وأضاف كوهين: "أنا متأكد من أن طهران لم تعد تخصّب اليورانيوم حاليًا، وهذا يُعدّ إنجازًا كبيرًا".
وتابع الرئيس السابق للموساد قائلاً: "إن إيران أدركت أمرين: أولهما أن إسرائيل تمتلك القدرة على تدمير منشآتها النووية، وثانيهما- وهو الأهم- أن إسرائيل قادرة على تنفيذ هذه الهجمات مرة أخرى".
وأردف: "لقد دمّرنا أنظمة الدفاع الإيرانية، واستهدفنا مواقع الحرس الثوري، وطاردنا إرهابييهم في غرف نومهم ومنازلهم في طهران ومدن أخرى. وفي النهاية دمّرنا منشآتهم النووية التي كانت تُشكّل تهديدًا وجوديًا لدولة إسرائيل".
وأشار كوهين، الذي ترأّس جهاز "الموساد" الإسرائيلي حتى عام 2012، إلى أنّ النظام الإيراني يعلم جيدًا أننا أنجزنا عملاً باهرًا، ويعلم أيضًا أننا قادرون على العودة مجددًا إذا ارتكب أي خطأ.
وأكد أنّ "العمليات المشتركة والمنسقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل دمّرت المواقع النووية الإيرانية، وأوقفت عملية تخصيب اليورانيوم"، معتبرًا هذه العمليات "نقطة تحوّل في أمن إسرائيل ومستقبل الدبلوماسية في المنطقة".
وأشاد بـ "التنسيق الدقيق" بين إدارة ترامب وإسرائيل والموساد والجيش الإسرائيلي، الذي أتاح تنفيذ الهجوم المشترك على إيران.
وقال كوهين، الذي عمل مع ثلاثة رؤساء أميركيين، في كتابه الجديد "سيف الحرية"، إنه حذّر الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، عام 2015 من أنّ الاتفاق النووي مع إيران (خطة العمل الشاملة المشتركة) خطير للغاية. وأوضح أن أوباما ردّ عليه بالقول: "يوسي، أنت مخطئ تمامًا".
وأضاف أنّه كرّر هذا التحذير لاحقًا للرئيس ترامب خلال ولايته الأولى، وأنّ ترامب قال له: "أنت على حق، هذا أسوأ اتفاق في التاريخ".
وأوضح أنّ عملية "الموساد" عام 2018 للاستيلاء على الأرشيف النووي الإيراني كانت محورية، إذ أثّرت بشكل مباشر في قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من الاتفاق النووي.
وسرد تفاصيل تلك العملية قائلاً: "في ليلة 31 يناير (كانون الثاني) 2018، تابعتُ مباشرة من مقر الموساد تنفيذ فريق من 25 عنصرًا العملية في منطقة تورقوزآباد قرب طهران"، مضيفًا مازحًا: "في الموساد نحب الطقس البارد، لأنه يجعل الناس يلتزمون منازلهم".
وخلال تلك الليلة، استولى عناصر الموساد على 55 ألف صفحة من الوثائق السرّية و183 قرصًا مدمجًا، ونقلوها إلى إسرائيل، وأظهرت هذه الوثائق أن إيران كانت تواصل أنشطتها النووية سرًا أثناء المفاوضات مع الولايات المتحدة والقوى الكبرى.
وفي جزء آخر من حديثه، قال كوهين إنّه يؤمن بأنّ إسقاط النظام الإيراني أمر ممكن، حتى وإن استغرق سنوات، وأضاف: "الشعب الإيراني يعيش تحت نظام مستبد، وكل من يجرؤ على الاعتراض يُعدم أو يُطلق عليه الرصاص. لكنّي أعتقد أن الوقت قد حان، وإذا دعم العالم هذا المسار، فسيحدث ذلك".
وفي الوقت نفسه، ذكرت تقارير إعلامية أنّ مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، جون هيرلي، بدأ جولة تشمل الشرق الأوسط وأوروبا، بهدف زيادة الضغط على النظام الإيراني.
ووفقًا لبيان اطّلعت عليه وكالة "رويترز"، فإنّ هيرلي سيزور في الأيام المقبلة إسرائيل والإمارات وتركيا ولبنان، في أول زيارة له إلى المنطقة منذ تولّيه منصبه، وذلك ضمن إطار حملة "الضغط الأقصى" التي تتبناها إدارة ترامب ضد النظام الإيراني.
وكان نائب وزير الخارجية الإيراني، مجيد تخت روانجي، قد صرح في 27 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بأن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وجّه رسالة إلى المرشد علي خامنئي قبل اندلاع الحرب، حذّره فيها من أنّ فشل المفاوضات سيؤدي إلى نشوب حرب.
وسبق أن صرّح ترامب، خلال زيارته لإسرائيل في 12 أكتوبر الماضي، بأنّه لولا الضربات الأميركية التي دمّرت المنشآت النووية الإيرانية، لكان باستطاعة طهران امتلاك سلاح نووي خلال شهرين فقط.
وفي السياق نفسه، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، يوم الجمعة 31 أكتوبر الماضي، إنّ أجهزة الطرد المركزي الإيرانية "تعرّضت لأضرار جسيمة"، وإنّ الهجمات الأميركية "أوقفت النشاط النووي لطهران إلى حدّ كبير"، مضيفًا أن الوكالة رصدت بعض التحركات داخل المواقع النووية، لكنها لم ترصد أي نشاط ذي صلة بتخصيب اليورانيوم.
ومن جانبه، سخر المرشد الإيراني علي خامنئي، في 20 أكتوبر الماضي، من تصريحات ترامب بشأن تدمير البرنامج النووي الإيراني، واصفًا إياها بأنها "مجرد خيال"، وقال: "إن الرئيس الأميركي يفاخر بأنه دمّر الصناعة النووية الإيرانية. حسنًا، فليحلم كما يشاء. ومن أنتم أصلًا حتى تفرضوا على دولة تمتلك صناعة نووية ما يجب أن تفعل وما لا يجب أن تفعل؟".