذي خرج لتوه من فترة الإقامة الجبرية ولم يجف بعد حبر ختم خروجه، بدلاً من استغلال هذه الفرصة للدعوة إلى الوحدة، يدقّ طبول الخلاف. ففي وقتٍ تعيش فيه البلاد تبعات الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يومًا والتهديدات الخارجية، كان من المتوقع أن يتحد الساسة من جميع التيارات على أساس التوافق الوطني، لا أن يفتحوا من جديد الجراح القديمة".
كما خصصت صحيفة "صبح نو" صفحتها الأولى، يوم السبت الأول من نوفمبر، لتصريحات كروبي تحت عنوان "حلم الفتنة"، وكتبت أن كلام كروبي الأخير "لا يحمل جديداً يُذكر، بل يعكس الذهنية نفسها والعناد نفسه اللذين أدخلا البلاد في أزمة خلال عام الفتنة".
وفي الوقت نفسه، ذكرت صحيفة "فرهيختكان" أن تصريحات كروبي قد تكون بهدف مواجهة الحكومة، ويمكن تفسيرها كمحاولة لإسقاطها.
وأضافت الصحيفة: "التيار الإصلاحي يسعى، من خلال مكبّر صوت كروبي المتطرف، إلى تمهيد الطريق لانتزاع تنازلات من الحكومة، وإذا لم ترضخ حكومة بزشكيان لهذه التنازلات، فسيعمل على توسيع نطاق الراديكالية في البلاد".
ردود على تصريحات فائزة هاشمي
كما ردّت الصحف الأصولية على التصريحات الأخيرة لفائزة هاشمي، ابنة الرئيس الإيراني الأسبق، أكبر هاشمي رفسنجاني، بشأن وفاة والدها.
وكتبت صحيفة "خراسان" أنها ألقت باللوم في وفاة والدها على أطراف داخلية، دون تقديم دليل، وقارنته بـ "أمير كبير".
ومع اشتداد الجدل حول الخلافات بين روحاني وخامنئي بشأن إدارة النظام الإيراني، عاد الحديث مجددًا عن ملف وفاة هاشمي رفسنجاني.
واتهمت فائزة هاشمي، في مقابلة جديدة، علي خامنئي علنًا بالتورط في وفاة والدها.
وكان محسن هاشمي، نجل الرئيس الأسبق، قد وصف سابقًا وفاة والده بأنها "مريبة"، وقال إن السياسة العامة للنظام كانت تقوم على التعامل مع الحادث بوصفه وفاة طبيعية، وإن المجلس الأعلى للأمن القومي أجرى تحقيقًا "سطحيًا" حول القضية.
وتوفي أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي كان حينها رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، في 8 يناير (كانون الثاني) 2017 عن عمر 82 عامًا، وقيل إنه تُوفي أثناء السباحة في المسبح.
وسبق أن تحدث أفراد من عائلة هاشمي رفسنجاني عن فرضية اغتياله، وقالت فاطمة هاشمي عام 2018 إنها متأكدة من أن وفاة والدها لم تكن طبيعية.
وأضافت أنه تم اكتشاف "كمية كبيرة من المواد المشعة" في المنشفة التي نُقل بها والدها إلى المستشفى.
أما محمد هاشمي، شقيق رفسنجاني، فقال إن التقارير الطبية لم توضّح سبب التوقف المفاجئ لقلبه في المسبح، ولم يصدر الأطباء أي تقرير رسمي بهذا الشأن.
وأشار مدير صحيفة "جمهوري إسلامي"، مسيح مهاجري، في تلميح إلى القائد الأسبق للحرس الثوري الإيراني، يحيى رحيم صفوي، إلى أن أكبر هاشمي رفسنجاني أبلغه بأنه كان على علم بخطط لاغتياله من قِبل بعض المسؤولين في النظام الإيراني.