وأوضح غروسي، في مقابلة أجراها يوم الجمعة 31 أكتوبر (تشرين الأول)، مع قناة "العربية" الإخبارية، أن "أجهزة الطرد المركزي الإيرانية تضرّرت بالكامل، لكن القدرات التقنية لا تزال قائمة".
وأضاف أن إيران حدّت من تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عقب الهجمات الأميركية، قائلًا: "لا نعلم ما هي الخطوة التالية التي ستتخذها إيران، لكننا لسنا غافلين عن احتمالية استئناف التعاون في المستقبل".
تصريحات غروسي وتأكيدات ترامب
تزامنت تصريحات غروسي مع تصريحات للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي قال مرارًا إن الهجمات الأميركية دمّرت المنشآت النووية الإيرانية تدميرًا كاملاً.
وكان ترامب قد صرّح بأن قصف المواقع النووية الإيرانية بواسطة القاذفات الشبح (B-2) كان "أحد أجمل العمليات العسكرية في التاريخ"، مضيفًا أن تدمير القدرات النووية الإيرانية قضى على "بلطجة" طهران في الشرق الأوسط.
كما قال ترامب إن تلك الضربات ساهمت في إزالة العقبات أمام التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة، مضيفًا: "لو لم نهاجم المنشآت النووية الإيرانية، لخيّمت سحب سوداء على اتفاق إنهاء الحرب في غزة".
غروسي: التعاون مع الوكالة لا يجب أن يكون محل تفاوض مرة أخرى
أوضح غروسي أن إيران أقرّت قوانين جديدة تُوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشددًا في الوقت نفسه على أن "عمليات التفتيش داخل إيران لا ينبغي أن تُعاد إلى طاولة المفاوضات مجددًا".
وأشار إلى أنه كان قد توصّل إلى اتفاق سابق مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بشأن الخطوات الفنية للتفتيش في المنشآت النووية، غير أن طهران تراجعت لاحقًا عن تنفيذ هذا الاتفاق.
وكان الطرفان قد وقّعا اتفاقًا في القاهرة، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، يهدف إلى استعادة وصول الوكالة الدولية الكامل إلى المنشآت النووية الإيرانية.
وفي يوم الأربعاء 29 أكتوبر، قال غروسي إن الوكالة رصدت بعض التحركات في المواقع النووية الإيرانية، لكنها لم ترَ أي مؤشرات على أنشطة كبيرة أو متعلقة بتخصيب اليورانيوم، مؤكدًا أن وجود الوكالة في إيران ما زال محدودًا للغاية.
وفي تقريرٍ سريّ صدر يوم السبت 31 مايو (أيار) الماضي، ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران نفّذت في السابق أنشطة نووية غير معلنة في ثلاثة مواقع تخضع منذ فترة طويلة للتحقيق.
تحرّك مصري لاستئناف المفاوضات
تزامنًا مع تصريحات غروسي، أعلن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أنه حثّ كلاً من إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية على استئناف التعاون فيما بينهما.
وأفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، يوم الجمعة 31 أكتوبر، بأن عبد العاطي وجّه هذه الدعوة في اتصالات هاتفية أجراها مع كلٍ من عباس عراقجي ورافائيل غروسي.
وأوضح البيان أن الجهود المصرية تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة عبر إيجاد حلول سلمية للملف النووي الإيراني، وأن الوزير المصري شدّد على "أهمية استمرار الحوار بين الطرفين، واستئناف التعاون وتوسيعه."
ولا تزال طهران تمنع عمليات التفتيش في المواقع النووية التي تعرّضت للقصف خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل.
الموقف الإيراني
من جهتها، تنفي إيران سعيها إلى امتلاك سلاح نووي، وتؤكد أن برنامجها ذو طابعٍ سلميّ بحت، فيما تبدي الدول الغربية وإسرائيل شكوكًا مستمرة حيال نواياها.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، قد قال يوم الخميس 30 أكتوبر، إن "غروسي ينبغي أن يمتنع عن الإدلاء بتصريحات لا أساس لها بشأن إيران".
وأضاف أن إيران ملتزمة بإطار عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنها "لن تتهاون في الدفاع عن منشآتها بعد العدوان الأميركي والإسرائيلي".
استمرار النشاط في منشآت تحت الأرض
في تطوّر آخر، أفاد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأميركي (CSIS)، في تقريرٍ نُشر يوم الاثنين 27 أكتوبر الماضي، بالاستناد إلى صورٍ التُقطت بالأقمار الصناعية، بأن إيران تواصل أعمال البناء في منشأة نووية ضخمة تحت الأرض قرب موقع "نطنز".
كما نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في 26 سبتمبر الماضي تقريرًا أكدت فيه، استنادًا إلى صورٍ وتحليلات لخبراء، أن إيران لا تزال تبني منشأة عسكرية عميقة داخل جبل يُعرف باسم "كلنغ غزلا"، جنوب موقع نطنز النووي.