وقالت السفارة الصينية، في تصريح لصحيفة "إسرائيل هيوم" ردًا على تقرير حديث نشره موقع "ميدل إيست آي"، إن "محتوى هذا التقرير غير صحيح. الصين تُعارض مبدأ انتشار أسلحة الدمار الشامل وأنظمة إطلاقها، وتؤكد باستمرار على التنفيذ الصارم لأنظمة الرقابة على الصادرات وعدم الانتشار".
وأضاف البيان: "الصين لا تصدر أبدًا أسلحة إلى دول في حالة حرب، وتفرض رقابة صارمة على تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج العسكري والمدني. وبصفتها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن الدولي، تتصرف الصين بمسؤولية فيما يتعلق بتصدير المواد المتعلقة بالشؤون العسكرية".
جاء هذا النفي في أعقاب تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" يوم الإثنين 7 يوليو (تموز)، نقلاً عن مصدر دبلوماسي عربي، زعم أن الحكومة الصينية نقلت أنظمة صواريخ أرض-جو متطورة إلى إيران خلال الأسابيع التالية لاتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل في 24 يونيو (حزيران)، وأن النظام الإيراني أرسل شحنات نفطية إلى الصين مقابل هذه المعدات.
وزعم التقرير أن نقل الأسلحة من الصين إلى إيران يشير إلى توسع التعاون العسكري بين طهران وبكين، وعلى الرغم من أن المصادر العربية امتنعت عن ذكر العدد الدقيق للأنظمة التي تم تسليمها، إلا أنها أكدت أن الدفع تم عبر شحنات النفط الخام.
وأفادت مصادر عربية مطلعة لموقع "ميدل إيست آي" أن الدول العربية الحليفة لأميركا على علم بهذه الصفقة، وأن البيت الأبيض على دراية بجهود النظام الإيراني لإعادة بناء بنيته التحتية للدفاع الجوي.
وتشير التقارير إلى أن جزءًا كبيرًا من أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية تضرر خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، حيث سيطر الجيش الإسرائيلي في الأيام الأولى على الأجواء الغربية لإيران وحتى المجال الجوي لطهران.
وعلى مدى السنوات الماضية، اعتمدت إيران بشكل رئيسي على أنظمة دفاع جوي روسية الصنع مثل "إس-300" ونماذج مطورة محليًا، لكن بعد التدمير الواسع لهذه البنية التحتية، تسعى طهران الآن إلى بدائل، بما في ذلك أنظمة صينية الصنع.
ووفقًا للتقرير، يُحتمل أن يكون أحد الأنظمة التي تم تسليمها هو نظام "إتش كيو-9" الصيني الصنع، وهو نظام أثبت فعاليته في السابق خلال الاشتباكات بين الهند وباكستان، حيث وردت تقارير عن إسقاطه لعدة طائرات رافال فرنسية متطورة.
يُذكر التقرير أن الصين هي أكبر زبون للنفط الإيراني، حيث تستحوذ على حوالي 90% من إجمالي صادرات النفط الإيراني.
وبموجب اتفاقيات سابقة للحرب بين الطرفين، كان من المفترض أن توفر الصين المواد الأولية والقطع اللازمة لإنتاج مئات الصواريخ الباليستية لإ يران.
في سياق الحرب الأخيرة، أدانت وزارة الخارجية الصينية إسرائيل في مواقف علنية، لكن رئيس الصين، شي جين بينغ، تجنب التصريحات المتشددة، واكتفى بالدعوة إلى إنهاء الحرب وخفض التوترات.