جواد ظريف يؤكد تمسك إيران ببرنامجها النووي "السلمي".. رغم الضغوط العسكرية

قال وزير الخارجية الإيراني الأسبق، جواد ظريف، إن الولايات المتحدة فشلت في إذلال إيران خلال الحرب التي جرت في يونيو، وأنه لا يمكن حل الجمود بين الطرفين إلا عبر مفاوضات جادة.

قال وزير الخارجية الإيراني الأسبق، جواد ظريف، إن الولايات المتحدة فشلت في إذلال إيران خلال الحرب التي جرت في يونيو، وأنه لا يمكن حل الجمود بين الطرفين إلا عبر مفاوضات جادة.
وخلال مؤتمر عقد في هيروشيما باليابان، أشار ظريف إلى أن صمود إيران في مواجهة الضغوط العسكرية والاقتصادية أظهر أن "عصر الهجمات السريعة والانسحاب قد انتهى".
وأضاف: "قوة عظمى تنفق أكثر من 800 مليار دولار سنويًا على جيشها لم تتمكن من إذلال إيران، التي تخصص أقل من 10 مليارات دولار للدفاع".
وأوضح: "في الواقع، اضطرت تلك القوة العظمى إلى إجلاء جميع أفرادها من قواعدها العسكرية المحيطة بإيران قبل أن تجرؤ على شن قصف متهور على منشآتنا المحمية".
وبدأت المحادثات الأميركية مع طهران حول برنامجها النووي المثير للجدل في وقت سابق من هذا العام بمهلة نهائية مدتها 60 يومًا. وفي اليوم الحادي والستين، أي 13 يونيو (حزيران)، شنت إسرائيل حملة عسكرية مفاجئة تلتها ضربات أميركية في 22 يونيو استهدفت مواقع نووية رئيسية في أصفهان ونطنز وفوردو.
هذا وتنفي إيران السعي لامتلاك أسلحة نووية، ووصفت الضربات بأنها غير قانونية.
وأشار ظريف إلى أن عقودًا من العقوبات والهجمات السيبرانية وعمليات الاغتيال فشلت في إرغام إيران على الاستسلام، مؤكدًا أن البرنامج النووي الإيراني ينبع من "الكرامة، لا من الردع".
وأضاف أن إصرار المرشد علي خامنئي على استمرار البرنامج ينبع من "المقاومة ضد الخضوع".
وقال: "بالنسبة له، لطالما كان الأمر يتعلق بشيء أعمق وأبقى: الكرامة".
ويبدو أن الحاكم البالغ من العمر 86 عامًا كرر تمسكه بخطّه المتشدد تجاه التقارب مع واشنطن، مؤكدًا أن الولايات المتحدة يجب أن تخرج من قواعدها العسكرية في المنطقة وتقطع علاقاتها مع إسرائيل لإصلاح العلاقات مع إيران.
وحث ظريف الولايات المتحدة على "التخلي عن وهم مطالبة إيران بالاستسلام غير المشروط" والانخراط في "مفاوضات حقيقية" لضمان أن يبقى البرنامج سلميًا.
كما دعا إلى إحياء الدبلوماسية عبر مبادرات قال إنه اقترحها لتعزيز التعاون النووي السلمي وبناء الثقة مع الغرب.
وشرح ظريف قائلاً: "أحد المقترحات العملية التي قدمتها في مقال حديث هو إقامة ميثاق لعدم الاعتداء بين إيران والولايات المتحدة".
وأضاف: "كما اقترحت قبل عدة أشهر إنشاء شبكة الشرق الأوسط للأبحاث والتقدم الذري، المعروفة باسم MENARA، وهي شبكة إقليمية تعاونية تهدف إلى منع انتشار الأسلحة النووية مع تعزيز التعاون النووي السلمي".
وطالبت الولايات المتحدة إيران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم محليًا، بينما تصر طهران على أن برنامجها النووي حق دولي.
وأشار ظريف إلى أن الشبكة ستضم "تحالفًا للتخصيب يجمع القدرات الحالية في جهد جماعي سلمي وشفاف"، مضيفًا أنها ستكون مفتوحة لجميع دول الشرق الأوسط المستعدة للتخلي عن الأسلحة النووية وقبول ضمانات صارمة.