ووفقًا للبيان، فإن "مسلحين ينتمون لجماعات إرهابية" أطلقوا النار يوم الجمعة 31 أكتوبر (تشرين الأول) على سيارة محمد رضا شاهوزهی، الذي وصفه الحرس الثوري بأنه "رئيس عشيرة شاهوزهی".
وأشار البيان إلى أنه نتيجة هذا الهجوم، الذي وقع على الطريق من خاش إلى زاهدان في منطقة أسكل آباد قرب دهبابيد، فقد أصيب اثنان من مرافقي شاهوزهی، هما إسماعيل شاورزي ومختار أحمد شاهوزهی، بجروح بالغة.
ولقي هذان العنصران من قوات "الباسيج" مصرعهما، يوم السبت الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) بسبب شدة إصاباتهما.
وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تتبن أي جهة أو فرد مسؤولية الهجوم.
ويُذكر أنه بعد أحداث "الجمعة الدامية" في زاهدان خلال سبتمبر (أيلول) 2022، والتي شهدت قمع الاحتجاجات الشعبية في صلوات الجمعة المتتالية في مدن مختلفة من محافظة بلوشستان إيران، قُتل عدد من عناصر الأجهزة الأمنية والعسكرية على يد مسلحين.
كما أسفر هجوم مسلح على مبنى القضاء في زاهدان عن سقوط 9 قتلى على الأقل و22 جريحًا.
وأوضح موقع "حال وش"، المعني بأخبار البلوش في إيران، أن محمد شاهوزهی كان أحد اللاعبين الرئيسين في قمع "الجمعة الدامية" في زاهدان.
وأشار تقرير "حال وش" إلى تفاصيل الهجوم على سيارة محمد شاهوزهی على محور زاهدان- خاش، موضحًا أن السيارة المستهدفة كانت تسير مصحوبة بـ "ثلاث سيارات مرافقة من قوات الأمن"، حين تعرضت لإطلاق نار كثيف من قِبل "مسلحين مجهولين" من مسافة قريبة.
وأضاف التقرير أن أحد مرافقي شاهوزهی الآخر، ويُدعى يعقوب شاهوزهی، أصيب بجروح بالغة أيضًا، وأن حالته الصحية حرجة حتى الآن.
وقدم التقرير شاهوزهی على أنه "من قادة الحرس الثوري المحليين وشركاء إدارة المخابرات في بلوشستان"، مشيرًا إلى أنه نجا من محاولة الاغتيال وأعلن بقاءه على قيد الحياة عبر مقطع فيديو قصير.
وأضافت وسائل الإعلام أن شاهوزهی، خلال السنوات الماضية، كان قائدًا لقاعدة "باسيج كريم آباد" في زاهدان، ولعب دورًا بارزًا في قمع الاحتجاجات، وتهديد عائلات الضحايا، ومحاولة استمالة عائلات الضحايا لمنعهم من المطالبة بحقوقهم.
وكانت قوات الأمن والجيش قد أطلقت النار على المتظاهرين مباشرة بعد صلاة الجمعة في 30 سبتمبر 2022، ما أدى إلى مقتل أكثر من 100 مدني، وهو الحدث الذي أصبح يعرف بـ "الجمعة الدامية".
وفي ديسمبر (كانون الأول) 2024 أعلن علي موحدي راد، رئيس القضاء في بلوشستان آنذاك، أن ضباط الأمن المتورطين في إطلاق النار على المدنيين تمت تبرئتهم من تهمة القتل العمد، وأُصدرت بحقهم عقوبة بالسجن لمدة 10 سنوات فقط.
وطالبت عائلات الضحايا بإجراء تحقيق مستقل دولي حول أحداث "الجمعة الدامية" في زاهدان وخاش.
وأكد تقرير "حال وش" دور شاهوزهی في هذه الأحداث، مشيرًا إلى أن قواته شاركت مباشرة في قمع المصلين، وأحرقت عشرات المحلات التجارية والمجمعات المملوكة للمواطنين في تقاطع رسولی زاهدان.
وذكر التقرير أن أحمد رضا رادان، قائد الشرطة الإيرانية، كلف شاهوزهی مؤخرًا بزيارة عائلات ضحايا "الجمعة الدامية"، وعرض دفع تعويضات مالية عليهم لإقناعهم بالتنازل عن متابعة القضايا القانونية.
وأضاف التقرير أنه بعد محاولة اغتيال هذا القائد المحلي للحرس الثوري، عززت قوات الأمن إجراءاتها على محور خاش- أسكل آباد، وأقامت عدة نقاط تفتيش مؤقتة في المنطقة.