سينمائيون إيرانيون: قانون الحجاب الجديد إعلان حرب وإهانة للشعب



أكد مركز دراسات "ألما" في إسرائيل أن طهران تستخدم المنظمات المدنية، والمؤسسات الإنسانية والطبية، كغطاء لأنشطة عسكرية واستخباراتية، حيث سافر عناصر من وزارة الاستخبارات وفيلق القدس إلى لبنان تحت غطاء الهلال الأحمر لتقييم وضع حزب الله.
وأشار المركز في تقريره إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها إيران إلى هذه الحيلة، حيث سبق أن استخدمت منظمة الهلال الأحمر كغطاء لأنشطة عسكرية واستخباراتية، وفقًا لما ورد في وثائق "ويكيليكس".
وأوضح المركز أن النمط الإيراني في استخدام المنظمات المدنية، وخصوصًا المؤسسات الإنسانية والطبية، لتنفيذ أنشطة استخباراتية وعسكرية معروف في دول مثل سوريا والعراق واليمن، وتم توظيفه مرارًا في لبنان.
وأفادت وكالة "رويترز" أمس الأربعاء 4 ديسمبر (كانون الأول)، نقلًا عن أربعة مصادر، بأن حزب الله يعاني من تراجع عسكري ملحوظ نتيجة الضغط الإسرائيلي، لكنه يسعى لإعادة بناء قواته ومخزونه ليظل تهديدًا طويل الأمد للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
وفي وقت سابق من هذا العام، كشف ياسين رامين، المدير السابق للهلال الأحمر، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال" تفاصيل عن استغلال الحرس الثوري للهلال الأحمر وما وراء الكواليس لجهود "المساعدات الإنسانية" التي قُدمت إلى غزة. وأشار إلى نقل أسلحة وذخائر وإرسال عسكريين تحت غطاء فرق الإغاثة، مؤكدًا أن الهلال الأحمر لديه مكاتب أو مراكز طبية في 30 دولة، حيث ينشط الحرس الثوري تحت غطائه.
وأضاف تقرير "ألما" أن الهلال الأحمر الإيراني أرسل خلال حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله فرقًا إلى لبنان تحت شعار "مساعدة المدنيين"، لكنهم كانوا في الواقع عناصر من فيلق القدس قدموا لدعم حزب الله.
وبيّن التقرير أن هذه الفرق حملت معدات طبية في الظاهر، لكنها نقلت أسلحة وتجهيزات عسكرية. وأوضح أن هذا الأسلوب الإيراني معروف منذ تسعينيات القرن الماضي ولا يقتصر على منطقة الشرق الأوسط.
وفي أبريل (نيسان) 2019، صرح سعيد قاسمي، القائد السابق في الحرس الثوري، في مقابلة تلفزيونية بأن "الحرس" نفذ أنشطة عسكرية في حرب البوسنة (1992-1995) تحت غطاء الهلال الأحمر، وقال: "كنا نعمل كفرق هلال أحمر لتدريب المقاتلين الجهاديين في البوسنة".
وخلص تقرير "ألما" إلى أن وجود فرق الهلال الأحمر الإيراني في لبنان خلال العام الماضي يعكس تصميم إيران على تعزيز دورها في جميع الجوانب العسكرية والمدنية لأنشطة حزب الله. وأشار إلى أن إيران عازمة على إعادة بناء قدرات حزب الله العسكرية بشكل سري باستخدام منظمات مدنية مثل الهلال الأحمر، الذي يتم إرساله تحت ذريعة إعادة إعمار المنازل في لبنان.

قال عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، عباس كلرو: "إيران ستقف إلى جانب سوريا بقوة حتى النهاية لمواجهة الإرهاب. ولن تسمح بتحقيق ما يسعى إليه الآخرون في سوريا". وأضاف: "طهران وقفت إلى جانب سوريا لسنوات، والآن تستجيب لطلب الحكومة السورية".

صرّح مستشار الشؤون الدولية والاتفاقيات التجارية في منظمة تنمية التجارة الإيرانية، ميرهادي سيدي، قائلًا: "في بلادنا، لا القوانين الداخلية تسهّل التواصل مع العالم، ولا العقوبات تسمح بذلك، ما أدى إلى تأخر إيران 30 عامًا".

صرّح مسعد بولس، مستشار الرئيس ترامب لشؤون الشرق الأوسط، بأن للرئيس الأميركي الجديد ثلاث أولويات في التعامل مع إيران، هي: منع إيران من الوصول إلى السلاح النووي. ومواجهة برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني. والقضاء على الجماعات التابعة لطهران في المنطقة.
وأشار بولس، وهو أميركي من أصل لبناني ووالد زوج ابنة ترامب، إلى أن إيران لا ينبغي أن تصبح قوة نووية، معتبرا أن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني يشكّل تهديدًا لدول الخليج. كما أكد أن الجماعات التابعة لإيران في غزة ولبنان والعراق واليمن تسبب مشاكل كبيرة للمنطقة.
وأضاف أن ترامب بعد توليه السلطة سيعيد تطبيق سياسة "الضغط الأقصى" ضد إيران.
سياسة الضغط الأقصى ونتائجها خلال فترة ترامب الأولى
يشار إلى أنه في فترة ترامب الأولى (2016-2020)، كان هدف سياسة الضغط الأقصى تقليص صادرات النفط الإيراني إلى الصفر. وفي هذا السياق، فُرضت أشد العقوبات النفطية على إيران، ما أدى إلى خفض صادراتها النفطية من 2.8 مليون برميل يوميًا إلى أقل من 200 ألف برميل يوميا.
تبعات سياسة المهادنة في عهد بايدن
ومع وصول جو بايدن إلى السلطة في عام 2020، تخلّت إدارته عن سياسة الضغط الأقصى، واتبعت نهجًا أُطلق عليه اسم "المهادنة القصوى". وشمل هذا النهج الإفراج عن 6 مليارات دولار من أصول إيران المجمدة في كوريا الجنوبية، وتجاهل صادرات النفط الإيراني غير المشروعة، ما أدى إلى زيادة صادرات النفط الإيرانية إلى ما بين 1.7 ومليوني برميل يوميًا.
دعم إيران للهجمات الإقليمية وآثارها الاقتصادية
في ظل إدارة بايدن، لم تقترب إيران من أي اتفاق مع الولايات المتحدة، بل زادت من سياساتها العدائية. وقام النظام الإيراني، بقيادة خامنئي والحرس الثوري، بدعم الهجمات التي شنتها المجموعات التابعة له، مثل حماس وحزب الله، بهدف مواجهة اتفاقيات التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل.
وقد أدى الهجوم الذي شنّته حماس بدعم من إيران على إسرائيل إلى عواقب اقتصادية وخيمة داخل إيران، حيث ارتفع سعر الدولار من 49 ألف تومان قبل الهجوم إلى 72 ألف تومان حاليًا. ونتيجة لذلك، فقدت العملة الإيرانية 50 في المائة من قيمتها، ما ألقى عبئًا اقتصاديًا كبيرًا على الشعب الإيراني الذي يتحمل تكلفة هذه السياسات.
تحالف دولي غير رسمي ضد النظام الإيراني
في الوقت الراهن، يبدو أن الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل تتجه نحو توافق أكبر في مواجهة البرنامج النووي الإيراني، وبرنامج الصواريخ، ودعم طهران لوكلائها في المنطقة. وقد يؤدي تصاعد التهديدات الإيرانية إلى أن ترى هذه الأطراف أن تكلفة مواجهة مباشرة مع إيران أقل من تكلفة احتوائها.
وفي النهاية، يبدو أن سياسات طهران العدائية دفعت المجتمع الدولي نحو مزيد من الوحدة في مواجهة تهديداتها.
وفي المقابل تعتبر تصريحات عباس عراقجي حول احتمال انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) بمثابة تهديد مباشر لبناء قنبلة نووية، وتجسّد تصاعد التوتر واتجاه الأمور نحو مواجهة محتملة.

قال مستشار ترامب لشؤون الشرق الأوسط، مسعد بولس، لصحيفة "لوبوان" الفرنسية: "إن الرئيس ترامب سيمارس أقصى قدر من الضغط على إيران مرة أخرى، وأنتم تشهدون ذلك بالفعل". وأضاف أن "طهران بدأت بعد انتخابه مباشرة في تغيير سياساتها في المنطقة".