وقال خامنئي، في خطاب ألقاه يوم الاثنين 3 نوفمبر (تشرين الثاني): "إن الخلاف بين إيران وأميركا خلاف جوهري، وتعارض مصالح بين تيارَي واشنطن وطهران".
وأضاف أن الطلب الأميركي للتعاون مع إيران لن يُنظر فيه إلا في مرحلة لاحقة، ما لم تقطع الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل بالكامل وتسحب قواعدها العسكرية من المنطقة وتتوقف عن التدخل في شؤونها.
وجاءت هذه التصريحات بعد أن وصف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في مقابلة مع شبكة "سي بي إس"، الاتفاق مع إيران بأنه "مفتاح السلام في الشرق الأوسط”.
وأضاف ترامب أن النظام الإيراني "يرغب في الاتفاق، رغم أنه لا يقول ذلك، وربما لا ينبغي له أن يقول، لأن أي مفاوض جيد لن يقول ذلك”.
ومن جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، يوم الاثنين 3 نوفمبر، مرة أخرى أن طهران لن تفاوض حكومة ترامب بشأن وقف التخصيب بالكامل والقدرات الصاروخية.
خامنئي: أميركا لا تريد سوى الاستسلام
وفي ختام خطابه، قال خامنئي إن أميركا تطلب "استسلام" إيران، وأضاف: "جميع رؤساء أميركا يريدون ذلك، لكنهم لم يقولوه، والرئيس الحالي (ترامب) كشفه بالكلام وأظهر حقيقة أميركا”.
وانتقد خامنئي موقف واشنطن قائلًا: "أميركا حين تستطيع، تهاجم مباشرة، وأميركا حين تستطيع، تفعل كل شيء”.
وكان ترامب خلال حرب الـ 12 يومًا قد طالب مرارًا بـ "استسلام غير مشروط" للنظام الإيراني.
ويصر خامنئي على استمرار سياسات النظام الإيراني في وقت يواجه فيه النظام أزمات متعددة، تشمل انخفاض الإيرادات النفطية، والتضخم المفرط، وتشديد العقوبات الدولية، الاستياء الاجتماعي واسع النطاق.
دفاع خامنئي عن احتلال السفارة أميركا في 1979
مع حلول ذكرى اقتحام السفارة الأميركية في طهران واحتجاز دبلوماسييها، دافع خامنئي عن هذا الإجراء الذي قام به طلاب مؤيدون لمؤسس النظام الإيراني، روح الله الخميني، وقال إن لديهم "مبررًا ودليلًا".
ووصف خامنئي الهجوم على السفارة الأميركية بأنه يوم "انتصار واعتزاز"، مؤكدًا أن هذا الإجراء "كشف عن الهوية والجوهر الحقيقي" للثورة الإيرانية.
ووقع الهجوم على السفارة الأميركية بطهران في 4 نوفمبر 1979، عندما قام مجموعة من الطلاب المعروفين باسم "المؤيدون لخطّ الإمام" باحتلال السفارة؛ احتجاجًا على ما وصفوه بـ "تجسس" الولايات المتحدة، واحتجزوا 52 شخصًا رهائن لمدة 444 يومًا.
وأدى هذا الحدث إلى قطع العلاقات بين طهران وواشنطن، وأصبح نقطة فاصلة في تاريخ السياسة الخارجية للنظام الإيراني.
وقبل ساعات من تصريحات خامنئي، كتب النائب السابق في البرلمان ، علي مطهري، على منصة "إكس"، أن احتلال السفارة الأميركية كان "إجراءً متسرعًا وتحت تأثير التيارات اليسارية".
وأضاف أن "الاستيلاء على السفارة واحتجاز الرهائن كان عملًا غير ضروري"، و"ألحق أضرارًا كبيرة بالثورة الإيرانية".
وتابع مطهري: "لو استمر لعدة أيام فقط، لكان يمكن تبريره، لكن احتجاز الرهائن لمدة 444 يومًا شوه صورة الثورة في العالم، وفي النهاية كان لصالح أميركا”.
كما وصف عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، علي أكبر ناطق نوري، في 12 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، احتلال السفارة الأميركية بأنه "خطأ كبير"، مشيرًا إلى أن "العديد من المصاعب" في البلاد بدأت منذ تلك النقطة.
وأضاف ناطق نوري: "ألا توجد في السفارات الأخرى حول العالم أقسام للمخابرات؟ احتلوا السفارة الأميركية هناك، وردت أميركا بمثل ذلك وأوقفت أموالنا".
وعلى مدى أربعة عقود، اعتبر النظام الإيراني احتلال السفارة الأميركية دليلًا على "الصمود" في مواجهة نفوذ واشنطن.
ووصف مؤسس النظام الإيراني، روح الله الخميني، هذا الحدث بأنه "الثورة الثانية"، وقال: "هذا الحدث أكبر من الثورة الأولى؛ الأولى أزالت نظام الشاه، والثانية تقطع يد أميركا”.