بريطانيا تفرض عقوبات جديدة على مسؤولين وكيانات إيرانية



أعلنت الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وبريطانيا وفرنسا فرض عقوبات وإجراءات فورية ضد إيران لإرسالها صواريخ باليستية إلى روسيا.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الذي سافر إلى لندن الثلاثاء 10 سبتمبر (أيلول) للقاء نظيره البريطاني ديفيد ليمي، إن بلاده ستفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب إرسالها صواريخ باليستية إلى روسيا.
فيما قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن بلادها، إلى جانب فرنسا وبريطانيا، ستتخذ إجراءات فورية لإلغاء اتفاقيات الخدمة الجوية الثنائية مع إيران، ردا على إرسال الصواريخ الإيرانية لموسكو.
وقال بلينكن، إنه من المتوقع أن تستخدم روسيا الصواريخ التي أرسلتها إيران في حرب أوكرانيا خلال الأسابيع المقبلة.
ووصف إرسال الصواريخ الباليستية من إيران إلى روسيا بأنه "تهديد لأمن أوروبا"، وقال إن واشنطن ستفرض المزيد من العقوبات على إيران، بما في ذلك شركة "إيران إير" للطيران.
كما أعلن وزير الخارجية الأميركي أن روسيا تشارك التقنيات التي تسعى إيران إلى الحصول عليها، بما في ذلك التقنيات النووية.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ليمي في مؤتمر صحافي مع بلينكن، في إشارة إلى إرسال صواريخ باليستية من إيران إلى روسيا: "هذا عمل مثير للقلق نشهده من إيران، ويعتبر تصعيدا كبيرا للتوتر".
وأعلنت وزيرة الخارجية الألمانية، الثلاثاء 10 سبتمبر (أيلول)، أنه بالإضافة إلى إلغاء اتفاقيات الخدمات الجوية الثنائية مع طهران، فإنها ستسعى إلى تحديد ومعاقبة الكيانات والأفراد المرتبطين ببرنامج الصواريخ الباليستية لإيران، ونقل الصواريخ والأسلحة الأخرى إلى روسيا.
بريطانيا بدورها أعلنت عن فرض عقوبات جديدة على إيران ردا على إرسال طهران صواريخ إلى روسيا.
وذكرت بريطانيا أن عقوباتها استهدفت 3 أشخاص و4 كيانات إيرانية بسبب دورها في أفعال إيران "العدائية".
كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، قد أشار يوم الاثنين 9 سبتمبر (أيلول،) إلى التقارير التي تفيد بأن إيران أرسلت صواريخ باليستية إلى روسيا، قائلاً إن الولايات المتحدة قالت بوضوح إن هذا الإجراء يمكن أن يكون له "عواقب خطيرة للغاية" على إيران.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول أميركي، أنه على الرغم من تحذيرات الغرب، زودت إيران روسيا بشحنة من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى.
ووفقا لهذا التقرير، ردا على تصرفات طهران، تعمل أوروبا وأميركا على حزمة جديدة من العقوبات ضد إيران.
وسبق أن حذرت الدول الغربية النظام الإيراني من أن إرسال صواريخ باليستية إلى روسيا سيكون له عواقب وخيمة على طهران.
وكانت مجموعة السبع قد هددت بأنها ستدرس في حالة اتخاذ مثل هذا الإجراء فرض عقوبات جديدة، بما في ذلك العقوبات على شركة "إيران إير" للطيران.
وأكد مسؤول أميركي في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، يوم الجمعة 6 سبتمبر (أيلول)، أن هذه الصواريخ تم تسليمها أخيراً إلى روسيا.
وأعلنت مجلة "نيوزويك"، مساء الجمعة 6 سبتمبر (أيلول)، وبعد ساعات من نشر تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" حول إرسال صواريخ باليستية من إيران إلى روسيا، أن وفد إيران لدى الأمم المتحدة نفى، في بيان له، إرسال أي صواريخ باليستية أو أسلحة أخرى إلى روسيا.

قالت وزيرة الخارجية الألمانية إن بلادها، إلى جانب فرنسا وبريطانيا، ستتخذ إجراءات فورية لإلغاء اتفاقيات الخدمة الجوية الثنائية مع إيران، ردا على إرسال طهران صواريخ إلى روسيا.

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في إشارة إلى شحنة الصواريخ الإيرانية إلى روسيا واعتزام موسكو استخدامها في الأسابيع المقبلة، إن هذا الإجراء يهدد أمن أوروبا، وإن واشنطن ستفرض المزيد من العقوبات على طهران، بما في ذلك ضد شركة "إيران إير" للطيران.

حذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير لها من أن مسؤولي النظام الإيراني اعتقلوا أو هددوا أو ضايقوا أفراد عائلات عشرات الأشخاص الذين قتلوا أو أعدموا أو سجنوا خلال الاحتجاجات التي شهدتها إيران على مدى العامين الماضيين، بتهم باطلة.
وأضافت المنظمة أنه بعد عامين من بدء احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" في أواخر سبتمبر (أيلول) 2022، بعد وفاة الشابة مهسا أميني على يد الشرطة، تواصل سلطات النظام الإيراني إجبار أفراد الأسر الذين يطالبون بالمساءلة عن انتهاك حقوق أحبائهم، على التزام الصمت.
وقالت ناهيد نقشبندي، رئيسة قسم الأبحاث في "هيومن رايتس ووتش": "من الضروري أن تدين الحكومات التي تتعامل مع إيران علنا هذه المظالم الرهيبة ضد الأشخاص الذين واجه أحباؤهم في السابق انتهاكات خطيرة لحقوقهم من قبل النظام الإيراني القمعي".
وأشارت المنظمة إلى قضية ما شا الله كرمي، والد محمد مهدي كرمي، وهو متظاهر أعدم في الانتفاضة الشعبية، واتهم بـ"جني الأموال بشكل غير قانوني" و"المشاركة في غسل الأموال".
وفي حكم صدر في 15 أغسطس (آب) من هذا العام، حكمت محكمة جنايات "نظر آباد" على ما شا الله كرمي بالسجن لمدة 8 سنوات و10 أشهر، وغرامة قدرها 19 مليارا و200 مليون ريال، ومصادرة الممتلكات، بما في ذلك السيارات والمنزل السكني.
وتم القبض على كرمي في 22 أغسطس (آب) 2023 من قبل قوات وزارة المخابرات في منزله في كرج، ونقل إلى مركز الاحتجاز التابع لإدارة المخابرات بالمدينة.
وفي بداية سبتمبر (أيلول)، أصدرت مجموعة مؤلفة من 77 من المطالبين بتحقيق العدالة بيانا احتجوا فيه على الضغط والتهديد اللذين يمارسهما النظام الإيراني ضد الأسر المطالبة بتحقيق العدالة، وطالبوا بالإفراج الفوري وغير المشروط عن ما شا الله كرمي، والمعتقلين الآخرين من أهالي الضحايا.
وقالت ناهيد نقشبندي:"سلطات الجمهورية الإسلامية تضطهد الناس مرتين، أولا بإعدام أو قتل أحد أفراد الأسرة، ثم باحتجاز أحبائهم لمطالبتهم بالمساءلة".
وأضافت: "يجب على القضاء الإيراني أن يفرج فورا عن أفراد العائلات الذين تم احتجازهم بشكل غير قانوني، وأن يضمن محاكمات عادلة، وعملية قضائية شفافة لأي شخص متهم بارتكاب جريمة".
كما أشارت "هيومن رايتس ووتش" إلى اعتقال فرامرز براهويي (أبيل)، شقيق إسماعيل أبيل البالغ من العمر 15 عاما، أحد ضحايا الجمعة الدامية في زاهدان، وراميار أبو بكري، شقيق زانيار أبو بكري البالغ من العمر 16 عاما، إلى جانب سياش سلطاني، نجل شيخه سقا، أحد ضحايا الانتفاضة الشعبية في مهاباد.
وتم القبض على فرامرز براهويي في 26 أغسطس (آب) في طريق عودته من زاهدان إلى مشهد عند نقطة تفتيش مدينة "تربت حيدريه"، ونقل إلى مركز الإصلاح والتدريب في محافظة خراسان رضوي.
وحكمت عليه محكمة الأطفال الخاصة في محافظة خراسان رضوي بالسجن 6 أشهر تحت المراقبة بتهم مجهولة.
واعتقل عناصر الأمن "بعنف" أبو بكري وسلطاني في 3 سبتمبر (أيلول).
وأشارت "هيومن رايتس ووتش" في تقريرها إلى اعتقال أحمد وسولماز حسن زاده، والد وشقيقة محمد حسن زاده، من المتظاهرين الذين قتلوا في الانتفاضة الشعبية، على أيدي قوات الأمن في بوكان، في 30 يوليو (تموز).
ووفقا للتقرير، تم الإفراج عن أحمد حسن زاده بكفالة في اليوم التالي، لكن سولماز تم نقلها إلى سجن أورميه، ودخلت في إضراب عن الطعام في 6 أغسطس (آب) احتجاجا على استمرار احتجازها.
كما تم استدعاء أحمد وسولماز في 5 سبتمبر (أيلول) 2023 إلى إدارة مخابرات بوكان للاستجواب، وفي 27 سبتمبر (أيلول) 2023 اعتقلتهما قوات الأمن عند الحاجز بين بوكان وسقز لفترة قصيرة.
وحسن أميني، شقيق محمد أميني، أحد ضحايا الانتفاضة الشعبية، ورعنا كوركور، أخت مجاهد كوركور، وهو سجين محتج حكم عليه بالإعدام، هما شخصان آخران من الأسر المطالبة بتحقيق العدالة، واللذان أشارت "هيومن رايتس ووتش" إلى احتجازهما وطالبت بإطلاق سراحهما.
وتم إطلاق سراح أميني من سجن سنندج المركزي في 29 أغسطس (آب) بعد حوالي 40 يوما من السجن بالسوار الإلكتروني.
وحكم عليه بالسجن 6 أشهر ونصف، في يوليو (تموز) من العام الماضي بتهمة "الإخلال بالنظام العام" لمشاركته في مراسم ضحايا الانتفاضة الشعبية في سقز وبوكان.
كما اعتقلت قوات الأمن رعنا كوركور في طهران في 4 يوليو (تموز) من هذا العام، وأطلق سراحها بكفالة.
وأشارت "هيومن رايتس ووتش" إلى أن النظام الإيراني ضغط مرارا على الأسر المطالبة بتحقيق العدالة الذين قتلت قوات الأمن أحباءهم أو أعدمتهم المحاكم الإيرانية في العقود الأربعة الماضية.
وتشمل هذه التهديدات والضغط أيضا أسر ضحايا احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2019، وكذلك أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية التي تحطمت بإطلاق نار الحرس الثوري عليها في يناير (كانون الثاني) 2020.
موجة جديدة من الاعتقالات والضغوط الأمنية
ووفقا لمنظمات حقوق الإنسان، مع اقتراب الذكرى الثانية لمقتل مهسا أميني، زادت قوات الأمن في إيران من حدة الضغط والقمع من خلال إطلاق موجة جديدة من الاعتقالات لأفراد العائلات المطالبة بالعدالة والناشطين السياسيين المدنيين.
وفي موجة جديدة من الاعتقالات في كردستان ، ابتداء من 31 أغسطس (آب) تم اعتقال ما لا يقل عن 20 شخصا في مدن مهاباد وبيرانشهر، وأشنويه، ودهكلان.
وأصدرت منظمة العفو الدولية بيانا في 21 أغسطس (آب) من العام الماضي قالت فيه إن المسؤولين الإيرانيين كثفوا حملتهم لمضايقة أسر ضحايا الاحتجاجات عشية ذكرى وفاة مهسا أميني، بهدف إسكاتهم، وكذلك إفلات المسؤولين من العقاب.

دعا سجناء 21 سجنا في إيران السلطات إلى وقف دوامة الإعدامات، مؤكدين أن جميع أشكال القمع التي يمارسه النظام تأتي نتيجة فشله في حل مشكلات إيران، ومواجهة احتجاجات الشعب الإيراني.