وفي يوم الاثنين، 3 نوفمبر (تشرين الثاني)، نظم متقاعدو شركة الاتصالات الإيرانية تجمعات ومسيرات احتجاجية في مدنٍ مثل: سنندج، شيراز، تبريز، أورمية، أصفهان، زنجان، كرمانشاه، طهران، وهمدان.
ورفع المشاركون شعارات من بينها: "لقد نهبوا شركة الاتصالات وسلموها للذئاب"، و"الشركة أصبحت ممزقة، والنهب مستمر"، و"أكلوا حقوقنا واشتروا بها من ديجي كالا"، معبرين عن احتجاجهم على سياسات "هيئة تنفيذ أوامر الإمام" و"مؤسسة تعاون الحرس الثوري"، اللتين تعدان من كبار المساهمين في الشركة.
كما ردد بعض المتقاعدين شعارات أخرى مثل: "كل هذا الظلم، ما رآه أي شعب من قبل"، و"أيتها الشركة المربحة، أين ذهبت أرباحك؟"، و"حسين حسين شعارهم، والنهب والسرقة عملهم".
وعلى مدى السنوات الماضية، نظم موظفو ومتقاعدو الاتصالات عشرات الاحتجاجات بسبب تأخير دفع مستحقاتهم ومساعداتهم الرفاهية ومشكلات التأمين والخدمات الطبية، وطالبوا بمراجعة خطط مساواة الأجور.
وقد نظموا أكثر من مائة تجمع احتجاجي على مستوى البلاد خلال السنوات الأخيرة.
تجمع ممرضي كرمانشاه احتجاجًا على الظلم
نظمت مجموعة من ممرضي كرمانشاه، يوم الاثنين 3 نوفمبر، تجمعًا احتجاجيًا أمام مبنى جامعة العلوم الطبية في المدينة؛ احتجاجًا على عدم دفع مستحقات الحوافز وساعات العمل الإضافية المتأخرة منذ أكثر من عام، ونددوا بتجاهل المسؤولين لمطالبهم.
ونقلت وكالة "إيلنا" عن الممرضين المحتجين قولهم: "نحن نحتج على الظلم والتمييز وعدم الاهتمام بمطالبنا المستمرة منذ عام، ونطالب رئيس الجامعة بالرد علينا".
وكان هؤلاء الممرضون قد نظموا احتجاجًا آخر في 27 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بالتزامن مع "يوم الممرض".
وفي ذلك اليوم، ذكر "مجلس تنسيق احتجاجات الممرضين" أن المحتجين أكدوا أن رئيس الجامعة "بسبب انشغالاته الشخصية وإدارته عديمة الكفاءة" لم يحضر إلى مكان التجمع، وأظهر لا مبالاته بشكل واضح.
وعلى مدى السنوات الماضية، نظم الممرضون وأفراد الطواقم الطبية في إيران مرارًا تجمعات واعتصامات وإضرابات احتجاجًا على عدم تلبية مطالبهم.
تجمع موظفي شركة نفط "الجرف القاري"
أفاد موقع "هرانا"، المعني بحقوق الإنسان في إيران، بأن مجموعة من موظفي شركة نفط الجرف القاري الإيرانية في منطقة لاوان نظموا، يوم الاثنين 3 نوفمبر، تجمعًا احتجاجيًا.
وطالب المحتجون بإصلاح رواتب الموظفين ذوي الأجور الدنيا، وإعادة صرف كامل المخصصات الخاصة بالمناطق الجنوبية، بما في ذلك مخصصات "صعوبة الظروف المناخية" و"البعد عن الأسرة"، وإلغاء سقف سنوات التقاعد، واسترداد الضرائب الزائدة المقتطعة ودفع المستحقات المتأخرة.
وكان هؤلاء العمال قد نظموا احتجاجًا مشابهًا في 27 أكتوبر الماضي؛ اعتراضًا على انتهاك حقوقهم النقابية.
كما شددوا على ضرورة استقلال "صندوق تقاعد صناعة النفط" وإلغاء التمييز غير العادل بين الوظائف التشغيلية والمساندة.
احتجاج عمال مجزر ماكيان ألوان
ذكرت وكالة "إيلنا" الإيرانية، يوم الاثنين 3 نوفمبر، نقلاً عن مصادر عمالية، أن عمال مجمّع الصناعات الغذائية "طهران ماكيان ألوان" أضربوا عن العمل احتجاجًا على تأخر رواتبهم لثلاثة أشهر.
وقال العمال المحتجون إن أجورهم لم تُسدّد خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وأضافت "إيلنا" أن محاولات مراسلها للتحدث مع إدارة المجمّع أو مالكيه لمعرفة سبب تأخر دفع الأجور باءت بالفشل.
ويقع هذا المجزر على طريق خاوران في منطقة قاسم آباد طهران جي، ويُعد أحد مجازر مدينة ري، ويعمل فيه أكثر من 200 عامل، نحو 40 منهم من العمال المهاجرين الإيرانيين القادمين من محافظات مثل بلوشستان بحثًا عن العمل.
الوضع المعيشي المتدهور
أدى تدهور الوضع المعيشي للمتقاعدين، وأصحاب المعاشات، والممرضين، والعمال إلى ازدياد حاد في عدد هذه الاحتجاجات خلال السنوات الأخيرة.
وحذر أحد الاقتصاديين من أن معدل التضخم بنهاية هذا العام سيتجاوز 60 في المائة.
وبحسب التقرير السنوي لموقع "هرانا"، فقد سُجل خلال عامي (2024 و2025) ما لا يقل عن 3702 تجمع واحتجاج وإضراب في مجالات مختلفة، من بينها القضايا العمالية والمهنية والطلابية والبيئية والفكرية.
ويُظهر ذلك أنه على الرغم من وعود مسؤولي النظام الإيراني، وخاصة رئيس البلاد، مسعود بزشكيان، فإن الأوضاع المعيشية للإيرانيين تتدهور يومًا بعد يوم.