محامي الطالب الإيراني المعتقل في أميركا يؤكد أن موكله لم يشارك في الاحتجاجات الجامعية

أعلن محامي طالب الدكتوراه الإيراني في جامعة ألاباما، علي رضا دورودي، الذي اعتقلته السلطات الأميركية، أن موكله لم يشارك في أي احتجاجات أو تجمعات جامعية، على عكس الطلاب الآخرين، الذين تم اعتقالهم أيضًا.

وقد اعتُقل الطالب الإيراني، علي رضا دورودي (32 عامًا) يوم الثلاثاء 25 مارس (آذار) الجاري، الساعة الثالثة فجرًا (بالتوقيت الأميركي) في شقته؛ بسبب إلغاء تأشيرته في عام 2023 من قِبل موظفي الهجرة.

وصرح المحامي ديفيد روزاس، الذي يتولى الدفاع عن دورودي، قائلاً إنه لا يعرف سبب إلغاء تأشيرة موكله، لكنه أكد أن علي رضا يمكنه البقاء في الولايات المتحدة، طالما كان طالبًا.

وأضاف روزاس: "لم يتم اعتقاله بسبب ارتكاب أي جريمة، ولم يشارك في أي احتجاجات ضد الحكومة الأميركية. هو موجود في الولايات المتحدة بشكل قانوني ويدرس لنيل درجة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية لتحقيق حلمه".

وسبق أن تم اعتقال عدد من الطلاب في الولايات المتحدة؛ بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين في الحرم الجامعي، كما تم تهديد بعضهم بالترحيل من البلاد.

وأعلنت وزارة الأمن الداخلي الأميركية، يوم الجمعة 28 مارس، أن السلطات المختصة بتطبيق قوانين الهجرة قامت باعتقال دورودي، بسبب إلغاء تأشيرته.

وذكرت الوزارة، في بيان لها، دون الخوض في تفاصيل إضافية: "هذا الشخص يثير مخاوف أمنية كبيرة على مستوى الأمن القومي".

وأكد محامي دورودي أنه لم يتم إبلاغه بأي اتهام يتعلق بقضايا أمنية تخص موكله.

وقال المحامي المختص في قضايا الهجرة في لوس أنجلوس، كارل شوسترمان، الذي لا ينوب عن دورودي في هذه القضية، إن إلغاء تأشيرات الطلاب في السنوات الأخيرة بسبب ارتكابهم جرائم مثل القيادة تحت تأثير الكحول أصبح "شائعًا نسبيًا"، وهو ما يؤدي إلى حرمانهم من دخول الولايات المتحدة مرة أخرى، ولكن إذا استمروا في الدراسة، فقد يُسمح لهم بالبقاء داخل البلاد.

وتشير السجلات القضائية المتاحة للجمهور في ولاية ألاباما إلى أن دورودي تعرض لغرامة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023؛ بسبب القيادة بسرعة مفرطة والقيادة الخطيرة، لكن ليس لديه أي سجلات جنائية أخرى.

ويُشار إلى أن دورودي محتجز حاليًا في سجن مقاطعة بيكنز، في كارلتون بولاية ألاباما، ويُخطط لنقله إلى مركز احتجاز إدارة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) في جنيف بولاية لويزيانا، وهي بلدة صغيرة يبلغ عدد سكانها نحو خمسة آلاف نسمة وتقع بعيدًا عن أي مدينة كبيرة.

تفاصيل الاعتقال

قال محامي دورودي إن موكله اعتقد في البداية أن هناك هجومًا على منزله عندما جاء رجال وحدة التحقيقات الأمنية الوطنية التابعة لإدارة الهجرة والجمارك (ICE) وطرقوا بابه، فجر الثلاثاء الماضي.

وأبلغ رجال الوحدة دورودي أثناء احتجازه بأنه وبسبب كونه مواطنًا إيرانيًا ومضى وقت طويل منذ إلغاء تأشيرته، فإنه لا ينبغي له البقاء في الولايات المتحدة. ورد دورودي قائلاً إنه طالب، فأجابه الموظفون: "يمكنك تقديم دليل على كونك طالبًا أمام المحكمة".

وقال بعض الجيران، الذين رفضوا الكشف عن هوياتهم لوكالة أسوشيتد برس، إنهم استيقظوا على صوت الطَرق خلال عملية الاعتقال، وكانوا مرعوبين.

وأكدت جامعة ألاباما اعتقال أحد طلابها خارج نطاق الحرم الجامعي، وقالت في بيان: "الطلاب الدوليون الذين يدرسون في هذه الجامعة هم أعضاء ذوو قيمة في المجتمع الجامعي. الجامعة تتبع دائمًا قوانين الهجرة وتستمر في التعاون مع السلطات الفيدرالية".

وبحسب تصريحات المحامي، فمن من المقرر عقد جلسة استماع بشأن قضية الهجرة الخاصة بدورودي في أوائل إبريل (نيسان) المقبل.

وعبر المحامي عن قلقه من أن غياب دورودي عن صفوف الجامعة قد يؤدي إلى فقدان وضعه كطالب.

وجدير بالذكر أن دورودي تخصص في دراسة هندسة المعادن، وقد عمل سابقًا للحصول على درجة الماجستير في جامعة أمير كبير بطهران. وبدأ دراسته في جامعة ألاباما في فبراير (شباط) 2023، ومر أكثر من عامين على إقامته في الولايات المتحدة.