ووفقًا لتصريحات السوداني فإن القوات الأمنية العراقية أحبطت 29 محاولة لهذه الجماعات لإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة على إسرائيل والقواعد الأميركية.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس"، الثلاثاء 29 يوليو (تموز) في تقرير لها أن السوداني نجح منذ قرابة عامين في إبقاء بلاده على هامش الصراعات العسكرية، رغم أن حروبًا كانت دائرة بالقرب منها.
ويتطلب هذا الموقف الحفاظ على توازن في علاقات بغداد مع دولتين رئيسيتين لكن عدوتين لبعضهما: أميركا وإيران.
وأضافت "أسوشيتد برس" أن الاستمرار في هذا النهج بات أكثر صعوبة، لا سيما بعد بدء الحرب التي استمرت 12 يومًا والهجمات التي شنتها إسرائيل والولايات المتحدة على إيران.
وفي حديثه لـ"أسوشيتد برس"، شرح السوداني كيف نفّذ هذه الإجراءات، وما خطته لاحتواء هذه الجماعات في المستقبل، ولماذا يسعى إلى تقارب أكبر مع إدارة دونالد ترامب، رغم أنه لا يزال يحتفظ بعلاقاته مع الأحزاب المقرّبة من طهران التي أوصلته إلى الحكم في عام 2022.
مساعٍ للبقاء بعيدًا عن الصراعات
زقال السوداني في هذه المقابلة إنه بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على إيران وردّ طهران، حاولت جماعات مسلحة في العراق إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة نحو إسرائيل والقواعد التي تتمركز فيها القوات الأميركية في العراق.
وأضاف، دون الإشارة إلى مزيد من التفاصيل، أن القوات الأمنية العراقية نجحت في إحباط هذه الهجمات 29 مرة.
وقال السوداني: "كنا نعلم أن الحكومة الإسرائيلية كانت لديها، ولا تزال، سياسة تهدف إلى توسيع رقعة الحرب في المنطقة، لذا حرصنا على ألّا نمنح أي طرف ذريعة لاستهداف العراق".
وأضاف رئيس الوزراء العراقي أن حكومته أجرت اتصالات مع قادة النظام الإيراني، وطلبت منهم التزام التهدئة وتهيئة الأجواء للحوار والعودة إلى المفاوضات.
إحدى أكثر القضايا تعقيدًا التي تواجه السوداني هي كيفية التعامل مع قوات "الحشد الشعبي"، وهو ائتلاف يتألف في معظمه من جماعات شيعية مدعومة من النظام الإيراني، وقد تشكّل لمحاربة تنظيم داعش.
وقد أُدرج هذا الائتلاف رسميًا تحت قيادة الجيش العراقي في عام 2016، لكنه ما زال يعمل فعليًا باستقلالية كبيرة.
ويجري البرلمان العراقي مراجعة لمشروع قانون يهدف إلى تثبيت العلاقة بين الجيش والحشد الشعبي، وهو أمر أثار اعتراض الولايات المتحدة.
وقد حذّرت وزارة الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي في بيان لها من أن هذا القانون سيؤدي إلى "إضفاء الطابع المؤسسي على نفوذ إيران والجماعات المسلحة الإرهابية"، ما من شأنه أن يضعف سيادة العراق.
في المقابل، دافع السوداني عن هذا المشروع، واعتبره جزءًا من مساعٍ لضمان حصر السلاح بيد الدولة.
وقال: "يجب أن تعمل المؤسسات الأمنية ضمن إطار القوانين، وأن تخضع لها وتكون مسؤولة أمامها".