مسؤول في الحرس الثوري الإيراني:سيتم تنفيذ عملية الوعد الصادق 3 ضد إسرائيل في الوقت المناسب



قالت الناشطة الإيرانية الحقوقية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، نرجس محمدي، التي كانت قد أعلنت سابقًا أنها لن تتوقف عن النضال ضد النظام الإيراني، في مقابلة مع مجلة فرنسية، إن الشعب الإيراني يرغب في الانتقال من النظام الحالي إلى "الديمقراطية العلمانية".
وفي المقابلة التي نُشرت مع مجلة "لونوفيل أوبس" اليوم الخميس 27 فبراير (شباط)، قالت الحاصلة على جائزة نوبل للسلام: "الشعب الإيراني، بناءً على التجارب التاريخية والجهود المستمرة والواسعة للمجاهدين على مدار 46 عامًا، أصبح الآن يرغب في الانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية. أي تغيير النظام الحالي".
ووصفت محمدي نظام إيران بأنه "غير مسؤول أساسًا"، مؤكدة أنه "لا يمتلك القدرة على الديمقراطية، والحرية، والمساواة".
يشار إلى أن محمدي قضت أكثر من عشر سنوات في السجون، ومنذ 14 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وهي في إجازة طبية مؤقتة خارج السجن.
ومنذ بداية أنشطتها الحقوقية، تم الحكم على محمدي من قبل القضاء الإيراني بأكثر من 36 عامًا في السجن، و154 جلدة، وعقوبات غير عادلة أخرى. وكانت قد قضت 135 يومًا في الحبس الانفرادي.
وفي شرحها لأسباب رغبة الشعب الإيراني في الانتقال من النظام الحالي، أوضحت محمدي أنه "نظام غير قابل للإصلاح، بالإضافة إلى كونه نظامًا غير كفء".
وأكدت محمدي أن "إيران أصبحت رمزا للاستبداد، وأصبح النظام أحد العوائق الرئيسية أمام حصول الشعب على الديمقراطية". وقالت إنه "لم يعد هناك شك في نهاية النظام، وأنه الآن في مرحلة الانهيار الداخلي".
تجدر الإشارة إلى أن هذه الناشطة السياسية، التي هي في إجازة طبية للعلاج، قد حصلت في السنوات الأخيرة على العديد من الجوائز الدولية بسبب أنشطتها في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك جائزة نوبل للسلام، وجائزة حرية الصحافة العالمية من اليونسكو/غييرمو كانو، وجائزة الشجاعة من صحافيين بلا حدود.
وفي فبراير (شباط)، ألقت محمدي خطابًا عبر الفيديو أمام لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الإيطالي، حيث طالبت بدعم النساء الإيرانيات في نضالهن ضد الفصل العنصري الجنسي، وأكدت أن نظام طهران غير قابل للإصلاح، وأنه "نظام غير مسؤول أساسًا، ولا يمتلك القدرة على الديمقراطية، والحرية، والمساواة".
وفي حديثها مع مجلة "لونوفيل أوبس"، أكدت محمدي على دور الشعب في إحداث التغيير، وقالت: "من المهم أن نلاحظ أن هذا التغيير الجذري في إيران يقوم على إرادة ووعي ورغبة الشعب الإيراني".
وأكدت محمدي أن "الانتقال من النظام الحالي يهدف إلى إنشاء هيكل ديمقراطي علماني، حيث يتم ضمان حقوق الإنسان وحقوق النساء، ويتم تحقيق المجتمع المدني كأساس لمشاركة الشعب وتعزيزه".
وسبق أن قالت محمدي في مقابلة مع صحيفة "لاستامبا" الإيطالية إن "الوقت قد حان لأن تضغط المنظمات الدولية لحقوق الإنسان والأمم المتحدة على النظام الإيراني للإفراج عن جميع سجناء الرأي والسياسيين".

وأوضحت الصحيفة أن هذه التطورات تشمل إضعاف القوات الموالية الإيرانية في المنطقة، وعودة دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، وتضرر الدفاعات الجوية الإيرانية جراء هجوم إسرائيلي، إضافةً إلى التقدم السريع للبرنامج النووي الإيراني خلال الأشهر الأخيرة.
وأضافت أن المسؤولين الإسرائيليين يعتبرون الوقت الحالي فرصةً استراتيجية لاتخاذ هذا القرار المصيري.

قال رئيس مجلس خبراء القيادة في إيران، محمد علي موحدي كرماني: "قال المرشد إن التفاوض مع أميركا لن يحل أياً من مشاكلنا، وهذا استناداً إلى فهمه الدقيق للوضع". وأضاف كرماني: "بقوة الدعاء نستطيع إصلاح أنفسنا والبلاد واستعادة كرامتنا المفقودة".

قال كمال خرازي، أحد كبار مستشاري السياسة الخارجية للمرشد الإيراني علي خامنئي، إن إيران ستواصل تحدي أوامر الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتسلطة، مؤكدًا أن طهران مستعدة لإجراء محادثات قائمة على الاحترام المتبادل.
وتبدو تصريحات وزير الخارجية الإيراني الأسبق، كمال خرازي، أمس الأربعاء 26 فبراير (شباط)، إشارة إلى بعض المرونة في موقف إيران تجاه المحادثات مع الولايات المتحدة، وهو ما رفضه خامنئي بشكل صريح هذا الشهر.
ونقلت وكالة "إرنا" الرسمية عن خرازي قوله يوم الأربعاء: "نحن لا نهرب من التفاوض؛ فقد تفاوضنا مرات عديدة من قبل. ومع ذلك، فإن الخضوع للمطالب المفرطة وإملاءات الآخرين لا يتوافق مع روحنا الثورية والإيرانية".
وأضاف: "في الوقت الحالي، لا يوجد خيار سوى التحلي بأقصى درجات الصبر، ما لم تنشأ ظروف يظهر فيها الطرف الآخر استعدادًا حقيقيًا للتفاوض بدلاً من الإملاء".
وقد أعاد ترامب فرض حملة "الضغط الأقصى" من العقوبات التي انتهجها في ولايته الأولى، ولوّح بخيار عسكري ضد برنامج إيران النووي المثير للجدل، مما دفع وزير الخارجية عباس عراقجي إلى التأكيد على أن طهران لن تدخل في محادثات تحت التهديدات والضغوط.
وقال مستشار خامنئي: "أسلوب السيد ترامب يتمثل في فرض إرادته من جانب واحد، وتوقع أن يطيع الآخرون أوامره ببساطة. نحن نشهد هذا النهج حتى فيما يتعلق بأوروبا اليوم".
وتابع: "يجب أن نقاوم حتى يقتربوا منا ليس بالاستعلاء والضغط والعقوبات، بل على أساس مبدأ المساواة والاحترام المتبادل".
ويترأس خرازي المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، وسبق أن ألمح إلى أن إيران قد تتخلى عن موقفها المعلن بشأن عدم السعي لامتلاك أسلحة نووية.
يُذكر أن أعضاء هذا المجلس يتم اختيارهم مباشرة من قبل المرشد خامنئي، وغالبًا ما تُمهّد تقاريره وتوصياته لتحولات كبيرة في سياسة النظام الحاكم.
وكان خرازي قد صرّح العام الماضي بأن إيران قادرة على إنتاج أسلحة نووية، وأن تهديدًا وجوديًا قد يدفع إلى إعادة النظر في فتوى خامنئي بحرمة امتلاكها.

ركزت وزارة الخزانة الأميركية، منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، على استهداف "الأسطول المظلم" الإيراني من ناقلات النفط الخام الضخمة جدًا (VLCCs) بسعة 300,000 طن (2 مليون برميل)، رغم أن أحدث العقوبات الأميركية على الناقلات المرتبطة بإيران بدأت في أكتوبر (تشرين الأول).
على سبيل المثال، نصف الناقلات التي فُرضت عليها العقوبات في ديسمبر (كانون الأول) الماضي كانت من طراز "VLCC"، وفي جولتي العقوبات اللتين فرضتهما إدارة ترامب الجديدة هذا الشهر، كانت 6 من أصل 16 ناقلة مستهدفة من نفس الفئة. لكن لماذا تستهدف العقوبات هذا النوع من الناقلات؟
يمكن للناقلة "VLCC" أن تحمل ما يعادل ضعفين إلى أربعة أضعاف حمولة ناقلة من طراز "أفرا ماكس" أو "بانا ماكس"، وما يصل إلى 8-10 أضعاف ناقلة من طراز "هاندي سايز"، مما يجعلها ضرورية لشحنات النفط الإيرانية غير المشروعة.
ووفقًا لبيانات تتبع ناقلات النفط، وبعد العقوبات الأميركية الأخيرة في فبراير (شباط) الجاري، تم إدراج حوالي 62 في المئة من أصل 126 ناقلة "VLCC" متورطة في تهريب النفط الإيراني في القائمة السوداء.
في الوقت نفسه، تخلى بعض مشغلي هذه الناقلات الضخمة مؤخرًا عن السوق الإيرانية لصالح نقل النفط الروسي بسبب ارتفاع أسعار الشحن للخام الروسي.
وكشف تحقيق أجرته "إيران إنترناشيونال" أن 7 من أصل 13 ناقلة تعرضت للعقوبات في فبراير توقفت عن العمل خارج المحطات النفطية الإيرانية أو الصينية.
طريق إدارة ترامب الطويل
على الرغم من أن العقوبات المشددة زادت من تعقيد عمليات نقل النفط لناقلات "VLCC "الإيرانية، إلا أن القول بأن صادرات إيران النفطية ستتعرض لانخفاض كارثي سيكون مبالغًا فيه.
حددت منظمة "متحدون ضد إيران النووية" (UANI) وجود 503 ناقلات بسعة إجمالية تبلغ 61 مليون طن من النفط (أكثر من 350 مليون برميل)، لكن العقوبات الحالية تغطي أقل من 45% من هذه السعة الإجمالية.
ويشير تحقيق أجرته "إيران إنترناشيونال" إلى أنه للحفاظ على معدل نقل النفط اليومي البالغ 1.3 مليون برميل، كما هو الحال في الأشهر الأخيرة، تحتاج إيران إلى 45 ناقلة "VLCC". ومع ذلك، لا تزال هناك 47 ناقلة "VLCC" مرتبطة بتهريب النفط الإيراني لم تشملها العقوبات حتى الآن.
في غضون ذلك، تجاوز عمر عشرات الناقلات من طراز "VLCC" في العالم 20 عامًا خلال العام الماضي، ويبلغ متوسط سعر كل منها 25 مليون دولار.
وقد يتمكن مشغلو "الأسطول المظلم" من شراء بعض هذه السفن القديمة. ومن الجدير بالذكر أن عدد الناقلات الأجنبية المتورطة في تهريب النفط الإيراني قد ارتفع سبعة أضعاف خلال السنوات الخمس الماضية.
في يناير (كانون الثاني)، حظرت الصين الناقلات الخاضعة للعقوبات من الرسو في ميناء شاندونغ، وهو أكبر محطة استيراد للنفط الإيراني. ونتيجة لذلك، انخفضت عمليات تفريغ النفط الإيراني إلى 850,000 برميل يوميًا.
ومع ذلك، أدى تحول في السياسة الصينية إلى خصخصة جزء من الميناء، مما سهل استقبال شحنات النفط الخاضعة للعقوبات.
ونتيجة لذلك، قفزت عمليات تفريغ النفط الإيراني في الصين إلى أكثر من 1.7 مليون برميل يوميًا في فبراير (شباط)، وفقًا لشركة "كيبلر" المتخصصة في معلومات الأسواق.
وهذا يشير إلى أن الولايات المتحدة لا تزال أمامها طريق طويل لتحقيق ما وصفه وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت بـ"هدف خفض صادرات النفط الإيرانية بنسبة 90 في المائة".
في وقت سابق، قدرت عدة شركات تتبع ناقلات النفط، في مقابلات مع "إيران إنترناشيونال"، أن صادرات إيران اليومية قد تنخفض بمقدار الثلث في الأشهر المقبلة، لكنهم جميعًا اتفقوا على أن تحقيق هذا السيناريو يعتمد بشكل كامل على تعاون الصين مع الولايات المتحدة.
الوضع الصعب لإيران
بينما يركز المحللون الأجانب ووسائل الإعلام في الغالب على حجم صادرات النفط الإيراني، فإن القضية الأكثر أهمية لإيران- وللولايات المتحدة أيضًا- هي عائدات النفط.
تشير بيانات تتبع الناقلات إلى أن حجم صادرات إيران قد انخفض بنحو 25% في الأشهر الأخيرة. ومع ذلك، تُظهر البيانات المالية الداخلية أن عائدات النفط الإيراني انخفضت إلى النصف، لتصل إلى أقل من 1.8 مليار دولار شهريًا.
وهذا يكشف بوضوح عن التكاليف الباهظة التي تكبدتها إيران للالتفاف على العقوبات الأميركية في الأشهر الأخيرة.
في الوقت نفسه، اعترفت معصومة آقا بور، المستشارة الاقتصادية للرئيس الإيراني، في 25 فبراير (شباط)، أي بعد يوم واحد من فرض أحدث العقوبات الأميركية على الشركات والناقلات المرتبطة بالنفط، بأن البلاد تعاني من نقص حاد في العملات الأجنبية.
وقالت: "لدينا مشكلة في العملات. دعونا نكون صريحين. ترامب لعب دورًا رئيسيًا في سوق العملات لدينا. لقد أصبح الوضع أكثر صعوبة بشكل كبير خلال الأسبوعين الماضيين".
منذ أوائل سبتمبر (أيلول) الماضي، فقدت العملة الإيرانية نصف قيمتها بسبب التطورات الإقليمية وفوز ترامب في الانتخابات، حيث تعهد بتقليص صادرات النفط الإيرانية بشكل كبير.