برلماني إيراني يطالب بخفض التعاون مع الوكالة الذرية والانسحاب من "حظر الانتشار النووي"



من المقرر أن تبدأ محاكمة سيسيل كوهلر، إحدى المواطنات الفرنسيات المعتقلة في إيران منذ حوالي 950 يومًا، يوم الأحد 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، أمام محكمة الثورة. فيما صرحت شقيقتها نعومي كوهلر بأن المحاكمات في إيران ليست عادلة.
وفي مقابلة أجرتها نعومي كوهلر، المحتجزة في الجناح 209 من سجن إيفين التابع لوزارة الاستخبارات الإيرانية، مع صحيفة "زار بروكر" الألمانية، اليوم الجمعة 22 نوفمبر 2024، أكدت أن شقيقتها تُحتجز في ظروف قاسية، مشيرة إلى أن المحامين المكلفين بالدفاع عنها في إيران لا يمكنهم الوصول إلى تفاصيل قضيتها، كما أنهم ممنوعون من زيارتها أو التواصل معها.
وقالت نعومي إن محاكمة شقيقتها ستُعقد بتهمة "التجسس"، لكنها عبرت عن شكوكها قائلة: "لقد أعلنوا مرتين في السابق عن موعد المحاكمة، لكن تم إلغاؤها في المرتين. ولا أعتقد أن محاكمة عادلة يمكن أن تُعقد في إيران".
وأضافت: "أنا متأكدة من شيء واحد فقط: سيأتي يوم يرن فيه هاتفي، وسأسمع صوتها وهي تخبرني بأنها على متن طائرة متجهة إلى باريس".
يذكر أن سيسيل كوهلر وشريكها جاك باريس هما مواطنان فرنسيان معتقلان في إيران منذ نحو 950 يوما.
ووفقًا لمنظمة "هرانا" الحقوقية، أفاد تقرير في 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2024 بأن كوهلر معتقلة في الجناح 209 من سجن إيفين في ظروف نفسية سيئة ودون محاكمة.
وفي 5 نوفمبر 2024، أعلن مسعود ستايشي، المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، أن كوهلر وشريكها "بصحة جيدة"، وأن التهم الموجهة إليهما تشمل "التجسس لصالح جهات أجنبية ضد إيران والتآمر لارتكاب جرائم ضد أمن البلاد". وأوضح أن لائحة الاتهام أُصدرت في 22 فبراير 2023، وأُحيلت إلى الشعبة 15 من محكمة الثورة بطهران، برئاسة القاضي أبو القاسم صلواتي.
وأشار ستايشي إلى أن عدة جلسات استماع عُقدت بالفعل، وحدد موعد الجلسة الجديدة في 24 نوفمبر 2024.
يشار إلى أن سيسيل كوهلر تعمل مسؤولة للعلاقات الدولية في الاتحاد الوطني الفرنسي للعمل في مجال التعليم والثقافة، بينما شريكها جاك باريس عضو في نفس الاتحاد. وكانا قد سافرا إلى إيران لقضاء عطلة في مايو 2022.
وفي أكتوبر 2022، نشرت وسائل الإعلام الحكومية في إيران مقطع فيديو بعنوان "قصة مهمة"، يظهر اعترافات قسرية لسيسيل كوهلر وجاك باريس، حيث زُعم أنهما ينتميان إلى جهاز الاستخبارات الفرنسي.
إلى جانب هذين المعتقلين، هناك مواطن فرنسي آخر يُعرف فقط باسم "أوليفييه" محتجز في إيران، دون توفر تفاصيل إضافية عنه. ووفقًا لمصادر قناة "إيران إنترناشيونال"، فإن هذا المواطن محتجز في مدينة مشهد.
وفي أكتوبر الماضي، صرح جان نويل بارو، وزير الخارجية الفرنسي، بعد لقائه مع عائلات المعتقلين الفرنسيين الثلاثة، بأن هؤلاء الأشخاص "رهائن"، وأكد أن باريس ستواصل جهودها للإفراج عنهم.
كما أصدر باسكال كونفارو، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، بيانًا في 17 أكتوبر 2024 أكد فيه نفس الموقف، مشيرًا إلى أن السلطات الفرنسية تعتبرهم "رهائن".
وفي مايو الماضي، وفي الذكرى الثانية لاعتقال كوهلر وباريس، أدانت وزارة الخارجية الفرنسية "سياسة احتجاز الرهائن وابتزاز السلطات الإيرانية المستمر".
وفي المقابل، وصفت السلطات الإيرانية تصريحات باريس بأنها "تدخلية وغير مقبولة"، ورفضتها بشدة.
ويعتمد النظام الإيراني" سياسة "احتجاز الرهائن"، حيث تقوم باعتقال مواطنين أجانب أو مزدوجي الجنسية للضغط على الحكومات الغربية. ويؤكد نشطاء حقوق الإنسان أن هذه السياسة تُستخدم كورقة ضغط لانتزاع تنازلات من الغرب.

صرح الرئيس الإيراني، مسعود بزشکیان، في خطاب ألقاه من موقع دفن روح الله الخميني، بأن إيران تواجه نقصًا في الكهرباء والماء والغاز والبيئة والعملة، مشيرًا إلى أن البلاد على "حافة الهاوية" في بعض هذه المجالات. وأكد أنه لا يوجد حل لمشكلات الشعب سوى بـ"إحياء النظرة الباسيجية".
جاء ذلك أثناء حضوره تجمعًا عامًا لمسؤولي "الباسيج الطلابي وطلاب العلوم الدينية"، الذي أقيم في ضريح الخميني، اليوم الجمعة 22 نوفمبر (تشرين الثاني).
وقال في كلمته، خلال هذا الحدث: "نحن نعاني نقصًا في كل شيء"، وأوضح أن الموارد في البلاد محدودة، مشيرًا إلى أن "الأموال معروفة، ونحن تحت العقوبات، وطبول الحرب تُقرع يوميًا".
وأعلن أن حل المشكلات غير ممكن بالطريقة الإدارية الحالية، ودعا إلى إحياء "النظرة الباسيجية"، التي كانت سائدة في بدايات الثورة الإيرانية.
ورغم هذه التصريحات، فإن عبد الواحد موسوي لاري، وزير الداخلية في حكومة الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، قال: إن فك انسداد الأوضاع الحالية قد يتطلب "كسب رضا علي خامنئي" أكثر من تعزيز "النظرة الباسيجية".
واقترح وزير الداخلية في حكومة خاتمي على مسعود بزشكيان أن يخبر خامنئي بأن "البلاد وصلت إلى طريق مسدود" حتى يتمكن من الحصول على موافقته لرفع العقوبات.
وتواجه إيران أزمات متعددة الأوجه، منها تأخر دفع المعونات النقدية بسبب ديون متراكمة على هيئة الدعم، التي لم تتمكن من استرداد مستحقاتها من وزارة النفط.
كما أن وزارة النفط لم تدفع تلك المستحقات نتيجة نقص الإيرادات من ارتفاع أسعار البنزين؛ حيث تتجنب الحكومة زيادة الأسعار؛ خوفًا من العواقب السياسية والاجتماعية والأمنية، رغم وجود رغبة لدى بعض المسؤولين الحكوميين لتعديل الأسعار. حتى المراجع الشيعية القريبة من الحكومة حذرت من أي زيادة في أسعار البنزين.
وأعرب رئيس اللجنة الاقتصادية في البرلمان الإيراني، شمس الدين حسيني، عن اعتقاده أن إيران تعاني "اختلالات مركبة"، وأحد أسبابها هو "اختلال نظام الحكم".
وبغض النظر عن المصطلحات مثل "اختلال نظام الحكم"، فإن العقوبات، التي تم إنكار تأثيرها لسنوات، ألحقَت أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية للنظام الإيراني.
ومن بين مظاهر سوء الإدارة، يظهر بوضوح النقص في الاستثمار المناسب على مدى سنوات، مما يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد، خلال فصل الصيف.
وتواجه البلاد مرة أخرى انقطاع الكهرباء خلال فصل الشتاء هذا العام.
ورغم إعلان المسؤولين أن السبب هو تقليل استخدام المازوت للحد من تلوث الهواء، فإن الأدلة والإحصاءات تشير إلى أن محطات الطاقة لا تمتلك الغاز أو الوقود اللازمين للاستمرار في العمل.
وإضافة إلى هذه الأزمات، يزداد الوضع تعقيدًا مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو الذي شدد العقوبات خلال فترة رئاسته الأولى، مما تسبب بمضاعفة سعر الدولار في إيران، وزيادة معدل التضخم ثلاث مرات، وانخفاض صادرات النفط إلى تُسع ما كانت عليه خلال فترة تنفيذ الاتفاق النووي.

أعلنت السلطات الكندية أنها أرسلت ملف مسؤول إيراني رفيع آخر يقيم في البلاد إلى إدارة الهجرة من أجل ترحيله. ووفقًا لهذا التقرير، فقد وصل عدد المسؤولين الإيرانيين الذين تم إرسال ملفاتهم للترحيل إلى 16 مسؤولا، وقد تم إصدار حكم بالترحيل في حالتين حتى الآن.

قال ممثل المرشد خامنئي في محافظة خراسان رضوي، أحمد علمالهدى: "الشعب يواجه موجة غلاء غير منضبط وغير منطقي"، مضيفاً: "ربما يكون هذا الغلاء مؤامرة، من أشخاص مندسين يسعون لإرهاق الشعب وجعله مستاءً من النظام والوطن؟".

تُنذر سياسات حكومة الرئيس مسعود بزشكيان، بعام صعب على ذوي الدخل المحدود في إيران، ومنها خفض قيمة العملة المخصصة لاستيراد السلع وإلغاء الحوافز المقدمة لمتلقي الدعم النقدي، واستبعاد المزيد من مستحقيه.
وتعتزم الحكومة، في مشروع موازنة عام 1404 (2024-2025)، خفض القيمة المخصصة لاستيراد السلع الأساسية من 15 مليار يورو إلى 12 مليار يورو، وزيادة سعر صرف هذه العملة من 28,500 تومان إلى 38,500 تومان.
وتشمل السلع الأساسية: المواد الغذائية، والأدوية، والمواد الأولية للأدوية، والمستلزمات الطبية، والحليب المجفف، والأعلاف الحيوانية، وغيرها. ويعني التغيير في مقدار وسعر صرف العملة المخصصة لهذه السلع زيادة أسعارها.
وهكذا، اتخذت حكومة مسعود بزشكيان اتجاهين لرفع أسعار السلع الأساسية: فمن جهة زادت سعر صرف العملة بنسبة 35 في المائة، ومن جهة أخرى خفضت القيمة بنسبة 20 في المائة. لذلك، في أفضل الأحوال، وحتى دون احتساب خفض قيمة العملة، من المتوقع أن تزيد أسعار هذه السلع بنسبة 35 في المائة تماشيًا مع زيادة سعر الصرف.
وتشكل تغييرات أسعار السلع الأساسية في سلة حساب التضخم للبنك المركزي ومركز الإحصاء وزنًا كبيرًا. ومع ذلك، توقعت الحكومة في مشروع الميزانية معدل تضخم يبلغ 30 في المائة فقط.
ولم يكن هذا الهجوم هو الوحيد للحكومة على قوت الفقراء؛ ففي السنوات الماضية، قدمت الحكومة حوافز لمتلقي الدعم النقدي؛ حيث تم منح مكافآت إضافية لمن استخدم القسائم الإلكترونية بدلاً من الدعم النقدي. لكن مشروع ميزانية (2024-2025) ألغى هذه الحوافز أيضًا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تحرك البنك المركزي لرفع سعر صرف العملة المخصصة للواردات (نيما) قد يظهر تأثيراته قبل حلول العام المقبل على مستوى معيشة الناس.
وأشار عضو اللجنة الاقتصادية في البرلمان الإيراني، حسين صمصامي، إلى أن زيادة سعر صرف العملة المخصصة للواردات قد ترفع، على سبيل المثال، سعر الدجاج من 85 ألف تومان للكيلوغرام حالياً إلى 140 ألف تومان.
وفي الوقت نفسه، بينما أثار التأخير في دفع الدعم النقدي بداية نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي الجدل، أعلن وزير التعاون والعمل والرفاه الاجتماعي، أحمد ميدري، أن الحكومة أصدرت لوائح جديدة لاستبعاد الأفراد الأغنياء من تلقي الدعم النقدي، وأن هذا الإجراء سيتم بشكل تدريجي، وبمراعاة الظروف الاجتماعية.