وأعلن قائد شرطة مدينة أليكودزر، مسقط رأس سارلك، يوم الأحد 2 نوفمبر (تشرين الثاني)، العثور على جثة شاب داخل مركبة قرب ملعب أرسلان كودرزي، دون أن يذكر هويته.
وقال علي أسداللهي إن الشاب "أنهى حياته بمسدس"، مضيفًا أن القضية "تخضع لتحقيق من قِبل شرطة الأدلة الجنائية لتحديد الدافع والسبب الدقيق للوفاة".
إلا أن عددًا من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أشاروا إلى أن السلطات رفضت تسليم جثمانه إلى عائلته، وتضغط عليهم لقبول الرواية الرسمية عن الانتحار.
ونشر المستخدمون لقطات شاشة من القصص الأخيرة (Stories) في حساب سارلك على "إنستغرام". وفي إحداها، نشر مقطع فيديو لحرق صورة خامنئي، مع صوت مسجّل لشاه إيران السابق، محمد رضا بهلوي.
وفي قصة أخرى مرفقة بوسم (هاشتاغ) "الموت لخامنئي" كتب سارلك:
"إلى متى علينا أن نتحمل الإهانة والفقر والدوس علينا؟ هذه هي اللحظة التي يجب أن تظهروا فيها، أيها الشباب. هؤلاء الملالي ليسوا سوى جسرٍ ليعبر عليه شباب إيران".
وأضاف: "بدلًا من نشر القصص عن أعداء خياليين، أظهروا أنفسكم الآن. هذه هي اللحظة نفسها التي كنتم تقولون فيها: إذا كان الله معنا، فلا يهم أي عدو. الميدان أمامكم.. اثبتوا أنفسكم. أليس في كل مدينة أربعة شبان شجعان؟ سأكون أول من يخرج".
ونشر الشاعر والناشط السياسي من مدينة سبزوار، شهرام صديدي، صورًا لـ "سارلك" على منصة "إكس" وكتب: "نشر هذه القصص وخرج إلى الشارع. بعد ساعات قليلة، عُثر على جثته داخل سيارة مثقوبة بالرصاص. العائلة لم تستلم الجثمان بعد، وتُجبر على القول إنه انتحر".
ووصفه مستخدم آخر بأنه "شاب بختياري وطني"، مدّعيًا أنه قُتل تحت التعذيب على يد وزارة الاستخبارات الإيرانية بعد تسع ساعات من نشر الفيديو.
وكتب مستخدم آخر أن جهاز استخبارات الحرس الثوري اعتقله، و"أُعيد جثمانه المليء بالكدمات وآثار التعذيب إلى عائلته لاحقًا".
ولم تتمكن "إيران إنترناشيونال" من التحقق من صحة هذه الادعاءات بشكل مستقل.
ولم يصدر المسؤولون القضائيون أو الأمنيون أي توضيحات جديدة بشأن ملابسات وفاة سارلك، ما زاد من الغموض وأثار مزيدًا من التساؤلات.
وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الإيرانية عزت العديد من الوفيات المشبوهة في السنوات الأخيرة إلى الانتحار، وهو تفسير يرفضه الرأي العام على نطاق واسع، وغالبًا ما يُقابل بسخرية عبر العبارة المتداولة: "لقد انتحروه".
ومن الأمثلة على ذلك قضية السجينة السياسية السابقة، سارا تبريزي، التي عُثر على جثتها العام الماضي في منزل والديها بطهران، بعد أسابيع من الضغط الشديد والتحقيقات المكثفة من قِبل عناصر الأمن.