ووفقًا للتقرير الذي نُشر أمس الجمعة 28 فبراير (شباط) 2025، أُشير إلى أن سبب زيادة واردات النفط الخام من إيران وروسيا أن ناقلات النفط غير الخاضعة للعقوبات الأميركية أصبحت بديلًا للسفن التي تم فرض عقوبات عليها من قبل الولايات المتحدة، وذلك بسبب العوائد المالية الكبيرة.
وقد ساهم ذلك، بحسب مصادر تجارية، في تقليل المخاوف بشأن العرض العالمي للنفط، الذي كان قد تسبب سابقًا في زيادة أسعار النفط العالمية.
ومنذ أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، فرضت واشنطن عدة جولات من العقوبات على السفن والكيانات المرتبطة بالنفط الإيراني والروسي. وقد أدى ذلك إلى تعطيل تجارة هذين البلدين مع كبار المستوردين مثل الصين والهند. وفي حزمة العقوبات التي وُقّعت في 10 يناير (كانون الثاني)، تم استهداف أكثر من 140 ناقلة نفط، وهو ما يشكل حوالي 42 في المائة من إجمالي صادرات النفط البحرية الروسية، مما أدى إلى زيادة كبيرة في أسعار شحنات النفط.
زيادة صادرات النفط الإيراني إلى الصين
في الأثناء، تزايدت صادرات النفط الإيراني إلى الصين مؤخرًا. وفقًا لبيانات شركة "فورتيكسا" (Vortexa)، وبلغ متوسط واردات الصين من النفط الإيراني في الفترة من 1 إلى 20 فبراير 2025 نحو 1.4 مليون برميل يوميًا، في حين كانت واردات يناير قد انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ عامين، حيث كانت أقل من 800 ألف برميل يوميًا.
وقد تجاوز حجم النفط الإيراني الذي تم شحنه إلى محافظة شاندونغ الصينية 1.1 مليون برميل يوميًا، متفوقًا على متوسط عام 2024.
كما تظهر بيانات شركة "كبلر" (Kpler) أن واردات الصين من النفط الإيراني في فبراير 2025 بلغت 771 ألف برميل يوميًا، بزيادة عن 692 ألف برميل يوميًا في يناير.
ومنذ أواخر يناير، تم تفعيل ما لا يقل عن 8 ناقلات ضخمة تمت إضافتها حديثًا إلى الأسطول غير الرسمي أو كانت في حالة توقف منذ بداية عام 2024، لتسهيل نقل النفط من سفينة إلى أخرى بين ماليزيا والصين.
ومع ذلك، يُتوقع أن تؤدي الضغوط المتزايدة من قبل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على صادرات النفط الإيراني إلى تقليص الإمدادات إلى الصين وبالتالي تقليص إنتاج النفط الإيراني في الأشهر المقبلة.
زيادة واردات الصين من النفط الروسي
وفقًا لبيانات شركة "فورتيكسا"، تضاعفت تكاليف النقل لناقلات النفط التي تنقل نفط "إس بي أو" من ميناء كازمينو في شرق روسيا إلى الصين، بين 11 يناير و20 فبراير 2025.
وقد أدى ارتفاع أسعار النقل إلى إدخال ما لا يقل عن 17 ناقلة غير خاضعة للعقوبات إلى هذا المسار. بعض هذه السفن كانت قد انحرفت من مسارات أخرى خاضعة للعقوبات، لا سيما من منطقة البلطيق، أو كانت تقوم بنقل منتجات نفطية.
وأظهرت بيانات شركة "إل إس إي جي" (LSEG) أن 11 ناقلة غير خاضعة للعقوبات انضمت إلى مسار نقل النفط الروسي إلى الصين، بما في ذلك ناقلتي "سيرينا" (Serena) و"ناكسوس" (Naxos)، اللتين كانتا تنقلان النفط الروسي إلى الهند في السابق.
وقال تاجر مقيم في الصين يعمل مع موردين روس ويرغب في عدم الكشف عن هويته: "ارتفاع تكاليف النقل بشكل كبير بعد العقوبات دفع المزيد من السفن لدخول هذه السوق. واستغل مالكو السفن هذه الفرصة وقاموا بشراء المزيد من السفن."
وتتراوح أسعار تأجير ناقلات النفط على مسار شرق روسيا إلى شمال الصين الآن بين 4 و4.5 مليون دولار. ووفقًا لبيانات "فورتيكسا"، عادت تحميلات النفط الخام "إس بي أو" في فبراير إلى 920 ألف برميل يوميًا، بعد أن كانت 860 ألف برميل يوميًا في يناير.
وقد حدث هذا في وقت انخفضت فيه شحنات نفط "إس بي أو" إلى الصين في فبراير إلى 780 ألف برميل يوميًا، مما أدى إلى تراجع إجمالي واردات النفط الروسي إلى أدنى مستوى لها منذ ديسمبر 2022.
بالإضافة إلى ذلك، أصبح النقل بين السفن لنفط "سوكول" (Sokol)، المنتج في منطقة سخالين الروسية، أمرًا شائعًا في خليج ناخودكا.
وفي بداية فبراير، قامت ناقلة النفط العملاقة "دابان" (Daban) بتحميل حوالي مليوني برميل من النفط من ثلاث ناقلات أصغر. وكانت هذه السفينة، التي كانت تستخدم سابقًا لنقل النفط الإيراني إلى الصين، قد شوهدت آخر مرة في مسار يانتاي.
ووفقًا لـ"رويترز"، دخلت محطات جديدة- بما في ذلك في دونغيينغ وشاندونغ وزوشان في شرق الصين- حيز التشغيل لتفريغ الشحنات النفطية الخاضعة للعقوبات.
ومع ذلك، أفادت التقارير بأن إحدى هذه المحطات، التي تديرها شركة "وينتايم للطاقة" (Wintime Energy) في ميناء هوى تشو في جنوب الصين، قد توقفت مؤقتًا عن قبول السفن الخاضعة للعقوبات.
من العوامل الأخرى التي ساعدت في زيادة صادرات النفط الروسي هو انخفاض تكرير النفط في روسيا بسبب الهجمات بالطائرات المسيرة الأوكرانية، مما جعل النفط المتاح للتصدير أكثر وفرة.
وقال ريتشارد برونز، رئيس قسم الجغرافيا السياسية في شركة "إينرجي أسبيكتس" (Energy Aspects)، إن انخفاض صادرات النفط الروسي إلى تركيا ووجهات أخرى أدى إلى زيادة إمدادات نفط "أورال" إلى الصين.