من بينها التعاون مع السلطة القضائية.. إيران تفرض شروطًا صارمة لرفع الحظر عن "تلغرام"

ذكرت وكالة أنباء "مهر"، التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية، أن إيران أبلغت إدارة تطبيق "تلغرام" بأن رفع الحظر عنه مرتبط بقبول مجموعة من الشروط.

ذكرت وكالة أنباء "مهر"، التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية، أن إيران أبلغت إدارة تطبيق "تلغرام" بأن رفع الحظر عنه مرتبط بقبول مجموعة من الشروط.
وأضافت أن تلك الشروط تشمل "تقييد المحتوى الذي يحرّض على النزعات القومية، وحذف المواد المسيئة بناءً على شكاوى المواطنين، والتعاون مع السلطة القضائية الإيرانية، وحظر المروّجين للمحتوى الإرهابي أو المخلّ بالأمن القومي".
وكانت الوكالة نفسها قد أفادت في وقتٍ سابق بأن طهران تجري مفاوضات مع مديري منصة "تلغرام"؛ لرفع الحظر المفروض عليها.
وقال مؤسس "تلغرام"، بافيل دوروف، في مايو (أيار) الماضي، إن "هذا التطبيق لم يحظر أصوات المحتجين في إيران أو روسيا أو بيلاروسيا، ولن يفعل ذلك في أوروبا أيضًا".
وفي مايو 2018، أصدرت النيابة العامة في طهران قرارًا قضائيًا يقضي بحجب تطبيق "تلغرام" في إيران.
وقد وفّرت الاحتجاجات الواسعة، التي بدأت في يناير (كانون الثاني) 2018، بمدينة مشهد وعدة مدن أخرى في محافظة خراسان، ثم امتدت إلى مدن عديدة في البلاد، ذريعة لمؤيدي النظام الإيراني للمطالبة بحجب "تلغرام". وكان يُقدّر في ذلك الوقت أن نحو 40 مليون إيراني يستخدمون التطبيق.
لكن محاولات النظام الإيراني لدفع المواطنين إلى استخدام تطبيقات المراسلة المحلية لم تنجح، إذ يواصل المستخدمون الاعتماد على "تلغرام" و"واتساب" حفاظًا على أمنهم وخصوصيتهم.
"فارس": رفع الحظر عن تلغرام غير مطروح حاليًا
كانت وكالة أنباء "فارس"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، قد ذكرت في 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أنه خلافًا لما نقلته بعض وسائل الإعلام، فإن الخبر المتداول عن تصويت سلبي من المركز الوطني للفضاء الإلكتروني على رفع الحظر "غير صحيح"، مشيرة إلى أن اجتماع المركز شدد على أن اتخاذ القرار في هذا الشأن يجب أن يتم وفقًا للائحة من 32 بندًا صادرة عن المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني.
ووفقًا لتقرير "فارس"، فإن رفع الحظر عن "تلغرام" مذكور في المرحلة الثالثة من هذه اللائحة، وهو مشروط بـ "اعتراف المنصة بسيادة إيران الوطنية"، ولذلك "ليس مطروحًا على جدول الأعمال في الوقت الحالي".
وأضافت الوكالة التابعة للحرس الثوري أن المرحلتين الأولى والثانية من اللائحة لم تُنفّذا بعد بشكل كامل، ومِن ثمّ فإن مناقشة رفع الحظر عن "تلغرام" "خارج نطاق البحث في الظروف الراهنة".
ويُذكر أن رفع الحجب كان أحد الوعود الانتخابية للرئيس الحالي، مسعود بزشكيان، في الانتخابات الرئاسية المبكرة لعام 2024، إذ قال حينها: "سأضع مصداقيتي على المحك من أجل إنهاء مشكلة الحجب".
ولكن بعد فوزه في الانتخابات، وخلال الأشهر الـ 15 الماضية، دعا مسؤولو حكومته المواطنين إلى التحلي بالصبر في ما يتعلق بتنفيذ هذا الوعد، ما أثار موجة من السخط والاحتجاج بين المستخدمين الإيرانيين.
وقال وزير الاتصالات الإيراني، ستار هاشمي، يوم السبت الأول من نوفمبر، إن استخدام برامج كسر الحجب (VPN) يسبب "مخاطر أمنية".
وعلى مدى أكثر من عقدين، أدّت سياسات النظام الإيراني الرقابية إلى تقييد حرية الوصول إلى الإنترنت، مما اضطر العديد من المستخدمين إلى استخدام برامج كسر الحجب للدخول إلى المواقع الإلكترونية، ومنصات التواصل الاجتماعي المحظورة.