وأفاد عراقجي، في مقابلة مع قناة "الجزيرة"، نُشِرت تفاصيلها يوم الاثنين 3 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن النظام الإيراني "مستعد تمامًا للمفاوضات العادلة من منطلق متكافئ وعلى أساس المصالح المتبادلة".
وأضاف: "من وجهة نظري الاتفاق في الملف النووي ممكن تمامًا ولا يوجد ما يعوق ذلك.. موضوع المفاوضات أيضًا هو الملف النووي فقط".
وردًّا على سؤال مراسل "الجزيرة" حول شروط أميركا الأربعة القائلة بالتفاوض المباشر، والتوقف الكامل عن التخصيب، وتقييد برنامج الصواريخ، وقطع الدعم عن الجماعات الوكيلة في المنطقة، أجاب عراقجي بأنها "غير عقلانية وغير عادلة".
وعن شروط التفاوض، قال عراقجي لـ "الجزيرة": "الوقف الكامل للتخصيب مستحيل.. ما لم يحققه الطرف الآخر في الحرب لن يتمكن من تحقيقه في التفاوض.. ونحن لن نتفاوض مع أحد حول قدراتنا الصاروخية؛ لا إنسان عاقل يتخلى عن سلاحه".
وخلال الأيام الماضية نُشرت تقارير في بعض وسائل الإعلام الخارجية عن رسائل من واشنطن إلى طهران لاستئناف المفاوضات.
وكانت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، قد أكدت، يوم الأحد 2 نوفمبر، أن وزارة الخارجية قد تلقت رسائل تتعلق بالمفاوضات، لكن دون تسمية أي دولة.
مخزونات اليورانيوم تحت الأنقاض
في جواب عن سؤال حول مكان مخزونات اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة، قال وزير الخارجية الإيراني: "هي في نفس الأماكن التي كانت قبل الهجوم. لم نعد إليها بعد الحرب".
وأضاف: "معظمها، أو لنقل تقريبًا كلها، تحت الأنقاض، ولن نعتزم إخراجها من تحت الأنقاض، حتى تتوفر الظروف المناسبة لذلك".
وتمتلك طهران أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب، وبعد هجمات أميركا وإسرائيل على المنشآت النووية الإيراني،ة في سياق الحرب التي استمرت 12 يومًا، أثيرت تساؤلات متعددة حول مصير هذه المخزونات.
وأعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، في 19 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن إيران تُخزّن معظم مخزونات اليورانيوم المخصب في منشآت نطنز وفوردو وأصفهان، وأن مفتشي الوكالة لا يُسمَح لهم بالوصول إليها.
ولاحقًا، في 29 أكتوبر أيضًا، حذّر غروسي من أن مفتشي الوكالة رصدوا تحركات حول مواقع تخزين مخزونات اليورانيوم.
وفي مقابلته مع "الجزيرة" قال عراقجي إنه لا يزال غير معلوم من بين نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب كم نسبة ما بقي سليمًا وكم فقد، لأن التقييم غير ممكن إلى أن تُستخرج المخزونات من تحت الأنقاض.
كما وصف عراقجي حجم الأضرار الناجمة عن هجوم أميركا على المنشآت النووية الإيرانية بأنها "كبيرة"، وأضاف أن المباني والمعدات والآلات دُمرت جراء تلك الهجمات.
وكان مدير عام الوكالة الدولية للبطاقة الذرية قد حذر سابقًا من أنه في حال قررت إيران تسليح برنامجها النووي، فإن مخزونات اليورانيوم المخصب قد تكفي لصناعة نحو عشرة رؤوس نووية.