مسؤول إيراني: العراق لا يقبل الضمانات المصرفية الإيرانية



قال غلام حسين محسني إجه إي، رئيس السلطة القضائية في إيران: "إذا كان السجين مؤهلاً للعفو وتاب، فيجب العفو عنه". وأضاف: "إذا أضر إطلاق سراح شخص المجتمع، وكان هذا السجين خطيراً وسيسيئ لكرامة الشعب والنظام، فلا يستحق الشفقة لأنه يضر المجتمع".

أكد حسن باقري نيا، الأستاذ الجامعي المفصول، أن قرار الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بعودة الأساتذة والطلبة المطرودين والموقوفين غير عملي؛ لأن وزير العلوم لا يستطيع حتى تعيين رؤساء الجامعات، إلا بإذن المجلس الأعلى للثورة الثقافية، الذي يُنتخب أعضاؤه من قِبل المرشد علي خامنئي.
وقال باقري نيا، في مقطع فيديو: "يبدو أن مثل هذا القرار غير عملي، بالنظر إلى بنية النظام الشمولي للجمهورية الإسلامية التي تتحكم في إدارة الجامعات".
وأضاف أنه "حتى لو أراد بزشكيان ذلك، فمن المحتمل أنه لن يتمكن من فعل أي شيء؛ بسبب آلية التفتيش على الرأي، التي تحكم الجامعات".
وأوضح أن المجلس الأعلى للثورة الثقافية مؤسسة عُليا تشرف على الجامعات، وتقوم، دون أن تكون لها سلطة التشريع، بصياغة القوانين في هذا المجال.
وبحسب قول هذا الأستاذ الجامعي، فلا يستطيع وزير العلوم حتى تعيين رئيس جامعة دون إذن هذا المجلس.
ويضم هذا المجلس 28 عضوًا، وبحسب قول باقري نيا، فإن 21 منهم على الأقل يتم تعيينهم من قِبل المرشد الإيراني.
وأكد باقري نيا: "يبدو أن المجالس العليا في البلاد جعلت مؤسسة الرئاسة بلا معنى. خامنئي يقوم بكل شيء في المجالس العليا ولا يتحمل أي مسؤولية".
وكان بزشكيان، قد دعا إلى "إعادة النظر في أوضاع الأساتذة والطلبة المطرودين من الجامعات"، وذلك أثناء تقديمه حسين سيمايي صراف وزيرًا للعلوم والبحوث والتكنولوجيا في الحكومة الإيرانية الرابعة عشرة، في 29 أغسطس (آب) الماضي.
وطلب بزشكيان من وزير العلوم، سيمايي صراف، مراجعة عقود جميع الأساتذة، الذين تم فصلهم أو إلغاء عقودهم حتى الآن و"إعادة الطلاب المطرودين".
وقال بزشكيان: "إن الطالب يحتج، وعليّ أن أرد عليه؛ إما أن يكون على حق فأطيعه، وإما أن يكون على خطأ فأرشده".
وتأتي تصريحات بزشكيان هذه في ظل استمرار الضغط الأمني، الذي يمارسه النظام الإيراني على الطلاب المحتجين.
ومؤخرًا، أعلنت يكتا ميرزايي، الطالبة في جامعة طهران، وريحان إبراهيم وندي، الطالبة في جامعة الزهراء، الحكم على كل منهما بالإيقاف عن الدراسة لمدة فصلين دراسيين.
وترجع إدانة ميرزايي إلى معارضتها للحجاب الإجباري، وإبراهيم وندي بتهمة "إثارة الفوضى ونشر الأكاذيب".
وأفادت نشرة "أمير كبير" و"الطلاب المتحدين"، في الأيام السابقة، بأنه تم الحكم على أكثر من 20 طالبًا من كلية العلوم الاجتماعية بجامعة طهران بالإيقاف عن دراستهم، خلال الشهر الماضي.
وقالت كارين أبري نيا، سكرتيرة اتحاد أساتذة الجامعات، أيضًا في مايو (أيار) من هذا العام إن عام 2023 لم يكن عامًا جيدًا للجامعة، وتم فرض جميع أنواع القيود على أعضاء هيئة التدريس.
وبحسب قول أبري نيا، فبالإضافة إلى فرض قيود على نحو 200 أستاذ جامعي، تم أيضًا فصل ما يقرب من 25 أستاذًا من الجامعة.
ومع بداية الانتفاضة الشعبية للإيرانيين واتساع نطاق الاحتجاجات الطلابية، تكثفت الإجراءات الأمنية والقيود التأديبية ضد الطلاب في الجامعات بجميع أنحاء البلاد.
وواجه عدد كبير من الطلاب الطرد أو الإيقاف أو المنع من التعليم، خلال العامين الماضيين.

لا تزال احتجاجات وإضرابات الممرضين في إيران، التي بدأت منذ ما يقرب من شهر، مستمرة، رغم وعد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بتلبية مطالبهم، ودفع مستحقاتهم المتأخرة عن طريق صندوق التنمية الوطنية.
وقد تجمع الممرضون في مدينة بهبهان بمحافظة خوزستان، يوم أمس الأحد الأول من سبتمبر (أيلول)، في أعقاب الموجة الجديدة من احتجاجاتهم.
وتظهر مقاطع الفيديو المنشورة أن المحتجين رددوا في هذا التجمع شعارات، مثل: "الممرض يموت ولا يقبل الذل" و"قاتلنا كورونا ولم نرَ الدعم" و"أيها الممرض اصرخ وطالب بحقك".
يأتي ذلك في حين أن الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، قد قال مساء السبت 31 أغسطس (آب)، في أول مقابلة تلفزيونية مباشرة له: "نحن نعمل على حل مشكلة المعلمين والممرضين والصيادلة والمزارعين".
وأضاف بزشكيان كذلك: "لقد حصلنا على إذن من المرشد، علي خامنئي، بأخذ بعض المبالغ من صندوق التنمية الوطنية وتسوية بعض الديون".
ولم يوضح الرئيس الإيراني حجم المبلغ الذي سيتم استقطاعه لتلبية مطالب الممرضين.
وقد وافق خامنئي، يوم أمس الأحد، على اقتراح رئيس الحكومة الرابعة عشرة في إيران بتخفيض حصة صندوق التنمية الوطنية البالغة 20 بالمائة من عائدات مبيعات النفط والغاز في البلاد بشكل مؤقت.
وكان البرلمان، قد حدد في الجزء الأول من مشروع قانون الموازنة لعام 2024، حصة صندوق التنمية الوطنية من دخل النفط والغاز بنسبة 40 بالمائة، وقد تم تخفيض هذه الحصة الآن إلى النصف بموافقة علي خامنئي.
وقد أعلن وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيراني، محمد رضا ظفرقندي، قبل أسبوع من هذه المقابلة التلفزيونية، أن الحكومة مدينة بمبلغ 7500 مليار تومان للممرضين.
وصرح لموقع "جماران"، يوم السبت 24 أغسطس الماضي، بأن "مجموع مطالب الممرضين يبلغ نحو 7.5 ألف مليار تومان، وتمت الموافقة على دفع مستحقاتهم في أقرب وقت".
وبدأت الجولة الجديدة من احتجاجات وإضرابات الممرضين في الثالث من الشهر الماضي، بمستشفيات مدينة شيراز، جنوب إيران، وامتدت إلى مدن أخرى.
ويعترض الممرضون على عدم الاهتمام بمطالبهم وظروف العمل القاسية، مثل "العمل الإضافي القسري بأجور منخفضة للغاية، والعمل المرهق مع الإهانات والتهديدات" في مكان العمل.
ووصل نطاق هذه الاحتجاجات إلى العاصمة طهران، يوم الأربعاء 21 أغسطس الماضي أيضًا، وتجمعت مجموعة من الممرضين أمام مبنى وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي.
وكان مجلس تنسيق احتجاجات الممرضين، قد أعلن أن زهراء تمدن، المشرفة على الجناح 10 في مستشفى مسيح دانشوري في طهران، تم اعتقالها مع بعض الممرضين في هذا المستشفى من قِبل عناصر الأمن، يوم الثلاثاء 20 أغسطس، بسبب احتجاجهم على ظروف العمل القاسية.

تحدث إسماعيل أحمدي مقدم، رئيس جامعة الدفاع الوطني العليا، في إيران، عن وعد النظام في بلاده بالانتقام لمقتل إسماعيل هنية، قائلاً: "إن إبقاء إسرائيل في حالة من القلق لا يقل عن الضربة العسكرية"، مؤكدًا أن "هذا القلق أثر سلبًا على إسرائيل".

سلطت صحيفة "هم ميهن" الإيرانية، في تقرير لها بعنوان "كارثة الأمية"، نشرته يوم الأحد 1 سبتمبر (أيلول)، الضوء على انتشار "موجة الأمية" بين طلاب المدارس في إيران، خاصة في محافظات: بلوشستان، وخراسان الجنوبية، وخوزستان، بسبب عدم وجود المرافق التعليمية، والفقر المدقع للتلاميذ وأسرهم.
وأشارت الصحيفة، في بداية هذا التقرير المفصل نسبيًا، إلى البيان الرسمي عن متوسط درجات الاختبارات النهائية لمحافظات البلاد، وهو ما يظهر "الوضع الكارثي للغاية" لجميع المحافظات.
ووفقًا لهذا التقرير، فإن هناك "انخفاضًا حادًا جدًا في التعليم" في جميع أنحاء البلاد؛ حيث "يبلغ متوسط درجات الاختبار النهائي لجميع المجالات النظرية أقل من 10 درجات في محافظات: بلوشستان، وكرمان، وهرمزغان، وفارس، وبوشهر، وكهكيلويه وبويرأحمد، وتشهارمحال، وبختياري، ولورستان، وإيلام، وكرمانشاه، وكردستان، وأذربيجان الغربية، وجيلان، وكلستان، وخراسان الشمالية وخوزستان.
الأمية تصل إلى 25 بالمائة بين تلاميذ الصف السادس في بلوشستان
تعيش محافظة بلوشستان أكثر الأوضاع تأزمًا بين جميع محافظات البلاد، وبحسب قول أحد المعلمين في هذه المحافظة، فإنه من بين كل 20 تلميذًا ينتقلون من الصف السادس إلى الصف السابع، هناك ما لا يقل عن أربعة أو خمسة تلاميذ لا يجيدون القراءة والكتابة على الإطلاق.
واعتبر معلمو بلوشستان، في تصريحاتهم لصحيفة "هم ميهن"، عدم وجود مرافق تعليمية كافية، والفقر المدقع للتلاميذ وأسرهم، والتمييز التعليمي وعدم المساواة، من العوامل الرئيسة للوضع التعليمي البائس للتلاميذ في هذه المحافظة.
ووفقًا لقول دانش داد الله زهي، وهو معلم بإحدى مدارس بلوشستان، فإنه "يتعين على طالب المدرسة الابتدائية أن يقطع مسافة 10 إلى 12 كيلو مترًا للوصول إلى المدرسة. وطالب المدرسة الثانوية أيضًا ليس لديه مدرسة على بُعد 20- 30 كيلو مترًا".
كما نقلت صحيفة "هم ميهن" عن الناشطة الاجتماعية، مينا كامران، قولها: "إن جودة التعليم منخفضة للغاية، ولا يعرف الكثير من طلاب المدارس الثانوية جدول الضرب في المناطق الريفية بمحافظة بلوشستان، ولم يتم تعليمهم الكثير من الدروس الأساسية، بل إن البعض منهم لا يعرف الجمع والطرح".
خراسان الجنوبية
نقلت "هم ميهن" عن مدير مدرسة ابتدائية في خراسان الجنوبية، فضل عدم ذكر اسمه، خوفًا من "المراقبة الأمنية"، قوله: "إن بعض الطلاب لا يأتون إلى المدرسة على الإطلاق بسبب الفقر الاقتصادي، وأحيانًا نحضرهم بصعوبة ونجعلهم يجلسون في الفصل... المشكلة أصعب عند الفتيات. عندما يصلن إلى المرحلة الثانوية، يضطررن إلى ترك المدرسة، لأنه يتعين عليهن الذهاب إلى مدينة أخرى للدراسة، ولا تتمكن الأسرة من دفع التكاليف المدرسية، فإما أن يتزوجن أو يبقين في المنزل".
وأضاف: "يقول لنا التلاميذ لماذا يجب أن ندرس؟ إنهم يريدون أن يصبحوا سائقي شاحنة مثل آبائهم، وجُلّ ما يريدونه هو الحصول شهادة دبلوم حتى يتمكنوا من الحصول على رخصة قيادة ويصبحوا سائقين".
خوزستان
قال بيروز نامي، مدرس إحدى المدارس في محافظة خوزستان، لـ "هم ميهن": "إن محافظة خوزستان الغنية بالنفط تواجه مشاكل خطيرة، مثل نقص الوسائل والمرافق التعليمية، وعدم تركيز المعلمين على التعليم؛ بسبب الرواتب المنخفضة للغاية، والوضع الاقتصادي البائس".
وبحسب تقرير "هم ميهن"، فإن فصل الكمبيوتر، الذي يُدرّسه نامي، "يضم 32 طالبًا في بداية العام الدراسي، ويتسرب نحو 17- 18 منهم بحلول نهاية العام".
وشرح هذا المدرس الوضع الاقتصادي البائس للغاية في خوزستان، قائلاً: "طلبت إحدى المدارس من أهالي التلاميذ دفع 600 ألف تومان لمدة عام دراسي واحد. وفور الإعلان عن هذا الموضوع، أخذت 15 عائلة ملفات أطفالها".
ويُشار إلى أن إيران تعتبر من أغنى دول العالم من حيث الاحتياطيات والموارد الطبيعية والجوفية.
ووفقًا للخبراء، فإن نظام الجمهورية الإسلامية الثيوقراطي، من خلال هيمنته، التي استمرت أربعة عقود ونصف العقد على إيران، أهدر عشرات مليارات الدولار من ثروات البلاد على السياسات والأيديولوجيات المغامرة، بدلاً من الاستثمار في الموارد البشرية الهائلة للبلاد والاستخدام الأمثل لثروات وموارد إيران لتحقيق النمو والتنمية المستدامين، وهو الآن غير قادر على التعامل مع الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية الضخمة.