وزير الخارجية الإيراني: لن نتفاوض مع أميركا بشكل مباشر إذا استمرت "الضغوط القصوى"



كتبت صحيفة "التلغراف" البريطانية في تقرير لها أن مسؤولي النظام الإيراني قلقون من هجوم محتمل تقوم به إسرائيل أو أميركا، ولذا فقد تم وضع المنشآت النووية في حالة تأهب قصوى.
وبحسب مصدر مطلع، يعتقد المسؤولون الإيرانيون أن هجومًا كبيرًا من قبل الولايات المتحدة قد يهدد وجود النظام الإيراني.
وأوردت الصحيفة البريطانية في تقريرها، اليوم الثلاثاء 7 مارس (آذار)، نقلاً عن مصدرين حكوميين في إيران أن النظام الإيراني نشر أنظمة دفاع جوي جديدة حول المواقع النووية والصاروخية الرئيسية لتعزيز الدفاعات ضد الهجمات المحتملة.
وقال مصدر مطلع في هذا الشأن: "المسؤولون الإيرانيون ينتظرون الهجوم كل ليلة وكل شيء في أعلى مستويات الإنذار والاستعداد، حتى في المواقع التي لا يعرف أحد مكانها."
وأضاف المصدر أن تعزيز المنشآت النووية قد بدأ منذ سنوات، لكنه ازداد في الأشهر الأخيرة بعد أول هجوم شنته إسرائيل على الأراضي الإيرانية. حيث قامت إسرائيل بمهاجمة إيران هذا العام مرتين في أبريل (نيسان) وأكتوبر (تشرين الأول).

وطوال عقود، كان هناك صراع بين النظام الإيراني وإسرائيل فيما يُعرف بـ"حروب الظل". حيث هاجمت طهران مصالح إسرائيل باستخدام شبكات من الجماعات الوكيلة مثل حماس وحزب الله، بينما نفذت إسرائيل عمليات اغتيال ضد المسؤولين الإيرانيين والعلماء النوويين، فضلاً عن الهجمات الإلكترونية على إيران.
ومنذ العام الماضي وبعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل، تزايدت هذه الصراعات بشكل أكثر وضوحًا.
وفيما يتعلق بالقلق من هجوم آخر من إسرائيل على إيران، كتبت وكالة "بلومبرغ" نقلاً عن مصادرها أن التطورات الأخيرة، بما في ذلك تصريحات ترامب والتقارير حول خطط إدارته لمهاجمة إيران، قد زادت من تعزيز الدفاع الجوي الإيراني.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، هدد ترامب النظام الإيراني بالقصف في حالة عدم التوصل إلى اتفاق.
هجوم كبير من أميركا قد يهدد وجود النظام الإيراني
وقال مسؤول إيراني لـ"بلومبرغ" إن أي هجوم كبير يمكن أن يضعف الدفاعات الإيرانية التي تضررت بشدة من الهجمات الإسرائيلية.
وأضاف: "تم نشر العديد من منصات الإطلاق الجديدة في النظام الدفاعي الإيراني، ولكن طهران تعلم أن هذه المعدات قد لا تكون فعالة في حالة الهجوم الواسع."
وبحسب التقرير، فقد عززت إيران دفاعاتها الجوية لحماية منشآتها النووية بأنظمة "إس-300" الروسية في السنوات الأخيرة، ولكن هذه الأنظمة ليست قوية بما يكفي لمواجهة الأسلحة المتقدمة من إسرائيل. ولهذا السبب، قامت طهران بالضغط على روسيا لتسريع تسليم أنظمة صواريخ "إس-400".

وقال مسؤول إيراني آخر لـ"التلغراف" إن هناك مخاوف في طهران من احتمال حدوث هجوم أكبر من أميركا يمكن أن "يهدد وجود النظام الإيراني".
وفي السياق، كان مستشار الأمن القومي الأميركي، مايكل والتز، قد قال أول من أمس الأحد إن جميع الخيارات مطروحة في التعامل مع النظام الإيراني، وأكد أن ترامب مستعد للتفاوض مع إيران فقط إذا تخلت عن "برنامجها النووي بالكامل".
وقال جيسون برادسكي، رئيس مجلس السياسات في "التحالف ضد إيران النووية" لـ"التلغراف" إن أميركا لديها عدة طرق لدعم إسرائيل في مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
وأضاف: "يمكن لأميركا أن تدعم إسرائيل سياسيًا أو من خلال المعلومات الاستخباراتية وعمليات الاستطلاع الجوي. كما يمكنها تقديم المساعدة في نقل الذخائر المتقدمة والمركبات لتدمير البرنامج النووي الإيراني."
ويقول المحللون إنه من غير المرجح أن تتمكن إسرائيل من تدمير المنشآت النووية الإيرانية دون دعم من أميركا.
وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" قبل منتصف هذا الشهر بأنه من المحتمل أن تستهدف إسرائيل منشآت "فوردو" و"نطنز" في هجوم وقائي في الأشهر المقبلة، مما قد يؤخر المشروع النووي الإيراني لعدة أسابيع أو حتى أشهر.
وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" استنادًا إلى تقارير من وكالات الاستخبارات الأميركية في بداية فترة رئاسة ترامب، بأن إسرائيل كانت تدرس خططًا للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
وأعرب ترامب وإدارته في الأسابيع الماضية عن رغبتهم في التفاوض مع النظام الإيراني، ولكنهم أوضحوا أيضًا أنه في حال فشل المفاوضات، فإن الخيار العسكري سيظل على الطاولة.

قال وزير الزراعة الإيراني، غلام رضا نوري قزلجه، ردًا على سؤال حول سبب حصول وزارة الزراعة على ترخيص من رؤساء السلطات الثلاث لاستيراد البطاطس: "إن هذا الموضوع كان مجرد مزحة إعلامية". رغم تصريح الوزير سابقًا بأن رؤساء السلطات قد أصدروا ترخيصًا بهذا الشأن.

انتقد المدير العام السابق للعلاج باللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في إيران، سعيد صفاتيان، أداء وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي في علاج الإدمان، ووصفه بأنه "أداء غير مُرضٍ".
وأشار إلى أن حوالي مليون شخص من أصل أربعة ملايين متعاطٍ للمخدرات في إيران يخضعون لبرامج العلاج بالميثادون.
وفي مقابلة مع وكالة أنباء "إيلنا" اليوم الثلاثاء 25 فبراير (شباط)، انتقد صفاتیان سياسة وزارة الصحة الصارمة تجاه مراكز علاج الإدمان.
وأعرب عن قلقه من أن نقل توزيع أدوية علاج الإدمان إلى الصيدليات قد يؤدي إلى خروج المدمنين من النظام العلاجي، كما قد يشجع الشباب والمراهقين على تعاطي المخدرات بسبب سهولة الوصول إليها في الصيدليات.
وفي نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تجمع عدد من المعالجين للإدمان أمام مبنى وزارة الصحة احتجاجًا على التوزيع الحر للأدوية في السوق.
وأكدوا أن توزيع أدوية علاج الإدمان في الصيدليات يخالف قانون مكافحة المخدرات، وحذروا من أن ذلك قد يؤدي إلى عواقب لا يمكن إصلاحها.
وأشار صفاتیان في حديثه إلى وجود ما بين ثلاثة إلى أربعة ملايين مدمن وأكثر من ثمانية آلاف مركز لعلاج الإدمان في إيران، منتقدًا وزارة الصحة لإعاقتها نمو هذه المراكز ومنعها من التطور من الناحيتين الكمية والنوعية.
وأكد أن مراكز علاج الإدمان أُنشئت لتقديم العلاج الدوائي إلى جانب الخدمات النفسية والاجتماعية، محذرًا من أن الاعتماد فقط على الأدوية في الظروف الحالية قد يؤدي إلى فشل العلاج وتفاقم أزمة الإدمان في إيران.
ودعا صفاتیان وزارة الصحة إلى الاستثمار في القطاع الخاص، مشيرًا إلى وجود أكثر من 7500 مركز علاج يعمل فيها 40 ألف طبيب وأخصائي نفسي، ويغطون مليون شخص. وطالب الوزارة بالاعتراف بهذه المراكز ودعمها.
كما أشار صفاتیان في 20 فبراير (شباط) إلى أن الإحصاءات الحقيقية لإدمان الطلاب أعلى من الأرقام الرسمية، محذرًا من أن انخفاض أسعار المخدرات وسهولة الوصول إليها في إيران يدفعان المراهقين نحو التعاطي. وأكد أن هذا الوضع يُظهر ضعف برامج الوقاية.

صرّح صادق زيباكلام، الناشط الإصلاحي، لصحيفة "شرق" قائلاً: "أنا أعارض بشدة خيار تغيير النظام، فالإطاحة به ليست حلاً ولا تقدمًا ولا خطوة إلى الأمام". وأضاف: "لدينا العديد من المشاكل في عام 2025، لكن لا يوجد طريق مسدود أو انهيار".

وصف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، مخاوف المجتمع الدولي من احتمال وصول إيران إلى أسلحة نووية بأنها "نقاش مُشتت للانتباه"، قائلًا إن العالم يجب أن يكون قلقًا بشأن ترسانة إسرائيل النووية.
وقال عراقجي يوم الاثنين 24 فبراير (شباط) خلال مؤتمر نزع السلاح النووي التابع للأمم المتحدة في جنيف بسويسرا إن إيران "تقوم بأنشطتها النووية السلمية تحت إشراف معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (NPT) وتعاونت بشكل كبير مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأضاف: "على عكس ما يُثار حول البرنامج النووي الإيراني، فإن التهديد الحقيقي اليوم يتمثل في الدول التي تمتلك أسلحة نووية، والتي لديها أكثر من 12 ألف رأس نووي".
وخلال الأسابيع الأخيرة، تصاعدت التكهنات حول مصير الملف النووي الإيراني واحتمال قيام إسرائيل بشن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية.
وحذر رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في 20 فبراير من أن طهران تقول إنها لا تسعى لصنع أسلحة نووية، لكنها لا تتعاون مع الوكالة لإثبات ذلك.
وفي 22 فبراير، قال دوغ بيرغ، وزير الخارجية الأميركي، إن إدارة دونالد ترامب تعتبر وصول إيران إلى أسلحة نووية "تهديدًا وجوديًا".
وأضاف بيرغ: "هذا سيغير العالم، وهذه الإدارة، مع حلفائها، ستضمن أن لا يحدث ذلك".
ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" في 12 فبراير تقريرًا يشير إلى أن إسرائيل قد تستهدف منشآت فردو ونطنز في هجوم استباقي خلال الأشهر المقبلة لتأخير البرنامج النووي الإيراني لعدة أسابيع أو حتى أشهر.
واتهم وزير الخارجية الإيراني، خلال كلمته في جنيف، إسرائيل بامتلاك أسلحة نووية، قائلًا إن هذا الأمر يشكل "تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الإقليمي والعالمي".
وأعرب عراقجي عن قلقه من جهود إسرائيل ودول أخرى لـ"زيادة عدد ونوعية الرؤوس النووية وأنواع جديدة من الأسلحة النووية، بالإضافة إلى التهديدات باستخدام هذه الأسلحة في عقائدها الأمنية"، مضيفًا: "يبدو أن هذا نقاش مُشتت يهدف إلى لفت الانتباه إلى إيران".
وشدد على ضرورة اتخاذ إجراءات لمساءلة الدول التي تمتلك أسلحة نووية بشأن "التزاماتها الدولية"، قائلًا إن العالم يجب أن يجبر إسرائيل على "التخلص الكامل وغير القابل للتراجع من أسلحتها النووية ووضع جميع أنشطتها النووية تحت الرقابة الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية".
جدير بالذكر أن إسرائيل لم تعلق رسميًا على امتلاكها أسلحة نووية.
جاءت تصريحات عراقجي في وقت أعلن فيه عدد من المسؤولين الإيرانيين في الأشهر الأخيرة عن احتمال تغيير "العقيدة النووية" لطهران.
وقال كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية ومستشار المرشد علي خامنئي، في 1 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 إن إيران قد تغير عقيدتها النووية إذا تعرضت لـ"تهديد وجودي".
وأضاف خرازي أن إيران تمتلك "القدرة اللازمة" لصنع أسلحة نووية و"لا تواجه مشكلة" في هذا الصدد.
من جانبه، أكد أحمد نادري، عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، في 16 نوفمبر 2024 على ضرورة تغيير العقيدة النووية الإيرانية، معترفًا بأن على إيران التوجه نحو اختبار قنبلة نووية.