واعتقلت قوات الأمن الإيرانية المدافع عن حقوق الأطفال حسين میربهاری، وهو أحد مؤسسي جمعية حماية الأطفال العاملين والأطفال المشردين، في منزل شقيقته بطهران في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقالت منظمة "مركز حقوق الإنسان في إيران" ومقرها نيويورك، يوم الاثنين، إن میربهاری محتجز بدون توجيه تهم، ومُنع من التواصل مع عائلته ومحاميه، ولا يزال مكان احتجازه مجهولاً.
وقال هادي قائمي، المدير التنفيذي للمنظمة، في بيان: "الاعتقال غير القانوني لمیربهاری وإغلاق الجمعية يعكسان تفكيك النظام الإيراني لمنظمات المجتمع المدني الأخرى، ويعكسان جهوده المتزايدة للقضاء على أي منظمات مستقلة".
وأضاف أن إجراءات الحكومة تُظهر ما وصفه بـ"بلطجة النظام الإيراني الخارجة عن القانون"، متهمًا النظام بخوفه من "أي نشاط مجتمعي مستقل، مهما كانت أهميته".
وقد أغلقت قوات الأمن مكتب الجمعية في طهران في نفس يوم اعتقال میربهاری وصادرت المعدات وأجهزة الاتصال، مما أوقف عملياً أنشطتها.
وقد أفادت وسائل إعلام إيرانية، من بينها "امتداد"، لأول مرة عن إغلاق الجمعية واعتقال میربهاری في منتصف أكتوبر.
وكانت الجمعية تعمل بشكل قانوني منذ عام 2002 بعد حصولها على تسجيل رسمي من وزارة الداخلية، وقدمت التعليم والخدمات الصحية والدعم النفسي للأطفال الأكثر ضعفاً.
ودعت المنظمة الأمم المتحدة، و"اليونيسيف"، والاتحاد الأوروبي إلى الضغط على إيران لإطلاق سراح میربهاری فوراً والمطالبة بإعادة فتح الجمعية، مشيرة إلى حالته الصحية الهشة بعد العلاج الكيميائي.
ويأتي هذا الإغلاق في إطار ما وصفه المركز بتصعيد حملة السلطات الإيرانية لتجريم العمل الإنساني وإسكات المدافعين عن حقوق الأطفال والنساء والفئات المهمشة.
وقالت المنظمة إن الإغلاق أوقف بالفعل تعليم العديد من الأطفال الذين كانت الجمعية تدعمهم.
وتواجه إيران أزمة متفاقمة في عمالة الأطفال، حيث تتراوح التقديرات بين 1.5 و7 ملايين طفل عامل. وتشير الأرقام الرسمية الصادرة عن مركز أبحاث البرلمان الإيراني في 2023 إلى أن 15 في المائة من الأطفال في البلاد يعملون، بينما قدر مجلس مدينة طهران عدد الأطفال العاملين في العاصمة وحدها بـ70 ألف طفل.
وكانت جمعية حماية الأطفال العاملين والأطفال المشردين تُعد منصة قانونية نادرة للدفاع عن الأطفال العاملين والمشردين وتقديم الدعم لهم في جميع أنحاء إيران، مع وحدات متخصصة في التعليم والصحة والعمل الاجتماعي والبحث قبل إغلاقها القسري.
ويُعد هذا الإغلاق استمراراً للحملات السابقة على منظمات المجتمع المدني المستقلة في إيران.
إغلاقات سابقة للمنظمات غير الحكومية في إيران
في أبريل (نيسان) الماضي، أغلقت السلطات الإيرانية دار "مهر شمس آفرید" التي قدمت برامج دعم وتمكين للنساء الأكثر ضعفاً.
وفي أغسطس (آب) 2022، أغلقت إيران "معهد نور سبید هدایت للحد من الأضرار الاجتماعية"، وهو منظمة غير حكومية كانت تدعم النساء اللواتي يعانين من إدمان المخدرات والأطفال الأكثر ضعفاً في حي شوش جنوب طهران.
وأغلقت السلطات الإيرانية "خانه خورشید"، وهي منظمة تساعد النساء المدمنات في جنوب طهران، في مارس 2022.
وفي 2020، اعتقلت قوات الأمن الإيرانية شيرمين ميمندي نجاد، مؤسِّسة ومديرة أكبر منظمة لمكافحة الفقر في البلاد، وجمعية الإمام علي لإغاثة الطلاب الشعبية، وأغلقت مقرها بعد ذلك.
وفي أغسطس 2019، أغلقت السلطات الإيرانية منظمة خيرية مستقلة أخرى تدعم النساء والفتيات المهمشات في طهران، وهي "أميد مهر"، بالقوة.