وسط أزمة انعدام ثقة عميقة... إيران تطلق قناة عبرية لمواجهة الإعلام الإسرائيلي

أعلن المجلس الأعلى للثورة الثقافية في إيران أنّه وافق، برئاسة الرئيس مسعود بزشكيان، على إنشاء قناة تلفزيونية دولية ناطقة بالعبرية تابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون اليرانية.

أعلن المجلس الأعلى للثورة الثقافية في إيران أنّه وافق، برئاسة الرئيس مسعود بزشكيان، على إنشاء قناة تلفزيونية دولية ناطقة بالعبرية تابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون اليرانية.
وجاء في بيان المجلس أنّ القرار يندرج ضمن المصادقة على وثيقة بعنوان: "السياسات والإجراءات الوطنية الثقافية والاجتماعية والإعلامية والعلمية والتكنولوجية الخاصة بظروف البلاد في المرحلة الراهنة"، التي تمّ إبلاغها رسميًا من قبل الرئيس بزشكيان.
ووفقًا للقرار، فإن الهدف من تأسيس القناة العبرية هو: "الردّ المناسب على الدعاية الإعلامية الإسرائيلية ووسائل الإعلام التابعة لها".
كما تنص المادة الرابعة من القرار على أن الأساتذة والعلماء في المجالات ذات الصلة سيُوجَّهون لتلبية احتياجات القطاعين الأمني والعسكري الإيرانيين.
القناة العبرية بعد الحرب مع إسرائيل
يأتي إقرار إنشاء القناة بعد أشهر قليلة من الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، في حين تواجه مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أزمة حادة في قطاعها الخارجي منذ سنوات.
ففي فبراير (شباط) 2022، أفادت قناة "إيران إنترناشيونال" أن الهيئة كانت تخطط لإغلاق معظم مكاتبها الخارجية، مع احتمال الإبقاء فقط على مكتبي لندن ونيويورك.
وبعد شهر من ذلك التقرير، أُعلن رسميًا عن دمج الأقسام الإخبارية داخل المؤسسة في خطوة وُصفت بأنها إعادة هيكلة إجبارية بسبب العجز المالي وتراجع الجمهور.
ورغم تلك الأزمة، صرّح حينها بيمان جبلي، الذي كان يشغل منصب نائب الشؤون الخارجية في المؤسسة (قبل أن يصبح رئيسها لاحقًا)، قائلاً: "أولويتنا هي إطلاق قنوات جديدة، خاصة باللغتين الروسية والتصويرية (المرئية)، وسنحقق ذلك مستقبلًا".
وتسعى إيران منذ سنوات إلى توسيع نفوذها الإعلامي الخارجي من خلال إنشاء قنوات بلغات مختلفة. فقد أطلقت سابقًا شبكات بالإنجليزية والإسبانية والعربية، واستفادت من ذلك لزيادة ميزانية المؤسسة السنوية الخاضعة لإشراف المرشد علي خامنئي.
وفي يوليو (تموز) 2025، قال أحمد نوروزي، نائب رئيس المؤسسة للشؤون الخارجية، إنّ المسؤولين الغربيين "يرفضون تمامًا إجراء مقابلات أو مناقشات" مع وسائل الإعلام الإيرانية، مضيفًا: "إنهم يعرفون أن الحوار معنا يعني أن يُسألوا ويُحاسَبوا، لذلك يتهرّبون دائمًا من المواجهة الإعلامية".
وأشار إلى أنّ المؤسسة أجرت اتصالات ومراسلات مع بعض الدول "قد يصعب تصديقها" في إطار جهودها للتواصل الإعلامي.
أزمة ثقة وجمهور داخلي
على الرغم من تضاعف ميزانية المؤسسة ثلاث مرات في عام 2024، كشفت دراسة أجراها مركز "إيسبا" لاستطلاعات الرأي في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 أنّ 12.5 في المائة فقط من المشاركين يتابعون نشرات الأخبار عبر التلفزيون الرسمي. و11.5 في المائة فقط يشاهدون مسلسلاتها أو برامجها الترفيهية.
أما في عام 2017، فقد كانت نسبة الثقة بالهيئة تفوق 51 في المائة، ما يدل على تراجع كبير في شعبيتها ومصداقيتها بين الإيرانيين.